منذ الرابعة عشرة من عمرها، وهي تهوى كتابة القصص الخيالية، والتي كانت تكتبها باللغة الإنجليزية، وهي الموهبة التي حرصت على تنميتها، حتى أصبحت كاتبة للقصة، وخاصة فيما يتعلق بالقصص الخيالية، وكان لها تفضيل على الرواية. في حديثها لـ الشرق تتناول نور عتيق أسباب اهتمامها بالقصة بشكل يفوق غيرها من الألوان الأدبية، معرجة على الوسائل التي ساهمت في صقل تجاربها الإبداعية، معتبرة القصة بالنسبة لها هي البصمة الدائمة للكاتب، ولما تشكله من ومضة ذهنية. ومع تأكيدها لأهمية الخيال العلمي في أعمالها القصصية، إلا أنها لا تستبعد أن يحمل مستقبلها الإبداعي الغوص في كتابة القصة التاريخية من دون الأجواء الخالية، كما تعرض الحوار لجوانب أخرى ذات الصلة، جاءت على النحو التالي: انطلاقاً من موهبتك في الكتابة منذ الرابعة عشرة من عمرك، كيف أسهمتِ في صقل هذه الموهبة؟ مع تشجيع أسرتي، وخاصة أبي، الذي كان دائمًا يحفزني كي أستمر في كتابة القصص باللغة الإنجليزية والعربية، وفي هذه السن كتبت أكثر من ستة كتب، وتم تجليدها من قبل أبي، وهذه كانت طريقته في تشجيعي كي أواصل الكتابة، وكان يحرص على أن يقتني لي الآلات القديمة للكتابة وخاصة تلك التي كان يستعملها أثناء دراسته في ألمانيا، ومن هنا واصلت القراءة والدراسة في سبيل تكوين محصلة لغوية، فالموهبة وحدها لا تكفي من دون القراءة. الكتابات الأولى خلال كتاباتكِ في هذه المرحلة العمرية، هل ستحاولين نشر ما تمت كتابته؟ نعم، أفكر بأن أنشر تلك القصص باللغة الإنجليزية في كتاب واحد كسلسلة من الروايات، كتبتُ قصصا تتحدث عن أساطير منوعة في عالمنا العربي أو العالمي ولكن بإطار خيالي. فكل إنتاج للكاتب في أي مرحلة عمرية عزيز عليه، ويحتفظ به، ولكنه كلما تقدم في القراءة والكتابة، كلما يحتاج لأن يعيد قراءة كتاباته الأولى ليعمل على تنميقها. لماذا كانت تستهويك كتابة القصة من دون غيرها من أعمال روائية، في ظل ما يقدم عليه جيل اليوم من الكتابة الروائية؟ القصة تخلد عبر الزمن، القصة تعتبر البصمة الدائمة لاسم الكاتب، أريد أن يتم تداول أسماء روايتي بدلاً من اسمي في مجال الكتب والروايات، كنتُ دوماً أقرأ قصصا عالمية، ولا أركز على اسم الكاتب؛ لكنني أحفظ تفاصيل القصة والشخصيات، وبعد البحث والاهتمام ألجأ لبعض التفاصيل المهمة المتعلقة بالكاتب، نشأته، ومن أين يستلهم القصة، وهذه طبيعة البشر المهتمين في مجال القصة. يريدون ربط حبهم وتعلقهم بقصة ما مع الكاتب نفسه. وبكل تأكيد القصة من دون الرواية تتمتع بلغة موجزة، وكلمات عميقة، ومن ثم كان هذا الحافز الأكبر لي كي أغوص في أعماق القراءة في القصص والروايات، ثم أحاول أن يكون إبداعي أولا في القصة القصيرة، لأنها تشكل ومضة ذهنية، تكتب بلغة موجزة، وبكلمات أكثر دقة، وهذا ما حفزني للمضي في الكتابة في القصة من دون الرواية. أفلام الرعب لماذا كان تركيزكِ على الكتابة في الخيال العلمي؟ كنتُ دوماً أتطلع إلى قراءة القصص التي تتعلق بالأساطير والمخلوقات الغريبة، تلهمني هذهِ الأمور في كل مجال، كنتُ مهتمة بأفلام الرعب، أو تلك المتعلقة بالخيال العلمي، وذلك لأنني أحب الخوض في العوالم الأخرى؛ لأن لدي فضولا تاما للبحث والاستكشاف، ومن ناحية أخرى أهتم بالقبائل والشعوب القديمة من كل حضارة، وتغمرني سعادة كبيرة إذا القصة فيها مسحة من الخيال. هل تعتقدين أن المتلقي يكون أكثر إقبالاً على هذا اللون من القصص (الخيال العلمي) أكثر من غيره؟ أغلب القراء يفضلون القصص الغريبة، التي بها أحداث غريبة، أو مختصة في عالم الميتافيزيقا، وهناك إقبال كبير على هذهِ القصص، أحب أن أكتب بطريقة التصوير السينمائي لأخذ القارئ إلى خيالاته مع كل شيء يقرؤه بالتفصيل في القصة، ولهذا اشهر أن هذا اللون من القصص أكثر جاذبية للقارئ عن غيره من القصص الأخرى، لأنه يحمل تناقضات، وصراعات، وأحداث تجعل القارئ متحفزا وذا عقل يقظ دائمًا ليتوقع كيف ستكون النهاية. من خلال أعمالك الأدبية التاريخية، هل تجدين صعوبة في الحفاظ على السرد التاريخي، مع الجنوح بالمتلقي إلى عوالم الخيال، حيث الأعمال الأدبية؟ هناك فئة من القراء يفضلون بعض التفاصيل الخيالية في القصة، وحتى لا يحيط جو الملل والرتابة في القراءة، نبحث عن أحداث شيقة في كل قصة، عن شخصيات ملهمة، وذلك لا توجد في الواقع، وبحاجة لأن نبدع هذه الشخصيات، ونتخيل لها عوالمها الخاص، ونتوقع لها أحداثها المميزة التي تجذب القارئ. هل يمكن تصنيف أعمالك في هذا السياق بأنها تعد شكلاً من أشكال الأعمال التاريخية؟ أطمح مع المستقبل أن أركز في كتابة القصة التاريخية من غير الأجواء الخيالية، لكني حالياً أحاول أن أنتهي من كتابي الفلسفي، والذي يحتوي على بعض النظريات الفلكية، وأستمر في كتابة قصص متعلقة بالكائنات الفضائية أو الحياة على الكواكب الأخرى، والتي أجد فيها عالمي الخاص. هل تحرصين على الاستمرار في هذا الإطار، أم سيكون هناك تنوع في أعمالكِ بما يثري إنتاجك الإبداعي؟ سيكون تركيزي الأول الخيال العلمي، وسوف أكتب كتبا عن تطوير الذات في المستقبل القريب، لأنني مهتمة بالأقسام المختصة مع علم النفس، وأشعر بأنني طاقة إيجابية للأشخاص الذين يهتمون في متابعتي على منصات التواصل الاجتماعي، وكانوا يسألونني دوماً من أين أستمد هذه الطاقة، أو الشخصية المثابرة التي لا تستسلم، بالسابق كنت محاطة بمشاريع أخرى لا تتعلق في مجال الكتابة، وكل سنة أتطور، وأجد الشغف الحقيقي، والمهنة التي تسهم في تطويري، والتي أشعر بالسعادة في ممارستها. إلهام الشباب ما طبيعة إنتاجك المرتقب، بما يثري الحركة الإبداعية، ويعود بالنفع في الوقت نفسه على المتلقي؟ أريد أن أربط هواياتي وأعمالي الخاصة الأخرى مع مجال الكتابة، روايتي القادمة عنوانها أمير القمر القرمزي وهي تتحدث عن موسيقار، وكاتب أشعار، وقد سلطتُ الضوء بسرد خيالي على حياته الخاصة، وأتفقتُ مع فريق عملي أن نصور إعلانات ملهمة للإسهام في نشر الرواية مع تطورات وسائل التواصل الاجتماعي، وجدنا موهبة صاعدة، وهو عبد الله البنعلي، العازف والملحن المبدع، الذي سيلحن المعزوفة باستخدام الجيتار الإليكتروني للإعلان الرسمي الأول لروايتي، وأهدف من ذلك إلى أن أكون مصدر إلهام للشباب كي يخرجوا مواهبهم الموسيقية.