رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالله الوذين

عبدالله الوذين

مساحة إعلانية

مقالات

811

عبدالله الوذين

القطاع الطفيلي

23 أغسطس 2016 , 01:56ص

أعلنت وزارة الصحة قبل فترة عن اعتزامها بناء ثلاثة مستشفيات للعمال في الصناعية ومسيعيد والخور، وأن البناء سيُنجز خلال ثمانية عشر شهراً، حيث إن العمالة تتركز في هذه المناطق الثلاث، وذلك بهدف توفير خدمة صحية للعامل في محيطه العملي والسكني.

وهي خطوة ممتازة لتخفيف الضغط على المراكز الصحية ومستشفيات مسيعيد والخور وستساعد أيضاً على تشتيت التركيز المزعج على مرافق مؤسسة حمد الطبية داخل الدوحة، والذي أدى إلى التأخير في الكثير من الخدمات الصحية فيها والتأثير على جودتها.

ولكن إذا علمنا بأن غالبية مراجعي المراكز الصحية والمستشفيات في قطر -بما فيها المستشفيات الثلاثة المزمع إنشاؤها- والمستفيدين منها هم من العمالة الأجنبية الوافدة التابعة للشركات الخاصة التي تعمل في مشاريع البنية التحتية والمرافق العامة التي تحت التنفيذ وكذلك المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2022 ، فأين القطاع الخاص من هذا كله؟ وما هي مساهماته في تطوير القطاع الصحي الذي هو المستفيد الأكبر منه؟

وهذا يقودنا إلى فتح ملف القطاع الخاص وقياس مدى مساهمته في التنمية، بالمقارنة بما يجنيه من فوائد من خلال استفادته من مرافق الدولة ومقدرات الشعب، والذي وصل في بعض الأحيان إلى ما يشبه حق الامتياز بدون وجه حق، وهو الأمر الذي أدى إلى تكاسل هذا القطاع واعتماده على الدولة، شأنه شأن أي وزارة أو مرفق حكومي آخر.

إن من ينظر بعين الفاحص المحايد إلى القطاع الخاص في قطر سيكتشف أنه في الغالب قطاع طفيلي كسول متسلق، فالحكومة كالشجرة وارفة الظلال، والقطاع الخاص كالنباتات والحشائش الطفيلية التي تستظل تحت هذه الشجرة، وفي الآن ذاته تشاركها في موادرها من مياه وتربة وتزاحم جذورها بل وتتسلق جذوعها!

كيف لا يكون هذا القطاع طفيلياً إذا كان أغلب مسؤولي الدولة يملكون كرسيين أو أكثر هنا وهناك، أي في الحكومة وفي القطاع الخاص، فقلّما تجد مسؤولا في الدولة، سواء كان وزيراً أو وكيلاً أو غيره، لايملك كرسياً أو أكثر في القطاع الخاص، رئيس مجلس إدارة هنا أو عضواً هناك أو أمين سر في مكان آخر .. الخ، ومصالح هؤلاء تحتم عليهم الاستفادة القصوى من الموارد الحكومية بجميع قطاعاتها قدر الإمكان لأنهم بذلك يضمنون أرقاما كبيرة وأرباحا خيالية ستدعمهم عندما يتم الإعلان عنها في اجتماعات الجمعيات العمومية السنوية لهذه الشركات، والتي سيحضرها الأعضاء والمساهمون، والذين بدورهم سينتخبون هؤلاء المسؤولين "المزدوجين" لدورات جديدة، بل قد يكون انتخابهم بالتزكية؛ نظراً للأرقام الفلكية والتوزيعات المجزية على السهم الواحد، والتي يسيل لها لعاب أي مستثمر أو مساهم.

وفي المقابل، نجد أن مساهمة هذا القطاع الطفيلي تقتصر على رعاية بعض المهرجانات والفعاليات والاحتفالات الوطنية، أو رعاية بعض البطولات الرياضية، والتي ستعود عليه بالفائدة الدعائية، وفي الغالب تتحكم المزاجية والمصالح والمعرفة في كيفية هذه الرعاية بحيث تجعلها انتقائية بحتة لا تخدم رؤية ولا مشروعا، بل تخدم المصالح الشخصية.

كيف سنصل إلى دولة مؤسسات يكون فيها القطاع الحكومي والخاص شركاء فاعلين في التنمية التي نطمح جميعاً إلى أن تصبح مستدامة مادام هناك قطاع طفيلي يستنزف موارد الدولة ويجيّر مرافقها لخدمته، يسانده في هذا الاستنزاف ويضمن استمراره مسؤولون مزدوجون يسعون وراء مصالحهم الخاصة؟

فاصلة:

أشكر بامتنان كل من تفاعل مع مقالي الأسبوع الماضي بعنوان "المحامي بين مطرقة الضمير وسندان الحاجة" سواء كان مع أو ضد، فالاختلاف يدل على أننا في بيئة صحية مثالية تتلاقح فيها الآراء بلاتشكيك في النوايا ولا تجريح في الشخوص، وكما كان هنالك تفاعل عقلاني ومتزن مع المقال، فقد كان هنالك أيضاً تفاعل موتور إقصائي مليء بالتّجّني!

لقد كتبت وحددت بحرص "البعض" ولكن هنالك من زعم زوراً بأنني عمّمت محاولة منه لاستقطاب تعاطف بقية المحامين الشرفاء الواثقين من أنفسهم، على أمل الحصول على شعبية زائفة كي يستخدمها في استحقاقات انتخابية قريبة، وهو بذلك وقع في الفخ، فالمثل الشعبي يقول "اللي على رأسه بطحة يتحسسها" ولا أعلم كيف لمن يدّعّي بأنه محام أن يقوّلني مالم أقل! وكيف لموكليه أن يثقوا به وهو يفتري كذباً على الناس!

يقول الأمير عبدالله الرشيد رحمه الله:

ما يستشك ياحسين كود الرديّين

وإلا ترى الطيّب وسيعٍ بطانه.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

84

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

84

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

27

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية