رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
هي أشياء لا تُشترى.. ليتوانيا تدفع تعويضًا لفلسطيني اعتقل 20 عامًا وفقد عينه بسبب التعذيب

أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تَرى..؟ هي أشياء لا تُشترى! وكأنّ الشاعر الراحل أمل دنقل، كان يصف حال أبو زبيدة الرجل الذي يُعتبر من أقدم معتقلي غوانتامو، أو لعلّه أقدمهم، والذي رأى العذاب ألوانًا في سجنه، حتى فقد إحدى عينيه، ثم بعد مرور أكثر من 20 عامًا، أراد السجّان التكفير عن ذنبه بدفع مبلغ مالي له.. فما هي القصة؟ صحيفة الغارديان البريطانية، كشفت أن ليتوانيا دفعت لـ زين العابدين محمد حسين -الاسم الأصلي لأبي زبيدة، والذي وُلد في 12 مارس 1971 بالرياض من عائلة فلسطينية- أكثر من 113 ألف دولار، تعويضًا عن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بإبقائه في موقع سري على أراضيها، حيث خضع لأشكال مختلفة من التعذيب. يأتي المبلغ المذكور بعد أكثر من 3 سنوات على إصدار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسانأمرًاإلى الحكومة الليتوانية بدفع تعويض لانتهاك القوانين الأوروبية التي تحظر استخدام التعذيب. حيث قضتالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسانفي 31 مايو 2018، بأن رومانيا وليتوانيا انتهكتا حقوق أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري في 2003-2005 وفي 2005-2006 على التوالي، وأمرت ليتوانيا ورومانيا بدفع تعويضات لكل منهما. وبحسب الصحيفة البريطانية، تُجسّد هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في طريقة معاملة أبو زبيدة الذي اعتقلته الولايات المتحدة بدون أي تهم لأكثر من 20 عامًا! وتستقر الأموال التي حولتها ليتوانيا حاليًّا في أحد الحسابات البنكية؛ لأن أبو زبيدة لا يستطيع تلقي المبلغ، بسبب استمرار اعتقاله في غوانتانامو؛ ونظرًا لأنّ أصوله مجمّدة عن طريق وزارة الخزانة الأمريكية. اعتقال أبو زبيدة في غوانتانامو اعتُقل في باكستان بعد 6 أشهر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية ومحامو إدارة بايدن تبرير التعذيب الذي تلقاه، بادعاء أنه كان شخصية بارزة للغاية في صفوف تنظيم القاعدة. اعتُقل في باكستان بعد 6 أشهر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث صنفت أمريكا أبو زبيدة بصفته الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وقت اعتقاله عام 2002، وتعرض لمحاكاة الإغراق 83 مرة في أغسطس 2003، ضمن تعذيب ممنهج أفقده إحدى عينيه! ظل أبو زبيدة في أغلب أوقات اعتقاله في حبس انفرادي في غوانتانامو، وبإصرار من وكالة الاستخبارات المركزية في إطار جهودها لمنع خروج تفاصيل تعذيبه للعلن. فيما أقرت وزارة العدل الأمريكية عام 2009 بأن الرجل لم يكن له أي دور مباشر أو معرفة مسبقة بالهجمات التي اعتُقِل على خلفيّتها، ولم تُوجّه له أي تهمة رسميًّا. خلال حديثه مع صحيفة The Guardian، قال مارك دينبو، أحد أعضاء الفريق القانوني لـأبو زبيدة في الولايات المتحدة: الموقف لا يكون سريًّا عندما تدفع 100 ألف يورو إلى شخص والعالم كله يعلم بشأنه. تأتي الأنباء المتعلقة بدفع ليتوانيا هذا المبلغ، قبل أيام قليلة من الذكرى الـ20 لافتتاح سجن غوانتانامو العسكري،الذي استقبلأول دفعة من المعتقلينفي 11 يناير 2002.

7076

| 11 يناير 2022