أدانت الولايات المتحدة الضربات الروسية على ميناء أوديسا الأوكراني، والتي جاءت بعد يوم من توقيع اتفاق بشأن تصدير الحبوب العالقة في أوكرانيا. وقال السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة عبر حسابه في تويتر إن الولايات المتحدة تدين الهجوم الروسي. وأكد بلينكن أن الضربات الروسية تقوض الجهود المبذولة لتقديم الطعام للجياع، وأنها تقوض أيضا مصداقية التزامات روسيا في الاتفاق الذي تم التوصل له الجمعة للسماح بالصادرات الأوكرانية وأوضح الوزير في بيان أن هذا الهجوم يلقي بظلال من الشك الجدي حول صدقية التزام روسيا بالاتفاق.. ويقوض عمل الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا لإيصال مواد غذائية أساسية إلى الأسواق العالمية. وأصابت صواريخ روسية، أمس السبت، ميناء أوديسا حيث تتم معالجة الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير، وفق ما أفاد الناطق باسم الجيش الأوكراني، يوري إيغنات. وتسببت الضربات الصاروخية على أوديسا في وقوع إصابات، وفق ما أعلن حاكم المنطقة ماكسيم مارشنكو، من دون أن يحدد عدد الأشخاص الذين أصيبوا. وأوديسا هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود، وبالتالي فهي تعتبر منفذا ضروريا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مخازن أسلحة أمريكية وأوروبية في مطار /أوديسا/ العسكري بأوكرانيا، بالإضافة إلى تدمير مدرج المطار بالكامل. وأوضحت الوزارة، أن الطيران الروسي قصف بصواريخ جوية عالية الدقة 7 منشآت عسكرية من بينها: أربع نقاط لتجمع القوات العسكرية وتركيز المعدات، بالإضافة إلى 3 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق بـ/ دونيتسك/ ومناطق في مقاطعة /خاركوف/. وأشارت إلى أن الطيران الروسي دمر أيضا منظومتي دفاع جوي أوكرانيتين من طراز /إس-300/ في منطقة /أرتيموفسك/ و/زابوريزي/، كما أسقطت الدفاعات الجوية مقاتلتين من نوع /سو-24/ وتصدت لصاروخين من طراز /توتشكا-أو/ ودمرتهما. كما تم قصف مستودع للذخيرة والوقود في /زابوروجيه/، بالإضافة إلى 15 نقطة تمركز للقوات الأوكرانية. وقالت إنه منذ بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي دمرت 145 طائرة، و 112 مروحية، و 672 طائرة مسيرة، و281 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و 2703 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و312 قاذفة صواريخ متعددة، و1203 مدافع هاون وميدانية، بالإضافة إلى 2514 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن 8 صواريخ روسية دمرت تماماً المطار المدني بمدينة فينيتسيا عاصمة المنطقة الغربية الوسطى لبلاده، فيما تعمل خدمات الطوارئ على إخماد الحرائق في المطار، بحسب رويترز. ونقل موقع الحرة تصريحات الرئيس الأوكراني التي أعلن خلالها عن تدمير المطار، قائلاً: لقد تبلّغت للتو بأن ضربة صاروخية استهدفت فينيتسيا. 8 صواريخ.. لقد دُمّر المطار بالكامل. وجدد زيلينسكي انتقاده لرفض الدول الغربية فرض منطقة حظر جويّ فوق أوكرانيا وتمنّعها عن تسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة، قائلاً: نردد ذلك كل يوم: أغلقوا السماء فوق أوكرانيا، أغلقوها أمام الصواريخ الروسية والمقاتلات الروسية وكل هؤلاء الإرهابيين. وأضاف نحن بشر، ومن واجبكم الإنساني حمايتنا. إذا لم تفعلوا، إذا رفضتم إعطاءنا على الأقل طائرات لنتمكن من حماية أنفسنا، لا يسعنا سوى أن نستنتج أمراً واحداً: أنتم أيضا تريدون لنا أن نُقتل ببطء. وفي وقت سابق، حذر زيلينسكي من أن القوات الروسية تستعد لقصف أوديسا، المدينة التاريخية المطلة على البحر الأسود والتي تضم ميناء، مضيفاً: ستكون هذه جريمة عسكرية. ستكون جريمة تاريخية. وقال موقع الحرة إن القوات الروسية حققت تقدماً في جنوب أوكرانيا منذ الغزو في 24 فبراير الماضي، إذ سيطرت على مدينة خيرسون فيما تحاصر ماريوبول، لكن أوديسا بقيت إلى حد ما بمنأى عن القتال. والأحد، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان، مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي. ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواصلة تنسيق الرد على الهجوم الروسي على أوكرانيا.، بينما قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم اليوم ما أسماهم متطرفين أوكرانيين بارتكاب حادثة وقعتفي 3 مارس بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا. وسأل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوتين عبر الهاتف عن حريق في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقال الكرملين، بحسب رويترز، أبلغ فلاديمير بوتين (ماكرون) باستفزاز المتطرفين الأوكرانيين في منطقة محطة الطاقة النووية زابوريجيا... مستويات الإشعاع طبيعية. كما اتهم بوتين أوكرانيا بمنع المدنيين من مغادرة ماريوبول.

لقي ثلاثة أطفال حتفهم وأصيب أربعة أشخاص آخرين، جراء اندلاع حريق في مخيم رياضي للأطفال بمحافظة أوديسا، جنوبي أوكرانيا. وقالت الشرطة الأوكرانية، في بيان اليوم، إن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم جراء حريق اندلع الليلة الماضية بمخيم رياضي للأطفال بمحافظة أوديسا، مكون من عدة مبان خشبية، ويحتضن نحو 150 طفلاً، بينهم 42 كانوا في المبنى الذي شب فيه الحريق. وبحسب شهود عيان، فإن نظام الإنذار بالحريق في المخيم لم يعمل، وتعثرت الجهود لإخماد النيران إلى حد كبير بسبب قلة صنابير مياه الحريق، وخلو بركة المخيم من المياه.

أكد فضيلة الشيخ أحمد رستم، مدير مركز الخير الإسلامي في مدينة أوديسا بأوكرانيا، أن هناك إقبال كبير من الأوكرانيين للتعرف على الإسلام واعتناقه، نافيا أن يكون هناك تمميز ضد العرب والمسلمين في المجتمع الأوكراني. وشدد على أن خدمة الدعوة إلى الله تحتاج إلى الدعم القطري بكافة الأشكال. وأوضح الشيخ رستم في لقاء مع وفد الصحافة القطرية، أن الجاليات الإسلامية في أوكرانيا تكونت من خلال الدراسة ، حيث كانت أوكرانيا التي كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي تستقطب الطلاب والدراسين العرب والمسلمين، بسبب العلاقات الجيدة بين الاتحاد السوفيتي وغالبية الدول العربية، علاوة على أن العلاقات التجارية بين الجانبين أدت إلى استوطان التجار العرب والمسلمين لأوكرانيا، وحدث الإندماج العربي والإسلامي في هذا المجتمع، ومع مرور السنين توسعت الجاليات وكبرت. وأضاف الشيخ رستم أن عدد الجالية العربية والإسلامية في أوكرانيا وصل إلى مليون شخص متوزعين على مختلف المناطق والمحافظات، مشيرا إلى أن أغلبهم متواجدون في كييف، وخاركوف، باعتبارها مدينة العلم والجامعات التي تجتذب آلاف الطلاب العرب والمسلمين من كل مكان. وكذلك في مدن لفيف، وركاسي، وأوديسا، وهذه الأخيرة يتواجد بها عدد كبير من المسلمين والعرب وتقريبا حوالي 70 الف لأنها مدينة ساحلية وميناء بحري مهم على البحر الأسود، وبالتالي تتواجد بها الفرص الكبيرة للتجارة والاستثمار والإقامة، فضلا عن التنوع الثقافي والحضاري الذي تعرفه المدينة بصورة جلية. صورة إيجابية وأشار مدير مركز الخير الإسلامي في أوديسا إلى أن العرب والمسلمون يتعايشون مع سكان أوديسا بشكل رائع وإيجابي للغاية، وذلك بسبب التعاملات الراقية والسلوك المنضبط من قبل أبناء الجالية، مؤكدا أن الصورة السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام عن العرب والمسلمين لم تؤثر على سكان أوديسا، فالعلاقات جيدة والصورة جيدة تجاه المسلمين والإسلام. وقال إن المواطن الأوكراني لم يربط مطلقا بين الإسلام والإرهاب لأنه يرى يوميا سلوك وتصرفات المسلمين الايجابية والرافضة للعنف والإرهاب، منوها إلى أن أدويسا بها مساجد وكنائس متنوعة وعديدة. ونوه بأن هناك العديد من الجمعيات الإسلامية في أوكرانيا تعمل وفق القانون، ومنها جمعية المسار ، وهي تابعة لجمعية "الرائد" وهي الأهم والأكبر في البلاد. وهذه الجمعية لها تمويلها الخاص سواء من الشركات أو رجال الأعمال من الداخل والخارج. وأشار إلى أنه قام بتأسيس مركز الخير الإسلامي قبل 3 سنوات لخدمة الدعوة ، وهو وفق الأطر القانونية التي تضعها الحكومة الأوكرانية، يعد جمعية ذات طابع إسلامي تتكون من مركز ثقافي لتعليم اللغة العربية وعلوم القرآن، بالإضافة إلى مصلى كبير يتسع لمئات المصلين، مؤكدا أن هناك العديد من الأنشطة والفعاليات الإسلامية التي تحتاج إلى تمويل ثابت حتى نستطيع مواصلة طريق الدعوة. طريق حضاري وشدد الشيخ رستم على أن المركز ينتهج طريقا وسطيا وحضاريا في الدعوة وتعريف الأوكرانيين بالإسلام، مؤكدا أن هناك إقبال كبير للتعرف على الدين الإسلامي، ونحن من جانبنا نقوم بشرح كل ما يتعلق بالإسلام والشريعة الإسلامية، وخاصة تلك المتعلقة بالنساء وحكمة تعدد الزوجات، وهي من أهم المسائل التي تستفسر عنها المرأة الاوكرانية حتى يتم اقناعهن بالحكمة والفلسفة من ذلك. وكشف الشيخ أحمد رستم عن أن عدد الذين أسلموا على يديه في أوكرانيا وصلوا الى 210 من جنسيات مختلفة، وذلك بفضل الدعوة المعتدلة والحكيمة التي ينتهجها. وقال إن السنة الماضية فقط أسلم 8 اشخاص في مركز الخير وأغلبهم من الشباب، ونحن نقوم بإرشادهم وتوجيههم ومتابعتهم حتى يرسخ الإيمان في قلوبهم. وأضاف بأن المجتمع الأوكراني يحترم الإسلام والمسلمين، ويقدر العادات العربية والإسلامية، بفضل التقارب بين الثقافتين، والسلوك المنضبط من الجاليات العربية والإسلامية، موضحا أن المركز مليىء بنسخ مترجمة من القرآن والكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الروسية والأوكرانية تتعلق بالعقيدة والأخلاق والمرأة في الإسلام والأسرة المسلمة والتشريعات السماوية واحترام الأبوين وغير ذلك من الأمور، وكل هذه الكتب نقدمها بالمجان للكافة، وهو ما يشكل عبء كبير على مصروفات المركز. وطالب الشيخ رستم أهل الخير والجمعيات الخيرية في قطر بدعم المركز بمختلف الوسائل، قائلا ": نحن في حاجة إلى مكان دائم وليس بالايجار، فضلا عن حاجتنا لتوسيع النشاط الدعوي من كتب وندوات تعريفية بالاسلام، وفعاليات دينية في مختلف المناسبات الدينية، والحقيقة أن المركز ينفق الآن حوالي 7 آلاف دولار شهريا، وهذا مبلغ ضخم لا نستطيع تحمله بمفردنا". كما طالب بدعم تأسيس مسجد وروضة إسلامية وتخصيص وقف مالي لهم. مسلمو القرم وعرج الشيخ رستم على قضية مسلمي القرم بقوله إن عددهم حوالي مليون ونصف، ويتبعون الدولة الأوكرانية، ويعيشون بسلام وحرية تامة في ممارسة العبادات والطقوس الإسلامية، لدرجة أن مفتي أوكرانيا كان من القرم، وكان الإنطلاق والتفويج لعملية الحج تتم من القرم، ولكن الآن الأمور مضطربة بعد استيلاء روسيا على شبه الجزيرة وضمها، حيث تتحدث التقارير عن مصير ليس جيدا يواجه المسلمين هناك. وقال إن المسلمون في أوكرانيا بحاجة لزيادة الحركة الإعلامية من المطبوعات والإعلام الإلكتروني المرئي والمقروء والمسموع لتوضيح المفاهيم السليمة عن الإسلام، لأن عامة الناس سواء أكان مسلما أو غير مسلم نجده في برامج التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وأغلب المطبوع والمرئي هو للأسف لجهات مسيسة للدين الإسلامي وتعطي فكرة سيئة عن الإسلام. وتابع بقوله إن مركز الخير من جانبه يقوم بإعادة المفاهيم الصحيحة وصياغة المؤلفات المبسطة لأمر الدين والنتيجة ممتازة، فالرأي العام في أوكرانيا أصبح يعي كل هذه المواضيع، لأنهم يميزون بين الإسلام وبين مدعي التدين، فالمجتمع الأوكراني متقبل للمفاهيم الوسطية للإسلام بشكل كبير.

استهدف تفجير، وقع في وقت مبكر، اليوم الأحد، مبنى المخابرات في مدينة "أوديسا"، جنوب غربي أوكرانيا، دون أن يسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات، واعتبرت الشرطة الأوكرانية التفجير "هجوماً إرهابيا". وألحق التفجير أضراراً كبيرة بمبنى المخابرات، والمباني المحيطة به وسط المدينة، وسمع السكان في جميع أنحاء أوديسا دوي الانفجار. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لجهاز المخابرات الأوكراني، إن ما بين 6 إلى 8 كيلوغرامات من متفجرات الـ "تي إن تي"، استخدمت في التفجير. وأغلقت قوات الأمن الشارع الذي يقع فيه المبنى، وبدأت معاينة آثار التفجير. واعتبر البيان التفجير "هجوماً إرهابياً"، مشيراً إلى بدء العمل من أجل تحديد هوية منفذي الهجوم. وشهدت أماكن متفرقة في مدينة أوديسا، التي يتحدث معظم سكانها الروسية، تفجيرات خلال الفترة الماضية، اعتبرتها الشرطة "إرهابية".

أحيا الأوكرانيون ذكرى أحداث ميدان كوليكوفا بمدينة أوديسا، التي وقعت في 2 مايو 2014، وأدت إلى مقتل 48 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين. واحتشد عدد كبير من المشاركين في إحياء الذكرى، التي بدأت بوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا، والدعاء لهم بالرحمة، وإشعال الشموع في الميدان. ورفع المشاركون صورا للضحايا ووضعوا أكاليل الزهور، وتركوا العنان لبالونات سوداء للتحليق في السماء، ورددوا هتافات: "فلتقهر الفاشية"، و"أوديسا مدينة الأبطال"، و"لا ننسى ولا نعفو، سيأتي الوقت الذي نأخذ فيه بالثأر". وكان 48 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 200 آخرين، في 2 مايو 2014، في حريق شب بخيام لمعتصمين في ميدان كوليكوفا بمدينة أوديسا شرق أوكرانيا، كانوا يحتجون على اعتماد الروسية لغةً رسميةً، فضلا عن مطالبتهم بإجراء استفتاء لمنح المنطقة حكماً ذاتياً، ولم تتمكن السلطات الأوكرانية من تحديد هوية الفاعلين حتى الآن.

دعت روسيا المجتمع الدولي إلى الضغط على أوكرانيا لإجراء ما اسمته بتحقيق نزيه ودقيق حول حادث حرق مبنى النقابات في أوديسا الذي أسفر عن مقتل العشرات. وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة أنباء "سبوتينك" الروسية، اليوم الجمعة: "إن الحادث مر عليه عام كامل، حيث قام البعض بإحراق مبنى النقابات في أوديسا، مما أدى إلى مقتل العشرات من الذين رفضوا الانقلاب على الدستور في كييف في شهر فبراير عام 2014". وأضاف البيان "ببالغ القلق نقر بأنه بعد مرور عام كامل، لم تقم العدالة الأوكرانية بأي خطوات ملموسة نحو إجراء تحقيق موضوعي ونزيه ومستقل حول هذه الجريمة البشعة وإحالة المذنبين إلى المسؤولية، وعلى العكس هناك نهج واضح نحو إبطاء العملية".

حذر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في مقابلات نشرت في 4 صحف أوروبية، اليوم الثلاثاء، من أن أوكرانيا على شفا حرب. وقتل عشرات الأشخاص في مدينة أوديسا الأوكرانية الأسبوع الماضي، عندما اشتبك مسلحون مؤيدون لروسيا مع خصومهم فيما تقاتل قوات أوكرانية انفصاليين يسيطرون على بلدات في شرق البلاد. وقال شتاينماير، لصحف الباييس ولو موند ولا ريبوبليكا وجازيتا فيبورتشا، "أظهرت لنا الصور الدامية (القادمة) من أوديسا أننا على بعد خطوات قليلة من مواجهة عسكرية." وأضاف، أن الصراع بلغ ذروة "لم نكن نتصورها قبل وقت قصير". وحذرت وزارة الخارجية أيضا الألمان، اليوم الثلاثاء، من السفر إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في مارس ونشرت مجددا تحذيرا يدعو لتجنب الذهاب إلى المناطق الشرقية. وكتبت وزارة الخارجية في موقعها على الإنترنت، "ينصح بشكل عاجل تجنب السفر إلى شبه جزيرة القرم". وأضافت، "في رأي الحكومة الألمانية تتبع شبه جزيرة القرم أوكرانيا لكنها في واقع الأمر تخضع لسيطرة روسيا، وبسبب الوضع الحالي لم يعد بالإمكان ضمان تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الألمان".

اتسعت رقعة التوتر في أوكرانيا لتمتد جنوبا حيث هاجم الآلاف من مناصري روسيا مقر الشرطة في أوديسا، وبعدما أدى حريق إلى مقتل عشرات من صفوفهم في أعمال عنف، نسبت كييف مسؤوليتها لموسكو متهمة إياها بالسعي إلى "تدمير" البلاد. والتوتر المتزايد في هذه المدينة الساحلية جنوب البلاد يثير مخاوف من اشتعال جبهة جديدة في معركة الحكومة الأوكرانية ضد الناشطين الموالين لروسيا، مع توسيع نطاق عملية عسكرية جارية في الشرق ضد مسلحين يسيطرون على أكثر من 12 مدينة. وكان حريق في مبنى اتحاد نقابي في أوديسا ،الجمعة الماضية، أدى إلى مقتل 42 شخصا معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا، بعد معارك مع متظاهرين مؤيدين لكييف. وأفرجت الشرطة الأوكرانية عن 67 ناشطا انفصاليا، أمس، كانت احتجزتهم إثر أعمال العنف في محاولة لتهدئة آلاف الأشخاص من مؤيدي موسكو، الذين تجمعوا أمام مقر شرطة أوديسا. وأفادت تقارير عن إصابة شخص بإطلاق نار في المدينة، فيما سمع دوي 3 انفجارات قوية مساء أمس، لكن متحدثة باسم المتمردين قالت إن "المعارك انتهت". واتهم رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الذي حضر إلى أوديسا للمشاركة في الحداد على القتلى الـ42، روسيا بتنفيذ خطة "لتدمير أوكرانيا ودولتها".

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، اليوم الأحد، أن أعمال العنف في أوديسا، جنوب، التي أوقعت نحو 40 قتيلا أول أمس، هي جزء من "خطة روسية لتدمير أوكرانيا". وقال ياتسينيوك في مؤتمر صحفي، في أوديسا في ختام سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني في المدينة، "إن ما حدث في أوديسا جزء من خطة للاتحاد الروسي لتدمير أوكرانيا ودولتها". وأضاف أن روسيا أرسلت أناسا إلى هنا لزرع الفوضى، لكن البلد سيتوحد وسيتصالح لكي لا يمنح الإرهابيين الذين تدعمهم موسكو إمكانية تقسيم شعبنا". وتابع ياتسينيوك: "إن هدف روسيا هو أن تكرر في أوديسا ما يحدث في شرق البلاد"، وقال أيضا "إنها خطة يمولها وينظمها محترفون تلاعبوا بأناس عاديين، لكن وحدتنا ستكون أفضل رد على هؤلاء الإرهابيين".

طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، اليوم السبت، إجراء تحقيق مستقل، بهدف تحديد هوية المسؤولين عن أعمال العنف، التي أوقعت نحو خمسين قتيلا أمس الجمعة، في أوديسا جنوب أوكرانيا. ودعت آشتون في بيان إلى "ضبط النفس" لكي لا يتدهور الوضع. وقالت الوزيرة إن "الوقائع التي أدت إلى خسارة مأسوية لهذا العدد من الأرواح البشرية، ينبغي تحديدها الآن بواسطة تحقيق مستقل، وينبغي إحالة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية أمام القضاء"، داعية في الوقت نفسه إلى "عدم استغلال هذه المأساة لتأجيج المزيد من الحقد والانقسامات والعنف المجاني".

قالت الشرطة المحلية اليوم الجمعة إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 15 شخصا آخرين في اشتباكات بين نشطاء مؤيدون لروسيا ومؤيدي الوحدة مع أوكرانيا في مدينة أوديسا الساحلية التي تسكنها أغلبية ناطقة بالروسية.