نظم الوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف اليوم، بالتعاون مع الوفود الدائمة لكل من فرنسا وتركيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة "لا سلام بلا عدالة"، "حدثاً جانبياً" تحت عنوان "سوريا بعد الإستبداد: تحقيق مستقبل ديمقراطي ومتعدد الأطراف"، وذلك على هامش الدورة (29) لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في جنيف خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 3 يوليو 2015. شارك في الحدث كمتحدث رئيسي السيد هشام مروة نائب رئيس الإئتلاف الوطني السوري، إلى جانب السيد حسين الصباغ الأمين العام للمنتدى الديمقراطي السوري الأوروبي، والسيد عماد الدين رشيد رئيس المكتب السياسي بالحركة الوطنية السورية، والسيدة بسمة كودماني من المبادرة العربية للإصلاح، والسيد أمير كزكز من مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، إضافة إلى السيدة السون سميث المستشار القانوني لمنظمة "لا سلام بلا عدالة".وقد ألقى الحدث الجانبي الضوء على كيفية البحث عن حقوق الضحايا، وآليات المساءلة، ودور المشاركة المدنية كمتطلبات أساسية لضمان إرساء ديمقراطية عادلة في سوريا يتم بها كسر طغيان التطرف والديكتاتورية، مع ضرورة تذكير المجتمع الدولي بأنه للتوصل إلى حل سياسي دائم للحرب في سوريا ينبغي التغلب على العقبات التي تحول دون المساءلة، ومحاسبة كل مسؤول عن جرائمه.وأكد هشام مروة نائب رئيس الإئتلاف الوطني السوري أن "سوريا بلا استبداد.. قادمة بإذن الله"، وقال "منذ اندلاع الثورة السلميّة في عام 2011، هناك ربع مليون شهيد تركوا وراءهم عوائلهم وأبناءهم، وربع مليون آخرون معتقلون ومغيبون في سجون نظام الأسد، وما يصل إلى مليون جريح وملايين النازحين واللاجئين، إضافة إلى شرائح واسعة من المجتمع السوري التي حُرمت من حقوقها على مدى عقود سواء بالحرمان من الجنسية أو الوظائف أو المطاردة الأمنية.. كل هؤلاء يتطلعون لمستقبل ينصفهم ويداوي جراحهم.وأشار نائب رئيس الإئتلاف الوطني السوري إلى أن عقود الاستبداد في ظل حكم نظام الأسد أورثت فراغاً في الحياة المدنية، حتى كانت فاعلية المجتمع المدني والقوى الشعبية معدومة أو شبه معدومة، ثم جاء تحول الثورة السورية السلمية إلى التسلح بسبب عنف النظام، وإغراقه في الإجرام، ليدفع إلى انحسار النشاط المدني السلمي الذي تألق في بداية الثورة السورية المجيدة. وأضاف "أن استمرار عجز مجلس الأمن عن إحالة المسألة السورية إلى محكمة الجنايات الدولية إنما يعطي نظام الأسد المجرم الضوء الأخضر لاستمرار نزيف الدم للشعب السوري الذي لن يثنيه ذلك عن الاستمرار في ثورته، ولن يجعله يحيد عن مطلبه بمحاسبة المجرمين".وفي رؤية الائتلاف الوطني السوري للمرحلة الانتقالية، قال هشام مروة "إن تأمين المساحة المناسبة لاستئناف الحياة المدنية يعد أهم عوامل تعزيز الاستقرار والسلام في البلاد بعد سقوط نظام الاستبداد، وذلك يتطلب سياسات وإجراءات مدروسة ومتكاملة لزرع الثقة بين أبناء الشعب ومحاربة ثقافة العنف التي تورثها الحروب، إضافة إلى وضع هيئة الحكم الانتقالي لآليات للمساءلة ومحاسبة مسؤولي ومرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان بهدف تحقيق العدالة وتعزيز الانتقال نحو السلام والاستقرار"، إضافة إلى "إنشاء آليات المحاسبة والشفافية" لترسيخ سيادة القانون ووقاية المجتمع من الارتداد إلى الصراع والعنف".وقال السيد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري "إنه يطمح في سوريا ما بعد الاستبداد لأن يكون المجتمع المدني شريكاً فاعلاً وأساسياً للدولة في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي، ويضطلع بالدور الرقابي المصحح لعمل مؤسسات الدولة وصناع السياسة فيها بحيث يتكامل عمله مع باقي القطاعات". وقد وضع هشام مروة سيناريوهين لسوريا ما بعد الاستبداد، الأول يقوم على أساس "انهيار مفاجئ للسلطة"، والثاني هو : "جلب الأسد بنفسه إلى طاولة المفاوضات".وعن السيناريو الأول الخاص بالانهيار المفاجئ للسلطة، أكد أن الائتلاف الوطني السوري يعمل حالياً على تفادي "فراغ السلطة" والمتمثل في أكثر من تحد، منه التحدي الأمني، وتحدي الخدمات المؤقتة، موضحا أن الحكومة السورية المؤقتة تعكف حالياً على المساهمة في سد الفراغ الذي يمكن أن يحدث حال رحيل نظام الأسد، وذلك رغم الإمكانيات المحدودة التي تحتاج إلى مساعدة من الأشقاء والدول الصديقة لتعزيزها. أما السيناريو الثاني الخاص بـ"جلب الأسد إلى طاولة المفاوضات"، فأكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري على ضرورة التركيز على الامتثال للقرار رقم 2118، فضلاً عن تشكيل هيئة حكومية انتقالية، كما هو محدد في "بيان جنيف 1".من جانبه، أكد السيد المهند الحمادي، القائم بالأعمال بالإنابة لدى البعثة الدائمة لدولة قطر بجنيف، على الثقة التامة في قدرة الشعب السوري الشقيق على الانتصار والتخلص من نظام الأسد الاستبدادي الذي أمعن في جرائمه وانتهاكاته لكافة حقوق السوريين، وأنه لا خوف على مستقبل سوريا بعد زوال الاستبداد ورحيل نظام الأسد. وأعرب الحمادي عن إيمان دولة قطر بقدرة وجدية الشرفاء من السوريين الذين سيعملون على قيادة العملية الانتقالية السياسية، والقضاء على جميع المجاميع المتطرفة والإرهابية المدعومة من النظام والتي عاثت فسادا ورعبا في سوريا، حيث وفّر لها الظروف المناسبة لتواجدها وانتشارها. وقال "إن الشعب السوري والمجتمع الدولي يتطلعان إلى سوريا الجديدة التي يسودها العدل، واحترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وأن تعيش جميع مكونات المجتمع السوري بسلام دون خوف وبشكل متماسك لا تهدده الاختلافات العرقية والطائفية، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه على المجتمع الدولي أن يعي أن هذا الأمر لن يتحقق إلا بالعمل بصورة جدية على دعم المعارضة السورية، واتخاذ كافة الإجراءات من أجل الضغط على نظام الأسد للتوصل إلى حل سياسي بناءً على بيان "جنيف 1"، وما تضمنه من تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة. وأضاف القائم بالأعمال بالإنابة لدى البعثة الدائمة لدولة قطر بجنيف "أن النظام السوري فشل في تحقيق المساءلة والعدالة والإنصاف للشعب السوري الذي وقع ضحية بين جرائم النظام وجرائم الجماعات الإرهابية، بل لا يوجد له أي نية أو مصداقية لتحقيق هذا الأمر"، مطالبا المجتمع الدولي بأن يعمل على محاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب؛ لأن الفشل في ذلك سيشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر والانتهاكات، وسيرسل رسالة خاطئة إلى الشعب السوري بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنه في محنته، الأمر الذي لن ينساه هذا الشعب الأصيل، ولن يسامح فيه.

كشف خالد صالح عضو الإئتلاف الوطني السوري لـ "بوابة الشرق" عن أن عبدالفتاح السيسي قد دعا بشار الأسد لحضور القمة العربية الأخيرة والتي عقدت في القاهرة لولا رفض بعض دول الخليج الأمر الذي أدى إلى تراجعه عن الدعوة . خالد صالح يتحدث لـ بوابة الشرق ورفض صالح قبول أي تسوية للقضية السورية إلا بعد رحيل النظام السوري قائلاً من المستحيل بعد كل هذا الكم الهائل من التضحيات وسقوط أكثر من 300 ألف شهيد أن نقبل أو يقبل الشعب السوري ببقاء نظام الأسد على رأس السلطة واتهم صالح إيران بأنها تقف حجر عثرة أمام تسوية القضية السورية بدعمها للنظام السوري وقال إن النظام السوري كان سيسقط أكثر من مرة لولا دعمها له ووقوفها إلى جانبه الأمر الذي صعب من سقوطه. وأوضح صالح أن المعارضة السورية أصبحت الآن على يقين من أن حل الأزمة السورية ليس بيد النظام السوري وإنما بيد ملالي إيران وأن من يريد أن يفاوض فعليه الذهاب إليهم وليس للنظام السوري الذي يأتمر بأمرهم. وعن المساحة الحقيقية التي يسيطر عليها النظام السوري قال صالح إن بشار لا يسيطر سوى على 25% من مساحة سوريا وحتى هذه المساحة لا يتحكم فيها وإنما المليشيات الإيرانية ومليشيات محلية أخرى لا تأتمر بأمره ولا يتحكم فيها عسكرياً ..وإلى نص الحوار ....في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة في المنطقة وبروز دعوات لتسوية الملف السوري .. نود أن نسألكم هل تقبلون أنتم كمعارضة برحيل رأس النظام السوري فقط ؟الأمر لا يتعلق بنا كمعارضة وإنما هناك حراك ثوري في الشارع، وهناك 300 ألف شخص استشهدوا وبالتالي فإن الثوار وأيضا الداعمين للنظام يدركون تماما أن بقاء بشار على رأس السلطة أمر غير مقبول نهائيا، لأنه من غير المعقول أن يبقى شخص مسؤول عن مقتل كم مهول من السوريين على رأس السلطة في سوريا، فإذاً المعارضة لن تقبل سوى برحيله وأيضا المؤيدون للنظام السوري يدركون تماما أن بشار الأسد لا مستقبل له وأنه شخص غير مقبول به نهائياً. لكن وثيقة جنيف تضمنت رحيل بشار ..فما هو تعليقكم عليها؟ مشكلة وثيقة جنيف أن بها تناقضًا في أصلها؛ حيث إن الحل السياسي افترض أن يبعث الأسد وفدًا ليفاوض حول خروجه من السلطة، وهو ما لم يتم، بينما المعارضة متشبثة بهذا المطلب، وتعتبر أنه لا حلَّ في سوريا في ظل بقاء الأسد ..بشار والمليشيات الإيرانية ما هي المساحة التي يتحكم فيها بشار الأسد في سوريا ويملك مقاليد الأمور كما كان في السابق ؟ بشار الأسد لا يتحكم سوى في 25 % فقط من مساحة سوريا وهذه المساحة أيضا لا يفرض سيطرته بالكامل عليها لأنه صار عاجزاً عن تحريك الوحدات العسكرية أو إعطائها أوامر.تقولون إنه لا يتحكم سوى في 25 % من مساحة سوريا وأيضا لا يفرض سيطرته بالكامل على هذه المساحة ..فمن غيره يشاركه السيطرة في هذه المساحة ؟ هناك مليشيات شيعية أتت من العراق وإيران ولبنان تتصرف كما تشاء دون أن تأخذ أوامرها من النظام أو من بشار نفسه بل في كثير من الأحيان يأمرها النظام بأوامر فترفضها هذه المليشيات. النظام السوري كاد يسقط في 2011 لولا أن إيران وحزب الله أرسلوا قواتهم لمنع سقوطه.. إيران ضخت 35 مليار دولار لوأد الثورة في وقت يعاني فيه اقتصادها من بطالة تتجاوز الـ20% .. عقدنا اجتماعا مع كافة الفصائل الإسلامية واتفقنا على إطار سياسي موحد لما بعد رحيل بشار.. ونقول لقطر حكومة وشعباً: شاكرون وبشدة ونطلب مزيداً من دعمكم كأشقاء وإخوة هل من مثال على ما تقول ؟عندما جاء وفد الأمم المتحدة إلى حمص في حماية جيش بشار أحاطت به هذه المليشيات وحاصرته وكادوا أن يقتلوهم جميعا، وفي أثناء محاصرتهم كانت تتصل بهم القيادة في دمشق لكي يطلقوا سراحهم لكنهم رفضوا ما اضطر بشار إلى أن يرسل مندوبا عنه بسيارته الخاصة ويذهب من دمشق إلى حمص ليقنع المليشيات أن تطلق سراحهم .ومن الذي يعطي هذه المليشيات الأوامر ؟هذه المليشيات بعضها من أبناء سوريا تأتمر بأمر القيادة المحلية وهناك المليشيات الشيعية مثل حزب الله، وفضل العباس، والحرس الثوري الإيراني هذه تأخذ أوامرها من إيران ومن خارج البلاد لأن لديها أجندات بالطبع خارجية، وهذه المليشيات هي أيضا التي تخوض المعارك الكبرى وليست الجانبية . بكل وضوح ماذا لو رحل رأس النظام السوري هل ستتوقفون فقط بعد رحيله ؟بالطبع لا فنحن نطالب بعملية سياسية، هذه العملية السياسية تبدأ برحيل نظام بشار الأسد في موازاة هذه العملية السياسية سنعمل على انسحاب كافة المليشيات التابعة للنظام لأن سوريا صارت تحت احتلال أجنبي ولا يمكن أن تتم عملية سياسية حقيقية في ظل وجود مليشيات أجنبية تعمل بأجندات خارجية ثم بعد رحيل المحتل الأجنبي نبدأ في عملية سياسية كاملة يشارك فيها جميع أبناء الشعب السوري الذين لم تلطخ أيديهم بالدماء ولم يقوموا بارتكاب جرائم وهؤلاء من خارج الطبقة العليا التي هي خارج النظام وعلى جميع السوريين أن يشاركوا كيفما يشاءون في الدولة وفي بنائها لأننا نسير في بناء دولة بشكل كامل. أنتم في الائتلاف السوري الحر هل تنسقون مع قوى أخرى من المعارضة مثل الفصائل الإسلامية ؟بالطبع ننسق وخير دليل على ذلك منذ شهر تقريبا عقدنا اجتماعا وحضره عدد من قيادات الجيش الحر وبحضور الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف وحضره أيضا عدد من قيادات جيش الإسلام ومن فيلق الشام وعدد ضخم من القيادات الفاعلة الأخرى وخرجنا فيه بإطار سياسي لأي عملية ستكون بعد رحيل النظام .الوضع الميداني ميدانيا تتداول الأخبار حاليا تقدم الثوار وتحريرهم لمعظم الأراضي السورية وكان آخرها منطقة "جسر الشغور" ..هل يعني هذا قرب نهاية النظام الأسدي ؟ بالطبع هذا صحيح فالنظام السوري مهلهل جداً الآن ونحن كقوى ثورية متفائلون لكن بحذر لأن هذا التقدم ليس هو الأول فقد سبق في 2011 أن النظام كاد أن يقضى عليه ويسقط لولا أن إيران ضخت قواتها من أجل منع سقوطه ثم بعدها قوات حزب الله عندما سقطت القصير وكان هناك تحرك دولي لبقاء النظام في تلك المرحلة لكن الآن النظام يعاني تفككا رهيبا . المؤكد لدينا أن من قتل رستم غزالة هو النظام وأنه في الآونة الأخيرة تخلص من الكثير من ضباطه الرافضين للتواجد الإيراني.. لدى الأمريكيين قناعة بأن إيران يمكنها التخلي عن حلفائها في المنطقة مقابل إنهاء عزلتها والتغاضي عن ملفها النووي.. غالب المعارضة يعتقد أن الجلوس مع بشار بلا جدوى وأن من يجب الجلوس معهم هم ملالي إيران الذين يعطونه الأوامر.. الثوار والداعمون للنظام يدركون تماما أن بقاء بشار على رأس السلطة أمر غير مقبول نهائياإذا لا يمكن القول إن النظام أوشك على السقوط ؟ الملاحظ الآن أن إيران لم ترسل قواتها إلى الشمال وكأنها مدركة أن الأمر منهي ومحسوم في الشمال لكنها أرسلت مليشياتها إلى الجنوب وتحديدا إلى بصرة الشام وهُزمت هناك هزيمةً نكراء وأسروا جنرالاتهم وسحلوهم في الطرقات حتى إن الشباب ينشرون الفيديوهات للمليشيات الإيرانية وهم مقتولون برغم أن إيران تحرص دائما على عدم نشر هذه الفيديوهات وهذا يدل على ارتباك النظام تماما.إيران والأسد هل من الممكن أن تتخلى إيران عن الأسد ؟ يصعب أن تتخلى إيران عن بشار لأن المسألة ليست فقط بشار وسوريا إنما هناك العراق وحزب الله في لبنان الذي تستخدمه إيران كضمانة لبرنامجها النووي وتهدد به إسرائيل. لكن بعض التسريبات تقول إنها تخلت عنه بالفعل في مقابل موافقة المجتمع الدولي على ملفها النووي وهذا ما اتضح في توقيع الاتفاق الأخير ..فهل هذا صحيح ؟ الأمريكيون يطرحون ذلك الكلام ويقولون إن ايران في مقابل فك الحصار عنها وإنهاء عزلتها يمكن أن تتخلى عن طموحها وتوسعها في المنطقة لكن البعض يتشكك في ذلك ويقول كيف لها أن تتخلى عن بشار بعد أن ضخت 35 مليار دولار من أجل إجهاض الثورة السورية وبقاء بشار ومن المفارقة أنها في الوقت الذي تضخ فيها هذا الكم الهائل من الأموال يعاني شعبها من فقر وبطالة كبيرة تتجاوز نسبة ال20 % .بخصوص الولايات المتحدة منذ فترة أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن أمريكا تعتبر بشار جزءًا من حل الأزمة السورية ثم بعدها تراجع عن تصريحه ..كيف تفسرون هذه المواقف المتضاربة من الولايات المتحدة ؟أعتقد أن الإدارة الأمريكية موقفها واضح فهي داعمة على استحياء للثورة السورية لكنها تقول إن حل الأزمة يجب أن يكون سوري- سوري وأن السوريين يجب أن يجلسوا مع بعضهم بعضا. تتهم المعارضة بأنها قصرت في أشياء حالت دون سقوط النظام ؟ في الحقيقة المعارضة تتحمل جزءا كبيرا من تأخر إسقاط النظام لأنه إلى الآن لم تظهر قيادة موحدة يُتفق عليها ويلتف حولها الشارع ويقبل بها المجتمع الدولي كبديل للنظام . وماذا لو طلب منكم كما عرض من قبل الجلوس مع بشار الأسد ؟ أظن أن غالب المعارضة لديها قناعة الآن ألا داعي للجلوس مع بشار وإنما يجب الجلوس مع سيده ومن يعطيه الأوامر وهم بالطبع ملالي إيران . وهل من السهل عليكم الجلوس مع إيران ؟ في السابق كان صعبا أن نفاوض إيران لكي تخرج من بلدنا لأنها قبل أشهر كانت منتصرة على الأرض وتحس بنشوة الانتصار، الآن وقد تراجعت كثيراً وأصبح موقفها مهلهلا قد يكون من السهل الجلوس معها لكن أعتقد أن الأمر يجب مراجعته بدقة من قبل المعارضة .قتل رستم غزالة كثرت في الآونة الأخيرة عمليات القتل لرموز النظام السوري وكان آخرها مقتل رستم غزالة ..برأيك من قتل رستم غزالة ؟ النظام الآن يتخلص من بعض بقاياه فما نلاحظه الآن أن هناك عمليات تصفية كبيرة داخل النظام حتى داخل عائلة الأسد ومخلوف فهناك أعداد كبيرة صفيت أو نحرت من عائلة مخلوف وهناك عدد كبير من جيش بشار الذين احتجوا على تواجد إيران تم تصفيتهم أيضا. وهل من الممكن أن يكون رستم غزالة قد احتج على تواجد إيران في سوريا ؟ لا أظن ذلك . المجتمع الدولي مع قوى إقليمية كانوا يتحركون في الأيام الأولى للثورة من أجل منع سقوط بشار.. بشار لا يسيطر سوى على 25% من مساحة سوريا وهذه المساحة أيضا لا يتحكم فيها بشكل كامل.. مليشيات شيعية جاءت من إيران والعراق ولبنان إلى سوريا وتتصرف بمعزل عن سلطة بشار.. دعوت لرفع العقوبات عن إيران وكنت أستغرب لماذا يتشدد المسؤولون الأمريكيون تجاهها .. وبعد الثورة اكتشفت أنهم كانوا يعرفون خطرها.. ونأمل بدور أكثر فاعلية من القيادة السعودية الجديدة وندعو الله أن يوفقها لإنجاز المهمة المكلفة بها إذا لماذا تمت تصفيته ؟ هناك تحليلات كثيرة عن سبب تصفيته لكن المؤكد لدينا أن النظام هو الذي تخلص منه .الآلة الإعلامية للمعارضة لماذا الآلة الإعلامية للمعارضة السورية ضعيفة في مقابل آلة إعلام النظام ؟ هذا يرجع إلى الإمكانات المادية فالإعلام في النهاية عملية استثمار مالية والجميع يتحدث عن الإعلام ولكن المعارضة السياسية عليها أن تنفق الأموال على الإعلام فالمعارضة تنفق 0,1% مقابل ما ينفقه النظام على الوسائل الإعلامية الضخمة .الإدارة السعودية ماذا تطلب المعارضة من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ؟ نحن نأمل بدور أكثر فاعلية للسعودية فهناك دول دعمت الثورة بشكل واضح وكنا نقول هناك ثلاثة أركان لهذا الدعم هي قطر والسعودية وتركيا وهم قد بذلوا الكثير لكننا ننتظر الآن في ظل القيادة السعودية الجديدة دعماً أكبر لأن مأساتنا كبيرة وما يحتاجه السوريون كثير فحاجتنا للمواد الإغاثية والطبية والدعم السياسي والعسكري مهم جدا وعندما نطلب هذا الدعم فإننا نطلبه من أشقائنا لأننا إخوة والأمر في النهاية يعود إلى أننا مشتركون في المحنة وقضيتنا واحدة . هل لديكم رسالة واضحة للإدارة الجديدة في السعودية ؟ لفترة طويلة لم نكن نتابع الإدارة في المملكة لكن الآن هناك متابعة دقيقة للقيادة في المملكة العربية السعودية والكثيرون يدعون لها ليل نهار أن يوفقها الله ويستطيعوا أن يؤدوا المهمة لأن المهمة المكلفين بها جسيمة وضخمة على صعيد ملفات كثيرة وقد وفقت الشقيقة قطر وتركيا كثيرا في مساعدتنا لكن نرجو الآن التعاضض والتآزر القطري السعودي التركي لنصرة شعبنا. دعا النظام المصري المعارضة السورية للاجتماع مع النظام السوري في القاهرة فهل ستقبلون بالذهاب للقاهرة ؟ دعنا نتحدث بصراحة شديدة، النظام المصري الحالي حاول أن يتراجع عن مقررات الجامعة العربية الخاصة بالائتلاف وحاول بشكل سري دعوة بشار الأسد كي يحضر القمة العربية الأخيرة وهذا يعد بالنسبة لنا إعادة تأهيل لمجرم قتل شعبه . هل لديكم معلومة بخصوص هذه الدعوة ؟ نعم لدينا معلومة بهذا الشأن لكن المعارضة الكبيرة من بعض الدول الخليجية التي قالت للسيسي هذا الأمر لن يكون مقبولاً.وبرأيي الشخصي أن النظام المصري انقلب على الشرعية وبالتالي لا يمكن أن يدعم الثورة السورية ولا غيرها من الثورات. إذا هل هناك تنسيق بين نظام السيسي وبشار الأسد ؟ أتوقع أن هناك تنسيقا ما فكلا النظامين ينتهجان الأسلوب نفسه مع شعبيهما . ماذا يقول الشعب السوري لدولة قطر ؟ شاكرون وبشدة للشقيقة قطر . ماذا تطلبون من الشعب العربي والإسلامي ؟عندما نشاهد همة وعزم الشباب السوري وعندما نشاهد الشيخ وقد فقد 6 من أبنائه وغيره الكثير ومع ذلك هم مصرون على المضي من أجل الأمل والإصرار لأنهم مدركون أنهم سينتصرون لذا فنحن نطالب الشعوب العربية والإسلامية بأن تنظر إلى محنتنا نظرة جديدة، وأن تدعم ثورتنا المباركة. وأظن أن ما تقوم به الشعوب والحكومات سيسطر في التاريخ ونتوقع دعما من إخوتنا فقضيتنا واحدة وماضون فيها إلى ما لا نهاية. برأيك هل ثورات الربيع العربي أججت الصراعات في المنطقة ؟ نعم الثورات من أجل الكرامة والحرية هي التي أجَّجت الصراعات، لأنه صراع بين عقلية التغيير وبين عقلية تنتسب إلى الحرب الباردة؛ حيث سيطرت أنظمة مستبدة منغلقة.فعندما بدأت الثورات لم يظن كثير من السوريين أن الثورة ستدقُّ بابهم، لأنهم يستذكرون تاريخًا مؤلمًا عاشوه خلال الثمانينات. خالد صالح - عضو الإئتلاف الوطني السوريهل لديكم تصور واضح للصراع القائم في المنطقة؟ما تشهده المنطقة هو صراع مفتوح ومتعدد بين القوى المحلية والإقليمية والدولية، ومن الصعب تصور كل هذا في ذلك الظرف."داعش" والنظام السوري تتردد تقارير كثيرة عن وجود ارتباط بين تنظيم "داعش" والنظام السوري ؟ نعم لقد حدث تغيير بشكل خطير، فتنظيم الدولة "داعش" اليوم يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، وهذا التنظيم بالطبع خدم الأسد، وكذلك التنظيمات المتطرفة، وأسهم في جلب الشباب إلى صفوفها. أخيرا ما هي رسالتكم لإيران ؟على إيران أن تدرك أنها تجرُّ المنطقة إلى حالة استقطاب شيعي- سني مخيفة وهذا دور جديد على إيران .وأنا شخصيا كنت أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وكنت أتمنَّى في أكثر من مرة أن تُرفع العقوبات الغربية عن إيران، وكنت أتعجب من المسؤولين الأمريكيين كيف كانوا يدْعُون للتشدد في موضوع العقوبات على إيران، ولكن الآن اكتشفت أنهم كانوا يعرفون الخطر الذي تمثله على المنطقة.

هاجم خالد صالح رئيس المكتب الاعلامي في الإئتلاف الوطني السوري، مداخلة مستشار وزير الخارجية الايراني سيد محمد كاظم سجاد في منتدى الجزيرة مؤكداً امام حشد من الحضور ان كلمة المسؤول الايراني مليئة بالعديد من المغالطات، مضيفاً انه كـ سوري شاهد الحكومة الايرانية تقتل مئات الالاف من السوريين خلال السنوات الاربع الماضية وتدمر البنية التحتية في سوريا التدخلات الإيرانية بالمنطقة تسيطر على مناقشات منتدى الجزيرة وقال ان على ايران ان تدرك انها تجر المنطقة الى حالة استقطاب سني- شيعي مخيفة ومهولة، وانه كمواطن سوري مقيم في الولايات المتحدة سعى الى العمل لكل ما من شأنه التخفيف من العقوبات الدولية على ايران مع جملة من الشباب الذين اصبح شغلهم الشاغل التشديد من العقوبات المفروضة على ايران بعد ان تحولت ايران الى وحش يقتل من اهل السنة بلا رادع مستغلة غطاء دينيا لأهداف توسعية سياسية تجر المنطقة الى صراع وحرب استزاف طويلة.وتحدث صالح عن ثورات الربيع العربي موضحا ان ايران القوة الاقليمية المتنامية وجدت في ثورات الربيع العربي فرصة لأخذ دور شرطي المنطقة في هذا الصراع الداخلي وبحثت عن مناطق نفوذ اضافية جديدة بالنسبة لها في الثورات.وقال ان ما تشهده المنطقة العربية في هذه المرحلة هو صراع مفتوح ومتعدد القوى المحلية والاقليمية والدولية وان ثورات الحرية والكرامة هي التي اججت الصراع بين ارادات مختلفة ومتعددة وان الصراع الاول في المنطقة هو صراع بين عقلية الشباب والحراك الشعبي النهضوي وبين عقلية تنتسب الى حقبة الحرب الباردة حيث سيطرت عقلية مستبدة حيث سقط جدار الخوف وبدأ المجتمع يعبر عن ذاته تعبيرا حقيقيا بعيدا عن الاملاءات، واستمرت ذهنية الحرب الباردة في الثورات المضادة لتبرير وجود نخبة حاكمة تمارس التسلط وتنقلب على الثورات.وتحدث عن موقف الغرب من الثورات مقارنة بتعامله مع ماحصل في اوروبا سنة 1989 حيث تقبل ثورات الشعوب الاوروبية واعتبرها تطورا طبيعيا ومنطقيا.وقال إنه في سورية حدث التغيير بشكل خطير، فتنظيم الدولة "داعش" اليوم يسيطر على مناطق واسعة في البلاد، فهذا التنظيم خدم الأسد، والتنظيمات المتطرفة، وساهم في جلب الشباب إلى صفوفها.واكد إن النظام السوري فقد السيطرة بمقدار الثلثين على الأرض السورية، كما أن الأسد غير قادر على السيطرة على ما تحت يده، والدور الأكبر تلعبه ميلشيات محلية لا تلتزم بقيادة الأسد العسكرية، كما ان استلام ميليشيات إيرانية لدفة المعارك قلل من سيطرة الأسد، دون إغفال حدوث عمليات تصفية تحصل باستمرار من عناصر سنية تقاتل مع الأسد، لكن بالمقابل هناك تقدم للقوى الثورية، يرافقها طرح لمحاولة تفعيل الحراك السياسي.وشدد على أن من يشاهد الشباب السوري وهم يقاتلون بعزم وثباث، يدرك أنن الثورة السورية ماضية في طريقها الصحيح حتى النصر.وشددت الناشطة اليمنية توكل كرمان على الاعتراف بدور قناة "الجزيرة" في الحراك العربي، حيث فتحت الأبواب وأعلت الأصوات التي تناصر الحرية وقيم الإنسانية، وهو ما جعلها عدوا لدودا للمستبدين، مذكرة بأن التاريخ سيسطر دور "الجزيرة" بأنها كانت أول من ألقى الحجر الذي حرك المياه الراكدة، حتى بتنا نرى اليوم هذا القدر من التنافس والتميز، حيث لم يعد أحد يحتكر الحقيقة، أو قيادة الجماهير.وأضافت اننا اليوم نعيش العام الرابع لخروج الشباب والجماهير للانتفاض والثورة، والسعي إلى إقامة دولة القانون والحريات والنزاهة والديمقراطية والسلام، لكن أعداء التغيير انحنوا للعاصفة وبدأوا في التآمر على الثورات العربية، وإجهاض ربيعها، مستغلين خوف البعض وتشكيك البعض الآخر، وأخرجوا الميليشيات والانقلابات لتقتل الإيمان بالحرية والسلام. وأنها حرب غير متكافئة، لكننا مصرون على الانتصار. واكدت ان هناك ربيعا عربيا، ورغم انه يعاني اليوم، لكنه لن يموت لأنه خلق لينتصر، وإن الحروب والصراعات قد تجعلنا نعاني لكنها لن تجعلنا نكفر بالتغيير.ونوهت كرمان بالداخل اليمني قائلة أن لا أحد يحب الحرب، لأنها تجلب الموبقات، لكن اليمن كان بالمقابل في طريقه لسيناريوهات أكثر دموية، معتبرة أن التزام جميع الأطراف بتنفيذ قرار المجلس الأمن الأخير حول اليمن، والبناء على ما تضمنته المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والاستفتاء على الدستور الجديد، كفيل بتجنيب البلاد مزيدا من التفتت، ويكافئ اليمنيين على صبرهم. كرمان: الجزيرة عدو لدود للمستبدينوطالبت الناشطة اليمنية بإيقاف العنف في اليمن في زمن محدد، وسحب سلاح الميليشيات، لتعزيز دور الدولة، لتصبح الوحيدة صاحبة الحق في استخدام السلاح، واحتكار السيادة والسيطرة، كما أن تحول أنصار الحوثي للعمل ضمن حزب سياسي سيوافق ترتيب البيت اليمني، على أن يرافق كل هذا عملية إعمار وتنمية وعدالة انتقالية، ترمم كل ما أفسدته الحروب، دون إغفال استرداد الأموال العامة المنهوبة. وذكرت كرمان أن جميع هذا يمثل طريقا واحدا لتحقيق السلام المستدام في اليمن، وما اشتعلت لأجله الثورة اليمنية.من جهته، علق أيمن نور، مؤسس ورئيس حزب الغد المصري، على عنوان المنتدى، قائلا انه كان ينبغي ان يعنون بـ "التغيير والصراع في العالم العربي"، لأن الصراع وقع عقب التغيير، وفي مواجهته. وانتقد نور الواقع العربي الذي اخفق في تحقيق الأهداف الوطنية في ظل القيادات السابقة، وقال "إننا كنا في البداية إصلاحيين نسعى إلى الإصلاح، لكن عندما أغلقوا باب الإصلاح لجأنا إلى التغيير"، مضيفا "إننا أسقطنا المستبدين، لكننا لم نسقط الأنظمة التي أنتجتهم أو الظروف التي فرضتهم".