أصدرت دار البشائر في لبنان كتابا جديداً بعنوان زينة الممالك فيما رواه أحمد في المسند عن الشافعي عن مالك، تأليف كل من الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر وفضيلة الشيخ الدكتور جاسم بن محمد الجابر أستاذ الشريعة في كلية الشرطة، وقام بتقريظ الكتاب كوكبة من كبار العلماء على رأسهم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين فضيلة الشيخ نظام بن محمد اليعقوبي وعضو جمعية علماء المسلمين بالجزائر فضيلة الشيخ مختار بن العربي مومن. وسيتاح الكتاب في معرض الدوحة للكتاب، ويعدّ مرجعًا للباحثين في العلوم الشرعية عامةً وعلوم السنة النبوية خاصةً، وقال عنه فضيلة الشيخ بن حميد: هذه الرسالة كما أنها من اللطائف الإسنادية، فهي كذلك من الوثائق العلمية التي تدل على تلقي الأئمة الأربعة عن بعضهم، وبيان تزكية بعضهم لبعض؛ حيث تلقوا رواية الحديث في مدرج إسنادي متصل، وهذا المشهد والشاهد العلمي يؤكد على إبطال التعصب بين بعض أرباب المذاهب، ويعطى قدرًا من الموازنة والحكمة في قراءة طبيعة العلاقة بين الأئمة الأربعة، التي يجب أن يتمثلها أتباع تلك المذاهب. كما قال الشيخ نظام بن محمد اليعقوبي: تشرفت بالاطلاع على هذا الجزء المبارك الموسوم بـ زينة الممالك فيما رواه الإمام أحمد عن الامام الشافعي عن الإمام مالك، فألفيته فريدًا في بابه، مفيدًا في لبابه، استكمل به المحققان الفاضلان والعالمان الواعدان النبيهان الشيخان عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني وجاسم بن محمد آل جابر، حفظهما الله ونفع بهما، جهودَ الحافظ ابن حجر العسقلاني، رحمه الله، حول هذا الموضوع. ومن حفظ هذه الأحاديث بأسانيدها استوعب رواية ثلاثة من الأئمة الأربعة، وأكرم بها من مزية ومنقبة؛ رواية إمام عن إمام عن إمام. وبدوره، أفاض فضيلة الشيخ مختار بن العربي في الحديث عن نظائر هذا السفر الفذ في بابه قائلًا: ومنها ما اعتنى به الشيخان الفاضلان عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل ثاني، وجاسم بن محمد بن عبد الرحمن الجابر، وفقهما الله؛ حيث قصدا إبراز الأحاديث المسندة التي رواها الإمام أحمد في المسند عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك، رحمهم الله، في رسالتهما التي عنوناها بــ زينة الممالك....

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين (رواه البخاري ومسلم).

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلًا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال: « ما له؟» قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر أن تصوموا في السفر»» (رواه البخاري ومسلم).

أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا، عن أسماء الفائزين في مسابقة كتارا للأحاديث النبوية، التي أطلقتها ضمن فعاليات كتارا الرمضانية عن بُعد، خلال شهر رمضان الفضيل، للبنين والبنات من المواطنين والمقيمين في قطر، من سن 10 وحتى 18 سنة، وتختص بحفظ (الأربعين النووية). وفاز في مسابقة كتارا للأحاديث النبوية 3 متسابقين، من أصل 430 مشاركاً، ما بين مواطن ومقيم، تأهل منهم 12 متسابقاً أجري لهم امتحان على الحفظ في مقر المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، ومن ثم اختير الفائزون الثلاثة. وأحرزت آلاء علي راضي (16 سنة)، المرتبة الأولى، وجاء في المرتبة الثانية محمد عبدالمنعم (15سنة)، ونال المرتبة الثالثة مروان أحمد عبد الحميد (11 سنة). وحصل الفائز الأول في مسابقة كتارا للأحاديث النبوية، على مبلغ قدره 15 ألف ريال قطري، بينما حصل الفائز الثاني على مبلغ 12 ألف ريال قطري، وحصل الفائز الثالث على مبلغ 10 آلاف ريال قطري. الجدير بالذكر أن (الأربعين النووية) هي مؤلف يحتوي على أربعين حديثاً نبوياً شريفاً، في مباني الإسلام وقواعد الأحكام، جمعها الإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى 676 هـ، والتزم النووي في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، وحذف أسانيدها ليسهل حفظها.

ينظم مركز شباب الجميلية دورة دينية في تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأذان تحت إشراف فضيلة الشيخ محمد فاروق، حيث تقام الدورة بمقر مسجد المركز في أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع بهدف غرس الجانب الديني وتنميته لدى نفوس جيلنا المعاصر وترسيخ العقيدة الإسلامية العظيمة، وبدات الدورة امس وذلك ضمن فعاليات النشاط العام

يعرض تلفزيون ج ضمن خارطة برامجه الرمضانية برنامج "نفح الطيب" الذي يلتقي فيه المشاهدون بمتخصص في علم النفس الأستاذ "مرعي محمد" يوميا ليحدثهم عن مجموعة من القيم التربوية والجوانب النفسية التي تهم الآباء وأبناءهم في العالم العربي. كما يقدم نصيحة يومية الساعة 6:25 بتوقيت مكة المكرمة حول كيفية تجاوز العقبات وتذليل الصعاب من خلال الأحاديث النبوية الشريفة. إلى جانب ذلك يعرض تلفزيون ج سيرة النبي محمد صلى الله عليه ببرنامج "حبيب الله" بأسلوب يشد الطفل ويكسبه الكثير من الخصال الحميدة التي ميزت خاتم الأنبياء، ويعرض البرنامج يومياً الساعة السابعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الروايات، على أنها من الأحاديث النبوية الشريفة، وهي ليست أحاديث، وكذلك تنتشر العديد من قصص السيرة التي لا أساس لها ولا سند، ولم يسمع بها أحد من قبل. وهذا الأمر اصبح ظاهرة بل تعدى ذلك لدرجة أن مرسل الرسالة يتوعد من يقرأ رسالته ولا يرسلها لعدد معين من الاشخاص، بالويل والثبور وعظائم الامور، كل هذه الروايات والسير لا أحد يعلم سندها. ورغم أن هناك صفحات خاصة بشيوخ وعلماء، ولكن أصبح الأمر يحتاج إلى إعادة نظر، وإلى نهج واضح للتعامل معه، بعد أن تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من جعل نفسها أولوية في حياة معظم الاشخاص، سواء كانوا من كبار السن أم من الشباب الصغار. وهذا ما يجعل التحكم فيها أمرا في غاية الصعوبة، ولكن كان لا بد أن نعرف رأي أصحاب الشأن من العلماء، الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة، في التصدي لهذه الظاهرة الخطرة على العقيدة الإسلامية والشرع الحنيف. وجوب التأكد من جانبه أكد الداعية بدر الدين محمد عثمان، أن الانشغال الكبير بمواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يبعد المرء عن تدبر أمور دينه بقراءة القرآن، أو مطالعة كتب الأحاديث والسيرة النبوية الشريفة المعتمدة، فالكثير الذي ينشر في هذه المواقع مرسل (لا سند له)، ويجب التأكد منه حتى لا يقع الشخص في ترديد أقوال او أدعية بعيدة كل البعد عن الدين.. وواصل الداعية بدر الدين قائلا: هناك موقع إسلام ويب، وهو موقع شامل، ويمكن للمرء ان يتأكد من صحة الحديث او الرواية بإدخال عنوان الحديث، او كلمة منه في مثلث البحث، ليظهر له مدى صحة الذي يقرأه، وهناك من يكتب ويستحلفك بالله ان ترسل الرسالة الى أكبر عدد من الناس، وكل هذه الاشياء خاطئة ولا يمكن الأخذ بها، بل ولا يمكن التعامل معها، ولا المساعدة فى نشرها، فيكفي أن مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت الآن هي الشغل الشاغل للكثير من الناس، الذين يقضون معظم ساعات يومهم، يتجولون فيها، ومثل هذه الكتابات لا نعلم مصدرها، حتى نقوم بتتبع مصدرها!! وواصل بدر الدين: هناك العديد من الكتابات والأدعية التي يطالب فيها المرسل بإرسالها لعدد من الاشخاص لكي يسمع الشخص خبراً يسره، وهذا ضرب من ضروب العبث، ويجب على المرء أن يوقف كل ما يصله من مثل هذه الاشياء عنده، ولا يقوم بإرساله لأي شخص آخر.. وواصل بدر الدين حديثه قائلا: لا توجد رقابة في هذه المواقع، حيث يمكن لأي شخص أن يقوم بنشر ما يريد، وهذا يمكن ان يجعل محاصرته اكثر تعقيداً، والآن اصبحت هذه المواقع او الوسائط تجذب الكثيرين، لهذا فإن سهولة انتشار الأشياء الدينية فيها سريعة للغاية، ويمكن أن تكون غير صحيحة، ولهذا فإن الجميع عليهم أن يتأكدوا من كل ما يقرأونه، وعدم الأخذ به وبصحته بصورة قاطعة، فهناك الكثير من المرويات الخاطئة في المعنى، والادعية غير الواردة في السنة، والتي تتجول في صفحات مواقع التواصل، اضافة الى الادعية التي يطالب باعثوها بإرسالها الى عدد معين من الاشخاص لكي يسمع الشخص خبراً جيداً، أو يحدث له امر هو ينتظره، وكل هذه الاشياء خاطئة لا يجب الاخذ بها. وطالب بدر الدين مرتادي مواقع التواصل بمراجعة اهل العلم، للتأكد من كل الاشياء التي يتلقونها، ولا يكونون على دراية بمدى صحتها، فالفتاوى اصبحت ميسرة للغاية وسهلة، سواء عن طريق الاتصال الهاتفي او عن طريق مواقع التواصل نفسها، حيث يمكن أن تبعث برسالة للموقع فيأتيك الرد بمدى صحة ما تقرأه.

ما يزال يُطلق على "النحل"، حتى هذا اليوم لفظ "ذباب" في بعض الأوساط الريفية العربية وغير العربية. ولهذا اللفظ في اللغة عدة معانٍ، من هذه المعاني ما يدل على حشرات طائرة منها النحل. جاء في تفسير ابن كثير لسورة النحل: قال ابو يعلى الموصلي: حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مكين بن عبد العزيز عن أبيـه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عمر الذباب أربعون يوماً والذباب كله في النار إلا النحل. قيل: كونه في النار ليس بعذاب، إنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم. يُفهم من الحديث الشريف أن المقصود بالذباب هي الحشرات المجنحة الصغيرة الحجم التي تؤذي الإنسان والحيوان، وأن النحل صنف ينتمي إلى هذا النوع من الأحياء، و يتميز عنها بسلوك مختلف ينفع الناس فلا يلاقي المصير المذكور. والحديث يُعدّ ضعيفاً عند بعض رجال الحديث وحسناً أو صحيحاً عند آخرين، ولكلّ ما يرجع إليه. علينا أن نتذكر أنّ كلَّ ما كان يُعرف عن النحل في عصر الرسالة وما قبله لا يخرج عن معلومات قليلة مستمدة من النحالين والأطباء، تتناول تربية النحل في خلايا محلية، وانتشارها في الجبال والبراري، وعسلها وأثره في الدواء والغذاء، وشمعها الذي غلب استخدامه في الإضاءة، وإبرها التي تدافع بها عن نفسها وتلسع بها من يقترب من خليتها من إنسان أو حيوان. دام الحال هكذا حتى القرن العشرين حين تمكن العالمان C. A . Rosch و Karl Von Frisch ) من الوصول إلى معرفة دقائق حياة النحل من خلال دراساتهم ومراقباتهم التي طُبقت على طوائف نحل في خلايا ذات واجهات زجاجية، بعد أن تمّ وضع علامات مميزة على عدد منها فور خروجها من نخاريب الحضنة. لاحظ هؤلاء العلماء أن هناك فرقاّ أساسياً بين الإنسان والنحل في طريقة تقسيم العمل، ذلك أن الإنسان عندما يتخصص بعمل ما فإنه يظل عليه حتى آخر العمر، بينما تغيّر النحلة نشاطها كلما تقدمت في السن، طِبقاً لخطة ثابتة، تمارس من خلالها جميع أعمال الطائفة، تبدأ حياتها عاملة نظافة وتنتهي جامعة غذاء. كما لاحظوا أن حياة النحلة في الأحوال الإعتيادية في موسم وضع البيض وفيض العسل في الربيع والصيف تشتمل على مرحلتين، الأولى: تقوم فيها النحل بأعمال منزلية داخل الخلية أطلقوا عليها (المرحلة المنزلية)، وفي الثانية: تمارس أعمالاً خارج الخلية في الحقول أطلقوا عليها ( المرحلة الحقلية ). المرحلة المنزلية تبدأ المرحلة الأولى منذ أول خروج النحلة من نخروبها، حيث تكون رطبة الجسم باهتة اللون، وفي خلال ساعات يجف جسمها ويصفو لونها وتباشر نشاطها من اليوم (1-3 ) في تنظيف نخاريب الحضنة وصقلها لاستقبال البيض الجديد، وتنتشر فوق الحضنة تحافظ على دفئها، وفي الوقت نفسه تمدّ خرطومها إلى النحلات الأكبر سناً لمدّها بالعسل. وفي اليوم(4-7) تتناول غذاءها بنفسها وتلتهم كميات كبيرة من حبوب اللقاح فيكتنز جسمها وتقوم بتغذية كبار اليرقات بالعسل وحبوب اللقاح. وفي اليوم (8-11 ) تنضج غددها البلعومية وتفرز غذاءً ملكياً تغذي به الملكة وصغار اليرقات. وفي اليوم ( 12- 21 ) تضمر غددها البلعومية وتنمو غددها الشمعية فتبني أقراص الشمع ثمّ تغطي نخاريب العسل الناضج بطبقة شمعية رقيقة، وتكتمل غددها اللعابية فتستلم الرحيق من النحل الحقلية وتعمل على إنضاجه وخزنه في النخاريب الخاصة به، وتعجن حبوب اللقاح بالعسل وتجعلها في نخاريبها على هيئة أقراص بعضها فوق بعض. وفي هذه الفترة تغادر الخلية بعد الظهر يومياً في طيران توجيه تتدرب فيه على الطيران، وتتعرف المعالم الخارجية من أشجار وبنايات ومدخل الخلية وموقعها في المنحل، وتعمل على تنظيف الخلية من الفضلات والنحل الهالكة والأجسام الغريبة. وقبل ختام هذه المرحلة بثلاثة أيام تقوم بحراسة الخلية، تنتشر أمام مدخلها لحمايتها من النحل السارقة والزنابير، وتهاجم من يقترب منها من إنسان أو حيوان. وبذلك تنتهي المرحلة المنزلية من حياة النحلة و قد استغرقت ثلاثة أسابيع. المرحلة الحقلية تغادر النحل خليتها في بداية الأسبوع الرابع من عمرها، تسرح في الحقول بحثاً عن الغذاء، وقد يمتد طيرانها مسافة ( 8 ) أميال، تنصرف فئة منها إلى جمع الرحيق وأُخرى إلى حبوب اللقاح وثالثة إلى الماء ورابعة إلى العِكبِر[5]، ولا يُعرف النظام الذي يتمّ بموجبه تحديد هذه الواجبات وتوزيعها على الفئات الأربع، ولكنه يدفع جامعات الرحيق إلى أن تتحول إلى جمع حبوب اللقاح إذا قلّ فرزالرحيق (وبالعكس) دون أن تستسلم للراحة والإنتظار، ازداد فرز الرحيق ثانية تعود إلى جمعه. ويسمح للشغالة بجمع الرحيق وحبوب اللقاح معاً من زهرة واحدة، إذا ساعد تركيبها على ذلك، لتعود إلى الخلية محمّلة بوجبة غذاء كامل. تعيش النحلة هذه المرحلة الشاقة نحو ثلاثة أسابيع، ويتوقف طول عمرها على ما تبذل من مجهود ضخم وعمل دؤوب يؤدي إلى إرهاق ومن ثََمّ إلى هلاك عدد غفير منها ولمّا تكد تتم أسبوعها الثالث، فضلاً عما تتعرض له في الجوّ من أخطار جسيمة جرّاء انتشار المفترسات من طيور وحشرات. وبذلك لا يتعدى مجموع عمرها ستة أسابيع، إبتداءً من يوم خروجها من النخروب وإنتهاءً بيوم هلاكها، و تكون فترة الأربعين يوماً التي ذكرت في الحديث الشريف أسلم تقدير يمكن إعتماده لمعدل عمر النحل. وجه الإعجاز في الحديث الشريف يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم عمر النحل بأربعين يوماً، وهو تحديد واضح وصريح، تتفق معه النتائج التي توصل اليها البحث العلمي. والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من رجال الدراسات والبحوث، ولم يسبق له أن راقب النحل وهي تطير من خلاياها وإليها، ولم تكن المعلومة هذه شائعة في عصره صلى الله عليه وسلم ولا قبل ذلك، بدليل أن التاريخ لم يذكر أن أحداً من القائمين على تربية النحل أو العرّافين أو الكهنة زعم أن النحلة تعيش هذا الكمّ من الأيام، فلا بد من أن يكون من وراء هذه الحقيقة العلمية تدبير إلهي يُملي على الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق به، ليكون إعجازاً يشهد على صدق حديثه ورسالته، إن لم يظهر في حينه فإنه باقٍ في ضمير الغيب حتى يأذن الله به. يُعبّر هذا الإعجاز النبوي عن عمر النحلة في موسم النشاط والعطاء، حيث يظهر العمل الحقيقي للنحلة وتأثيره البالغ في البيئة والإنسان، وذلك حين تتفتح أنواع الأزهار تملأ الأرجاء طلباً للتلقيح، وتنمو طوائف النحل وتتكاثر، ويتدفق العسل غزيراً في المناحل و يُجمع الغذاء الملكي ويُستخلص السُمّ ويُؤخذ العِكبِر ويُقشط الشمع، أما فيما عدا ذلك، حين تشحّ مصادر الغذاء ويتبدل الطقس وتتقلص الحضنة ويقل السروح وحيث لا إرهاقَ ولا نِتاج حينئذ يمكن للنحل أن تمكث في خلاياها أغلب أيام الخريف والشتاء ، لا يزعجها ويقلل من أعدادها إلا التكوّر الشتوي[6] الذي تسببه شدّة إنخفاض درجات الحرارة في الخارج ، فإذا أقبل الربيع تسلم الأمانة إلى الجيل الجديد وتختفي.