رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
ندوة المركز القطري للصحافة: آن الأوان لوقف الهيمنة الإعلامية الغربية

أكد عدد من الخبراء الإعلاميين والأكاديميين أهمية نشر الثقافة العربية الإسلامية والتعريف بالإرث الحضاري الشاسع للمنطقة العربية في العالم، وأنه لابد من احترام الثقافات والقيم المختلفة بالندية بين الشعوب، وأن المبادئ الإنسانية المستدامة للشرق، والغرب استفاد منها الغرب لما يزيد عن 14 قرناً، منوهين بدور استضافة قطر لكأس العالم 2022 في ترسيخ القيم العربية ونشرها والتعريف بها عالمياً. واستعرض عدد من الخبراء والإعلاميين في حلقة نقاشية بعنوان (حول الهجمة الغربية على قطر والدول العربية) نظمها كل من المركز القطري للصحافة ووكالة الأنباء القطرية أمس بمقر المركز القطري للصحافة. وجمعت الندوة الأساتذة: د. طارق يوسف مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، والأستاذ الدكتور خالد الحروب أستاذ دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإعلامية العربية بجامعة نورث ويسترن وجامعة قطر، والسيد نزيم بصول إعلامي جزائري وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الدولية للصحافة الرياضية، وأدارها السيد فيصل المضاحكة نائب المدير العام للمركز ورئيس تحرير جريدة الجلف تايمز. هجمة شرسة غير مبررة ورحب الإعلامي سعد الرميحي مدير عام المركز القطري للصحافة في كلمة له بالمشاركين في الحلقة النقاشية، منوهاً بأهميتها في الوقت الذي تواجه فيه الدولة هجوماً غير مبرر لاستضافتها كأس العالم 2022. وقال: يهدف الحوار النقاشي إلى تحديد سبل التصدي لهذه الهجمة الشرسة ضد الدولة من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، وما تقدمه من مغالطات وصور سيئة تنم عن عدم المهنية الممارسة بطريقة ممنهجة أقل ما يقال عنها إنها غير حيادية ومشوهة لكل ما هو عربي وإسلامي ومن يمثلهم من المنتخبات الوطنية. وأنه نتيجة لهذه الممارسات غير المقبولة يجب على الدول العربية ومؤسساتها الإعلامية إعادة صياغة الخطاب والعمل الإعلامي لمواجهة هذه الحملة، حيث ان الدول تمتلك كل الوسائل لتحقيق ذلك من تكنولوجيا وموارد مالية وبشرية مع الحفاظ على استقلاليتنا وكياننا الواحد. محاور نقاشية حيوية من جانبه، أوضح السيد فيصل المضاحكة نائب مدير عام المركز القطري للصحافة محاور الحلقة وهي: احترام الثقافات والقيم المختلفة بالندية بين كل شعوب العالم، ومتى سيدرك الغرب أن قيمهم ليست كونية، وآن الأوان أن يكف الغرب عن فرض الهيمنة الغربية والإرهاب الفكري، وهل توقف العالم عن سياسات النوع الاجتماعي وما هي جذور تلك الحملة، والاستعمار والإمبريالية الغربية غيرت العالم بشكل كبير، ونشر الثقافة العربية الإسلامية والتعريف الشاسع بهذا الإرث الحضاري الذي استفاد منه الغرب لأكثر من 14 قرناً، واستضافة قطر لكأس العالم تتمثل في استدامة حقوق العمال في الدولة وترسيخ ثقافة تحديث التشريعات لمواكبة النهضة والتطور في الدولة، والتحويلات السنوية من قطر للعالم تعزز من اقتصاد تلك الدول، واستدامة استقطاب العمالة الماهرة ما بعد المونديال. صراع ثقافي في الحلقة النقاشية، أوضح الدكتور طارق يوسف مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية أن العالم الغربي يشهد اليوم حروباً ثقافية وبالتحديد في بعض الدول، وهذا الصراع الثقافي حول الجندرة ودور المرأة وحقوق العمالة وتصديرها للخارج، حيث يمر العالم الغربي اليوم بتجاذبات اجتماعية داخلية بدأت تمزق تلك المجتمعات ثقافياً وسياسياً وتدفع بها إلى نماذج من الاختيارات القانونية لم تكن موجودة منذ وقت بعيد، متسائلاً عن توقيت هذه الهجمة اليوم وما هي مبرراتها. وقال: في الحقيقة ان ما حدث من حملة إعلامية واجهتها قطر هو إنذار لما يجري في العالم وما سيجري في الفترة القادمة من تحديات على الكثير من الأصعدة. وحول فكرة على أعتاب مواجهة حرب ثقافية، قال الدكتور طارق يوسف إن الحرب الثقافية ظهرت بوادرها بعد اعتماد استضافة كأس العالم، ووجدنا أنفسنا كمنطقة عربية في مواجهة موضوعات تصطدم مع التراث ولا تمت إلى الحضارة بصلة. شوط رائد من الإنجازات وعندما أخذت قطر حق استضافة المونديال كان وقتها يناقش موضوعات حقوق العمالة والحريات، وقد قطعت قطر شوطاً كبيراً في هذا الشأن وحققت إنجازات رائدة على مستوى عالمي فيما يخص حقوق العمالة، وفي المقابل لم تنل تلك الإنجازات حقها من التغطية الإعلامية والإشادة بها، ومونديال قطر احدى حلبات الصراع وهو نفس النمط الذي يتكرر لدى الغرب في معالجة الكثير من الموضوعات التي ذكرت سابقاً فمثلاً دول أوروبا الشرقية لا تتفق مع المجتمعات الغربية في كل هذه الأطروحات الثقافية ومثلها الصين التي بدأت تواجه منذ سنوات حرباً إعلامية شرسة وبعد الحرب الأوكرانية بدأت روسيا تواجه نفس الماكينة الإعلامية، وليس التركيز على القضايا السياسية إنما القضايا الحضارية والثقافية والمصيرية وهذا الصراع اليوم يعني أننا على أبواب صراع حضاري ثقافي يمس ملفات غاية في الحساسية وشديدة الارتباط بقيم أساسية في المجتمعات، لذلك لابد من التعامل مع هذا الأمر بجدية وندية وفي إطار حضاري ثقافي إنساني. إشكالية ثقافية حضارية وتساءل عن سبب مواجهة قطر لحملة إعلامية شرسة وهي من الدول الحليفة للغرب وهناك تعاملات اقتصادية قوية بين قطر والعالم الغربي وأن طبيعة الموضوعات المثارة مثل الجندرة والحقوق والنوع الاجتماعي أصبحت عند الغرب تمثل إشكالية ثقافية حضارية سياسية وأنه لابد من مواجهتها بشجاعة وسعة صدر وبسياسات ناجحة تدعم استمرار المحافظة على الكيان الاجتماعي. هيمنة ثقافية وقال إن شراسة الحملة الإعلامية على قطر بسبب الوضع الثقافي والديني وان الغرب يسعى للهيمنة الثقافية على البلدان، وانه في المونديال ظهرت العديد من الصور الثقافية التي تمثل مفاجآت مميزة مثل اقتناء الثوب العربي، وأنه احد إفرازات كأس العالم غير المتوقعة والإيجابية جداً انها وسعت من نطاق التفكير المحلي إلى العالمي، وتوسع التفكير إلى حدود أوروبا الشرقية وآسيا وأفريقيا وحتى التوجهات الاستثمارية والاقتصادية في المستقبل لابد أن تحمل التنوع الثقافي الموجود والاستثمار في معرفة الكثير من الدول. مفهوم عالمية كأس العالم ـ من جهته، أوضح الدكتور خالد الحروب أستاذ دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإعلامية العربية بجامعة نورث ويسترن وجامعة قطر أن كأس العالم تعني العالم بكل مكوناته، وأنه من حق كل دولة أن تنظم كأس العالم وأن يكون بالذائقة والمزاج الذي ترتئيه إذ عندما نظم كأس العالم في ألمانيا كان طابعه ألمانياً وأوروبياً، وعندما نظم كأس العالم في أفريقيا كان بطابع أفريقي، وعندما نظم كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية كان يحمل الطابع الآسيوي، فهو يحمل طابع كل منطقة، وهذا أمر طبيعي ألا يحمل مزاج الغرب وإلا سوف نسميه كأس العالم الغربي المتنقل في العالم. الالتزام بالعالمية وأكد أن كأس العالم في قطر أكثر التزاماً بعالمية الاسم أكثر من الغرب الذي يراد له أن ينظم بمزاج وطريقة غربية، وهناك شعور بالأحقية الغربية بأنهم هم الأحق بهذه الأحداث الكبرى، وهو شعور مستوطن بالعقلية الغربية، ونحن لا نعمم هذا المعنى لأن هناك أصواتا في الغرب دافعت عن قطر ودافعت عن عالمية كأس العالم وأنه من حق كل بلدان العالم أن تنظمه بالطريقة المختلفة وعلينا أن نحمل الأمور بموضوعية. وأشار إلى أمر آخر وهي العقلية الاستشراقية المتوارثة وموجودة بقوة للأسف في الإعلام الغربي، وأشار إلى وجود إرث عميق متوارث لابد من مواجهته، وعلى الغرب أن يواجهه أيضاً، ففي كتاب ألفه (جاك شاهين) وصف نتاج جهد ضخم الصورة النمطية للعرب، حيث تمت مراجعة 1000 فيلم لهوليود من العام 1996 إلى 2000، وحلل فيه أفلام في الصناعة الأمريكية وهي الأفلام التي ظهر فيها الانسان العربي أو المسلم التاجر والمغامر وغيرها من الصفات، وتبين أنه في 936 فيلماً كانت الصورة سلبية جداً وهذا البث الصوري وقوة الفيلم وقوة الصورة طيلة هذه السنوات فعلت الكثير من الصور النمطية لدى المشاهدين، وأمام قرن كامل من صناعة السينما التي وضعت العرب في صورة بالغة النمطية وبالغة السلبية وما نراه اليوم هو جزء من الإرث الطويل. صراعات تنافسية في الغرب تعددية ثقافية وقال: نحن أمام صراع أفكار، وهناك فكرتان الأولى العالمية والثانية التعددية الثقافية وعن مدى قيام تلك الثقافات العالمية على الاحترام المتبادل وأنا مع تعدد الثقافات ولابد أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل، فقد أعاد كأس العالم في قطر طرح تلك القضية بكل قوة وبكل روعة إلى جانب تعدد الثقافات وأن تقوم على الاحترام المتبادل، وقد استفادت قطر من النقد الموجه إليها وطورت من ذاتها، ولكن ألا يذهب النقد في الإعلام الغربي إلى منحى عنصري. فقد قدمت قطر في نسخة الكأس الحالية الذائقة العربية والإسلامية والمزاج المجتمعي العربي للعالم، وحملت رسالة حفل افتتاح المونديال الكثير من المعاني. كما قدمت قطر في بطولة كأس العالم صورة أخرى للمرأة وهي المثابرة والمجتهدة، من خلال الأمهات اللواتي شاركن في المباريات وحضرن مع أبنائهن في الملاعب، وهذه صورة المرأة في المجتمع العربي وأنه في المجتمع الغربي توجد الأمهات في بيوت العجزة ويعانين من قلة الاحترام لهن. الكف عن فرض الهيمنة ـ من جانبه، قال السيد نزيم بصول إعلامي جزائري عضو المكتب التنفيذي للجمعية الدولية للصحافة الرياضية بمنطقة أفريقيا: إن التهجم على قطر غير مبرر وأنه لابد من احترام الثقافات والقيم المختلفة بالندية بين كل شعوب العالم، وأنه آن الأوان أن يكف الغرب عن فرض الهيمنة الغربية والإرهاب الفكري.

1267

| 13 ديسمبر 2022