رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
آلان غريش لـ"الشرق": المؤشرات بنسبة 95 % ترجح فوز ماكرون برئاسة فرنسا

آلان غريش رئيس تحرير مجلة "لوموند دبلوماتيك" السابق لـ"الشرق": إزاحة الحزبين الرئيسيين سابقة لم تحدث منذ أكثر من نصف قرن شعور الناخب بعدم الاختلاف بين اليمين واليسار جاء لصالح ماكرون ماكرون لن يغير السياسة الخارجية خاصة مع دول الخليج جميع الأحزاب أعلنت تأييدها لماكرون.. بعضهم نكاية في لوبان فضيحة الوظائف الوهمية أثّرت بشكل كبير على شعبية فيون خطاب لوبان غير التقليدي ساهم في صعود حزبها لأول مرة منذ تأسيسه رغم دعم الاشتراكي لماكرون فلن يستطيع الحصول على أغلبية برلمانية تعيين ماكرون لمستشاريه من اتجاهات سياسية مختلفة يُصعب التنبؤ بسياسته الخارجية يصوت الناخبون الفرنسيون بعد غد الأحد في الدورة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التي تُعدّ أكثر الانتخابات أهميةً؛ خاصة أن الرئيس الجديد هو من يحدّد التوجهات السياسية الرئيسية في البلاد. وقد شهدت الدورة الأولى مفاجأةً كبرى في المشهد الفرنسي بل والأوروبي بشكل عام، تمثّل بإزاحة الحزبين الرئيسيين اللذين ظلَّا يتداولان السلطة في فرنسا منذ أكثر من نصف قرن؛ أي منذ إرساء الجنرال شارل ديغول الجمهوريةَ الخامسة في عام 1958، وهما: حزبَا اليسار (الحزب الاشتراكي)، واليمين (حزب الجمهوريين). "الشرق" حاورت آلان غريش رئيس تحرير مجلة "لوموند دبلوماتيك" الفرنسية السابق، الذي أكد أن جميع المؤشرات والتي تصل لـ 95 % ترجح فوز إمانويل ماكرون برئاسة فرنسا ودخوله قصر الإليزيه، والذي صعد بعيداً عن الحزبين الرئيسيين التقليديين، وهو ما يعد سابقة لم تحدث منذ تأسيس الجمهورية الخامسة. واعتبر جريش أن الأزمة الفرنسية، وعدم تفريق الناخب الفرنسي بين سياسة اليمين واليسار، وغموض سياسة ماكرون ساهم بشكل كبير في صعوده، وحصوله على نسبة 23.9 % من أصوات الناخبين في الدورة الاولى. ووصف جريش ماكرون بأنه أغرب شخصية تدخل الإليزيه نظراً لسنه الصغير، وعدم اشتغاله بالسياسة إلا بعد عام 2012، وبالتالي خلفياته لم تكن سياسية مطلقا، وعدم ترشيح الحزبين الرئيسيين له، كما أن حزبه الذي صعد به قد أسسه في عام 2016. واستبعد جريش أن يحصل ماكرون على اغلبية برلمانية كما جرت العادة أن يأت الرئيس المنتخب بأغلبية برلمانية، كما استبعد أن تكون سياسة ماكرون عدائية تجاه المسلمين، وتوقع أن تستمر العلاقات بين دول الخليج وفرنسا. وإلى نص الحوار.. فوز ماكرون *ربما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية مفاجئة للجميع بعدما صعد للدور الثاني مرشحان من خارج الحزبين التقليديين.. برأيك من تتوقع أن يفوز في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية؟ ** التوقعات بنسبة 95 % تشير إلى فوز المرشح إيمانويل ماكرون، بينما حظوظ فوز المرشحة المنافسة ماري لوبان قليلة جداً. وفي فرنسا 36 ألف مدينة معظمهما مدن صغيرة، وهذه المدن الصغيرة صوتت بنسبة كبيرة للوبان، أما المدن الكبيرة فقد صوتت لماكرون. أما الشباب فقد صوتوا لميلونشون ثم الباقي صوت للوبان، وبالنسبة للمسلمين فقد صوت 37 % لميلونشون و10 % لفيون و5 % للبويان. * لماذا خلصت لهذه النتيجة؟ ** جميع الاستطلاعات تشير لذلك، كما أن معظم الأحزاب السياسية أعلنت تأييدها لماكرون، سواء الاشتراكية أو اليمينية والسبب في ذلك أن جزءا من هذه الاحزاب ضد الفاشية والجزء الآخر أراد بناء سدٍّ في وجه وصول "الجبهة الوطنية" العنصرية برئاسة لوبان إلى الرئاسة. * ما الأسباب التي أدت لصعود ماكرون بهذه الطريقة المدهشة؟ **لقد تسبب ما يعرف بالأزمة الفرنسية في صعود إمانويل ماكرون، وحصوله على نسبة 23.9 % من أصوات الناخبين في الدورة الاولى، وهي نفس الازمة الموجود في كل الدول الاوروبية والولايات المتحدة، الأمر الثاني هو أن الناخب الفرنسي لم يجد فرقا بين سياسة اليمين واليسار، فلا اختلاف أمامه بين سياسة أولاند أو ساركوزي، وفي المقابل فإن خطاب ماكرون كان فيه شيء من الغموض، ولم يحسب نفسه على اليمين أو اليسار، واحاط نفسه بمستشارين من كافة الاتجاهات السياسية، وهذا ما صعب التنبؤ بسياسته الخارجية، وربما كانت هذه العوامل هي التي ساهمت بشكل أساسي في صعوده. ومن الغريب أن ماكرون الذي لم يبلغ الأربعين من عمره، ولم يترشح من خلال الحزبين التقليديين، ولم يعمل في السياسة إلا بعد عام 2012، حيث كان مستشاراً لوزير الاقتصاد لمدة سنتين، وقبلها كان يعمل في بنك، وبالتالي خلفياته لم تكن سياسية مطلقا، ولم يكن لديه تاريخ أو نشاط سياسي، كما أنه أسس حزبه الذي صعد به في عام 2016، وهذا ما يجعلنا أمام أغرب شخصية تحكم الإليزيه. ماكرون والمسلمون * من خلال حملة ماكرون الانتخابية.. ما توقعاتك لسياسته تجاه المسلمين الفرنسيين؟ ** بالنسبة لسياسة ماكرون تجاه المسلمين أو الإسلام بشكل عام، فأعتقد أنها سياسة مشابهة للسياسة الأمريكية الليبرالية التي لا تجد مثلا في الحجاب مشكلة، وبرغم أنني كنت أتوقع صعود الخطاب المعادي للإسلام من كل المرشحين، مستغلين الاحداث الجارية، لكن هذا لم يحدث نظراً لعدم صعود مانويل فالنس، والذي كان أكثر عداءً للإسلام والمسلمين. الأغلبية البرلمانية * جرت العادة منذ قيام الجمهورية الخامسة أن يأتي الرئيس المنتخب بأغلبية برلمانية تابعة.. هل يستطيع ماكرون فعل ذلك في ظل غياب حزب قوي يدعمه؟ ** بالفعل لقد جرت العادة أن تأتي الأغلبية البرلمانية من نفس الحزب الذي جاء منه الرئيس، أما الآن فاعتقد أن الأمر ضبابي جداً، حتى مع اعلان جزء من الحزب الاشتراكي دعمه لماكرون، وكذلك يسار اليمين، لكن هل هؤلاء يستطيعون مساعدة ماكرون في تشكيل الأغلبية البرلمانية؟ أعتقد أن هذا أمر صعب! وهو ما يجعلني أعتبر أننا بصدد أزمة سياسية عميقة ربما تكون أعمق الأزمات في القارة الأوروبية. زلزال * ما الذي قلب المعادلة وجعل الحزبين التقليديين يتراجعان بهذا الشكل؟ **ما حدث في هذه الانتخابات أمر مستغرب جداً منذ تأسيس الجمهورية الخامسة على يد شارل ديجول، فلم يسبق أن غاب الحزبين الرئيسيين اليسار "الحزب الاشتراكي" واليمين "حزب الجمهوريين" اللذين نظما الحياة السياسية في فرنسا منذ عام 1958، عن صدارة المشهد الانتخابي. صعود لوبان * هل ساهم خطاب زعيمة اليمين المتطرّف ماري لوبان ضد المهاجرين في صعودها للجولة الثانية؟ ** لقد حصلت زعيمة اليمين المتطرّف ماري لوبان المرتبة الثانية بنسبة 21.4 من أصوات الناخبين وهي نسبة لم يحصل عليها أي مرشح سابق للجبهة الوطنية، لكن السبب في صعودها يرجع إلى خطابها اليميني المتطرف ضد المهاجرين والإسلام، لكنها للامانة لم تكن ضد الإسلام بشكل عام بالقدر الذي كان عليه المرشح الاشتراكي فيون. كما أن لوبان تعتبر الاتحاد الأوروبي سجنا لفرنسا، وهو ما جعل قطاعاً كبيراً من الفرنسيين الذين يرون وجود فرنسا ضمن الاتحاد الأوروبي سببا رئيساً في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا يؤيدونها، وهذا ما يجعلنا نتوقع أنها ستنسحب منه حال فوزها بالرئاسة، أيضا فقد استطاعت لوبان تغيير خطاب حزبها اليميني التقليدي السابق بخطاب ليبرالي اجتماعي. تراجع فيون *هل بالفعل الفضيحة المالية أثرت على شعبية مرشح اليمين المحافظ "حزب الجمهوريون" فرانسوا فيون؟ * لقد حصل فيون على 20 % من حجم الأصوات، وهو ما يعد تراجعاً كبيراً في شعبيته وشعبية الحزب، والسبب يرجع لأسباب عدة منها قضية الفساد المالي التي أثيرت منذ مطلع العام الحالي، والتي سميت بالوظائف الوهمية، حيث تردد أن فيون قام بتعيين زوجته في منصب وهمي تقاضت من خلاله رواتب مالية لا تستحقها، وإذا ما قارنا هذا الأمر بتصريحات فيون التي يرددها بأنه يحارب الفساد، فإن هذا خلق تناقضا كبيرا لدى الرأي العام الفرنسي، وجعل الكثير يحجمون عن التصويت له، كما أن خطابه اليميني الحاد أثر على شعبيته بشكل كبير، عندما وعد بتسريح ما يقارب نصف مليون موظف حيث أعتبرهم عبئاً على خزانة الدولة. *ماذا عن مرشح اليسار بونوا هامون؟ ** لاشك أن هزيمة الحزب الاشتراكي كانت فادحة مقارنة بالجمهوريين، فلأول مرة يحصل مرشح الحزب على نسبة تقارب الـ 6 % وهو ما يعد هزيمة كبيرة له لم تحدث منذ عام 69. فالهزيمة التي مُني بها الحزب الاشتراكي لم تحدث له منذ عام 69، برغم أنه حصل على أصوات كثيرة من خارج الحزب بلغ تعدادها ما يقارب المليونين، صوتوا له لأن عنده خطاب يساري، وهو ما جعل حزبه يبتعد عنه قليلا، ولا يؤيده بشكل مطلق، لكنه ساهم أيضا في رفع شعبيته مع غير الاشتراكيين. * ما توقعك لسياسية ماكرون الخارجية إذا ما وصل للرئاسة؟ ** رغم وضوح سياستي لوبان وميلوشون الخارجية والتي ستتجه نحو الاستقلال عن أوروبا وأمريكا والناتو، وتأييد روسيا وبشار الأسد ضد ما يسمى التطرف الإسلامي، حال فوز أحدهما، إلا أن هناك صعوبة في التكهن بسياسة ماكرون الخارجية، خاصة أن لديه مستشارين من جميع الاتجاهات السياسية، لكن من الراجح أنه سيسير على نفس السياسية الخارجية السابقة، بمعنى أهمية البقاء في الاتحاد الأوروبي والتحالف مع الناتو والولايات المتحدة، وكذلك نفس السياسة الخارجية السابقة تجاه الشرق الأوسط، وخاصة الملف السوري، أما الملف الفلسطيني فلن يتغير أيضا كما كان في العشر سنوات الماضية، والذي يتلخص في تأييد إقامة الدولة الفلسطينية، في مقابل تحالف إستراتيجي مع إسرائيل. العلاقات مع دول الخليج * لقد كانت العلاقات مع دول الخليج جزءا من المناقشات أثناء المعركة الانتخابية.. هل تتوقع ان يسير ماكرون على نفس السياسة السابقة تجاه دول الخليج؟ ** أعتقد انها لن تتغير بمجيء ماكرون عن السياسة الخارجية السابقة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية وصفقات بيع السلاح، وهذا خلاف ما كان سيفعله لوبان أو فيون أو ميلوشون.

501

| 05 مايو 2017

محليات alsharq
محاضرة آلان غريش عن الانتخابات الفرنسية بالمركز العربي

يقدم السيد آلان غريش، مدير موقع مشرق21 ورئيس التحرير السابق لمجلة لوموند ديبلوماتيك، محاضرةً بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء القادم في الساعة الثانية عشرة والنصف، بالمجمع الثقافي لمعهد الدوحة للدراسات العليا. ويتناول فيها النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الفرنسية وآثارها، ولا سيما في أفق الانتخابات التشريعية أيضًا في حزيران/ يونيو القادم، في النظام الفرنسي، والذي يعدّ إلى جانب ألمانيا الركيزتين الرئيستين للاتحاد الأوروبي الذي هو بصدد الترنّح بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الثقة العميقة في الأحزاب التقليدية، والتأثير القوي لـ "داعش" ومخاطر الإرهاب، والصعود الملموس ليمينٍ متطرفٍ معادٍ للمهاجرين وموسوم بالكراهية والخوف من الإسلام. وستتناول المحاضرة الأاحداث التي جرت يوم الأحد 23 نيسان/ أبريل 2017 في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية؛ وهي تعدّ الانتخابات الفرنسية الأكثر أهميةً لأنّ الرئيس هو من يحدّد التوجهات السياسية الرئيسة في البلاد. وقد شهدت هذه الدورة مفاجأةً كبرى وزلزالًا في المشهد الفرنسي والأوروبي، تمثل بإزاحة الحزبين الرئيسين اللذين يتداولان السلطة في فرنسا منذ أكثر من نصف قرن؛ أي منذ إرساء الجمهورية الخامسة في عام 1958 على يدي الجنرال شارل ديغول، وهما: حزبا اليسار (الحزب الاشتراكي) واليمين (حزب الجمهوريين(. وإن كان إيمانويل ماكرون، أول المتأهلين إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بنسبة 23.9 في المئة، قد خطا فور إعلان النتائج خطوةً كبيرةً نحو الفوز برئاسة فرنسا في الجولة الثانية المقرّرة في 7 أيار/ مايو المقبل - وذلك بفعل التأييد الواسع الذي حظي به من المنهزمين في الجولة الأولى وإجماعهم على بناء سدّ في وجه وصول "الجبهة الوطنية" العنصرية للرئاسة. ووسط دعمٍ محلي كبير - فهذا لا يمنع من أنّ زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبين، والتي ستكون منافسته في الجولة الثانية بعد أن حصلت على المرتبة الثانية بنسبة 21.4 في المئة، قد حققت نصرًا أكيدًا يعزّز مكانة اليمين المتطرّف في فرنسا في السنوات القادمة، على غرار باقي البلدان الأوروبية، حيث يشهد هذا التيار القومي والمعادي للأجانب دفعًا قويًا.

581

| 25 أبريل 2017