رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. ثقيل الشمري: الوضوء والاستغفار والأعمال الصالحة تمحو الذنوب

أوضح الشيخ د. ثقيل ساير الشمري أن طبيعة الإنسان والنفس البشرية مجبولة على النقص والتقصير، ولما كان الذنب والخطأ من لوازم النقص البشري كان من فضل الله سبحانه وتعالى وحكمته ورحمته بعباده أن شرع لهم من الأعمال ما يكفر بها عن ذنوبهم، ويتجاوز بها عن سيئاتهم إذا أخلصوا لله عز وجل وحده ولم يشركوا به شيئا، لأن الله لا يغفر أن يشرك به «إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا». وأوضح الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن مكفرات الذنوب كثيرة، جعلها الله سبحانه وتعالى أسبابا يسلكها العبد المؤمن في الطريق إلى الله عز وجل ومن هذه المكفرات التوبة الصادقة «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون». إسباغ الوضوء وقال: من مكفرات الذنوب الوضوء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره»، إسباغ الوضوء أي غسل الأعضاء، الغسل الذي يعممها ولا يجعل أجزاء منها غير مغسولة، إسباغ الوضوء على المكاره، والمكاره التي يكرهها الإنسان لأسباب إما لشدة برد أو لشدة حر أو لمرض أو لعجز أو أي سبب من الأسباب، «إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط». وزاد القول: وفي الصحيحين من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ يوما ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لله لا يحدث فيهما نفسه أو قال لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه». وأشار إلى الحديث: يقول صلى الله عليه وسلم «من أحسن الوضوء ثم أتى إلى الجمعة واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام»، كل ذلك من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين العابدين الذين يقصدون الله سبحانه وتعالى طلبا للعفو والمغفرة. الاستغفار يكفر السيئات وأضاف الخطيب: ومن مكفرات الذنوب الاستغفار «ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما»، ويقول تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، ويقول سبحانه «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». وذكر الشيخ د. ثقيل الشمري أن من مكفرات الذنوب كذلك فعل الحسنات والأعمال الصالحات يفعلها العبد المؤمن ابتغاء وجه الله عز وجل فيمحو الله عنه ذنوبه، «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن»، وجاء في الحديث الآخر «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار». وأردف: ومن مكفرات الذنوب، عباد الله، ما يصيب المؤمن من ابتلاء ومصائب يصبر عليها ويحتسبها عند الله عز وجل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما يصيب المؤمن من نصب - والنصب هو التعب - ولا وصب - والوصب هو المرض أو الألم الشديد - ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، هذه مكفرات تكفر الذنوب الابتلاء والمصائب والهموم كلها تكفر الذنوب والسيئات. ولفت الخطيب أن من مكفرات الذنوب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، النبي عليه الصلاة والسلام الرحيم بأمته له شفاعة عظمى، وشفاعته يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباعه صلى الله عليه وسلم ومن المحبين له والسائرين على نهجه.

1556

| 28 يناير 2023

محليات alsharq
خطباء الجمعة: التسبيح والحمد يجلبان الرزق.. ومراقبة الله من كمال الإيمان

لم يقتصر وجودهم على العصور الأولى.. د. محمد المريخي في جامع الإمام: الأشقياء المضيعون لحقوق المسلمين في كل زمان أكد الداعية الدكتور محمد المريخي أن الأشقياء المضيعين لحقوق المسلمين موجودون في كل زمان ومكان ولم يقتصر وجودهم على العصر الإسلامي الأول.. وقال د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الشقاء إجرام وإرهاب وأذية لكل شيء وهو تضييع للمكتسبات وغفلة وغرور واستكبار وانصراف عن الدين وتعد لحدوده وإهمال لأوامره ونواهيه وملازمة للشيطان واعتماد وسوسته، وظلم للناس وتضييع للحقوق وفساد وقطع للصلة بالله. وأوضح أن الشقاء في حق الأمة إضعاف لها وإحراج وتضييع وتعطيل وبيع لها رخيص، وهو احتضان الأعداء وتقريبهم ومودتهم ومحبتهم والركون إليهم وتبليغهم مآربهم وغاياتهم. الشقي مضيع للأمانات وأكد أن الشقي هو المجرم الذي أشرب الإجرام والجريمة والخبث، ويتلذذ بتضييع الأمانات والممتلكات والبلاد والعباد، فقتل وظلم وضيق وحرم وفوت وآذى وأوبق وأهلك الحرث والنسل. وبين الخطيب أن الشقي هو الذي يشق على الأمة المحمدية ويضيق عليها، يخونها وينافقها ويخدعها ويمكن عدوها منها، مؤكدا أنهم كثر عبر عصور الأمة ومنذ بزوغ فجر الإسلام وهم يكيدون للإسلام والرسول وهذه الأمة، وكم أصاب الأمة من نكبات وهزائم ومصائب ومحن، وكم نزل بالأمة من الضيق والكدر بسببهم. دعوة على الأشقياء ولفت د. المريخي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على الأشقياء من الأمة فقال (اللهم من ولي أمراً من أمور أمتي فشق عليهم فاشقق عليه). وقال إن هؤلاء أشقياء لفداحة أفعالهم وكبير جرمهم، وقد بلغت أذيتهم في شخص رسول الله وأهله ونزلت بالمسلمين بسببهم من الضوائق ما لا تتحمله الجبال الرواسي عبر عصور الأمة وما زالت تئن من طعناتهم وخياناتهم. وأضاف: إذا أصابت الأمة البلوى سرتهم وإذا نزلت بالأمة السعة أو الراحة أغضبتهم وهم شر على الأمة، يعينون الأعداء عليها، كذابون مفترون فسقة، لا يرقبون في الأمة عهداً ولا ميثاقاً ولا أخوة ولا شرفاً ولا أدباً ولا خلقاً، ولقد أقض دين الله مضاجعهم وكدر عليهم شهواتهم فتنادوا أن اغدوا على الدين وأهله واطردوه من أرضكم إن كنتم فاعلين. وبين خطيب جامع الإمام أن الشقاء له أسباب ومسببات إذا فعلها المرء صار شقياً ومن هذه الاسباب: فساد الدين والمعتقد، فإن الشقي فاسد الدين والمعتقد، ولذلك يأتي بالطامات كـ ابن سلول عبدالله بن أبي المنافق، دفعه نفاقه ليفتري على الله ورسوله، ومسيلمة الكذاب وابن ملجم وغيرهم. وتابع د. المريخي: من الأسباب أيضا: ضعف العمل بالدين والهزال الكبير للدين عندهم، والجهل بمقامه، والنظرة المتدنية للمتدين، والغرور بالدنيا واستيلاء النفس الأمارة بالسوء وحب الشهوات، والركون إلى الفسقة والفجار والكفار والمتزندقة، وهؤلاء شر الناس. وأوضح أنه كما أن للشقاء أسباباً فإن له عاقبة، وإن الأشقياء لسخط الله عليهم في مرمى اللعنة والسخط في أي لحظة يؤخذون، وإن الأمة لتبغضهم وتلعنهم وتدعو عليهم ولا تزال تذكرهم بالسوء حتى بعد مماتهم، وتذكر قبحهم وتحذر من مناهجهم وأفكارهم وتصرفاتهم، لأنهم شؤم على الناس والأرض، بسببهم تذهب البركات وتقل الخيرات وتضيق الأرزاق، ظهورهم بلاء على الأمة وذهابهم فرج لها، أسوأ من مشى على الأرض. التوحيد أعظم كلمة.. محمد يحيى طاهر: التسبيح والحمد يجلبان الرزق للعبد أكد فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر في خطبة الجمعة بجامع الأخوين على عظم كلمة التوحيد وأنها التي تعمل على ثقل ميزان العبد يوم القيامة وتدخله الجنة.. وقال إن سبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق.. وفيما يلي بعض نصوص الخطبة. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلَ مَدِّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ! فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ قَالَ: لَا يَا رَبِّ! فَيَقُولُ: بَلَى؛ إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ؛ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ. وقال صلى الله عليه وسلم: إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بـ (لا إله إلا الله) فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السنوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة — أي مصمتة مغلقة — قصمتهن لا إله إلا الله — أي قسمتهن وكسرتهن —. وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق. وأنهاك عن الشرك والكبر. قال: قلت: أو قيل: يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر؟ — قال —: أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال: لا. قال: هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: لا. قيل: يا رسول الله فما الكبر؟ قال: سفه الحق — أي جهله، والاستخفاف به، وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة — وغمص الناس — أي احتقارهم والطعن فيهم والاستخفاف بهم —. من أعظم الأعمال.. د. محمود عبدالعزيز: مراقبة الله في السر من كمال الإيمان قال د. محمود عبدالعزيز إن مراقبة الله في السر من الأعمال الجليلة التي تنشأ عن اتصاف المؤمن بكمال الإيمان وكمال النصح فكلما زاد إيمان العبد زادت مراقبته لله. مستشهدا بقوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) وقوله سبحانه (يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ). وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس أن اتقاء الله ومراقبته في السر والعلانية عمل جليل ينفرد به خاصة أهل الإيمان الذين قدروا الله حق قدره وعظموه حق التعظيم وشاهدوا بقلوبهم قدرة الله عليهم وإحاطته بهم ورؤيته لهم وعلمه بحالهم وشدة عذابه ووعيده في الآخرة واستحضروا معية الله لهم في كل الأحوال. يعلم السر وأخفى وزاد الخطيب بالقول: إذا تيقن العبد أن الله مطلع على سائر أحواله لا يخفى عليه شيء من حاله يعلم سريرته كما يعلم علانيته ولا يحجزه ساتر أو مانع من رؤيته أوجب له ذلك مراقبة الله في السر وخشيته كمال الخشية كما فعل النبي يوسف عليه الصلاة والسلام حين راودته امرأة العزيز في كمال غناها وجمالها وهو غلام عندها وفي سن الشهوة وخلوتهما محكمة بلا رقيب وهو تحت الوعيد والتهديد فامتنع وعصمه الله من الفاحشة مع كثرة الدواعي والمهيجات لشدة مراقبته ربه وقوة يقينه. وبين أن مراقبة العبد لله أن يستحضر العبد مشاهدة الله له في هذا الموقف وقربه له فينزجر عن فعل المعصية ويقبل على طاعة الله ويتزين له بحسن العمل ظاهرا وباطنا كما يتزين المرء عند لقاء الأمير والله أجل وأعظم.

2110

| 09 مارس 2018

محليات alsharq
خطبة الجمعة: الاستغفار علامة على التوفيق والاستقامة.. وفعل الخيرات من شيم الصالحين

سلاح المؤمن للتخلص من الخطايا.. د. محمد المريخي: الاستغفار علامة على التوفيق والاستقامة قال فضيلة د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بمسجد عثمان بن عفان بالخور: إن النفس وصفها الله تعالى بأنها أمارة بالسوء لأنها لا تفتر عن الوسوسة لصاحبها بالسوء، والشيطان وصفه المولى عز وجل بأنه العدو المبين الحاقد على ابن آدم الذي تعهد أمام ربه عز وجل بإغوائه وصده عن سبيل ربه وإضلاله، وكذلك الدنيا التي انفتحت أبوابها على مصاريعها فامتلأت بالخبث والخبائث والغرور والشرور. وقال: إن الله جعل لعبده المؤمن سلاحاً يجاهد هذه الثلاثة ويقاومها بها ويستعين به على السير في دروب الحياة إلى الممات، وما تسلح به أحد واعتده واعتمده إلا أفلح ونجا، إنه الاستغفار من الذنوب وهو طلب العفو والصفح ممن يملكه وحده وهو الله تبارك وتعالى فإنه لا يغفر الذنوب إلا هو سبحانه، به يخرج المؤمن من الذنوب بإذن الله ويتخلص من أوزارها. وذكر أن الله رغب في الاستغفار وحبب عباده إلى طلب العفو منه ببلاغهم مغفرته وقبوله للتوبة.. وأكد د. المريخي أن المولى عز وجل أخذ العهد على نفسه ألا يعذب من استغفره تائباً حيث يقول جل وعلا في محكم كتابه (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وقال: الاستغفار مطلوب من العبد دائماً ما دام حياً وهو علامة على التوفيق والاستقامة سواء كان على الإنسان ذنوب وسيئات أو لم تكن عليه ولا يخلو ابن آدم من خطأ. وبين خطيب مسجد عثمان بن عفان أن الاستغفار مطلوب في أدبار الصلوات وبعد الحج وسائر الطاعات وهو يكون إذا كثرت الذنوب وانتشرت الفتن واستحكمت الغفلة ونزلت البلاءات والمحن وعند ازدياد النعم والغفلة عن شكرها. تقصير الإنسان وتساءل د. المريخي: ما لنا لا نستغفر الله وقد ملأت ذنوبنا الأرض وبلغت سيئاتنا عنان السماء؟ ما لنا لا نستغفر الله وأكثرنا يأكل الربا أكلاً لمّا ويتعرض للحرام دوما، ويعيش في أحضان المزامير والأغاني ويطلق بصره وناظره فيما تبثه الفضائيات من السقوط الأخلاقي والأجساد العارية والسوءات والعورات المكشوفة ويرخي للسانه فيما لا يجوز من القول من الغيبة والنميمة والكذب والقول الفاحش ويتقول البعض على الله ورسوله ويقتحم أسوار الدين والشريعة ويرد الآيات والأحاديث ويحاول تغيير العقائد الراسخة التي جاء بها الوحي في الكفار وسائر المشركين؟ وشدد على أنه إذا كان الأولون يستغفرون من ذنوب قليلة فنحن أهل هذا الزمان أحرى وأولى أن نستغفر من ذنوب كبيرة وكثيرة. البحث عنها بعيداً عن الطاعة جري وراء السراب .. النعمة في جامع الإمام: السعادة في طاعة الله .. لا في مقتنيات الدنيا أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن السعادة الحقيقية، والحياة الهانئة المطمئنة إنما تكون بالإيمان بالله تعالى وطاعته، وإخلاص الدين له والخلوص من الأنداد والشركاء. وقال إن ‏الحياة الطيبة السعيدة، والعيشه الهنية الرضية، مطلب مهم، ومقصد أسمى، وغاية عظمى، يسعى إلى تحقيقها البشر، وتشرئب إلى سماعها النفوس، وتطمح ‏إلى تحقيقها وبلوغها الأفئدة. ‏وذكر الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب اليوم، أن السعادة في الحياة هدف سامٍ ينشده كل الناس، ولأجل هذا تعددت مشارب الناس ووسائلهم، وتنوعت أساليبهم وأفهامهم في البحث عن السعادة، والعيش في ظلالها. وقال النعمة إن كثيراً من الناس قد أخطأ الطريق، وزل بهم الفهم، في إدراك معنى السعادة الحقة، وتحقيق الحياة المطمئنة التي يرغب فيها، ويسعى لبلوغها، لأنه لم يسلك الطريق الذي رسمه الله تعالى في كتابه ووضحه رسوله ‏صلى الله عليه وسلم في حياته وسنته لنيل السعادة وتحقيقها. لا سعادة في الأموال وذكر أن من الناس من يبحث عن السعادة في جمع الأموال وتكفير العتاد، فيراها في تحصيل الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ومنهم من يبحث عن السعادة في المناصب والوجاهات، فيراها في الوظائف والمناصب، ومنهم من ينشد السعادة في كثرة الأولاد، وصحة الأجسام والمظاهر والشكليات، وفي الناس من لا يرى السعادة في الحياة إلا في كثرة اللعب واللهو، وتقطيع الأوقات، وإمضاء الساعات، والصفق في الأسواق. وقال إن أقواما طلبوا السعادة على مر العصور بطرق متعددة، ليست على هدي الله وهدي رسله ‏عليهم الصلاة والسلام، فكانت بعض هذه الطرق سبباً لدمارهم وهلاكهم. هنا السعادة إن السعادة الحقيقية، والحياة السعيدة ليست في شيء مما مضى كله وحده بدون توفيق الله، فقد شقي أناس ‏بأموالهم وأولادهم وأزوجهم، وشقي آخرون بعواقب مناصبهم ووظائفهم، وشقي آخرون بشهرتهم ولهوهم. ‏إن السعادة الحقيقية، والحياة الهانئة المطمئنة إنما تكون بالإيمان بالله تعالى وطاعته، وإخلاص الدين له والخلوص من الأنداد والشركاء. وأكد أن السعادة الحقيقية ‏هي في الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فمن ذاق طعم الإيمان، وعمل بطاعة الرحمن، فقد ذاق طعم السعادة، وعرف حياة الطمأنينة والراحة، جاء في صحيح مسلم أنه ‏صلى الله عليه وسلم قال: (‏ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا). تداعيات فقدان الإيمان وقال إن من ضيَّع نعمة الإيمان، وأعرض عن طريق الرحمن، وراح يبحث لنفسه عن سعادة موهومة في غير السنة والقرآن ‏شقي في الدنيا والآخرة. وذكر خطيب جامع الإمام أن ‏في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهي جنة الإيمان بالله وطاعته، والأنس والخلوة به وبعبادته وذكره، (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ). الإعراض عن الله سبب التعاسة وأكد عبدالله النعمة أن من أسباب التعاسة والشقاء الإعراض عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وارتكاب النواهي، وتضييع الأوامر. وأضاف: سلوا الأموات في قبورهم، وأرباب الأموال، ومن تمتعوا بالمناصب والشهرة والسلطان، سلوا الكفار والمنافقين، سلوهم بصدق: هل وجدوا السعادة التي كانوا ينشدونها؟، وهل حققوا الحياة التي كانوا يحلمون بها؟، ويسعون ليلهم ونهارهم في طلبها؟، والله لو أذن الله لهم فصدقوا، لقالوا مجتمعين: إن السعادة والراحة في الإيمان والطاعة، ولرددوا: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ). العزيمة القوية تعين على التقوى .. د. محمود عبدالعزيز: فعل الخيرات من شيم الصالحين قال د. محمود عبدالعزيز إن الشريعة الإسلامية حثت على المسارعة على فعل الخيرات واعتبرته من شيم الصالحين، مستشهدا بقوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ. ونقل د. محمود في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، قول ابن جرير الطبري: (أما قوله: فإذا عزمت فتوكل على الله، فإنه يعني: فإذا صح عزمك بتثبيتنا إياك، وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك ودنياك، فامض لما أمرناك به على ما أمرناك به، وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك، أو خالفها، وتوكل فيما تأتي من أمورك وتدع وتحاول أو تزاول على ربك، فثق به في كل ذلك، وارض بقضائه في جميعه، دون آراء سائر خلقه ومعونتهم، فإنَّ الله يحبُّ المتوكلين، وهم الراضون بقضائه، والمستسلمون لحكمه فيهم، وافق ذلك منهم هوى أو خالفه). وأوضح الخطيب أن من فوائد العزم والإصرار هو مظنة قبول الدعاء: فقوة العزم والجزم في الدعاء، وعدم تعليقه بالمشيئة من آداب الدعاء وأرجى للقبول. وبين أن قوة العزم والإصرار من وسائل تهذيب النفس، وتحصيل الأخلاق الفاضلة، وأشار إلى أنها أيضا تعين على تحقيق التقوى، وذلك بحمل النفس على فعل المأمورات وترك المنهيات، وهذه هي حقيقة التقوى، كما أنها تعين على ترك المعاصي. وقال إن العزم والإصرار من وسائل التخلص من تلبيس الشيطان ووسوسته: لأنه إذا كانت مهمة الشيطان هي الوسوسة، ومقصده منها (التشكيك والذبذبة والتردد، فإن عمومات التكليف تلزم المسلم بالعزم واليقين والمضي دون تردد. ولفت إلى أن العزم على ترك الذنب من شروط قبول التوبة، مبينا أن التوبة واجبة من كل ذنب ولها ثلاثة شروط: منها العزم على عدم العودة للذنب أبدًا. وتحدث د. محمود عن موانع اكتساب صفة العزم والإصرار، فأشار إلى أن منها مرض القلب وضعف النفس وانهزامها، مضيفا أنه إذا فقد القلب عزمه خارت قوى الجسد مهما كان قويًّا.

8949

| 02 فبراير 2018

محليات alsharq
د. محمد المريخي: المسلمون اليوم بحاجة للاستغفار المتواصل

قال الداعية د. محمد بن حسن المريخي إن أهل زماننا اليوم الأكثر حاجة للاستغفار وقال إنه إذا كان الأولون يستغفرون من ذنوب قليلة فنحن أهل هذا الزمان أحرى وأولى أن نستغفر من ذنوب كبيرة وكثيرة.. وذكر في خطبة الجمعة أمس أن الله جعل الاستغفار لمواجهة ومجاهدة النفس الأمارة والدنيا المتلونة المتقلبة والشيطان الرجيم. وقال إن الاستغفار ما تسلح به أحد واعتده واعتمده إلا أفلح ونجا من الذنوب.. وقال إن الاستغفار هو طلب العفو والصفح ممن يملكه وحده وهو الله تبارك وتعالى فإنه لا يغفر الذنوب إلا هو سبحانه، به يخرج المؤمن من الذنوب بإذن الله ويتخلص من أوزارها وهو من أكبر منن الباري عز وجل على عباده المؤمنين. وقال إن الله رغب في الاستغفار وحبب عباده إلى طلب العفو منه ببلاغهم مغفرته وقبوله للتوبة، يقول الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً). مكانة الاستغفار وبيّن الخطيب مكانة الاستغفار وقال بين رسول الله مكانة الاستغفار ومحبة الله له ولأهله فقال (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم). يقول الطيبي رحمه الله: المعنى أنه مثلما يحب الله أن يثيب المحسنين فإنه يحب أن يعفو عن المسيئين. وأضاف: ولأهمية الاستغفار أمر الله تعالى الرسل بتذكير أقوامهم بالاستغفار قولاً وعملاً. يقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين).

1009

| 21 أكتوبر 2017