رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
شقيق شيرين أبو عاقلة وابنته: أمنيتنا تحقيق العدالة

قال شقيق شيرين أبو عاقلة إن الشجرة التي تزين منزلها استُبدلت بأخرى صغيرة إلى جوار قبرها، وزُيّنت شجرة الميلاد في مكتب شبكة الجزيرة بمدينة رام الله هذا العام بصورها المختلفة، لكن الطقوس التي كانت حاضرة منذ عقود غابت هذا العام، وربما في قادم الأعوام، لأنه لا شيء سيعوض فقدانها. وعن تلك الطقوس، تحدث شقيقها الوحيد للجزيرة نت قائلا: إن اجتماع العائلة خلال فترة الميلاد المجيد تراث سنوي لن نحييه هذا العام بسبب اغتيال شيرين. أما التحضيرات التي تشمل شراء الهدايا وتزيين الشجرة فغابت بشكل كامل، وأشار أنطون إلى أنها المرة الأولى التي لا تزين بها العائلة شجرة الميلاد، ويقرر بها السفر مع أسرته خارج فلسطين، لأنهم لن يستطيعوا البقاء في الوطن وأيقونة العائلة التي كانت توزع الفرح دُفنت، ودُفنت معها ابتسامات العائلة. وتحدث أنطون وابنته لينا بإسهاب عن حرص شيرين على شراء هدايا الميلاد لكل فرد من أفراد العائلة، ولكلبها فلفل، مشيرين إلى أن أكثر ما يؤلمهم هو حرص شيرين كل عام على أن تجتمع العائلة خلال فترة الأعياد، لأن ذلك قلّما يحدث في ظل طبيعة العمل التي تتطلب التواجد خارج البلاد، ودراسة أبنائه الثلاثة في الخارج أيضا. الأمنية الوحيدة وعن ذلك قال أمنيتها في الميلاد المجيد كانت تقتصر كل عام على تمنّي دوام نعمة العائلة، لأن اجتماعنا كان جلّ اهتمامها وعلى رأس أولوياتها.. فكيف سنعتاد الاحتفال دونها؟. وأكد شقيقها أن الكنيسة والأصدقاء وشاشة الجزيرة ستفتقد شيرين خلال فترة الأعياد كذلك. وختم حديثه للجزيرة نت بالإفصاح عن أمنيته التي استجدت في الميلاد المجيد هذا العام، وهي أن تتحقق العدالة لشيرين. وبعد حديث والدها، استهلت لينا حديثها بالقول إن أمنيتها الوحيدة هي إغلاق ملف شيرين القضائي بعد تحقيق العدالة لها بتقديم من قتلها للمحاكمة. وتطرقت لينا لثقل هذه الأيام بالتحديد على العائلة، لأن شيرين كانت تنتظرهم بلهفة كل عام للاجتماع في العيد، دائما كانت متحمسة لشراء أجمل الهدايا لنا.. تضعها كل عام حول شجرة الميلاد، ولفلفل نصيب من الألعاب الجديدة.. الهدايا منها مميزة لأنها كانت تفعل كل شيء بحب، وتهتم بالتفاصيل الصغيرة. وتستذكر لينا أن شيرين كانت دائما تحث أبناء شقيقها الثلاثة على طلب كل ما يحتاجونه، وأن يعتبروا ذلك هدية منها، كانت تفرح لفرحنا ولا تريد سوى أن ترانا سعداء. أعياد بلا طقوس لن تمرّ فترة الميلاد بشكل أفضل على مراسلة الجزيرة وصديقة شيرين المقربة نجوان سمري، لأن الراحلة كانت تحرص خلال شهر ديسمبر من كل عام على إحضار طبق البربارة وكعك العيد بشكل شخصي لمنزل نجوان التي كانت ترافق شيرين كل عام لاختيار الفستان الذي سترتديه لهذه المناسبة. تقول نجوان للجزيرة نت نسافر إلى إسطنبول قبل حلول الميلاد كل عام، وهناك نركز على شراء ملابس شيرين الخاصة بالعيد.. قبل عامين زارتني في منزلي مع كلبها فلفل قبل الانطلاق لعشاء الميلاد العائلي، وطلبت منها أن يلتقط أحد صورا لها بالفستان الجديد مع شجرة الميلاد، ونشرت إحداها على صفحتها في فيسبوك.. تؤلمني الصور وتشعل بي الحنين لذكرياتي معها. ودفع الحنين نجوان لزيارة قبر شيرين لمعايدتها قبل حلول الميلاد المجيد، ولتبادل أطراف الحديث الصباحي معها في ذكرى ميلادها الأولى التي لم تكن شيرين أول من يهنئها بها. هذه هي المرة الأولى التي أنجح بها في التغلب على مشاعري والوصول إلى قبرها. جربت ذلك سابقا لكنني فشلت. يصعب عليّ زيارتها في هذا المكان، لكنني تحدثت معها لدقائق ثم غادرت مسرعة. وتضيف نجوان كانت شيرين تنتظر بلهفة إجازة عيد الميلاد، وتعطي متسعا كبيرا من الوقت للاحتفال مع عائلتها الصغيرة ولأداء واجبها الديني في الكنيسة، كما كانت تشعل فترة الأعياد فيها الحنين لوالديها خاصة في عيد الفصح الذي كانت تقطع به مسافات طويلة مشيا على الأقدام بسبب إغلاق الطرق، لزيارة قبر والديها اللذين ترقد بجوارهما الآن. لم تطرق شيرين باب منزل نجوان لتعطيها كعك العيد، ولن تفعل ذلك في الأعوام القادمة، كما لن تحتفظ نجوان بحصة شيرين من الحلوى في عيدي الفطر والأضحى كما اعتادت أن تفعل، وسيتوقف خيط الذكريات عن نسج أخرى جديدة، لكن الصديقة الوفية أرشفت في ذاكرتها عميقا كل اللحظات الاستثنائية التي عاشتها مع شيرين لسنوات طويلة. يرقد جثمان الراحلة قرب باب الخليل (أحد أبواب البلدة القديمة) غير بعيد عن شجرة ميلاد ضخمة أضيئت في القدس قبل أسابيع إيذانا بانطلاق احتفالات الميلاد المجيد، لكن شيرين لم تحظ بفرصة التغطية ولا الاحتفال هذا العام، لكنها حظيت بشجرة صغيرة إلى جوار قبرها، وبمشاعر استثنائية من عائلتها وأصدقائها، وبإعجاب الملايين بإنسانيتها ومهنيتها.

2040

| 25 ديسمبر 2022

عربي ودولي alsharq
اغتيال شيرين أبو عاقلة يفجّر موجة من الغضب في بريطانيا

شهد الشارع البريطاني موجة من الغضب والاحتجاج العام عقب اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما بدأت منظمات بريطانية في رفع قضايا ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لإدانة هذا الجرم البشع الذي أودى بحياة صوت يصدع بالحقيقة أمام توغل قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية طوال فترة عملها كمراسلة لقناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتوحدت جميع الأصوات الحرة سواء الفلسطينية أو البريطانية في لندن لإدانة اغتيال شيرين أبو عاقلة، وطالبت بضرورة وقف هذه الممارسات البشعة بحق الصحفيين والفلسطينين بشكل عام في الأراضي الفلسطينية المحتلة. * وقفة احتجاجية وجاءت الوقفة الاحتجاجية الضخمة التي نظمت من قبل طلاب الجامعات والصحفيين والمتضامنين مع فلسطين، أمام مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بي بي سي في شارع بورتلاند بوسط لندن، لتوصل رسالة احتجاج من كل الأطياف المشاركة في الوقفة، على حادثة الاغتيال البشعة التي استهدفت الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال قيامها بعملها الصحفي في جنين بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وشارك في الوقفة مئات الأشخاص من جميع الأطياف والأعمار، كما رفعت صور شيرين والعلم الفلسطيني خلال الوقفة التي تحدث خلالها عدد من أعضاء اتحاد الطلاب الفلسطينيين في بريطانيا، وعدد من الرموز الفلسطينية، وهتف المشاركون بضرورة محاسبة ومقاضاة سلطات الاحتلال على هذا الجرم غير الإنساني بحق الصحفيين الفلسطينيين، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف مثل هذه الانتهاكات غير الإنسانية التي تمارسها بحق الفلسطينيين. وفي أول رد فعل من الحكومة البريطانية على خبر اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، أعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس عن حزنها لوفاة شيرين أبو عاقلة، ووصفتها في كلمتها بالصحفية المحترمة شيرين أبو عاقلة، وفي تغريدتها على تويتر ذكرت الوزيرة البريطانية أن عمل الصحفيين في جميع أنحاء العالم أمر حيوي ويجب حمايتهم لأداء مهمتهم. * محاسبة مجرمي الحرب وخلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية قال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي: جئنا هنا ليس للتعبير عن الغضب الممزوج بالحزن على استشهاد الصحفية الزميلة شيرين أبو عاقلة، بل للمطالبة بمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي وقادته من مجرمي الحرب القتلة الإرهابيين. ونقول من هنا إننا كلنا شيرين، وسنبقى نلاحق العدو القاتل بقوة كلمتنا وكاميراتنا وأقلامنا وبقوة الحق الذي معنا، وبكل أشكال المقاومة المشروعة لشعب تحت الاحتلال، وأضاف في كلمته أمام المشاركين في الوقفة: سوف نبقى على عهد الوفاء لشيرين التي طالما حلمت بحريتها، سوف نحمل رسالة شيرين وحلمها في تحرير الوطن والمقدسات، وسوف تزيدنا هذه الجريمة البشعة إصرارا على حمل رسالتها وتحديا لقاتلها وحرصا على أخذ حقها وحق الشهداء جميعا، وقال في رسالة إلى شيرين: لن يذهب دمك هدرا يا شيرين ولن نكتفي بتعليق شاشة تحمل قطرات من دمك على حائط منزلنا، بل سوف نجعله تذكارا حاضرا بأن القاتل لا بد أن يدفع الثمن على جريمته، ولابد أن يأخذ الشعب حقه من الاحتلال، وسوف يدفع القتلة ومجرمي الحرب الثمن غاليا طال الزمان أم قصر. * بشاعة الاحتلال من جهته، قال نائب رئيس اتحاد العمل الطلابي من أجل فلسطين في بريطانيا عمر نايف لـالشرق: لقد فجعنا خبر استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين في فلسطين، وهذا إنما يدل على النهج الذي تسلكه السلطات الإسرائيلية لإسكات صوت الحقيقة والتي تفضح الانتهاكات الإسرائيلية وطمس الحقائق. وأضاف: مشاركتنا في هذه الوقفة يعتبر رسالة نريد بها إيصال صوتها وصوت الحق إلى جميع أنحاء العالم لإدانة جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، ونرى هنا إدانة واسعة من العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وأكد على أن استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة سوف يظل دليلا واضحا على بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وقال في كلمته نحن كطلبة في الجامعات البريطانية نطالب الحكومة البريطانية بالتوقف عن إدانة الاحتلال بالكلام فقط أو الإعراب عن الحزن على الشهداء الفلسطينيين والتي كانت آخرهم شيرين أبو عاقلة، ونطالب بالعمل على اتخاذ إجراءات عملية وفعالة ضد الاحتلال الإسرائيلي لوقف أفعاله الإجرامية التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني. * الجنائية الدولية وبدأ الاتحاد الدولي للصحفيين التنسيق مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين للتقدم بدعوى قضائية إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن عمليات القتل المستهدف التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ يوم 25 من أبريل الماضي وقد تم إضافة مقتل الصحفية الفلسطينية إلى الشكوى الرسمية، وأعلن مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية أنه تلقى الشكوى ووعد بأن يتم فتح تحقيق رسمي في هذا الشأن، ومحاكمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن جرائمها ضد الصحفيين، وفي بيان وزعه للصحفيين أكد أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر أنه تم إضافة جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى ملف الشكوى المقدمة والتي توضح بالتفصيل مثل هذا الاستهداف للصحفيين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذكر أن استهداف الجيش الإسرائيلي الصحفية الفلسطينية شيرين كي يمنعها من الشهادة ونقل الحقيقة بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، ومن ناحيته، ذكر مدير المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين والشريك في إحدى المؤسسات القانونية طيب علي أن شيرين ليست مجهولة الهوية ولم تكن يوما إرهابية فلقد كانت واحدة منا وكرست حياتها لواحد من أهم مبادئ الديمقراطية وهي حرية التعبير، مضيفا أن استخدام سلطات الاحتلال للقوة المفرطة تسبب في أضرار لا يمكن جبرها ومنها قتل الصحفيين الأبرياء، ولم يعد من الممكن السماح باستمرار ذلك، وأشار إلى أن تقاعس المجتمع الدولي عن التعامل مع الوضع في فلسطين هو بمثابة تواطؤ يؤدي إلى انتهاك القانون الدولي. * جناح خاص ومن ناحيته أعلن منتدى التفكير العربي في لندن عن تخصيص جناح خاص في البازار الفلسطيني للوفاء لروح الشهيدة البطلة شيرين أبو عاقلة، والذي من المقرر إقامته في 22 من مايو الجاري، وذكر رئيس المنتدى محمد أمين أن هذا الجناح سوف يكون رسالة وفاء للصحفية الفلسطينية والفلسطينيين أجمع.

823

| 14 مايو 2022