رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الرعاية الأولية: هذه أفضل الطرق لخفض الإصابة بالأمراض المزمنة

كشفت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أنَّ الأمراض المزمنة تُشكل 71% من مجمل الوفيات بالاستناد إلى تقريرٍ لمنظمة الصحة العالمية، إذ تُشكل أمراض القلب والشرايين السبب الأكبر للوفاة من بين هذه الأمراض. وأوضحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تقريرٍ لها أنَّ الأمراض المزمنة تُقسم إلى أربع مجموعات رئيسية وهي: الأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو وانسداد القصبات الهوائية المزمنة، داء السكري، أمراض القلب والشرايين والسرطان بأنواعه، ويُضاف إليها بعض الأمراض كالزهايمر، التهاب المفاصل وآلام الظهر، كما أنَّ تكلفة رعاية المرضى المصابين بأمراض مزمنة بالاستناد إلى معهد ميلكن الأمريكي عام 2016 قد بلغت 1.1 تريليون دولار بشكل مباشر، وهو ما شكّل 5.8 من مجمل الناتج المحلي الأمريكي. وفي هذا السياق أوضح الدكتور نزار حداد - طبيب أسرة بمركز مسيمير الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية -، قائلاً: إنَّه وبالاستناد إلى تقارير منظمة الصحة العالمية فإنَّ الأمراض غير الانتقالية أو المزمنة تشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، مستدلين بذلك من نسب الوفيات حول العالم بسبب الأمراض غير الانتقالية. عوامل الخطورة وعرج الدكتور نزار حداد على أنَّ احتمالية الإصابة بمرض مزمن تزداد مع تقدم العمر، إلا أنَّ في الحقيقة ليس هناك فئة عمرية أو جنس محصن ضد الإصابة بالأمراض المزمنة وهذا أيضًا يُظهر وجوب الوقاية وأهمية الكشف المبكر، فالوقاية تتجلى في اعتماد نمط حياة صحي خالٍ من التبغ ومشتقاته ويعتمد على ممارسة الرياضة والطعام الصحي، لافتًا إلى عوامل الخطورة والتي تنقسم إلى عوامل غير قابلة للتغيير، أي ليس بيد الشخص تغييرها كالعوامل الوراثية التي تحمل في طياتها الجينية القابلية للإصابة بواحد أو أكثر من الأمراض المزمنة، أما عوامل الخطورة القابلة للتغيير فهي كالتدخين، السمنة، الخمول البدني، تناول الكحول، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع سكر الدم وارتفاع الدهون، فالتدخين – على سبيل المثال لا الحصر - يعد عاملًا من عوامل خطورة للكثير من السرطانات، وأمراض الرئة، وأمراض القلب والشرايين، كما أن لزيادة الوزن المفرطة تأثيرًا وارتباطًا وثيقًا في الإصابة بالعديد من الأمراض كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، فيما أنَّ تناول الكحول بشكل مفرط يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد والجلطات الدماغية، كما أن عدم ممارسة الرياضة له علاقة وثيقة بارتفاع السكري في الدم، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، وأظهرت دراسة حديثة الارتباط الوثيق بين انعدام النشاط البدني والاكتئاب. ورأى الدكتور نزار حداد أنَّ عوامل الخطورة المتعلقة بالتدخين والسمنة وغيرها من العوامل القابلة للتغيير، من خلال اتباع نمط حياة صحي من خلال تناول الأطعمة الصحية، والحفاظ على نشاط بدني مناسب للشخص وحالته الصحية. التشخيص المبكر هذا وقد شدد الدكتور نزار حداد على أهمية التشخيص المبكر، قائلاً: إنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية وكجزء من عملها هناك عدد من عيادات طب الأسرة بإدارة أطباء أسرة في المراكز الصحية، ومن أولوياتنا وضمن مسؤولياتنا تتبع وتشخيص الأمراض المزمنة مبكرًا من خلال تطبيق بروتوكولات مسح الأمراض المزمنة المتوفرة في سياسات عمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ونحن نقوم بذلك متتبعين هذه السياسات المبنية على أسس علمية مأخوذ بعين الاعتبار فيها السن والجنس والعديد من التفاصيل الأخرى، وذلك لأن التشخيص المبكر يمنح الأطباء الفرصة في توفير الوقاية من الدرجتين الثانية والثالثة للمرضى من خلال السيطرة على الأمراض المزمنة ومنع مضاعفاتها. الاستراتيجية الوطنية للصحة تستهدف خفض معدلات الإصابة وخفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة في الدولة يأتي متناغمًا مع الاستراتيجية الوطنية للصحة الثانية 2018-2022 لتحقيق 3 أهداف تتمثل في صحة أفضل، رعاية أفضل، وقيمة أفضل، من خلال تقديم الخدمة لـ7 فئات رئيسية في المجتمع، الأطفال والمراهقين، صحة النساء من أجل حمل صحي، عاملين بصحة وأمان، الصحة والعافية النفسية، تحسين صحة المصابين بأمراض مزمنة متعددة، صحة وعافية لذوي الاحتياجات الخاصة، وشيخوخة صحية، فمن حيث فئة الأطفال والمراهقين الأصحاء فسيتم العمل وتحسين التغذية وتشجيع السلوكيات الصحية، باعتماد برنامج وطني للصحة المدرسية، وتحسين الإجراءات الوقائية والعلاجية المرتبطة بصحة الفم، إلى جانب زيادة نسبة المراهقين الذين يحققون المستويات الموصى بها من النشاط البدني بنسبة 25 %، أما صحة النساء من أجل حمل صحي، فسيتم التمكين عبر المعرفة، وتوفير رعاية إنجابية عالية الجودة في جميع مراحل الحمل، تحسين التغذية وتشجيع سلوكيات الحياة الصحية، والعمل على تحقيق الهدف الوطني المنشود وهو تحسين بنسبة 10 % على مؤشر مركب والذي يشمل تقييم خدمات رعاية الأمهات قبل الولادة وأثناء الولادة وبعدها. تعزيز الحياة الصحية أما للعاملين بصحة وأمان فسيتم تعزيز أساليب الحياة الصحية ورفع مستويات النشاط البدني والتغذية للعاملين، وتحسين قدرات الصحة المهنية ضمن القطاع الصحي، والهدف المنشود هو تمكين 80 % من الموظفين الحكوميين وشبه الحكوميين من الوصول إلى برامج صحية مهنية من مكان العمل، الصحة والعافية النفسية والهدف هو تحسين خدمات الصحة النفسية مع حلول 2022 مع تقديم 20 % من الرعاية في القطاع الأولي والمجتمع المحلي بحلول عام 2020، والفئة الخامسة تحسين صحة المصابين بأمراض مزمنة متعددة فالهدف الوطني المنشود مع حلول عام 2022 هو تخفيض معدل إعادة الدخول لمدة 30 يومًا لذوي الأمراض المزمنة بنسبة 25 %، وأما فئة صحة وعافية ذوي الاحتياجات الخاصة فسيتم التركيز على تحسين خدمة الكشف المبكر والتشخيص والهدف المنشود هو تجهيز كل مرفق رعاية صحية بنظام خاص لتلبية احتياجات هذه الفئة من السكان، وأما الفئة السابعة المتعلقة بشيخوخة صحية فتُعنى بتحسين القدرة الحركية وسهولة الوصول إلى الخدمات، وزيادة إمكانية الوصول إلى خدمات التأهيل، والهدف المنشود بحلول عام 2022 هو زيادة سنة صحية واحدة بين السكان الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عامًا.

1443

| 23 ديسمبر 2022

محليات alsharq
د. صالح الشريف: السلوكيات الخاطئة تؤثر على الصحة في الصيف

يتميّز فصل الصّيف في أغلب مناطق العالم وخاصة في منطقة الخليج بارتفاع درجة الحرارة والرّطوبة مما يحفِّز الكثير من الأمراض على الظهور، كما يُعتبر هذا الفصل هو موسم الإجازات للموظفين والعطلة السنوية للطلاب وعودة المغتربين إلى بلدانهم، وكذلك موسم الأفراح والمناسبات في ثقافة الكثير من المجتمعات والشّعوب، ممّا يعني التجمّعات العائليّة وما تحمله من اختلاط وانفلات في بعض السلوكيات الفردية والجماعية. وحول أهم المشاكل التي تصيب صحة الناس قال الدكتور صالح الشريف طبيب الأسرة في مركز أبو نخلة الطبي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن من اشهر هذه الأمراض أمراض الجهاز التنفسي من التهابات رئويّة وحساسيّة تصيب الأنف والجيوب الأنفية والعيون وكذلك الحساسيّة الجلديّة ويتسبّب في ذلك التأثير المباشر للحرارة والرطوبة على الجسم والتغيّر الفجائي كالانتقال من مكان بارد إلى مكان حار والعكس وكذلك استعمال وسائل التبريد (مكيفات ومراوح كهربائية) بطريقة مبالغ فيها وأيضا ارتياد المسابح والبحر من أجل السّباحة. وللحدّ من هذه المخاطر وجب على الجميع التعامل مع الوضع المناخي بحكمة مثل تجنّب التعرّض لأشعّة الشّمس في أوقات الظهيرة وتجنب البقاء في التيارات الهوائية والتعرّض المباشر للمكيفات وخاصّة أثناء النوم، ويجب أيضا احترام التباعد الاجتماعي لتفادي العدوى وخاصة في هذه الفترة من انتشار جائحة كورونا. وأضاف الدكتور صالح الشريف إن من بين الأمراض التي تزداد وتنشط في فصل الصيف الحار، أمراض الجهاز الهضمي من التهابات وتعفّن معوي وتسمّمات غذائيّة ناتجة عن سلوك غذائي خاطئ تفرضه التجمّعات العائلية والمناسبات وما يُقدّم من أغذية شديدة التنوّع وغير خاضعة لأبسط قواعد الصحة والنظافة ولا يُحترم فيها خصوصيّات بعض الأفراد الحاملين لأمراض تتطلب حمية خاصة. ضرر السوائل الباردة وأضاف إنه يمكن الحديث أيضا عن مخاطر الإفراط في تناول الأغذية والسّوائل الباردة لمقاومة الحرارة، وكذلك تناول الطعام في غير الأوقات المناسبة في ارتباط وثيق بتغير نمط الحياة اليومية العادية مثل الأكل في أوقات متأخرة من الليل، حيث تتسبب هذه السلوكيات الخاطئة في ظهور أعراض مختلفة الخطورة مثل آلام المعدة والبطن والإسهال والتقيؤ التي قد تؤدي إلى جفاف الجسم وعلامات التسمم التي تصل إلى حد الوفاة وكذلك السمنة وما تمثله من مشاكل صحية ونفسية، ويؤثر ذلك أيضا على توازن صحة حاملي الأمراض المزمنة مثل ارتفاع الدهون والضغط واختلال نسبة السكر في الدم. احترام ثقافة المجتمع وقال الدكتور صالح الشريف إنه وأمام هذه المخاطر، ومع احترام ثقافة المجتمع في اعتبار الأكل من أهم مواصفات إكرام الضيف، يجب ترشيد استهلاك الأطعمة كما ونوعا وتوقيتا واتّباع قواعد الصحة والنظافة، التقليل من استهلاك المبرّدات، احترام الخصوصية الغذائية لبعض الأفراد. وعلينا التغيير في السلوكيات وفي نمط الحياة اليومية الناتج على إرادة التحرر من الضّوابط الإلزامية في أوقات العمل والدراسة وخصوصية الغربة للعاملين خارج بلدانهم من احترام وجوبي لأوقات النوم والأكل واللّباس وخاصّة الأطفال ممّا يدفعهم إلى تخلّص مشروع من هذا الانضباط ولكن هنا تكمن بعض المخاطر في الانفلات اللامحدود كالانقلاب الكامل في أوقات النوم خاصة عند الأطفال والتعود على السهر ليلا والنوم في النّهار ويصاحبه إدمان في التعامل مع الألعاب الإلكترونية وما يمثله من آثار جسدية ونفسية كالصداع وآلام العين ونقص النظر، والانطواء والرّكون إلى العزلة ممّا يقلّص التأقلم الاجتماعي واضطراب ملكة التواصل كاللّغة مع الميل أحيانا إلى العنف والتشنج وسلوكيات أخرى غير محمودة.

2061

| 25 أغسطس 2020