رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
كذبة أبريل... بدعة تنافى الصدق والإيمان

المهندي: يجب التحلي بالصدق وتجنب الكذب وعدم تشجيع تفشيه د. فراج: سلوك مكتسب يبدأ بسيطا ويتطور حتى يصبح مرضا نفسيا شلتوت: الفكرة قديمة وتقوم على الخداع والتلاعب بأعصاب الناس الغزال: ظاهرة كذبة أبريل تشكل توترا وصراعا بين أفراد المجتمع الكبيسي: بدعة وعادة دخيلة على مجتمعنا وآثارها النفسية مدمرة الحول: يجب ألا نلتفت لهذه الأفكار لتعارضها مع الدين الإسلامي لامي: ليس من المروءة انجراف الإنسان خلف هذه العادات السيئة الدوسري: آثارها خطيرة وتعمل على تفكيك المجتمع وتقويض أواصر الأخوة كذبة أبريل.. لا أحد حتى الآن يستطيع أن يقول متى وأين وكيف ولماذا ظهرت هذه البدعة التي تمارس عادة في الأول من أبريل من كل عام وما تسببه من آثار نفسية واجتماعية على الفرد والجماعة؟ ومن الثابت علميا أنها أصبحت تقليدا يحتفل به بطريقة غير رسمية مع أول يوم في أبريل في معظم الدول العربية ولها مآس وطرائف يتناقلها الناس في كافة أنحاء العالم. "الشرق" استطلعت آراء مواطنين ومختصين في مجال علم النفس لمعرفة آرائهم حول هذه الظاهرة وما تفرزه من عقبات ومشاكل قد تقود في كثير من الأحيان إلى القطيعة بين الاخوان والأهل والأزواج فماذا قالوا: تبعات سيئة الدكتور فهد النعيمي أوضح أن كذبة أبريل اعتادت عليها الشعوب منذ القدم، وشخصيا لا أؤيد هذه العادة السيئة وذلك أننا كمسلمين يجب علينا التحلي بالصدق وتجنب الكذب وعدم تشجيع تفشيه في المجتمع لما له من تبعات سيئة على الجميع، والكذب يقلل من قيمة الشخص ومن احترامه لذاته واحترام الآخرين له، كما انه غالبا ما يتسبب في الخصام بين الأصدقاء أو زملاء العمل بسبب ما يتضمنه من سخرية منهم. وأكد النعيمي أن كذبة أبريل لها أضرار مادية ونفسية في بعض الحالات وقد تصيب البعض بالخوف والهلع خصوصا من يعانون من أمراض القلب والضغط والسكر، لذا علينا المرح والترفيه دون استخدام الكذب كوسيلة لذلك أو السخرية من الآخرين. الإنسان المؤمن وتحدث عادل لامي قائلا: ليس من المروءة أن ينجرف الإنسان المؤمن الى تقليد مثل هذه العادات السيئة. نحن أكرمنا الله بدين إن قلت الصدق فيه أخذت عليه أجرا، وإن تركت الكذب مخافة الله أيضا نلت عليه الأجر، والله موجود في كل وقت يرانا ويسمع كلامنا، لذا ننصح الجميع بعدم الانجراف وراء مثل هذه الأمور السخيفة التي تضر كثيرا بالفرد والمجتمع. شيء طبيعي راشد بن ظافر الدوسري أكد أن هذه الظاهرة آثارها خطيرة على المجتمع، موضحا أن الدين الإسلامي حرم الكذب لما له من تبعات واثار سلبية تعمل على تفكيك المجتمع وتقويض أواصر الأخوة، وكذبة أبريل تعلم الناس الكذب وتجعل الكذب شيئا طبيعيا فيعتادوا عليه ثم ينتشر في المجتمع انتشار النار في الهشيم، فيصبح المجتمع مجتمع شك وريبة يفتقر إلى المصداقية في القول والأفعال، فكل شخص يرى الناس بطبعه، فالشخص الذي اعتاد الكذب يرى أن المتحدث أمامه شخص كاذب فلا يثق فيه، وكذبة أبريل تعود الناس أن يكذبوا كل شهر، بل كل يوم، وهنا جاء الدين الإسلامي ليحرم الكذب ويجيزه فقط في أمور معينة مثل النصح بين الناس أو الكذب على العدو أو الكذب بين الزوجين في أشياء معينة وليس كل شيء، ومن هنا جاءت السنة النبوية موضحة خطر الكذب، فعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم هل يكون المؤمن جبانا قال نعم وهل يكون بخيلا قال نعم وهل يكون كاذبا قال لا، فالكذب مذموم حتى لو كان مزاحا وكذبة أبريل وغيرها من الآفات الدخيلة على مجتمعنا يرجى الحذر منها ومكافحتها حتى نكون مجتمعا صدوقا. سلوك مكتسب الخبير النفسي الدكتور فراج الشيخ أوضح أن الكذب في تفسيره النفسي آلية من آليات الدفاع التي يلجأ إليها المرء وهو سلوك مكتسب قد يبدأ بسيطا ولكنه قد يتطور حتى يصبح مرضا نفسيا يسمى بـ "الكذب المرضي" والسؤال هو: لماذا يكذب الإنسان وكيف يمكن اكتشافه وهل يعرف الكذاب بأنه يكذب عندما لا يقول الصدق؟؟ هذه الأسئلة وغيرها يبحثها علم النفس الحديث بتعدد مجالاته ومدارسه واتجاهاته ضمن منظومة سيكولوجية الكذب وعلم النفس بفوائده وأدواته ومقاييسه يستطيع معرفة الشخص الكذاب ببساطة شديدة، فمن تلك العلامات عدم الاتزان في التفكير والتعبير وكثرة الحركة والارتباك وكثرة ترديد العبارات التي تدعو إلى تصديقه وغير ذلك من المظاهر السلوكية التي يعرفها المعالج أو الملاحظ النفسي الذي أصبح يعمل به في معظم المحاكم الدولية. وكذبة ابريل ورغم كل مظاهر البراءة التي يحاول البعض التسويق لها إلا أنها في البداية والنهاية كذب ونفاق ولا تجتمع بأي شكل مع الصدق والإيمان وتذكيرنا بهذه الظاهرة إنما يأتي في سياق تحذيرنا من مزالقها التي قد تصل أحيانا إلى ارتكاب الجريمة قولا أو فعلا. الدين الإسلامي ويقول محمد بن صالح الحول يجب ألا نلتفت إلى كذبة ابريل من حيث المبدأ لتعارضها مع الدين الإسلامي القائم على الصدق والوضوح، أما من حيث تأثيرها فلها تأثيرات لحظية في وقتها وتنتهي وتختفي لعلم الناس بأنها كذبة ابريل والحمد الله أننا في قطر لا نتداولها كظاهرة ولا نلتفت إلى تاريخها كحدث مهم. فكرة قديمة الدكتور طاهر شلتوت الخبير النفسي قال: إن فكرة كذبة ابريل هي فكرة قديمة تقوم على الخداع ومحتوى الموضوع كله كذب في كذب، وبالتالي فإنها تعتبر في أذهان الناس شيئا جميلا وانه يوم سعيد وهذا بالطبع خطأ كبير أن نوصل للناس فكرة خاطئة نربطها في أذهانهم، وهذا غير مبرر للبعض باستخدام الكذب في أوقات معينة، مؤكدا أن شيوع الكذب بين الناس له اثار سلبية، حيث انه يفتح الباب أمام البعض ليتصور ذهنه بعض الأفكار الخاطئة بان هناك مجالا للكذب سواء من باب المداعبة أو الدعاية أو المصالحة. توتر وصراع وتقول الأستاذة فاطمة الغزال حينما تنتشر هذه الكذبة في أول أبريل وليلتها الكل يتجهز ولا مراعاة لأحد سواء كان مريضا وما إلى ذلك، فهناك اضطرابات شخصية وبعد الكذبة تأتي التبريرات وللأسف لا فائدة منها بعدما أصابت ما أصابت وتشكل توترا وصراعا بين أفراد المجتمع حيث لا يوجد في هذه الدنيا أبشع من الكذب، يحاسب عليه المرء في الدنيا والآخرة ويعطي صورة غير لائقة عن الشخص الذي يكذب، حيث تعرف أن صدق الصدق الأمانة واكذب الكذب الخيانة وأكثر الناس كذبا من يكثر الكلام عن نفسه ومن نتائجه أن يفقد الناس الثقة بالشخص الكاذب ويسقط من نظر نفسه قبل أن يسقط من نظر من حوله والوضع يتطلب عقد محاضرات مكثفة وندوات سواء في المدارس أو المساجد لترك هذه العادة السيئة والتوعية في الطابور الصباحي لكي تمحو من أذهان الطلاب والناس جميعا. الفرد والمجتمع وذكر حمد الكبيسي بأنها بدعة وعادة دخيلة على مجتمعنا تعود الناس على الكذب وتخالف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال المسلم لا يكذب وشخصيا أعتبر كذبة أبريل ليس لها أي فائدة بل آثارها النفسية مدمرة على الفرد والمجتمع نحن نريد مجتمعا محافظا وعادات تحافظ على المجتمع.

3535

| 30 مارس 2017

محليات alsharq
د. المريخي: ترك الحج مع القدرة المالية والبدنية عصيان لله

قال فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي إن خير زاد يتزود به العبد بعد تقوى الله تعالى هو أداء مناسك الحج سواء كانت حجة فريضة أو حجة تطوع. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن فريضة الحج من أكبر النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على عباده حيث جعل لها أجراً كبيراً وفوزاً عظيماً فجعل جائزة الحج المبرور دخول الجنات مستشهدا بالقول (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). المسلم يقظ دائما وذكر أن خير الناس المسلم الفطن المستيقظ المنتبه لهذه الدنيا وحيلها ومخادعاتها، الذي لم تغره ولم تخدعه، أدرك حقيقتها وكنهها فاستعملها لزرع الأعمال الصالحة فيها واغتنم أيامها ولياليها وأوقاتها وساعاتها يحصل الحسنات ويكفر السيئات بإذن الله تعالى ويسارع إلى الخيرات واضعاً أمام عينيه المصير المحتوم لكل حي على وجه هذه الحياة، ومذكراً نفسه بالحساب والسؤال وما يعقب ذلك من المواقف والأهوال من ضيق القبور وظلمتها وصعوبة السؤال وحرج الذنوب وطول الوقوف في المحشر عند وقبل الحساب، يتردد على سمعه قول الله ورسوله (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد....) (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.... ). وأضاف فضيلته إن هذه الآيات تصف مشهد القيامة وحال الناس يومئذ وتدعو العباد إلى عدم الغفلة عن المصير الذي لن يغيب عنه عبد واحد، كل سينزل به، لافتا الى أن الفطن من عبيد الله وإمائه من يعد عدة تلك الأيام ويشد الرحال لهذه المواقف، ويتزود لها (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى). وأفاد د. المريخي أن خير زاد يتزود به العبد لمثل هذه المواقف وهذا المصير بعد تقوى الله تعالى ما يستعد له المسلمون هذه الأيام من أداء فريضة الحج أو أداء مناسك الحج. وأضاف بأن الله تعالى قد أخبر عباده وأعلمهم أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات آمنون يوم القيامة مما سمعتم من المواقف العصيبة والأهوال كقوله عز وجل (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) وقوله (إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون). أكبر النعم وشدد خطيب جامع الإمام على أن الحج إلى بيت الله الحرام من أكبر النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على عباده حيث رتب عليه أجراً كبيراً وفوزاً عظيماً، مشيرا إلى أن كل البشر يتطلعون إلى هذا الفوز ويأبى الله إلا أن يكون فقط لعباده المؤمنين المسلمين، رتب الله تعالى وجعل جائزة الحج المبرور دخول الجنات والعيش في الرحمة والرضوان، جاءت هذه البشرى على لسان سيد البرية وخير الورى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أمته على هذا المنسك ويبشرهم يقول (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). واستطرد قائلا: فأي شيء أفضل من هذا الفوز، ومن ذا الذي لا يريد الفوز بالجنة إلا من سفه نفسه، ويقول صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وهذه بشارة أخرى وهي مغفرة ذنوب الحاج حتى لا يبقى عليه ذنب إذا حفظ حجه وأدى ما افترض الله عليه واقتفى سنة رسوله وحفظ لسانه وجوارحه مما يعكر صفو حجه، فله هذه البشرى الكريمة، فلو لم يكن في الحج إلا هاتان البشارتان دخول الجنة ومغفرة الذنوب لكفى فضلاً وشرفاً. الحج رحمة دنيا وآخرة وقال إن فضائل الحج كثيرة وأكثر من أن تحصى، فالحج رحمة للعبد في دنياه وأخراه يكفي أن يتشرف العبد بالوقوف بين يدي الله تعالى في يوم عرفة ذلك اليوم العظيم والمشهد الكبير حيث يتفضل الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، يقول رسول الله (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفه) رواه مسلم.. وقال صلى الله عليه وسلم (ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما رؤى يوم بدر، قيل: ما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ فقال: أما إنه رأى جبريل يَزِعُّ الملائكة، يعني: يسويهم ويرتبهم ويصفهم للحرب، وإن الله ليطلع على أهل عرفة فيباهي بهم الملائكة فيقول: عبادي أتوني شعثاً غبراً، ثم يقول لهم: أفيضوا مغفوراً لكم). مغفرة للذنوب وجاء في الخطبة "إن الحج إلى بيت الله الحرام يغفر الله تعالى به الذنوب ويؤهل به لدخول الجنة (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم)، مضيفا أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه فرض الحج مرة في العمر على من استطاعه وقدر عليه ولم يكلفهم إياه في كل عام، مستشهدا بحديث أبو هريرة رضي الله عنه: خطبنا رسول الله فقال: " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا) فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله: لو قلت نعم، لوجبت ولما استطعتم". وحذر فضيلته من يتقاعسون عن فريضة الحج قائلا بأن الحج واجب على الفور لمن استطاعه ولا يجوز تأخيره.

443

| 26 أغسطس 2016

محليات alsharq
النعمة بجامع الإمام: الحسد والإيمان لا يجتمعان في قلب المسلم

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة: إن صفاء القلوب، وسلامة الصدور، ومحبة الخير للمسلمين، والبعد عن الحسد والغل والحقد عليهم من أعظم الصفات، وأنبل الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، ورغّب فيها، وحث عليها. وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن ثمة صفات مذمومة تأنفها النفس وتنكرها الطباع السوية هي من أعظم الأمراض الاجتماعية التي تفصم عرى الأخوة الإنسانية، وتنشر البغض بين البشرية، وتكدر صفو المجتمع، وتخلخل بناءه، إنه الداء العضال، الذي يفسد المودة، ويقطع جبال المحبة، ويهدم أواصر القربى، ويغرس الضغينة والبغضاء، ويزرع الحقد والشحناء، وينبت البلايا والأدواء. الحسد داء الأمم وقال: إن الحسد والشحناء داء الأمم، وسرطان الشعوب، وسلاح الشياطين؛ أول ذنب عصي الله تعالى به في السماء حين حسد إبليس آدم عليه السلام وامتنع عن السجود له بأمر من الله تعالى، و{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}. وأول ذنب عصي الله تعالى به في الأرض بعد أن أهبط الخلق إليها؛ حين قتل قابيل أخاه هابيل بدافع الحسد ظلماً وعُلُوّاً، فأصبح من الخاسرين. وبدأ مسلسل الحسد والأحقاد في بني آدم ينتشر ويتوارث إلى يومنا هذا، في صور قبيحة؛ تصل في بعض الأحيان إلى القتل والسلب، والنهب والتزوير، والإفساد في الأرض، وقلب الحقائق، ونشر الرذائل، وإلصاق التهم بالأبرياء، بدافع الحسد والحقد، وتمني زوال النعمة عن عباد الله. ولفت إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حذر أمته منه بقوله: ((دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ)). وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثلاثة أيام) الشحناء أساس الفساد وذكر النعمة أن الحسد أساس الفساد، وسبب التفرق والخصام، وإن التفرق والمنازعات، التي آل إليها أمر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والخلافات والحروب التي يتعرض لها العالم اليوم بأسره، إنما هي على الحقيقة بسبب الحسد وتوابعه المذمومة، وآثاره الوبيلة، حتى شغل العالم ببعضه البعض، ونهش بعضه بعضاً، وقضى بعضه على بعض. وقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود بسند صحيح أنه قال: ((إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال: العشب)) ومرَّ الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه — على ديار خربةٍ خاوية؛ فقال: ((هذه أهلكها وأهلك أهلها البغي والحسد، إن الحسد ليطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، فإذا حسدتم فلا تبغوا)). وقال إنه صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أن الحسد لا يجتمع مع الإيمان في قلب عبد مسلم. روى النسائي ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ)). وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يزالون بخير ما لم يتحاسدوا، فإذا تحاسدوا ذهب الخير عنهم. عباد الله.. الحسود، يقتل نفسه غيظاً، ويؤجج صدره حقداً وناراً، وعقوبته معجَّلة في الدنيا قبل الآخرة؛ حتى قال أحد السلف عليه رحمة الله: ((يصل الى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: غمٌ لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومَذَمَّةٌ لا يحمد عليها، وسخط الرب سبحانه، وغلق باب التوفيق عليه، عياذاً بالله تعالى). ويقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه: (ليس في خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود)). ثم قال يوصي أحد أبنائه: ((يا بني! إياك والحسد؛ فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك). ألا فاتقوا الله — أيها المسلمون — وإياكم والحسد؛ فإن مضرته محققة، ومنفعته مُفتقَدة، وحسراته متتابعة، لا يجلب للحاسد نفعاً، ولا يزيل عن المحسود نعماً، بل يؤدي بصاحبه إلا الهلاك في الدنيا، والإثم في الآخرة، دون أدنى فائدةٍ ترجى؛ {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. الحب للغير.. من الإيمان وقال الخطيب إن من لوازم الإيمان التي لا يتم إلا بها، أن يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يعيش المسلمون متراحمين متعاطفين متعاونين متحابين، فإن هذه جميعاً من أسس السعادة الحقة في الحياة.‏

16333

| 28 مايو 2016

محليات alsharq
الكلباني: الهمة والعزم يدفعان المسلمين لتغيير واقعهم للأفضل

قال د. عادل الكلباني الداعية السعودي إن سورة القلم تعتبر من أوائل ما نزل من سور القرآن الكريم، لافتاً إلى أن فيها جملة عجيبة من القيم والأخلاق. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع محمد جولو رحمه الله إن تلك السورة اشتملت على مختصر ساخن لبعض الصفات التي تنخر في جسد المجتمع وتنقض صفه، وتهدم بنيانه، وتملأ القلوب غلا وحقدا وعداوة وبغضاء. ونوّه إلى أن في السورة التحذير عبر القصة من الشح والبخل كما في قصة أصحاب الجنة، والحث من خلالها على السماحة والبذل والتواضع للفقراء والمساكين، وسرعة التوبة إلى الله من سيء الأخلاق. ونبّه الكلباني إلى أن من أهم ما نهت عنه السورة طاعة المكذبين وبيّنت أنهم {ودوا لو تدهن فيدهنون} وهي عروض سيواجهها كل مستن بذي الخلق العظيم، ممن يأبى الانقياد لسنته، والتصديق بشريعته، سيواجه مغريات ومغريات، ربما توهم من حسنها أنها في صالح دعوته، وأنها ربما جذبت إليه الأتباع، أو خففت عنه الأعباء، وما تلك الظنون إلا أوهام، وما تلك المغريات إلا هباء. وأشار إلى أن في هذه السورة أيضاً غرسة من أخلاق الإسلام تبذر في أرض الدعوة، لتثمر حسن التعامل، ورقة الإحساس، وهي التي أنتجت جيلا هاجر وأخرج من دياره ابتغاء رضوان الله، ونصرة لله، وآخرين أحبوهم، وسلمت صدورهم من الحسد والتعالي، بل جازوا تلك المستنقعات الخسيسة إلى نهر الإيثار، الذي يصب في بحر العطاء. الأخلاق هدف الرسالة وأضاف "الكلباني": يتبيّن من خلالها أن الأخلاق هي الغاية من الرسالة، الأخلاق المزكية للأنفس، المطهرة للقلوب، كما في حديث المفلس الذي يأتي يوم القيامة بأعمال جليلة، صلاة وزكاة، وصدقة وصياما، فتتفرق حسنات جاءت بها هذه الأعمال، وما نال الحسنة إلا بقبول وإخلاص ومتابعة، فقد بذل فيها وسعه، لكنه أضاع كل ذلك بما ناقضها من شتم لهذا ولطم لهذا وغيبة ونميمة وأكل لمال بالباطل، وظلم واعتداء. وقال إنه مما يجب التنبه إليه ممن يقرأ سورة القلم هو نهي الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله {فاصبر لحكم ربك، ولا تكن كصاحب الحوت}. وزاد خطيب جامع محمد جولو إلى القول بأن هذه السورة إضافة إلى كونها من أوائل ما نزل، فإن فيها أول آية تشير إلى صاحب الحوت، وصاحب الحوت هو يونس بن متى عليه الصلاة والسلام، وجاءت قصته في سورة الأنبياء، بوصف آخر {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} وفي سورة الصافات جاءت قصته بالنص على اسمه {وإن يونس لمن المرسلين، إذ أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين، فالتقمه الحوت وهو مليم}. وهنا تجتمع فصول القصة وتتضح ملامحها. وأوضح أن الإشارة في الآية هي الأولى في ذكر الأنبياء، فلم يسبق أن جاء ذكر إبراهيم عليه السلام وهو الإمام الذي يفاخر به أهل مكة، وقصته مرتبطة بهم جذريا وتاريخا وانتسابا. زماننا صار صعباً وتابع: لم يشر قبل إلى قصة موسى أو عيسى، ولهما في القرآن شأن، ولهما من الأتباع من سيتسمر اللقاء بهم والعداء بينهم إلى آخر الزمان. ولهذا والله أعلم حكمة بالغة، وملمح يجب أن نتنبه إليه خاصة في زمان تلاطمت فيه أمواج العداء لهذا الدين، وبدأ أتباعه ييأسون ويقنطون، حتى جنح بعضهم إلى الإلحاد، أو التكذيب بالسنة، والتساؤل عن آيات يظنون أنها تناقض العصر أو لا تناسبه. وأكد أن الملمح الخفي في ذكر صاحب الحوت، والإشارة إليه بهذا، لا باسمه، ولا برسالته، ملمح يريد منا أن نقف عند القصة نتأملها، ونتساءل عنها، من هو صاحب الحوت، وما قصته مع الحوت، لنجد أن أهم أسباب قصته مع الحوت، والتقام الحوت له، وما واجهه في الظلمات، وما جعله يرفع النداء إلى رب السماء مقراً ومعترفاً فيناجيه {لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين}.

1667

| 20 نوفمبر 2015

دين ودنيا alsharq
الإيمان.. شجرةٌ مباركةٌ عظيمةُ النفع في الدنيا والآخرة

إنّ أهمّ ما يجب على العبد العنايةُ به في هذه الحياة الإيمان فهو أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، بل إنّ كل خير في الدُّنيا والآخرة متوقف على الإيمان الصّحيح فهو أعظم المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف. فبالإيمان يحيا العبد الحياة الطيبة في الدارين وينجو من المكارة والشرور والشدائد ويدرك جميل العطايا وواسع المواهب، وبالإيمان ينال ثواب الآخرة فيدخل جنّةً عرضُها كعرض السماء والأرض فيها من النّعيم المقيم والفضل العظيم ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وبالإيمان ينجو العبد من نارٍ عذابُها شديد وقعرها بعيد وحرُّها أليم، وبالإيمان يفوز العبد برضا ربه سبحانه فلا يسخط عليه أبدًا ويتلذّذ يوم القيامة بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضرّاءَ مُضرّة ولا فتنة مُضلّة، وبالإيمان يطمئن القلب، وتسكن النفس، ويسر الفؤاد {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}… [الرعد:28]. وكم للإيمان من الفوائد العظيمة والآثار المباركة والثمار اليانعة والخير المستمر في الدنيا والآخرة مالا يُحصِيه، ولا يُحيط به إلا الله {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}… [السجدة: 17]. والإيمان شجرةٌ مباركةٌ عظيمةُ النفع، غزيرةُ الفائدة، كثيرةُ الثَّمَر، لها مكان تغرس فيه، ولها سقي خاص، ولها أصل وفرع وثمار، أما مكانها فهو قلبُ المؤمن فيه توضع بذورها وأصولها، ومنه تنشأُ أغصانها وفروعها، وأما سقيها فهو كتابُ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فبه تسقى هذه الشجرة المباركة ولا حياة لها ولا نماء إلا به. وأما أصلها فهو أصول الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأعلى هذه الأصول: الإيمان بالله، فهو أصل أصول هذه الشجرة المباركة، وأما فروعها فهي الأعمال الصالحة والطاعات المتنوعة والقربات العديدة التي يقوم بها المؤمن من صلاة وزكاة وحجٍّ وصيام وبر وإحسان وغير ذلك. وأما ثمارُها فكلُّ خير وسعادة ينالها المؤمن في الدّنيا والآخرة فهو ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}… [النحل: 97]. والناس يتفاوتون في الإيمان تفاوتًا عظيمًا بحسب تفاوتهم في هذه الأوصاف قوّةً وضعفًا وزيادةً ونقصًا فجدير بالعبد المسلم الناصح لنفسه أن يجتهد في معرفة هذه الأوصاف ويتأمّلها ثم يطبقها في حياته ليزدادَ إيمانُه ويقوى يقينُه ويَعْظُمَ حظُّه من الخير، كما عليه أن يحفظ نفسه من الوقوع في الأمور التي تنقص الإيمان وتضعف الدِّين ليسلمَ من عواقبها الوخيمة ومغبَّتِها الأليمة. وللإيمان أسباب كثيرة تزيده وتقويه أهمها: تعلُّمُ العلمَ النافع، وقراءةُ القرآن الكريم وتدبّرُه، ومعرفةُ أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتأمُّلُ محاسن الدِّين الإسلامي الحنيف، ودراسةُ سيرةِ نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم وسيرِ أصحابه الكرام، والتأمّلُ والنظرُ في هذا الكون الفسيح وما فيه من دلالات باهرة وحجج ظاهرة وآيات بيِّنة {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}… [آل عمران: 191]. كما أنّ الإيمان يزيد بالجدِّ والاجتهاد في طاعة الله والمحافظة على أوامره وحفظ الأوقات في طاعته وما يقرِّب إليه {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}… [العنكبوت: 69]. وللإيمان أسبابٌ كثيرة تُنقِصُه وتُضعِفُه، يجبُ على العبد المؤمن أن يحتَرِزَ منها وأن يحتاطَ عن الوقوع في شيء منها، وأهمُّها: الجهلُ بدين الله، والغفلةُ، والإعراضُ، وفعلُ المعاصي، وارتكابُ الذنوب، وطاعةُ النفس الأمّارة بالسوء، ومخالطةُ أهل الفسق والفجور، واتّباعُ الهوى والشيطان، والاغترارُ بالدنيا والافتتانُ بها؛ بحيث تكون غايةَ مُنى الإنسان وأكبرَ مقصوده. ولما تحقّق سلفُ الأمة وصدرُها وخيارُها بعظم شأن الإيمان وشدّة الحاجة إليه وأنّ الحاجةَ إليه أعظمُ من الحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كانت عنايتُهم به عظيمةً ومقدَّمة على كلِّ أمر، فكانوا يتعاهدون إيمانَهم ويتفقدون أعمالهم ويتواصون بينهم: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول لأصحابه: "هلمُّوا نزددْ إيمانًا". وكان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – يقول: "اجلسوا بنا نَزْدَد إيمانًا"، وكان يقول في دعائه: "اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا". وكان عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: "تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولنزددْ إيمانًا بطاعته لعلّه يذكرُنا بمغفرته". وكان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقول: "مِن فِقْه العبد: أن يعلم أمُزداد هو أو منتقص - أي: من الإيمان -، وإنّ من فقه العبد أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه". وكان عمير بن حبيب الخطمي - رضي الله عنه – يقول: "الإيمان يزيد وينقص"، فقيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: "إذا ذكرنا الله - عز وجل - وحمِدناه وسبَّحناه فذلك زيادته، وإذا غفَلْنا وضيَّعنا ونسينا فذلك نقصانه"، والمنقول في هذا المعنى عنهم كثيرة. ولهذا فإن العبد المؤمن الموفَّق لا يزال يسعى في حياته بتحقيق أمرين عظيمين، ومطلبين جليلين: الأول: تقوية الإيمان وفروعه والتحقق بها علمًا وعملًا. والثاني: السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة. ويداوي ما قصَّر فيه من الأول وما تجرّأ عليه من الثاني بالتوبة النصوح وتدارك الأمر قبل الفوات والإقبال على الله - جلّ وعلا - إقبالا صادقًا بقلبٍ مُنيبٍ، ونفسٍ مُخبِتةٍ مُطمئنةٍ مُقبِلةٍ على الله ترجو رحمة الله، وتخاف عقابه.

3869

| 11 مايو 2014