نجح العلماء في فك شفرة الأسرار الجينية لواحد من عجائب كوكب الأرض التي تعيش تحت الماء، إنه الإخطبوط صاحب الأذرع الـ8 التي تتراص عليها ممصات ذات مظهر ينتمي لعوالم أخرى، فيما ينعم بحيز كبير للمخ يجعله واحدا من أذكى الحيوانات اللافقارية في العالم. وأماط الباحثون أمس الأربعاء اللثام عن أول طاقم وراثي كامل "جينوم" للإخطبوط أو أي من أنواع الرخويات التي تضم أيضا أنواع الحبار "السبيط" وغيرها من طائفة الرأسقدميات. وقالت كارولين ألبرتين خريجة علوم الأحياء بجامعة شيكاجو التي شاركت في هذه الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر" "الإخطبوط والرأسقدميات الأخرى مخلوقات عجيبة بالفعل". وأضافت "أنها تستطيع التمويه ببشرة يمكنها تغيير لونها وقوامها في غمضة عين، لديها 8 أذرع ذات قدرة على الإمساك بالأشياء والالتفاف عليها وبها ممصات تتراص على الأذرع وتستخدم في الاقتناص والمناورة وحتى -مما يثير الدهشة- تذوق الأشياء فضلا عن وجود عيون تشبه الكاميرا ومخ كبير به العديد من التفاصيل يجعل منها كائنات مفترسة نشطة تتميز بمظاهر سلوكية معقدة". ورصد الباحثون التسلسل الجيني "الجينوم" الخاص بإخطبوط كاليفورنيا ذي البقعتين -واسمه العلمي "أوكتوباس بايماكولويدس"- وهو نوع صغير نسبيا بني اللون يميل إلى الرمادي وله بقعتان قزحية الألوان يغلب عليها اللون الأزرق تقعان على جانبي الرأس. ويتميز جينوم الإخطبوط بكبر حجمه على نحو يقارب جينوم الإنسان وهو أكبر كثيرا من جينوم اللافقاريات الأخرى التي تم رصد تسلسلها الجيني مثل الذباب والحلزون والمحار "الجندوفلي". ومن بين نحو 33 ألف جين ما يقرب من 3500 جين لا توجد في أي من أنواع الحيوانات الأخرى الكثير منها جينات تختص بنوع الإخطبوط دون غيره وتتعلق بنشاط المخ ووظائف الممصات وشبكية العين والقدرة على التمويه والتخفي. ويختلف ترتيب الجينات على الجينوم عن اللافقاريات الأخرى ويتميز الطاقم الوراثي له بزيادة عدد مجموعة من الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا العصبية التي كان يعتقد من قبل أنه لا يتضخم عددها إلا لدى الفقاريات. والإخطبوط من اللاحمات التي تمزق جسم الفريسة بالاستعانة بزوائد صلبة ويمكنه استخدام السم في اصطياد فرائسه. وبإمكان الإخطبوط أيضا تعويض أطرافه المبتورة مع القدرة على أن ينفث حبرا غامق اللون لإبعاد منافسيه من المفترسات. والرأسقدميات من الرتب العتيقة التي ظهرت قبل أكثر من نصف مليار عام، وظهر أول إخطبوط منذ نحو 270 مليون سنة ويصل عددها إلى نحو 300 نوع من الإخطبوط.

صممت مجموعة من الشباب حاملاً مرناً قابل للانثناء والانطواء، يمكن اعتباره أكثر حوامل الهواتف الذكية مرونة وسلاسة في الاستخدام، يسمح بتثبيت الهاتف الذكي بأي جسم وفي أي وضع، لالتقاط أفضل صور من زوايا مختلفة، بفضل أقدامه الخمسة المرنة المستوحاة من أرجل الزواحف. وتلتف أقدام الحامل الذي يحمل اسم "جيكوبود" بعد تثبيت الهاتف به حول أي جسم حديدي أو جدار أو سطح كان من عدة زوايا وبعدة وضعيات ليبدو كالأخطبوط، والمصنوعة من المعدن والسيليكون، وبالتالي فالحامل يتميز بمتانته وقوة تحمله. ويبلغ وزن الحامل 45 جرام، ويدعم أي جهاز وزنه 625 جرام، وهو مثالي للهواتف الذكية ذات الشاشات 5.3 بوصة وعرضها 9.9 سم، كما يتوفر منه عدة نسخ ليتناسب مع الكاميرات حتى كاميرات "غو برو". ويستطيع المستخدم شراء الحامل عن طريق حجزه عبر موقع كيك ستارتر للحصول عليه بسعر 16 دولار أمريكي، لكنه لا يزال في مرحلة التمويل، وفي حال وصول الفريق إلى الهدف المنشود، فمن المتوقع طرحه للبيع بحلول شهر أكتوبر الجاري.

يستطيع الأخطبوط إتقان الكثير من الحيل، ويعتبر كائناً ذكياً يصلح تدريبه أكثر من الكلب، بحسب بحوث كثيرة، وأخيراً لاستعراض قدراته، قامن أنثى أخطبوط بتصوير زوارها من الأطفال، بعدسة كاميرا "سوني" تحت الماء، في نيوزلندا، وعُرف عنها بـ"أول أخطبوط مُصور في العالم"، بحسب موقع بيتا بيكسل. واستطاع الأخطبوط المدرب التقاط الصور، خلال حملة تسويقية لكاميرا سوني المقاومة للماء، حيث اتفقت الشركة مع أكواريوم "سي لايف" النيوزلندي، لتدريب أنثى الأخطبوط، المسماة "رامبو"، لتصوير الزوار حين يمرون بحوضه الزجاجي. وخصصت التجربة لزوار الأكواريوم من طلاب المدارس، لتعليمهم عن قدرات هذا الكائن ذي الثمانية أذرع. وقال المدرب: "ثبتنا لها الكاميرا تحت الماء، واستطاعت التعلم بعد محاولة 3 مرات، وهذا أسرع من الكلب، وأحب الطلاب الصورة التي التقطتها لهم، أعتقد أنهم لن ينسوا هذا الدرس أبداً". وثبت في أفلام وثائقية كثيرة، أن الأخطبوط يستطيع حل المشاكل، كأن يفتح غطاءً محكماً، واختيار أعلام الفرق الرياضية الفائزة.

وثَّقَ مصور هاو معركة مثيرة بين فقمة وأخطوط ضخم خلال نزهته مع عائلته على الواجهة البحرية من منطقة فيكتوريا بكندا. وظن المصور الكندي بوب أنسون "59 عاماً"، أنه لمح دوامات عنيفة في الماء، لكنه بمراقبة التحركات عن كثب شاهد أخطبوطاً ضخماً يحاول الالتفاف على فقمة، لخنقها قبل أن تفترسه، ثم تحاول الفقمة الانقضاض عليه بعضة قاتلة، حسبما ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. لكن المعركة لم تحسم إلا بعد 10 دقائق، إذ يرجح أن الأخطبوط الذي يبلغ طوله نحو 4 أقدام أنهكه التعب من المواجهة، فاستسلم لأنياب الفقمة التي انتصرت بحمل فريستها قرب الصخور لالتهامها وهي فرحة بهذا الانتصار.

لا يتردد الأخطبوط في إظهار القليل من الإبداع ، للبقاء على قيد الحياة، فهو من رأسيات الأرجل التي تتمتع بمهارة ملحوظة عندما يتعلق الأمر بالحصول على الغذاء أو الدفاع عن نفسه، ويعتبر أخطبوط جوز الهند والذي يُطلق عليه علميا اسم (Amphioctopus الهامشي) أفضل مثال حيث يلجأ إلى تغطية جسمه بقشور جوز الهند لحماية نفسه و المرور أمام أعدائه دون أن يلاحظوه أو يشعروا لوجوده. هذه العينة من الأخطبوطات تستوطن في المياه الاستوائية من المحيط الهادئ، وساحل اندونيسيا، وفي هذه المنطقة من العالم، تمتد الكثبان الرملية التي تشكل قاع البحر وبالتالي تترك فرصة ضئيلة من حيث أماكن الاختباء حيث تمثل البيئة تحديا للأخطبوط وتجعلها فريسة سهلة لجميع الأسماك الكبيرة والثدييات البحرية. ففي عام 2009 تم اكتشاف أخطبوط مختبئا في نصف قشرة جوز هند، وقام بعدها بالإمساك بالنصف الآخر من القشرة ليجمعهما حوله بشكل منظم و يختفي بداخلها، وهذه الظاهرة حيرت العلماء حيث أن هذا السلوك يجعل من الأخطبوط أول مبتكر لأدوات الحماية بين الرخويات ورأسيات الأرجل، ورغم أن الأخطبوط أسرع في هربه من غير قشرة جوز الهند، إلا أنه ليس هناك مكان ليهرب إليه في الأرض المكشوفة أو الطينية، وبالتالي، توفر له قشرة جوز الهند ملاذا يلجأ إليه هاربا من أعدائه أو مموها لفرائسه.