رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
أزمة تتجدد .. "الروهينغا" تحت نيران القصف (صور)

أحداث تتكرر منذ أمد بعيد، حروب وصراعات باتت تشكل كوارث إنسانية لا تحصى ولا تعد ،"الروهينغا" جماعة إثنية تستوطن في ولاية "آراكان في ميانمار" بشكل رئيسي، وتصنفهم الأمم المتحدة بأنهم"الأقلية الدينية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم"، ويتميزون باستخدامهم للغة الروهينغا واعتناقهم للإسلام. وتمثل هذه الجماعة أقلية مسلمة في بلد أغلبها بوذيون وتمارس "ميانمار" عليهم اضطهادا منذ فترة ليست بالقليلة وتمنعهم من حقوقهم الأساسية في الحصول على العبادة والجنسية والزواج والتعليم، وفي عام 2012 نزح عشرات الآلاف من الروهينغا بعيدا عن منازلهم بسبب العنف الذي قام به بوذيون متطرفون ، حيث خاطر الكثير بحياتهم بالفرار عبر قوارب المهربين، كما يعيش أكثر من 100 ألف في معسكرات اعتقال مزرية. وحذرت منظمات حقوقية من خروج الأوضاع في "ميانمار" عن السيطرة واندلاع أعمال عنف واسعة بين المسلمين والبوذيين، في حين دعت الولايات المتحدة الأمريكية ، السلطات في ميانمار إلى تفادي رد الفعل على الهجمات الأخيرة التي قتل فيها العشرات بولاية أراكان التي تضم أقلية الروهينغا شمال غربي البلاد.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت" إنه على السلطات في ميانمار تجنب رد فعل يؤجج التوترات ، مضيفة أن الهجمات التي شنها "جيش تحرير "روهينغا أراكان" مؤخرا على مراكز حدودية بأراكان تظهر أنه على حكومة ميانمار تنفيذ التوصيات التي وردت في التقرير الدولي الذي أصدرته اللجنة التي عينتها مستشارة الدولة في "ميانمار" أون سان سو تشي" في العام الماضي وترأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفي عنان". وحثت اللجنة حكومة ميانمار على عدم إضاعة التنمية والعدالة الاجتماعية في ولاية أراكان من أجل وضع حد للعنف بين المسلمين والبوذيين، ومنع التطرف. تعذيب الروهينجا المسلمين في ميانمار كما أصدرت "شبكة حقوق الإنسان في "ميانمار" تحذيرا من قيام الجيش برد فعل قاس ضد تحرك "جيش تحرير روهينغا أراكان" بشكل لا يفرق بين مسلح ومدني، وقالت الشبكة إنه دون تدخل دولي فإن الوضع في إقليم أراكان قد يخرج عن السيطرة وستندلع أعمال عنف واسعة بين المسلمين والبوذيين، حيث انضمت منظمات إقليمية ودولية إلى التحذير من توسع دائرة العنف بأراكان. وكانت السلطات في "ميانمار" ذكرت أن مسلحين من الروهينغا هاجموا 25 مركزا حدوديا في "أراكان" مما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وأضافت أن قوات الأمن نفذت "عمليات تطهير" أسفرت عن مقتل 77 من المسلحين ، من جهته تبنى جيش تحرير روهينغا أراكان الهجمات، وقال إنها تأتي ردا على الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في أراكان. وفي أحدث موجة عنف تستهدف مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان (راخين) غرب ميانمار ، سقط نحو 90 شخصا ، وهذه المرة تمت عملية الهجوم إثر تعرض مواقع للشرطة وقاعدة للجيش لهجمات من قبل مسلحين حسبما ما أكدته السلطات في ميانمار التي أضافت أن 24 موقعا للشرطة كانت هدفا لهجمات المسلحين، في حين تحدث الجيش عن مقتل 12 جنديا، حيث كثيرا ما تدعي حكومة ميانمار تعرض قواتها الأمنية والعسكرية لهجمات من قبل مسلحين مسلمين. مسلمو الروهينجا في ميانمار غير مسموح لهم بتحديد عرقهم بالإحصاء السكاني.. صورة أرشيفية إلى جانب ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن مئات من مسلمي الروهينغا محاصرون داخل منطقتهم من قبل جيرانهم البوذيين في قرية بغرب ميانمار، ورغم اقتصار العنف إلى حد كبير حتى الآن على المنطقة الشمالية التي تقطنها أغلبية من الروهينغا في "ولاية راخين" المجاورة لبنغلاديش، فإن عديدا من المراقبين وموظفي الإغاثة يشعرون بقلق من احتمال تفجر العنف في المنطقة. وقد أفادت تقارير متطابقة بفرار آلاف من المسلمين الروهينغا باتجاه بنغلاديش هربا من الحملة الجديدة التي تشنها قوات ميانمار بعد الهجمات الأخيرة ، حيث يأتي فرار آلاف المسلمين من أراكان في وقت أرسلت فيه الحكومة تعزيزات من الجيش والشرطة مدعومة بطائرات مروحية ، لافتة إلى أن الأمم المتحدة أكدت أن 87 ألفا من الروهينغا فروا من أراكان خلال عمليات تطهير نفذتها قوات ميانمار في أكتوبر الماضي. وخلال الحملات الأمنية السابقة في أجزاء من أركان، قتلت القوات الحكومية مئات المدنيين، وأحرقت قرى ، وفق ما وثقته منظمات محلية ودولية، ويعيش كثير من الروهينغا في مخيمات بائسة بهذه الولاية ، حيث يخشى العديد من الحقوقيين أن تتسبب هذه الحملة الأمنية الأخيرة ضد مسلمي الروهينغا في تكرار أعمال العنف الطائفية التي تفجرت في مدينة "سيتوي" عاصمة ولاية راخين في عام 2012، مما أدى إلى سقوط نحو 200 قتيل وتشريد نحو 140 ألف شخص معظمهم من المسلمين نزحوا ليعيشوا في الدول المجاورة في مخيمات قاسية وظروف صعبة. عاناة أقلية مسلمي الروهينجا.. صورة أرشيفية وفي يونيو من نفس العام بدأت شرارة العنف العنصري ضد مسلمي الروهنيغا، واشتدت أعمال العنف بين البوذيين ومسلمي الروهينغا مما أوقع مئات القتلى والجرحى وآلاف المشردين، وأعقب ذاك إعلان من الحكومة بإغلاق المئات من مساجد الروهينغا، ومنعهم من أداء الشعائر الدينية، وظلت السلطات من حينها ترفض منح المسلمين تراخيص لإعادة بناء مساجدهم، حتى تلك التي تتضرر من الفيضانات التي تشهدها البلاد مؤخرا، ويكون مصير من يحاول ترميمها الملاحقة الأمنية من السلطات. ورغم أن مسلمي الروهينغا يعيشون في ميانمار منذ قرون ، إلا أن حكومة بلادهم تعتبرهم دخلاء بلا جنسية جاءوا من بنغلاديش المجاورة ولا تعتبرهم عرقية أصيلة في البلاد، مما جعلهم عرضة للاضطهاد والتمييز العنصري وإساءة المعاملة ، فتمنحهم بطاقات بيضاء بدل الهوية الوطنية التي منعوا من اقتنائها منذ فرض قانون المواطنة في العام 1982، والذي بموجبه انتزعت الجنسية من مسلمي الروهينغا، البطاقات البيضاء الصالحة مدة عامين فقط كتب عليها أن حملها لا يعني المواطنة، وحاملها يمكن أن يخضع للتحقيق في هويته، ومن لا يحملها مهدد بالطرد كما يمنع من التنقل بين الأحياء والقرى المجاورة، وتحاول السلطات بتلك الهويات أن تسحب اعترافا من حامليها أنهم محض دخلاء غير شرعيين. وفي الأراضي الميانمارية المسلمون لا يحظون بحق تملك عقاراتهم وأراضيهم، وتضيق عليهم ممارسة أعمالهم التجارية، وتصادر الحكومات المتعاقبة أراضيهم وممتلكاتهم وقواربهم التي يستخدمونها في الصيد دون سبب، كما تمنعهم من تطوير مشاريعهم الزراعية، ويحرمون من تقلد وظائف بهيئات حكومية وكذلك الجيش، وبالطبع حق تكوين وتأسيس المنظمات أو ممارسة الأنشطة السياسية ليس من نصيب هؤلاء فهم يعيشون كالسجناء في مخيمات أو قرى معزولة، مقيدي الحركة منها وإليها، كما تمنع كل أسرة من تربية أكثر من طفلين، بالإضافة إلى تحديد إقامتهم لمجموعة من السجون المفتوحة وإجبار كل رجل على العمل مجانا ليوم من كل أسبوع لصالح الجيش أو الحكومة. أقلية الروهينجا المسلمة أعمال العنف هذه جاءت بعد إصدار لجنة برئاسة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان سلسلة من التوصيات إلى مستشارة الدولة "أونغ سان سو تشي "عن كيفية استجابة الحكومة للتوترات، وجاء في التقرير أن "وضع المسلمين في إقليم راخين يعكس أزمة حادة في حقوق الإنسان" على خلفية انعدام حصولهم على أي جنسية والتمييز الشديد الذي يتعرضون له .. حيث قال عنان رئيس اللجنة يتعين على الحكومة الميانمارية إعادة النظر في الربط القائم بين المواطنة والعرقية لم يعد هناك الوقت لنخسره، الوضع في أراكان أصبح أكثر خطورة". وطالب "عنان"، حكومة ميانمار بالتخلي عن "القوة المفرطة" في تعاملها مع أزمة مسلمي الروهينغا بإقليم أراكان، ومراقبة أداء قوات الأمن كأحد أساسيات حل الأزمة، وأجرت اللجنة مقابلات شخصية مع ألف شخص على مدار 12 شهرا، وكان من بينهم سياسيون وشريحة كبيرة من السكان البوذيين والمسلمين.وبحسب لجنة تقصى الحقائق المكونة من 9 أعضاء بينهم 3 أجانب، يعيش في ميانمار 10% من عديمي الجنسية، ويشكل مسلمو الروهينغا أكبر جماعة من عديمي الجنسية في العالم، وخلال السنوات الخمسة الماضية، احتجز نحو 120 ألفا من مسلمي الروهينغا في مخيمات النزوح، دون منحهم حق المغادرة إلا بإذن، أو الحصول على الخدمات الرئيسية كالرعاية الصحية والتعليم. وأدت حملة أمنية أطلقتها السلطات في أكتوبر في مونغدو بإقليم أراكان، حيث تشكل الروهينغا الأغلبية، إلى صدور تقرير أممي عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الأمن هناك، أشار إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ووثقت الأمم المتحدة أعمال اغتصاب جماعي وعمليات قتل شملت أطفالا وممارسات ضرب وحشي واختفاء بحق مسلمي الروهينغا في ميانمار، ويقول ممثلو الروهينغا إن نحو 400 شخص لقوا حتفهم خلال تلك العملية، وحملت الأمانة العامة للأمم المتحدة سلطات ميانمار المسؤولية عن حماية السكان جميعا في البلاد، وندد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بهجمات شنت الجمعة على قوات الأمن في إقليم أراكان شمال غربي البلاد وكان عشرات المدنيين المسلمين من الروهينغا قتلوا في غارات شنها الجيش. نزوح مسلمي الروهينجا يعرضهم لخطر الموت وقال "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يدين بشدة الهجمات التي شنت ضد قوات الأمن في إقليم أراكان ، مؤكدا أن غوتيريش يتابع عن كثب التطورات بشأن هذه القضية، ويدعو مجددا لمعالجة أسباب العنف في الإقليم، حيث تنفي حكومة ميانمار بشدة أن تكون قواتها أو سياساتها طائفية أو أنها تقف وراء انتهاكات حقوقية جسيمة، غير أنها ترفض بشدة منح تأشيرات دخول لمحققين من الأمم المتحدة للبحث في تلك المزاعم. يشار إلى أن معاملة نحو 1.1 مليون من مسلمي الروهينغا أصبحت أكثر قضايا حقوق الإنسان جدلا في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، في مرحلة انتقالية أعقبت حكما عسكريا دام عقودا، ويبدو أن هذه المعاملة فجرت تمردا قويا آخذا في الاتساع. الروهينجا الذين يعانون من الاضطهاد في ميانمار عادة ما يعبرون إلى بنجلاديش

828

| 29 أغسطس 2017