رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم الشمري

مساحة إعلانية

مقالات

1836

جاسم الشمري

إسرائيل والسنوار.. مَن اغتال مَن؟

21 أكتوبر 2024 , 02:00ص

يقال بأن الشجاعة هي الجرأة، والبسالة، والجراءة، والبأس، والإقدام، والثبات، وجميعها مفردات تؤكد الصمود والقوة.

ويقال بأنها ثبات القلب عند النَّوَازل، واستقراره عند المخاوف.

ومَن يتابع جريمة اغتيال يحيى السنوار، الشهيد السعيد، والقائد الميداني والسياسي لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» سيبقى مبهورا ومندهشا من الموقف.

أيُعقل أن هذا الرجل ليس مثل بقية الناس؟!

ضُرِبت البناية التي يتحصن بها بقذيفة دبابة، وقطعت يده اليمنى، وعادت قوة صهيونية أخرى لمهاجمته وقاومهم بالقنابل اليدوية، وأصاب أحد الجنود اصابة خطيرة، واضطرهم للانسحاب والاستعانة بطائرة مسيّرة لتستكشف مَن هذه «القوة الضخمة» الموجودة داخل البناية، والتي هزمت عشرات الصهاينة؟

المذهل أن الطائرة الصهيونية اكتشفت أن هذه المقاومة كانت من رجل واحد وجريح، وصَوّرته وهو جالس بهدوء المؤمنين، وثبات الأبطال، وتحمل الجبال رغم البتر الذي في يده اليمنى والجروح الأخرى المتنوعة، ومع هذه الآلام، التي كنا نشعر بها ولا يشعر بها السنوار، يحمل السنوار بيده اليسرى عصا ويحاول اسقاط الطائرة المسيّرة!.

أيعقل ما رأيناه أم هي لقطات من فيلم عالمي لا علاقة لها بالواقع؟

وهنا نتساءل مَن اغتال مَن؟

هل «إسرائيل» اغتالت السنوار أم السنوار هو الذي اغتال «إسرائيل»؟

وقبل الرد على هذه الفرضية نُذكّر بأن «إسرائيل»، ومنذ طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولا نريد أن نقول قبل هذا التاريخ، وهي تبحث عن السنوار حيّا أو ميّتا، وقد حاولت «إسرائيل» مرارا محاربة المقاومة الفلسطينية نفسيا ببث أنباء كاذبة عن مقتل واعتقال السنوار، لأنها تعرف ثقل الرجل في الميادين العسكرية والسياسية.

وحقيقة هنالك عشرات الأدلة على أن السنوار اغتال «إسرائيل»، ومنها ثناء «حنان غيفن» قائد الوحدة 8200 الاستخبارية «الإسرائيلية» سابقا على السنوار، وعلى قدرته على تضليل «إسرائيل» وضمان سرية هجوم السابع من أكتوبر.

وتصريح «دفير كريب»، المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الصهيوني، بأن على «إسرائيل التفكير جيدا، لا الفرح، بعد مقتل السنوار»!.

وكذلك التصريح الخطير والجريء لمحرر الشؤون الفلسطينية لقناة «كان» العبرية «أليئور ليفي» بأن السنوار «أصبح أسطورة، واغتياله لن يغيّر من ذلك شيئاً، ونحن كإسرائيليين نجد صعوبة في فهم حماس»!.

وبينت صحيفة الغارديان البريطانية «بأنه، ورغم كل التكنولوجيا الإسرائيلية، قضى السنوار في اشتباك مباشر»!،

وذكر الممثل الأمريكي «دان بيلزيريان» في منشور على منصة إكس: كل مَن يقاتل الإرهابيين «الإسرائيليين» بطل، السنوار بطل ومقاتل من أجل الحرية، «ارقد بسلام يا السنوار إرثك باق يا صديقنا».

وأدى «إريك وارسو»، وهو جندي أمريكي سابق وصانع محتوى، التحية العسكرية للسنوار أثنى عليه ثناءً بديعاً يستحقه القادة الأبطال.

وقد صدقت حماس في نعيها للسنوار: «ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على الأرض».

ولا يفوتنا هنا أن نقف بإجلال واحترام وفخر أمام صورة السنوار الشهيد بعد أن حمل أربعة من الجنود الصهاينة، رغما عنهم، جثمانه على أكتافهم، وكأن الأقدار تريد أن تنحت هذه الصورة لشهيد نادر في ذاكرة الأجيال.

وهكذا يبدو أن السنوار هو الذي اغتال «إسرائيل» عسكريا ومعنويا، وستبقى صورته خالدة وهو يقاوم الطائرة المسيّرة بالعصا مثلما خلد التاريخ بطولات عبد القادر الحسيني، وعمر المختار، وأحمد ياسين وغيرهم من رجال البطولة والمقاومة والسلام.

رحمة الله عليك يا أيها السنوار المغوار، وهنيئا لك الشجاعة والثبات، وهذه الحقيقة نقلها الصهاينة قبل غيرهم، وقد أثبتوا للعالم شجاعتك وجهادك حتى الرمق الأخير.

اقرأ المزيد

alsharq موازنة الدولة 2026 نهج متوازن يعزز جودة التنمية

تعكس موازنة الدولة للعام المالي 2026 جملة من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد حرص الدولة على ترسيخ الاستقرار المالي،... اقرأ المزيد

75

| 13 ديسمبر 2025

alsharq من الرياض.. أطيب التهاني للدوحة بيومها الوطني

من فضل الله تعيش دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، تعمّقها رؤى قادتها... اقرأ المزيد

141

| 13 ديسمبر 2025

alsharq العدالة المعلقة بين النية المبطنة والإبادة المعلنة 1-2

على شريط ساحلي قبالة بحر أبيض، وبتوقيت يكاد يتفق واللحظة، تُعاد كتابة التاريخ بدمٍ لا يزال يجري طوفانه!... اقرأ المزيد

105

| 13 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية