رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد alsharq
فاو: فاتورة الغذاء العالمية قرب سقف قياسي جديد

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فاو، امس، إن الفاتورة العالمية للواردات الغذائية على وشك تسجيل رقم قياسي جديد قدره 1.8 تريليون دولار في 2022، وذكرت فاو في تقرير، أنه من المتوقع أن ترتفع الفاتورة العالمية للواردات الغذائية، بما قدره 51 مليار دولار مقارنة مع 2021، منه مبلغ 49 مليار دولار نتيجة ارتفاع الأسعار. وأضافت أن العديد من البلدان الضعيفة تتكبّد كلفة أكبر ولكنها تحصل على كميات أقل من الأغذية، وهو أمر مقلق.. كل من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والبلدان النامية المستوردة الصافية للأغذية، ستشهد زيادة في تكاليف الغذاء رغم انخفاض الكميات المستوردة. وتنذر هذه المؤشرات بالخطر من منظور الأمن الغذائي، حيث تدل على أن المستوردين سيجدون صعوبة في تمويل ارتفاع التكاليف الدولية، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرتهم على الصمود أمام ارتفاع الأسعار. واقترحت المنظمة إنشاء مرفق عالمي لتمويل الواردات الغذائية، بهدف دعم ميزان المدفوعات للبلدان المنخفضة الدخل التي تعتمد أكثر من غيرها على الواردات الغذائية كاستراتيجية لحماية أمنها الغذائي. وتظهر معطيات التقرير، أن البلدان النامية بالإجمال تعمل على خفض وارداتها من الحبوب والبذور الزيتية واللحوم، ما يظهر عدم قدرتها على تغطية هذه الزيادة في الأسعار. وتوقع أن أن ينخفض الإنتاج العالمي للحبوب الرئيسية في 2022 للمرة الأولى منذ أربع سنوات، وأن يتراجع في الوقت نفسه استخدامها على المستوى العالمي للمرة الأولى منذ عشرين عاما. ومن المتوقع أن ترتفع المخزونات العالمية للقمح بشكل طفيف هذا العام، وذلك بشكل أساسي نتيجة تراكم المخزونات المنتظرة في الصين وروسيا وأوكرانيا. وتشهد إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا وهما ضمن قائمة أكبر 6 مصدرين للحبوب عالميا، تذبذبا، بسبب الحرب الدائرة بينهما منذ فبراير الماضي.

188

| 10 يونيو 2022

تقارير وحوارات alsharq
بالصور.. رغم اتفاق السلام وضع غذائي كارثي يواجه جنوب السودان

بالرغم من توقيع اتفاق السلام في نهاية أغسطس، ألا أن الحرب الأهلية وما يواكبها من فظاعات في جنوب السودان لم تنتهي، فعمليات الاغتصاب والهجمات الدامية لا تزال مستمرة على الأرض ما يؤدي إلى تفاقم الوضع الغذائي الكارثي، الذي يطال أغلب سكان جنوب السودان. وتقف نيالاك غاي "24 عاما" في صف انتظار مع 100 آخرين لتلقي مساعدة غذائية يوزعها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ستسمح بإطعام أولادها الـ7 لفترة قصيرة قبل أن تعود إلى البحث عن بدائل. الجوع والتهجير وتقول الأرملة الشابة التي قتل زوجها في هجوم على قريتهم انه حين ينقص الطعام "نبحث عن زنابق الماء والنبتات البرية". ويدفع المدنيون الثمن الأكبر لنزاع أوقع عشرات الآلاف من القتلى وتخللته مجازر وفظاعات اتنية ارتكبها الطرفان من عمليات اغتصاب وتعذيب وتجنيد أطفال وتهجير قسري للسكان. وأتاح التوزيع المكثف للمساعدات الغذائية وأحيانا من الجو حتى الآن تفادي غرق البلاد في المجاعة التي تهدده منذ بدء النزاع. وان كان الوضع يشهد تحسنا في بعض المناطق بفضل المحاصيل الزراعية بحسب ما تفيد الوكالات الإنسانية، ألا أن مناطق أخرى باتت على شفير الكارثة مثل مناطق المستنقعات حيث السكان لا يملكون سوى النبات المحلي وتحديدا زنابق الماء للتغذي منه. الأسوأ في العالم ومع ندرة الطرقات التي غالبا ما تغمرها المياه ويتعذر سلوكها في موسم الأمطار، تنقل المساعدات في أحيان كثيرة إلى المناطق في مراكب على طول نهر النيل أو يتم إلقاؤها بالمظلات لتصل إلى السكان المحتاجين. وأحصت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) "حالات معزولة من الجوع الأقصى" بين بعض النازحين من ولايتي الوحدة وأعالي النيل النفطيتين، البؤرتان الرئيسيتان للنزاع، واصفة الوضع فيهما بأنه "من الأسوأ في العالم على الصعيد الإنساني وعلى صعيد الأمن الغذائي". وباتت بعض الوكالات الإنسانية تخشى ظهور جيوب من المجاعة. وتمكن موظفو الأمم المتحدة أخيرا من الوصول إلى كوش التي يسيطر عليها جيش جنوب السودان الموالي للرئيس سلفا كير والمحاصرة بقرى تحت سيطرة المتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق ريال مشار وباتت معزولة بعد 4 أشهر من المعارك. سوء التغذية وقالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي جويس لوما خلال زيارة إلى كوش "نلاحظ نسب سوء تغذية عالية، انعداما كبيرا للأمن الغذائي، مشكلات صحية ومشكلات في تنقية المياه". ويعيش السكان في ملاجئ يرتجلونها ويحتمون تحت شوادر بلاستيكية صغيرة بالكاد ترد عنهم المطر وشرحت روسيا نيالو (37 عاما) الأم لـ8 أطفال أن "المنازل كلها أحرقت والمعارك متواصلة، أبقارنا نفقت والحياة هنا ليست جيدة". ولجأ 3 من أولادها مع أقرباء لهم إلى السودان المجاور فيما وضع رابع بحماية قوات السلام الدولية ضمن مجموعة تزيد عن 117 ألف شخص في قاعدة الأمم المتحدة في بنتيو عاصمة الولاية. وتكافح روسيا مع أولادها الـ 4 الذين لا يزالون معها للبقاء على قيد الحياة فيقتاتون من نبتات يجمعونها ومن مساعدة برنامج الأغذية حين تتوافر. وتقول "ناكل أي نبتة نجدها يمكن أن تحل محل الطعام، لكن الأطفال يعانون كثيرا"، موضحة انه حتى الأيام التي يسدون فيها جوعهم تبقى العائلة تحت رحمة هجمات يشنها مسلحون. اتفاق السلام وجنوب السودان هي احدث دولة في العالم أعلنت في يوليو 2011 اثر انشقاقها عن السودان، وهي من اقل الدول تطورا، وفي ديسمبر 2013 بعد سنتين فقط على إعلان استقلالها غرقت مجددا في حرب أهلية ذات أبعاد اتنية وسياسية أسفرت عن تهجير أكثر من 2.2 مليون شخص. ووقع طرفا النزاع، الحكومة والمتمردون، المدعومان من ميليشيات اتنية، في نهاية أغسطس اتفاق سلام نص على وقف إطلاق النار غير أن الطرفين ما زالا يتبادلان الاتهامات بمواصلة المعارك. ووقع كير ومشار منذ فبراير 2014 سلسلة طويلة من اتفاقات وقف إطلاق النار يتم انتهاكها خلال الأيام أو حتى الساعات التي تلي إبرامها. وقالت السفيرة الأمريكية في جنوب السودان ماري كاثرين أن "الناس عانوا بشدة خلال النزاع وحان الوقت ليتوقف كل ذلك"، مضيفة أن "كل معسكر يتهم الأخر بمهاجمته، ما زال هناك عمل يتحتم القيام به قبل إحلال السلام".

497

| 01 أكتوبر 2015