التقى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، اليوم، صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز، حيث قدّم التعازي في وفاة الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. كما قدم الأمير تشارلز، التعازي إلى معالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، وسمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي. وكان أمير ويلز، والوفد المرافق له، قد وصل إلى الكويت في وقت سابق لتقديم واجب العزاء.

استقبلت مكتبة قطر الوطنية، صاحب السمو الملكي الأمير شارلز أمير ويلز، وقد كان في مقدمة مستقبليه في مبنى مجموعة التراث العربي والإسلامي التابعة للمكتبة، الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية، والتي رافقته خلال هذه الزيارة، وقدمت له شرحاً موجزاً عن المقتنيات الثمينة التي تحتويها المجموعة. وتأتي زيارة الأمير شارلز للمجموعة التراثية في إطار استضافة المكتبة لعدد من الشخصيات المهمة في مبنى مجموعة التراث العربي والإسلامي للاطلاع على المقتنيات التراثية والثقافية الثمينة التي تضمها المجموعة. وقالت الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية: "نتشرف اليوم بزيارة الأمير شارلز لمبنى مجموعة التراث العربي والإسلامي التابعة لمكتبة قطر الوطنية. فمثل هذه الزيارات تأتي ضمن مساعي المكتبة لمد جسور المعرفة بين الثقافات". وأضافت الدكتورة لوكس: "تعد مجموعة التراث العربي والإسلامي من بين أهم جوانب المشهد الثقافي في دولة قطر، فهي توثّق عمق وثراء الحضارة العربية والإسلامية، ونحن سعداء بالتعريف بالمقتنيات التراثية والثقافية القيِّمة لهذه المجموعة وعرضها للزائرين". وكان من بين المقتنيات التي اطّلع عليها الأمير شارلز، أقدم خريطة تضمها المجموعة، وهي أيضاً من أقدم الخرائط التي يرد فيها اسم قطر. ويرجع تاريخ الخريطة إلى العام 1478، وهي من أعمال الفلكي والجغرافي وعالم الرياضيات كلاوديوس بطليموس. كما اطّلع الأمير شارلز على نسخة من العهد الجديد تم طباعتها في مدينة حلب السورية عام 1706، وهي أقدم نسخة من نوعها في المنطقة باللغة العربية. واطّلع أيضاً على طبعة من القرآن الكريم تمت طباعتها عام 1694 من قِبل أبراهام هينكلمان، وهو عالم دين ومستشرق ألماني كان أول من طبع القرآن الكريم باللغة العربية باستخدام حروف الطباعة. وكان سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، قد وضع النواة الأولى لمجموعة التراث العربي والإسلامي عام 1979. وتُمثِّل هذه المجموعة جهداً غير مسبوق في جمع وتوثيق المصادر التاريخية عن دولة قطر والمنطقة. وتحتوي هذه المجموعة على بعض الكتابات التي خطَّتها أيدي الرحالة والمستكشفين الذين زاروا منطقة الخليج العربي على مر القرون، ومخطوطات عربية، وخرائط تاريخية، ومجسمات للكرة الأرضية، وكذلك الأدوات العلمية وصور قديمة للمنطقة.

التقى الأمير تشارلز أمير ويلز ضمن زيارته للدوحة بحديقة متحف الفن الإسلامي صباح اليوم بأكثر من 40 شخصية قطرية تمثل قيادات عدد من المشاريع والمبادرات البيئية القطرية لمناقشة التحديات البيئية، بحضور الدكتورة شيخة المسند رئيسة جامعة قطر، والسيد فهد بن محمد العطية الرئيس التنفيذي لبرنامج قطر الوطني للأمن الغذائي. اللقاء الذي نظمته السفارة البريطانية في دولة قطر، ناقش قضايا تتعلق بالبيئة والبحوث البحرية والطاقة المتجددة وآليات الجهات القطرية في الحفاظ على التنمية المستدامة والأمن الغذائي. وفي مقابل مياه الدوحة الزرقاء وأمام منطقة الأبراج وعلى خلفية صورة تعكس تطور الدوحة العمراني؛ تحدث أمير ويلز إلى عدد من قيادات المجتمع في مجال البيئة، منهم الدكتور سيف الحجري، نائب رئيس مؤسسة قطر ومدير مركز أصدقاء البيئة، والشيخة نور آل ثاني، وهي إحدى الشخصيات المؤسسة لواحة الدوحة، حيث تطرقا إلى الدور الذي يؤديه المجتمع المدني في تعميق الوعي وتوفير إتاحة المجال للعمل على القضايا البيئية. وقد شارك في اللقاء الذي هدف إلى دعم الفرص التي تنبثق عن الابتكار، قيادات في قطاعات الأعمال، كالرئيس التنفيذي لمؤسسة غرين غلف، السيد عمران الكواري، إلى علماء وباحثين، ومنهم الدكتور يوسف الحر، من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير. كما شارك شبان قطريون من مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" ومؤسسة قطر الدولية في الاحتفال بالمشاريع المحلية والدولية التي تقوم على تنفيذها الفئات الشبابية. كذلك انضم مندوبون عن مركز الدراسات البيئية بجامعة قطر إلى رئيس المركز في الحديث حول التعاون القائم حالياً مع جامعة بانغور البريطانية في مجال الحفاظ على الموائل الساحلية القطرية، كشجر المانغروف والمروج البحرية الخضراء، وحول خطط مستقبلية لأبحاث بحرية مستقبلية. المبادرات البيئية إلى جانب ذلك، قام ممثلون عن مختلف المبادرات التي تقودها الحكومة بإطلاع المشاركين على الكيفية التي يجري بها العمل على الوفاء بالالتزامات البيئية ورؤية قطر الوطنية 2030 من خلال تحقيق تعادل الأثر الكربوني لأول مرة على الإطلاق في مسابقات كأس العالم بكرة القدم، إلى جانب عدد كبير من المشاريع الوطنية والخطة الوطنية للأمن الغذائي التي أُعدت مؤخراً. وقال السيد جاستن موندي، مدير وحدة الاستدامة الدولية التي أسسها أمير ويلز: "إن التحديات البيئية في شتى بقاع كوكبنا تحتم علينا أن نعمل معاً على نحو لم يسبق له مثيل". تفعيل النقاش وأضاف: "إن أمير ويلز أسس وحدة الاستدامة الدولية لتفعيل النقاش والعمل نحو إيجاد حل لبعض من التحديات البيئية الرئيسية التي تواجه العالم على غرار الأمن الغذائي ومنعة النظم البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية. وإنني على يقين من أن كل من يشاركنا هذه الرؤية هنا سيشجعه أن يرى المنجزات العظيمة التي يجري تحقيقها في قطر في معرض سعينا لتحقيق هذا الهدف المشترك". من جانبه، قال سعادة السفير البريطاني في دولة قطر، السيد نيكولاس هوبتون: إن زيارة سمو الأمير تمثل فرصة ممتازة للمِّ شمل الباحثين في مجال البيئة والناشطين الشباب والمفاوضين والمسؤولين الحكوميين بكل رؤاهم الخاصة المختلفة بشأن التحديات البيئية التي تواجهها قطر والعالم أجمع. واضاف: إن عقد مثل هذه النقاشات الشاملة مهم وضروري في وقت تمضي فيه دولة قطر قُدماً برؤيتها الوطنية 2030. فإن لقائي واستماعي لأشخاص يعملون من أجل إحداث نقلة نوعية في مجتمعاتهم المحلية وفي هذا العالم الذي نعيش فيه جميعاً؛ يشد دائماً من أزري. ويعتبر اللقاء الذي استغرق نحو الساعة، من المحطات العديدة التي تضمنتها زيارة أمير ويلز وهي الزيارة الثانية لدولة قطر خلال السنة الأخيرة. العمل البيئي وأشاد د. سيف الحجري باللقاء موضحا أن أمير ويلز من رواد العمل البيئي منوها إلى ان اللقاء كان فرصة لعرض القيم البيئية المستمدة من ديننا وعاداتنا، لافتا إلى أن قضية البيئة قضية سلوكية قبل أن تكون معرفية وتكنولوجية، وقال: إنا نعيش حاليا أزمة قيم ما يؤكد الحاجة إلى سلوك مسلك يتجه نحو إعلاء القيم البيئية التي نستمدها من ديننا، وقال: إن أمير ويلز كان سعيدا بالاستماع إلى هذا التوجه من جانب قطر، حيث يواكب هذا اهتمام الدولة بكافة مؤسساتها واهتمام القطاع الخاص من خلال مايعرف بالمسؤولية المجتمعية واهتمام المجتمع المدني الذي يبادر بالعمل التطوعي مما يجعل المحصلة أكثر شمولية. وقال الحجري: إن اللقاء كان فرصة ليتعرف على مشروع حديقة القرآن الكريم وهي الحديقة الوحيدة على وجه الأرض التي تنشأ في مؤسسة قطر، وتؤكد حرص الاسلام على الحياة، وستكون مكانا للتعريف بقيم الإسلام البيئية، وتترك بصمات عن العمارة الإسلامية، وكيفية التعامل مع التنوع الحيوي، وفرصة لالتقاء علماء الدين والطبيعة، وإبراز الآيات والأحاديث النبوية وسيرة الخلف والسلف وكيف كانوا يتعاملون مع البيئة، كما تعرف على اهتمام قطر بما يعرف بالحمى وهو نظام تم الاعتراف به على مستوى العالم كمصطلح بيئي للحماية، ويختلف عن باقي الأنظمة أنه يضم الإنسان من ضمن منظومة الحياة.

وصل الى الدوحة مساء اليوم، الأربعاء، صاحب السمو الملكي الأمير شارلز أمير ويلز في زيارة للبلاد. وكان في استقباله والوفد المرافق له لدى وصوله مطار الدوحة الدولي سعادة الشيخ عبدالرحمن بن سعود آل ثاني وزير الدولة وسعادة السيد خالد راشد سالم الحمودي المنصوري سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة.