رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مرزوق فليج الحربي

مساحة إعلانية

مقالات

420

مرزوق فليج الحربي

منحة التصوير الإنساني من الكويت إلى كتارا

18 أبريل 2025 , 12:54ص

كيفين كارتر مصور فوتوغرافي ذهب عام 1993 إلى السودان لتغطية آثار المجاعة.. التقط عدة صور وكان أبرزها صورة أطلق عليها اسم (الطفلة والنسر)، وهي صورة لطفلة لا يتجاوز عمرها 3 سنوات هزل جسمها وظهرت عظامها من خلف جلدها وانتفخت بطنها من الأمراض والجوع، تعبت وهي تزحف لمركز الغذاء فتوقفت وهبط بجانبها نسر ينتظر موتها ليلتهمها.

نشرت الصورة في نيويورك تايمز مارس 1993 ونال عليها كارتر أرفع جائزة في التصوير الصحفي وهي جائزة بوليتزر وانتشرت الصورة انتشار النار في الهشيم ونقلت قضية المجاعة في السودان ونقلت معها العديد من الأسئلة وجهت لكارتر ماذا حدث للطفلة ؟ ولماذا لم تنقذها ؟.. هذا الأسئلة وهذا اللوم وافتقاده الجانب الإنساني وضعه تحت ضغط نفسي وصل به للإصابة بالاكتئاب وانتهى به المطاف منتحراً يوليو 1994. وان كانت الصورة أحدثت هذه الضجة في العالم وسلطت الضوء على قضية إنسانية فإن في غزة الآلاف من الصور والمشاهد التي من شأنها أن تهز العالم وتغير المواقف وتهدم سياسات وتبني أخرى.

الصورة في غزة أخرجت العالم في مظاهرات بمئات الألوف وحركت العالم وأعلنت اكبر حملة مقاطعة تجارية لكل من يتعامل مع العدو الصهيوني. وإن كانت الصور العشوائية التي تلتقط من كاميرات الأجهزة المحمولة غيرت مواقف فما بالك إذا كانت هذه الصورة تدار من قبل جهة إعلامية توظفها التوظيف الصحيح المبني على مهنية واحترافية وأهداف واضحة لا شك أن الأثر سوف يكون ابلغ وأعمق.

وفي هذا المجال استوقفني مشروع أطلق عليه منحة التصوير الإنساني.. وهو منصة تقدم منحة مالية كل عام للمصورين الذين يقدمون مشروع تصوير (مجموعة صور) عن حدث إنساني تحت عنوان واحد، واختارت المنحة موضوع غزة لمشروع هذا العام ويقوم على المشروع جهات غير ربحية انطلقت من الكويت وتدعمها جهات خيرية وفنية خليجية وعلى رأسها مؤسسة نماء الخيرية.

والموضوع ربما يعتبره البعض مثله مثل غيره من الآلاف المشاريع المبنية على المشاعر المتعاطفة مع غزة ولكن ما يميزه أنه مع أول اعلان للمشروع شارك فيه اكثر من 5 آلاف مشترك من داخل غزة نقلوا كل ما يدور في غزة من أحداث ومآس وآثار دمار وقصف حتى أصحاب الهواتف المحمولة والهواة وغير المحترفين بالتصوير شاركوا في المنحة ولا ننسى أن المصور هذه المرة ليس مراسلا صحفيا ولا مصورا محترفا بل انسان يعيش الحدث وهو جزء من الصورة والقصة.

وتقوم منحة التصوير الإنساني بعد استقبال المشاركات بتحويل الصور العشوائية التي لا تحمل عنوانا إلى مشروع وكل مشروع مجموعة صور بموضوع واحد تكتب قصة المشروع أسفل منه، ويقوم المحكمون بتقييم الصور وبعد الفرز والتحكيم وإعلان النتائج تنقل منحة التصوير هذا الإنتاج الفني التي يجعلك تعيش المأساة وكانك في غزة عبر معارض دولية تجوب العالم لتنقل معاناة أهل غزة وكان أول معرض افتتح في ولاية فرجينيا بأمريكا، والمعرض الثاني في امارة الشارقة بالإمارات، ويوم الأحد المقبل، سوف يقام المعرض في كتارا تحت عنوان (حكاية النجاة من الجحيم) .

ويقول المصور الكويتي، المسؤول عن منحة التصوير الإنساني سامي الرميان: عندما أقمنا أول معرض كنا ندرك أن الصورة لها قوتها في التأثير ولكن التفاعل كان أكبر من توقعاتنا وتصوراتنا وبعد معرض الدوحة مستمرون لإقامة في معارض في الكويت وبغداد ولبنان وتركيا ولندن، وسعداء أننا اصبحنا جزءا من تاريخ النضال في غزة واستطعنا ان ننقل القصة بطريقة واقعية، فاليوم عدسة الكاميرا لا تقل أهمية عن فوهة البندقية.

مساحة إعلانية