شاركت دولة قطر في اجتماع الدورة العادية الـ 164 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، والتي انطلقت، اليوم، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة وتستمر على مدى يومين. ترأس وفد دولة قطر في أعمال الدورة، سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. و قال سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن اجتماعات المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية تأتي في سياق التحضير للدورة الـ 164 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، والتي ستعقد يوم الخميس المقبل، لافتا إلى أنه تجري، في هذا الصدد، مناقشة العديد من المسائل الإجرائية والموضوعية على بنود جدول الأعمال، ومن أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي، والاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك المستجدات المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين في المنطقة العربية. وأشار الأنصاري إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن مشاريع قرارات عديدة، منها ما يتعلق بدعم قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، فضلا عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتقديم الدعم للدول العربية التي تمر بظروف خاصة، وذلك في ضوء التحديات التي تواجهها خلال الفترة الراهنة، ومن بينها سوريا، ولبنان، وليبيا، واليمن، والسودان، والصومال، وجيبوتي، وجزر القمر، والعراق، إلى جانب دعم الأمن المائي لكل من مصر والسودان. واختتم سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري، تصريحاته لـ قنا، بالإشارة إلى أن هذه القرارات تأتي في إطار الدور الذي تضطلع به الجامعة العربية كمنظمة إقليمية تكمل عمل منظمة الأمم المتحدة فيما يخص إرساء السلم والأمن الدوليين في بعض الدول العربية الشقيقة على ضوء الظروف التي تمر بها خلال المرحلة الحالية.

أكدت جامعة الدول العربية،اليوم، رصدها بقلق شديد محاولات الكيان الإسرائيلي المستمرة لتوسيع دائرة الصراع إلى دول الجوار تحت ذرائع وحجج صارت أبعادها الداخلية والحسابات السياسية الشخصية التي تحركها مكشوفة للجميع. ونوهت الجامعة، في بيان، إلى أنه ليس خافيا ما يترتب على ذلك من مخاطر حقيقية باندلاع حرب إقليمية ستكون ذات عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع، وستكون وطأتها شديدة على الشعوب الساعية للتنمية والتقدم، إذ ستعيد المنطقة سنوات للوراء. وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (114) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري، لقد تابعنا جميعا بشاعات وجرائم العدوان الإسرائيلي..إن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، الذي يقترب من مرور عام هو الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخا من القانون والأخلاق والإنسانية رغم كونه ليس الأول من نوعه، مبينا أن الفترة الماضية كانت عصيبة على الشعب الفلسطيني الذي عاش هذه المأساة وتعايش على قدر ما يستطيع مع أثقالها وتحمل ظروفا قاسية تتجاوز بكثير طاقة تحمل البشر. ولفت إلى أن هذا كله حدث في ظل عجز دولي عن إيقاف المعتدي بل ومنحه في بعض الأحيان مظلة أمان للمضي قدما في ممارسة الفظائع بغير عقاب أو حساب، مشددا على أن المنطقة العربية تتحمل عبء الصراعات المستفحلة والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كمقصد للاستثمار. وأشار الأمين العام، في هذا السياق، إلى دول تعطلت مسيرتها التنموية، كما الحال في السودان واليمن وليبيا، بسبب الصراع الداخلي، مضيفا أن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة يتطلب نقلة نوعية في التعامل مع بؤر الأزمات وانعدام الاستقرار كأولوية ملحة.

أدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، اقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى وتدنيسه لحرمة المسجد اليوم، لافتة إلى أن هذا الاقتحام السافر يأتي في سياق بدء تنفيذ حكومة نتنياهو لبرنامجها المتطرف وأجندتها الاستيطانية، بكل ما ينطوي عليه هذا البرنامج من احتمالات إشعال الموقف في القدس وبقية الأراضي المحتلة على نحو بالغ الخطورة. وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان له، إن هذا الاقتحام يعد استباحة للحرم القدسي وعدوانا على القبلة الأولى للمسلمين، كما يمثل استفزازا واستهتارا بمشاعرهم الروحية بقرار من الحكومة الإسرائيلية وحماية من أجهزتها الأمنية. وأكد أن حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام الوزير الإسرائيلي وعن هذه الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها، وانعكاساتها على السلم العالمي، بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية.

أشاد الزميل جابر الحرمي رئيس تحرير "الشرق" بالمواقف القطرية الداعمة للشعب السوري والدعم الكبير الذي قدمته الجمعيات والمؤسسات الخيرية القطرية لسكان حلب لافتا أن المؤسسات القطرية كانت أول الواصلين إلى هناك. وأكد الحرمي خلال حديثه مساء اليوم لتلفزيون قطر أن قطر استشعرت مسؤوليتها تجاه الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة وقادت مبادرة عربية لعقد اجتماع عربي طارئ والذي سيعقد الأربعاء المقبل ، موضحاً أن تلك الخطوة حركت الواقع العربي للوقوف أمام الوحشية والمجازر التي يرتكبها النظام السوري في حلب. وقال الحرمي إن ما يحدث في حلب يتطلب موقف عربي فعلي على الأرض حتى يشعر النظام السوري أن هناك ضغوطاً وان هناك من ينتصر للشعب السوري مشيرا إلى أن الموقف العربي إذا خرج بجدية سيؤثر في حلفاء النظام السوري والذين يدعمونه. ترحيب عربي وأكد الحرمي أن دعوة قطر لعقد الاجتماع العربي الطارئ بشان حلب تلقى الترحيب في الأوساط العربية حيث استطاعت قطر من خلالها الإمساك بزمام المبادرة من اللحظات الأولى ومنذ بداية التصعيد والوحشية من جانب النظام السوري ضد أبناء حلب. وحول التقاعس الدولي لنجدة حلب، قال الحرمي أن قطر بدأت تحركها لنصرة حلب في أكثر من مسار عندما دعت لتحرك عربي بجانب التحرك البارز لوزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي اتصل بالمؤثرين من نظرائه إقليميا ودوليا والاتصالات الفاعلة لسعادته طوال اليومين الماضيين و لقائه بالمنسق السوري الدكتور رياض حجاب. وشدد الحرمي بأن التحرك القطري من أجل حلب سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وانه لا بد من التصدي لهذه الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري في كل مدنه وبخاصة في حلب. وأشار الحرمي إلى تقاعس المجتمع الدولي حول ما يجري في سوريا، لافتا أن التصريحات الدولية بما فيها الموقف الأمريكي و الروسي الذي يدعم النظام السوري ويشاركه جرائمه بجانب مواقف المنظمات الدولية كل هذه المواقف جميعها لا ترتقي للمجازر الوحشية التي يتم إرتكابها في سوريا. "فزعة هل قطر" وأوضح الحرمي أن قطر لم تكتف بالدعوة لعقد اجتماع عربي طارئ حول حلب بل ترجمت مواقفها مع الشعب السوري في السابق وفي هذه المرحلة على الأرض بتقديم المساعدات للسوريين. وأكد أن الجمعيات والمؤسسات القطرية من أوائل المؤسسات التي وصلت إلى حلب وقدمت الدعم الميداني لسكان حلب، لافتا أن المواقف القطرية الداعمة كان لها الدور الفاعل على الأرض وان "الفزعة" القطرية وتجاوب أهل قطر في الشدائد عكسته تلك المواقف القطرية الداعمة لسكان حلب من خلال المؤسسات والجمعيات القطرية مشيرا الى أن أهل قطر كانوا من الأوائل الذي تواجدوا وقدموا الدعم والعون لسكان حلب.

ثمنت جامعة الدول العربية الجهود التي تقوم بها دولة قطر لدعم الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه، مؤكدة أن دولة قطر تلتزم بكل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية وتوفي بكافة التزاماتها المالية تجاه القضية الفلسطينية. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "إن دولة قطر تلتزم بقرارات الجامعة العربية وتوفي بكافة التزاماتها وزيادة"، معتبراً ذلك محل تقدير واحترام من جامعة الدول العربية. وناشد صبيح جميع الدول العربية عدم التأخر عن دعم الشعب الفلسطيني على أرضه وصموده في القدس وأن تفي بالتزاماتها المالية تجاه القضية الفلسطينية. وحول المساعدات التي أعلنت عنها الدول المانحة خلال مؤتمر إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة أكتوبر الماضي، أعرب صبيح عن أسفه لعدم سداد المساهمات المالية التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر قائلا: "إن ما أعلن عنه في مؤتمر الإعمار إذا كان عربيا أو دوليا لم يصل والنتائج المرجوة منخفضة جدا". من جهة أخرى، حذرت جامعة الدول العربية من انهيار العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل استهداف إسرائيل محو الهوية العربية والفلسطينية. وطالب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح في كلمته أمس أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ72 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، بضرورة توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلاب الفلسطينيين ودعم صمودهم لصد كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتجهيلهم، والعمل على إنشاء أجيال فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وحذر السفير صبيح من أن إسرائيل تستهدف كامل للعملية التعليمية في القدس المحتلة من خلال محاولة فرض المناهج الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية في القدس الشرقية المحتلة، واتخاذ كافة الإجراءات لنشر المخدرات والحيلولة دون إنشاء أي مداس جديدة في القدس الشرقية المحتلة أو ترميم المدارس القائمة فيها مما أدى إلى نقص يقدر بحوالي 1000 غرفة صفية وكذلك استخدام غرف غير صالحة كصفوف دراسية كاستخدام الممرات والكرافانات، هذا بالإضافة لاكتظاظ الصفوف وارتفاع رسوم التعليم الخاص مما أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب من المدارس. ونبه صبيح إلى الوضع الصعب والمتأزم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة، في ظل جبروت الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة بسلب ومصادرة الأراضي بالاستيطان وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية والتهويد في مدينة القدس المحتلة وبتصاعد استهداف المقدسات وانتهاك حرمة المساجد والكنائس خاصة المسجد الأقصى المبارك جراء تصاعد وتيرة حفر الأنفاق والكنس والحفريات أسفله وفي محيطه بما يهدد بانهياره. وحذر صبيح من المخططات الإسرائيلية الرسمية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وما يصاحب ذلك من دعوات المتطرفين لمزيد من الاقتحامات اليومية لساحة المسجد المبارك بحماية شرطة الاحتلال مع تقييد لحرية عبادة المسلمين والمسيحيين في مساجدهم وكنائسهم في المدينة المقدسة.