رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد نديم أنجم بيديا

• الجامعة العالية – كولكتا، الهند

مساحة إعلانية

مقالات

555

محمد نديم أنجم بيديا

دموع على خدود الفردوس

23 مايو 2025 , 01:00ص

ادلهمت الأجواء الزرقاء وجوهها بما تلبد في سمائها من الحقد والبغضاء وابتلت الأراضي خدودها بما جاشت به سطوحها من العدوان والكراهية وانشقت مروج كشمير، الفردوس على الأرض، أثلاما متفرقة مستهدفة للقبض الذي لا يعرف قاموسه كلمة من الإحسان والتحنان، وذلك كله على إثر ما اعترى (باهالجام) بجامو وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية، سويسرا الهند، من كارثة ترتبت على سفك دماء عشرات السياح بقساوة تقشعر لها الجلود، مما انتهى إلى احتدام قيظ الحرب فيما بين الهند وجمهورية باكستان الإسلامية. وقد استفحل هذا الصراع على نحو مأساوي، إذ أذكى أواره إطلاقُ سلسلة من الطائرات المسيرات تداولتها كلتا الدولتين على طول حدود (جامو وكشمير) في غضون أيام معدودة.

لماذا الحرب يا تُرى؟ عندما تدور رحاها على الناس تصمت ألسنتهم وتنطق أسنتهم، وفيما تكشر عن أنيابها تعانقت الصوارم والحناجر وتلاصقت المدافع والقنابل، فلا ترى إلا رؤوسا تسقط ودماء تراق وأعضاء تتطاير وأشلاء تتناثر وجثثا تتزايل إلى أن يتيتم على آثارها الأطفال وتترمل الحلائل وتثكل الأم أولادها، فيرجع العساكر من ميدان الحرب وشبع الرصاص من لحمهم وارتوت السيوف من دمهم فعادت ألوفهم مئات ومئاتهم عشرات.

تُرى، أفي هذا الوادي، والثلوج أكاليله والجنى والعبير تيجانه، وتخايل الأرضُ فيه خيلاء الفتاة في أبهى أبرادها، غدا، مع الزقزقة يدمدم الرصاص؟ وهل مع النسمة تهب الزوبعة ومع البرعمة تنفجر القنابل؟

فأنّى لنا هذا الداء يا تُرى، وأنّى المنفذ من هذه الوصمة على جبين الإنسانية؟

السلام في هذا المنوال لا يتولد في المؤتمرات الدولية دائما ولا في الحوارات السلمية، غير أنه تتفتق بذوره في قلوب الناس وأفكارهم أحيانا، فلو دمرنا كل أساطيلنا وأفنينا دباباتنا ومدافعنا وغيرها من الآلات الشيطانية وسككنا قنابلنا محاريث وسبكنا بنادقنا أجراسا وحولنا كل ثكناتنا إلى معابد ومياتم لما تملصنا مع ذلك من آفات الحرب وكابوسها ما لم نجرد قلوبنا من شوائب الطمع والحقد في سياسة البلاد وإدارة الأمم، وننقّ أفكارنا من الوهم بأن للإنسان الحق أن يتلفظ بكلمة تثير نعرة طائفية ، ونُراع بذور الإنسانية بكل معانيها في مزرعة الضمائر إلى أن تنمو جنائن للخير والسلام في تربة الخواطر.

مساحة إعلانية