قضت محكمة جنايات القاهرة اليوم، السبت، بالإعدام شنقاً على 6 متهمين في ما يعرف بـ"قضية التخابر"، كما قضت بـ"المؤبد" على الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي سبق أن حكُم عليه بالإعدام وبالسجن المؤبد في قضايا أخرى. ومن بين من صدر حكم بإعدامهم شنقاً في "قضية التخابر"، إبراهيم هلال -الصحفي في قناة الجزيرة ومدير أخبارها السابق، الصحفي السابق في قناة الجزيرة علاء سبلان. ونال الرئيس المعزول محمد مرسي حكماً إضافياً بالسجن 15 عاماً في هذه القضية. واتُهم مرسي والآخرون بتسريب وثائق ومعلومات تخص الأمن القومي المصري. وكانت المحكمة قد قررت في السابع من مايو الماضي إحالة أوراق 6 من المتهمين إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي في الحكم بإعدامهم، وأرجأت النطق بالحكم على جميع المتهمين إلى جلسة اليوم. يذكر أن الرئيس المعزول محمد مرسي حضر جلسة النطق بالحكم، وكان جالساً على مقعد في قفص المتهمين.

قال الاستاذ ابراهيم هلال مدير الأخبار بقناة الجزيرة: إن القناة ومسؤوليها يتعرضون لحملة تشويه منظمة بسبب تصدي الجزيرة لتغطية ثورات الربيع العربي. وأضاف أن القناة تمر منذ فترة طويلة بمرحلة أضحت فيها ليس فقط صانعة ومنتجة للأخبار بل أصبحت هي ذاتها موضوعاً للتداول في الأخبار. وقال هلال في ندوة الشرق الرمضانية: إن آلة تضليل إعلامي ضخمة بدعم من أنظمة ترفض نجاح ثورات الربيع العربي تقود حملة شرسة لتشويه صورة الجزيرة أمام الرأي العام العربي والعالمي دون تقديم دليل علمي. وتدّعي حملات التشويه أن حضور قناة الجزيرة قد تراجع وكذلك شعبيتها، بينما يقول إبراهيم هلال: إن حضور وشعبية وتأثير الجزيرة في ازدياد وإن استمرار حملات التشويه وتكرار هذه الادعاءات الكاذبة هو دليل واضح على أن تأثير القناة وشعبيتها في تعاظم، وإلا لماذا يحتاج الأمر إلى تكرار حملات التشويه! وخلال الندوة أوضح هلال أن الجزيرة ملتزمة بسياسة الحياد انطلاقا من الدقة والانصاف تجاه القضايا كافة، فالحياد يقتضي جمع الحقائق بدقة وإنصاف مما يقود صانع الخبر أو معد البرامج إلى توضيح صورة قد يعتبرها البعض منحازة بينما هي فقط الحقيقة لا أكثر ولا أقل. فحقائق ما يجري في غزة مثلا الآن تدل بدقة ومن دون انحياز على حجم العدوان الإسرائيلي، وحقائق ما جرى قبل ذلك تؤكد على أن إسرائيل هي من بدأت القصف قبل الرد الفلسطيني؛ هذه الحقائق تفضي بحياد إلى رسم صورة قد يعتقد البعض أنها منحازة للفلسطينيين لكنها في الواقع ليست سوى الحقيقة المجردة. وأوضح هلال أن الجزيرة ليست نصيرا للشعوب ضد الانظمة كما يُقال أحيانا، بل هي فقط وسيلة إعلام تنقل الأخبار كما تحدث وتمنح صوتاً لمن لا صوت لهم. كما نفى هلال ان تكون الجزيرة تابعة للسياسة الخارجية القطرية، مطالباً كل من يدعي ذلك أن يقدم الدليل قبل أن يستمر في الادعاء. فالجزيرة كانت من بين أول من أثار قضية مشكلات العمالة الوافدة، وأكد أن الجزيرة تتحرك في مساحة كبيرة من الحرية داخل قطر ولا تواجه أي تدخلات من القيادات القطرية.. وأكد أن السياسة التحريرية للجزيرة هي التي تملي عليها اختياراتها، مشدداً على أن الكادر الاعلامي للجزيرة يحترم الجزيرة لمبادئها ولا يتعامل معها كمجرد مكان عمل يتقاضى منه راتباً. الشرق استضافت ليلة الثلاثاء الماضي الأستاذ إبراهيم هلال مدير الأخبار لقناة الجزيرة الإخبارية في ندوة رمضانية بعنوان" قناة الجزيرة والسياسة التحريرية في عالم متغير". في بداية الندوة رحب الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير بالأستاذ ابراهيم هلال وقال انه ونيابة عن أسرة جريدة الشرق نرحب بالأستاذ الفاضل والاخ ابراهيم هلال مدير أخبار قناة الجزيرة في إحدي ندوات الشرق الرمضانية، ونتشرف بالحديث عن الجزيرة ما لها وما عليها والسياسة التحريرية التي تتبعها القناة وتقوم بتنفيذها، ومعرفة الى أين تسير هذه القناة التي تعتبر رائدة القنوات الإخبارية الفضائية في المنطقة والعالم ككل بالرغم من كل ما يقال وما يثار حولها. وأضاف الحرمي: أن قناة الجزيرة هي التي حركت الإعلام العربي منذ ولادتها وانطلاقتها وحتى هذه اللحظة هي التي تقود بوصلة الاعلام العربي في ظل أوضاع عالمية مضطربة إعلاميا وسياسيا وفيها ثورات وانتفاضات شعبية، حتى أصبح الاعلام يُنقل عنه وليس ناقلاً كما كنا نسمع في العقود الماضية. ومنذ أن أتت قناة الجزيرة تغير الوضع في المخرجات الإعلامية العربية وأصبحت هذه القناة مرجعية محكمة وقوية لدى الاعلام الغربي ومنذ 1996م نعيش هذه المرحلة المتطورة التي خلقتها قناة الجزيرة بفضل جهودها الاعلامية المشهودة، ونحن نفتخر ونعتز أن تكون قناة الجزيرة منطلقة من هذا البلد الصغير في مساحته الكبير بمعطياته وانجازاته، ونحن تعودنا على صراحة وشفافية الرأي والرأي الآخر من قناة الجزيرة، وننتظر اليوم أن يمارس هذا الحق بالنسبة للصحفيين المتواجدين في هذه الندوة وبالنسبة ايضا للردود التي نتوقعها من الاستاذ ابراهيم هلال. المتغيرات العربية وقال الحرمي في افتتاحية الندوة: بداية نتطلع الى ان تحدثنا عن الخط التحريري لقناة الجزيرة وهل طرأ عليها تغيير في ظل المتغيرات العربية الراهنة؟. وفي بداية حديثه قال الاستاذ ابراهيم هلال: أولاً ألف شكر للأستاذ جابر الحرمي ولقد درجت جريدة الشرق على أن تستضيف الجزيرة كل عام.. وصحيفة الشرق تتميز بالعمق والرشاقة والأصالة وهي من الصحف المفضلة لدى موظفي قناة الجزيرة.. والأستاذ جابر الحرمي دائما ما يتفضل بوجوده معنا في قناة الجزيرة للتحليل العميق الذي يتطلع له مشاهدونا. سياسة الجزيرة أما حول قناة الجزيرة وسياستها التحريرية فان هذا الموضوع متشعب وله ثلاثة اتجاهات وتتمثل هذه الاتجاهات الثلاثة لسياسة التحرير كالاتي: أولها التحديات العادية التي يواجهها صانع القرار التحريري في كل مكان: وهي من وجهة نظري: تحديات التطور التكنولوجي، تحديات التمويل المالي وتحديات المنافسة. وهي نفسها المزايا التي يمكن أن يملكها صانع القرار التحريري للتميز في صناعة الخبر. غير أنها سلاح ذو حدين؛ فالتكنولوجيا قد تخدمك وفي نفس الوقت قد تكون وسيلة جائرة تحصر تفكيرك وخياراتك التحريرية اذا لم تحسن استخدامها، بحيث اصبحت كلمة الاختيار التحريري الكامل ترفا. وتواجهنا كصنّاع قرار تحريري أسئلة كثيرة منها ماذا نريد حقيقة؟ هل نريد حقيقة أن نبث ما نبثه من أخبار؟ أم أننا نبثها لأنها متوافرة بسبب ما بأيدينا من تكنولوجيا؟ فبرأيي في عالم اليوم أضحت التكنولوجيا شريكاً في صناعة القرار التحريري! التمويل التحريري أما العنصر الثاني فهو التمويل المالي والذي له علاقة بالقرار التحريري. فالموازنة المخصصة لتغطية حدث ما ربما تمثل ورطة لصانع القرار التحريري لأنه سيكون مضطراً لتغطية محدودة وضيقة لا تلبي تطلعات المشاهد في حال ضعف الموازنة أو توسع ربما غير مطلوب لو قررت الإدارة العليا توفير موازنة كبيرة لحدث ما. وبالتالي السؤال هل قراري التحريري مطلق في أن أتوسع أو أقلص من حجم تغطية ما؟ واذا لم استغل الموازنة بشكل كامل لاسباب إخبارية وتطورات حدثت لاحقاً، ساقف أمام إدارة التدقيق الداخلي وربما الإدارة العليا لمحاسبتي. أما العنصر الثالث فهو المنافسة، وهو عنصر مؤلم جدا ولا يمكن أن تدعي كمدير أخبار أنك تأخذ قرارات بمعزل عن التأثر بالمنافسين ولو بشكل محدود. فهناك دائماً تأثير متبادل بين المؤسسات الإعلامية المتنافسة، وبالتالي تأخذ بعض التفاصيل في قرارك بناءً على وجود هذه المنافسة. وعلى الرغم من أننا في قناة الجزيرة نملك درجة عالية من الاعتداد بالنفس تجعلنا ندعي أننا كثيراً ما نصنع الخط التحريري الإخباري لكل السوق العربي، وان المنافسين يقلدوننا، فإن ذلك لا يعني أننا لا نتابع المنافسين ونتأثر بقراراتهم أحياناً لتحسين الخدمة التي نقدمها للمشاهدين.. إذاً هناك دائما عناصر مؤثرة خارجية على عملية صنع القرار التحريري. السياسة التحريرية وعندما تقول السياسة التحريرية فأنا أتساءل هل في عصر التغطية الإخبارية الآنية المباشرة يمكن لأي مؤسسة إعلامية أن تضمن تطبيقاً حرفياً دائماً لسياستها التحريرية؟ الإجابة بالنفي. وبالتالي صناعة القرار التحريري في عالم اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عشرة او عشرين عاما مضت نتيجة لتأثير ما يسمى بالتغطية الآنية. فبعيداً عن تأثير العناصر الثلاثة التي ذكرتها سلفاً، يعني أنك آنيا تتخذ قرارك، وقرار اللحظة هذا يخصم كثيرا من قدراتك ورغباتك وسلطتك وسطوتك كمدير لغرفة الاخبار، كما أن القرار الآني قد يتخذه منتج عمره 25 عاماً، ويمكن أن يؤثر على المحتوى المُقدم للمشاهد، وبالتالي صنع القرار التحريري تتدخل فيه قدرات الموظفين وتتدخل فيه الرغبات الاخلاقية فضلا عن الرغبات الذاتية أحياناً إضافة الى ما أسميه "التخمين" أو ما يعتقد الموظف أنه يوافق السياسة التحريرية لكنه ليس كذلك. لذلك العناصر التي تتدخل في اختيار الأخبار وإسقاطها وصياغتها وطريقة تناولها هي عناصر لا نهائية. وخلاصة القول أنك كمؤسسة إعلامية تضع سياسة تحريرية عامة ولكن هناك عناصر اخرى قد تفرض نفسها وتتدخل بشكل قوي في مخرجات هذه السياسة التحريرية. التحديات الخاصة بالجزيرة عندما بدأنا في قناة الجزيرة عام 1996م اتفقنا على أن نتبنى المعايير التحريرية العالمية؛ وهي الدقة والحياد والإنصاف، لأنها أقصر طريق بين نقطتين. وأود أن أوضح أن هناك عبارات ومقولات خاطئة انتشرت باسم الجزيرة وهي بعيدة كل البعد عن الصحة والدقة. فهناك من يقول "نحن في الجزيرة لسنا محايدين ولكننا موضوعيين..." وهذا من وجهة نظري غير صحيح مع احترامي لكل الذين قالوها عن تاريخ قناة الجزيرة. والحقيقة أننا في قناة الجزيرة محايدون، وانا أدعي بانني محايد حتى مع اسرائيل، ولكن ما هو تعريف الحياد؟ الحياد في تعريفنا بالجزيرة يبدأ بالدقة والانصاف في جمع المعلومات وتقديم الحقائق من دون انحياز مسبق مع طرف أو ضد طرف. فالقضايا العادلة لا تحتاج إلى انحياز. وبالتالي أنت تقود السياسة التحريرية بهذه القيم أي ان تجمع المعلومات بدقة وتتعامل بإنصاف مع اطراف الصراع وستنتهي بحقائق تقف مع المظلوم بطبيعة الحال وتفضح الظالم بالمنطق والدقة وليس عبر الانحياز. لو قمت بعملك الصحفي بشكل سليم متوخياً الدقة والإنصاف ستنتهي إلى أن تقف ضد الظلم وتفضحه من دون أن تبني سياستك على انحياز مسبق. وهذا هو تعريفنا للحياد وهو بالانجليزية Impartiality أي عدم التحيز لطرف. ويقول هلال: نحن في قناة الجزيرة نختلف عن وكالات الأنباء بأننا نعرف أكثر كوننا متواجدين في قلب الحدث. ونحن لا نأخذ الخبر من دون تدقيق وفهم، لكننا نعرف اكثر من غيرنا عن أبعاد وسياقات كل خبر، وبالتالي لن نكون بوقا للدعاية لأي طرف. وهذا مبني على الدقة وليس الانحياز، هذه هي طريقة تفكيرنا في قناة الجزيرة. عصر ما بعد الثورات النوع الثالث من التحديات هي تحديات خاصة بالجزيرة في عصر ما بعد الثورات العربية: يقول هلال: في ندوة بيروت في يناير عام 2012م تجادل معي الكاتب الحقوقي المصري جورج اسحق لأنني رفضت ما قاله من أن قناة الجزيرة صنعت الثورات العربية. وقال جورج إسحق "الجزيرة صنعت الربيع العربي" فقلت له ليس صحيحا ان قناة الجزيرة صنعت الربيع العربي، وقال انتم بالجزيرة صنعتم جورج اسحاق وصنعتم الاحرار المصريين ولولاكم لما تحرك الشعب العربي، فقلت له هذا ظلم واجحاف بحق ملايين العرب وتحقير من قيمة المواطن العربي. جورج إسحق يقول الآن عن الجزيرة كلاماً مختلفاً بسبب موقفه من الانقلاب في مصر!!، غير انني لازلت مؤمناً بأن الجزيرة لم تصنع الربيع العربي، بل فقط قامت بتغطية إعلامية منصفة ودقيقة لتحرك الملايين من العرب. وبعد أن نجحت ثورات الربيع العربي تحرك فلول الأنظمة المتهاوية البائدة لإسقاط هذه الثورات، واسقاط هذه الثورات مثلما قال المشير السيسي في احدى الجلسات "يكون بضرب الأذرع الاعلامية" والذراع الاعلامي القوي للثورات العربية هو قناة الجزيرة ومحاربة قناة الجزيرة من قبل فلول الانظمة التي سقطت بعد الربيع العربي اصبح هدفاً قد يكون أهم من محاربة الثورات نفسها. نحن في ملفاتنا الأساسية الساخنة في سوريا ومصر والعراق نعمل من دون مراسلين لأن مكاتبنا في بعض هذه الدول معطلة بحكم القانون، وبعضها معطل بحكم الواقع بسبب الحرب الاعلامية ضدنا. غير أننا وجدنا ان العمل أكثر إمتاعا وصدقية من دون أن تكون مسجلا رسميا مع هذه الأنظمة لأنك لن تخشى ما تخسره! فالتعامل مع الأنظمة المستبدة سيئة السمعة دون مكتب رسمي تخشى من إغلاقه ومراسلين تخشى من اعتقالهم أفضل بكثير. وفي نهاية الأمر لن نعدم وسيلة للحصول على الأخبار والصور والمعلومات. إغلاق مكاتب الجزيرة الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير قال قبل أن نفتح باب الأسئلة، هناك بالتأكيد ضغط تواجهونه في الجزيرة بإغلاق مكاتبكم ولكن بعد فترة يعاد فتحها هل هذا يعني أنكم قدمتم تنازلات. رد السيد إبراهيم هلال وقال ليس من المعقول أن تكون منقطع الصلة عن الواقع السياسي للدولة يعني اذا كانت هناك مساحة للحرية في هذه الدولة المعنية فانت جزء منها، وصحيح قد يكون وضع الجزيرة أحيانا أسوأ إذا كان هناك ضغط وقمع لوسائل الاعلام الداخلية. الزميل جابر الحرمي قال ولكن هل تقدمون تنازلات لعودة مكاتبكم؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال حسب معلوماتي ومفاوضاتي الشخصية لم نقدم تنازلات وانا لم أشهد اي تنازل. وهذا يعني ان العلاقة بين الجزيرة والسلطات المشرفة على العمل الإعلامي في أي بلد مرتبطة بالحراك الداخلي الذي يحدث في البلد أكثر من ارتباطها بتنازلات يُطلب من الجزيرة تقديمها. الشهادة ما بين غزة وسوريا الزميل ناصر الحموي قال لماذا تطلقون كلمة شهيد على شهداء غزة بينما لا تطلقونها على شهداء سوريا والعراق. رد الاستاذ ابراهيم انه سؤال أجبت عليه كثيراً من قبل.. نحن اعتمدنا إطلاق كلمة "شهيد" على ضحايا اسرائيل من الشعب الفلسطيني في العام2001م عندما بدأت الانتفاضة الثانية التي كان لها طابع خاص اذ تحرك الشعب وحده دون اي غطاء من منظمات سياسية. وبمعايير القانون الدولي والأخلاق والدين هذا الشعب الفلسطيني يقاوم سلطة احتلال فإذا كنت داخل بيتك وتم قصفك وكان بإمكانك الهروب لكنك فضلت البقاء ومواجهة خطر الموت، فأنت في حالة مقاومة للاحتلال، لذلك اعتمدنا كلمة "شهيد" في هذه المرحلة نتيجة الاجماع العربي الشعبي على وضعية هؤلاء الذين يقاومون الاحتلال. وهو كما قلت التزاماً بمعايير القانون الدولي وبمعايير الاخلاق والدين. وبمقارنة هذا الوضع مع ما يجري في العراق تكون الحالة مختلفة، فالصراع العربي الاسرائيلي هو الصراع الوحيد الواضح وضوح الشمس. أما في العراق وسوريا فالعرب والمسلمون يقتلون بعضهم البعض ولا يوجد تعريف واضح قانوني لما يدور هل هو احتلال أم حرب أهلية.. كما لا يوجد تعريف شرعي واضح لمن يُقتل في خضم حرب طرفاها مسلمون. الجزيرة وقطر الزميل جابر الحرمي قال: هناك اتهام بانكم تجاملون قطر ولا تنتقدونها وتتجاهلون الحديث عن سلبياتها؟. رد الاستاذ ابراهيم وقال هذا غير صحيح والدليل انه قبل ان يظهر موضوع العمالة على السطح أنتجنا برنامجا اسمه "عرق وملح ودموع" كان عن العمالة في الخليج وقطر بالذات وبثته الجزيرة العربية بالتزامن مع الجزيرة الانجليزية. وكان ذلك حتى قبل أن تفوز قطر بتنظيم كأس العالم، حينها قضية العمالة الوافدة لم تكن قضية مثارة ونحن الذين اثرناها، وهناك اخبار عديدة بثت عن قطر ولو كنا نجامل لما نشرناها. وقال بالنسبة لموضوع ميثاق الشرف 80 % من موظفي الجزيرة لا يعملون من اجل الراتب وانما إيمانا بمبادئ وأسلوب وأخلاق عمل الجزيرة.. ولقد تعلمت أن من يعمل كثيرا يخطئ كثيرا، ومن يعمل قليلا يخطئ قليلا، ومن لا يعمل لا يخطئ ونحن لدينا عقوبات داخلية ومن غير المناسب الترويج لكل حالة عقاب. السياسة التحريرية للجزيرة الزميل احمد عبد السلام قال كيف تصنع السياسة التحريرية داخل المطبخ التحريري لقناة الجزيرة، واضاف هناك اتهام بانكم تتأثرون بالسياسة الخارجية لدولة قطر؟. رد الاستاذ ابراهيم وقال من المعروف ان غرف الاخبار في الاجهزة الاعلامية أصبحت السياسة عندها الاستبعاد للخبر وليس البحث عنه لان التدفق الاخباري كبير يصل الى حوالي 2000 خبر في اليوم وتحتاج الى غربلة لتصل الى حوالي 100 خبر بناء على ما تتوقع انه يهم المشاهد، ونحن محظوظون في الجزيرة لأنها قناة متنوعة بكوادرها من البلدان العربية وحتى في التوجهات لذلك عملية صنع القرار تمر بمرحلتين: الأولى اجتماع التخطيط وهو في الثانية ظهرا لوضع خطة اليوم التالي وهي مرتبطة أساساً باقتراحات المراسلين الذي يبلغ عددهم 90 مراسلا في شتى انحاء المعمورة، وفي الخامسة مساء ترسل الخطة لكل شبكة الجزيرة عن خطة عمل الغد. هذه الخطة 50 % منها قابل للتعديل بناء على تطورات الاحداث اللاحقة. في اليوم التالي يبدأ فريق التنفيذ باجتماع في التاسعة صباحا يناقش الخطة، وخلال مسيرة اليوم ترتفع نسبة التعديل ربما الى 70 % مع تطور الاحداث. ما يتبقى من الخطة المعدة سلفا يكون أحياناً كبيراً وأحياناً محدوداً جداً حسب تطورات الأحداث.. هي عملية صنع القرار والجهد الجماعي هو الذي يضبط ايقاع الجزيرة. السياسة الخارجية القطرية أما اننا في الجزيرة نتأثر بالخط السياسي للخارجية القطرية فهذا غير صحيح وكل من لديه دليل باننا نشرنا خبرا كاذبا أو ملفقا لنجامل قطر فليقدمه ونحن على استعداد لبث اعتذار رسمي لو ثبت صدق الادعاء. لكن كل الادعاءات التي تربط الجزيرة بالسياسة القطرية مجرد أكاذيب في إطار حملة تشويه الجزيرة ولا دليل عليها. المشكلة التي تؤرق وتزعج البعض خارج قطر هي أن معظم إن لم يكن كل توجهات السياسة الخارجية القطرية هي سياسة أخلاقية وتصب في صالح الوقوف مع المظلوم وإنصاف الشعوب، وبالتالي لو انتهت أخبار الجزيرة وبرامجها في ذات المربع لا يعني ذلك التقارب أن هناك ممالأة لقطر بقدر ما يعني أننا نشترك في التغطية الأخلاقية لمواقف أخلاقية. البرامج وآراء المذيعين الزميل حسن أبو عرفات قال هناك اتهام بان مذيعي الجزيرة يخلطون ما بين رأيهم الشخصي وبين ما يجب ان يقدموه.. هل هناك ضوابط تحد من ذلك؟ كما ان هناك اتهاما اخر بأن بعض البرامج تضخمت واصحابها اصبحوا دولة داخل دولة؟ رد الاستاذ ابراهيم ان ذلك ليس صحيحا، ان برامج قد تضخمت وان اصحابها قد تضخموا واصبحوا دولة داخل دولة، وقال ان واقع الاحداث يفرض على الجزيرة تغييرا في البرامج وقد تم إلغاء كثير من البرامج من اجل تقديم تغطية إخبارية عن غزة وهذا دليل على انه ليس هناك برامج قد تضخمت ولا اصبحت هي واصحابها دولة داخل دولة. حملة تشويه ضد الجزيرة الزميل جابر الحرمي قال هناك اتهام بان الجزيرة قد تراجعت في أدائها. رد الاستاذ ابراهيم هذه هي الدعاية التي تُشن على الجزيرة، وهذه الدعاية من قبل النظام السوري وأمثاله ممن يريدون إجهاض الثورات العربية، ومعروف أن الجزيرة تواجه تشويها كبيراً لأنها هي الذراع الاعلامي الأقوى للتغطية النزيهة والدقيقة لتطورات ثورات الربيع العربي. وبالتالي من يريد إجهاض الربيع العربي يهمه تشويه الجزيرة. ومن يريد إجهاض الربيع العربي كثير ومتنفذ ويملك المال والنفوذ. والايام ستثبت أن الجزيرة لم تتجاوز دورها الإعلامي النزيه المحايد في تغطية ما يدور من تطورات في الشارع العربي. الانقلاب في مصر الزميل صالح غريب قال الى متى ستظل الجزيرة تردد نغمة الانقلاب على ما يجري في مصر خاصة وقد وتوالت متغيرات كثيرة؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال فيما يتعلق بتسمية انقلاب نحن لم نطلقها بداية ولكننا تمهلنا في قراءة المشهد السياسي قبل ان نتخذ قرارا بإطلاق هذه التسمية بالرغم من الضغوط التي كنا نواجهها لإطلاق هذه التسمية على ما يجري في مصر. وبعد القراءة المتأنية وتحديداً في يوم 16 اغسطس 2013م اطلقنا على ما جرى صفة "انقلاب" وذلك بعد ضرب الجماهير في ميدان رمسيس حيث تم قتل المتظاهرين بعد يومين من مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة، وكانت كارثة. وبالتالي تنظيم الانتخابات لا يعني أن ما جرى لم يكن انقلابا. فما جرى في الثالث من يوليو انقلاب وسيظل توصيفه انقلاباً إلى الأبد في سجلات التاريخ. أما ما يُقال أننا نتراجع، فلماذا تُمارس علينا الضغوط لو أن نسبة مشاهدتنا تتراجع؟؟ الضغوط علينا كثيفة لأننا الأكثر تأثيراً والأعلى مشاهدةً. الجزيرة أنقذت مصر الزميل جابر الحرمي قال يقال انكم تتحاملون على مصر هل هناك بالفعل تحامل على مصر، ويقال ان المظاهرات التي نشهدها على شاشة الجزيرة يتم صناعتها في استديوهات خاصة بقطر. رد الاستاذ ابراهيم وقال هذا ليس صحيحا، وبلا مبالغة أو تجاوز نحن وتغطيتنا في الجزيرة ربما نكون قد أنقذنا الشعب المصري من احتمال حرب أهلية. لأن من يرفضون الانقلاب عبر التظاهر يجدون أنفسهم عبر شاشات الإعلام فيواصلون احتاجهم السلمي. أما لو تخلى الإعلام عنهم وتوقف عن تغطية تحركاتهم السلمية وتظاهراتهم اليومية فربما سيوجهون غضبهم واحتجاجهم في مسار غير سلمي! أبلغني أحد المشاركين في التحركات السلمية والتظاهرات أنه عندما يشاهدون الجزيرة وهي تنقل الاعتصامات يلتزم المتظاهرون بتجنب العنف لأنهم ينفسون عن غضبهم عبر التغطية الإعلامية لتحركهم. ولولا نقل الجزيرة للتظاهرات والاعتصامات السلمية لقاموا بأعمال أكثر تطرفاً. الدور الإعلامي الزميل حسن حاموش قال ان الكل يعلم ان المنطقة العربية دخلت الى مفصل تاريخي نوعي وغير مسبوق وهناك من يبالغ ويقول ان المنطقة مقبلة على مرحلة من التقسيم وامام هذا الواقع المستجد وغير المسبوق ما هي الرؤية التحريرية للجزيرة للتعامل مع هذا المستجد في حال وصل الامر في العالم العربي الى حالة الانشطار؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال نحن لم ندع في الجزيرة اننا كنا في يوم من الايام مع الشعوب ضد الانظمة. فهذا يخرج عن نطاق دورنا الإعلامي. نحن كما أسلفت مع الدقة والحياد والانصاف لنقل الخبر، كما انه ليس صحيحا ان الجزيرة صوت من لا صوت له كما يقول البعض، ولكن الصحيح أن الجزيرة تمنح صوتا لمن لا صوت له. وفي تقديري ان الصحفي يجب ان لا يكون له رأي ومن يقول: "أنت صحفي وبالتالي يجب أن يكون لك رأي.." هذه مقولة مغلوطة ومدمرة للقيم الصحفية. إن كنت تريد أن تعبّر عن رأيك فلتكتب مقالا ولا تعمل كصحفي. الإخوان المسلمون الزميل جابر الحرمي قال ان هناك من يرى ان الجزيرة يسيطر عليها الإخوان المسلمون. رد الاستاذ ابراهيم وقال لوكان الاخوان المسلمون يسيطرون على قناة الجزيرة لتغيرت الأمور كثيرا ولكن طبيعة صنع القرار في الجزيرة معقدة لدرجة انه لا يمكن لجهة أو شخص أن يسيطر عليها. الذي يسيطر على الجزيرة هي قوة الدفع التي صنعت الجزيرة. هناك مقومات صنعت الجزيرة وهناك عاملون بالجزيرة لو تم توجيههم للعمل بطريقة مختلفة لتركوا الجزيرة لانهم تربوا على القيم والأخلاقيات التي تأسست عليها الجزيرة. تخفيض نسبة الأخبار الزميل عبدالله الحامدي قال لقد كانت للجزيرة برامج ذات مشاهدة عالية ولكنها انحسرت لطغيان حصة الاخبار هل هناك خطة لإعادة هذه البرامج؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال انا اتفق معك بان هناك نسبة أخبار مرتفعة بالجزيرة ولكنها تهتم بالبرامج وكانت قد انتجت برامج في العامين الماضيين مثل المرصد والصندوق الأسود، كما استعادت برامج "مراسلو الجزيرة" بشكل جديد، لكن التطورات الاخبارية دائما تأخذ الأولوية. سقف الجزيرة الزميل يوسف أبو حليقة قال بماذا تنصحوننا في الحديث عن قناة الجزيرة والدفاع عنها في حالة القول بانها قناة غير محايدة تتبع لقطر؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال عليكم كمواطنين قطريين ان تفخروا بان دولتكم احتضنت قناة الجزيرة لأنها تمثل ظاهرة إعلامية حضارية فالجزيرة صنعت سقفاً تقف تحته كل القنوات العربية الإخبارية ولولا الجزيرة لكان المواطن العربي مغيباً. من يتهم الجزيرة بأنها تابعة لسياسات قطر، عليكم أن تطلبوا منه تقديم الدليل. الزميل جابر الحرمي قال هناك حديث بوجود استقالات كثيرة في قناة الجزيرة. رد الاستاذ ابراهيم وقال ليست هناك استقالات كثيرة، فقط استقالتان لا علاقة لهما بالسياسة التحريرية للجزيرة وانما مرتبطة بظروف خاصة شخصية. الزميل علي بيرم قال لماذا تكون هناك حصانات للقنوات الغربية ولا تجد للجزيرة حصانة في الدول العربية؟ رد الاستاذ ابراهيم وقال ببساطة لأن الانظمة العربية تخاف من الاعلام الغربي ومن الحكومات الغربية ربما أكثر مما تخاف من شعوبها العربية.

أكد السيد إبراهيم هلال، رئيس التحرير في قناة الجزيرة، أن سقف الحريات الذي تعمل به قناة الجزيرة لن ينكسر، وأنها تعتمد في عملها على قيمها ورسالتها منذ انطلاقتها في العام 1996. وقال في حديثه لـ"الشرق" إن السقف العالي الذي تتمتع به الجزيرة في حرية التعبير يأتي وفق قيم الجزيرة ، وأنه لم يتم كسره منذ مرور أكثر من 17 عاما مضت، مستبعدا أن يتأثر مشاهدو الجزيرة بالقنوات الأخرى المنافسة التي وصفها بأن لها أهدافها ومموليها، دون أن تصل إلى العمق التحريري الذي تتمتع به الجزيرة، وإن حاولت القنوات المنافسة محاكاة الجزيرة، أو أن تعمل بطريقتها. وأوضح أن قناة الجزيرة ليست محسوبة على التيار الاسلامي أو تروج له، وأنها نافذة لجميع الآراء والاتجاهات، وأنها على الرغم من تنوع جنسيات العاملين فيها وتباين ثقافاتهم وأفكارهم الا أنهم جميعا يعملون تحت سقف الجزيرة، وما تحمله من قيم ورسالة تعمل بها منذ انطلاقها، .. "هنا نؤمن بأن إحدى تعريفات الخبر أنه "شئ ما، في مكان ما، هناك من يريد له ألا يعرف"، وغير هذا التعريف فإنه لايعدو خبرا بل دعاية، وهنا نتعامل مع شئ ما يريد أحد أن يخفيه، وعلينا إبرازه للناس، لأنه خبر في إطار تعريفات الخبر المشار إليه، سواء كان هذا الشئ هو فكر أو غيره". وشدد على أن الجزيرة تستهدف جميع الآراء، وأنها من خلال شعارها الأشهر "الرأي والرأي الآخر"، ظلت قناة لجميع الآراء وفق رسالتها وقيمها، إنطلاقا من الدقة والتعبير عن الجميع، وتأكيد مبادئ العمل الصحفي ، دون تحيز، والعمل بإنصاف وفق معايير العمل الصحفي. وتابع قائلاً: "إن نسبة المشاهدين للجزيرة في أكتوبر الماضي بلغ 24.9 مليون في العالم العربي، وفي نوفمبر وصلوا إلى 26.4 مليون، أي أن الزيادة كانت لصالح الجزيرة بنحو مليون ونصف المليون مشاهد، وذلك اعتمادا على أرقام شركتين متخصصتين، مهمتمها بالأساس إجراء قياسات الرأي على الفضائيات المختلفة بالعالم العربي، وهذا الرقم معناه أن الجزيرة تأتي في مقدمة المشاهدة، وأنها أصبحت وسيلة أساسية من وسائل المعرفة". وأضاف أن هناك العديد من العراقيل أمام عمل طواقم الجزيرة في كثير من البلدان ... "غير أننا أمام كل هذا كنا نتمسك بمبادئنا في الجزيرة التي لم ولن نتخلى عنها، بأن نغطي جميع وجهات النظر، دون تغليب لوجهة نظر على أخرى، وهذا دائما هو خط الجزيرة إلى يومنا".