رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* تحتاج اللغة العربية قانونا يحميها في ظل الغزو الفكري والثقافي والاجتماعي وغيرها من أشكال التقليد والتبعية التي جعلت من يكتب ويتحدث ويدرس باللغة العربية وكأنه درجة ثانية عمن يتحدث ويدرس ويكتب بالغة الأجنبية أيا كانت طبيعة وثقافة هذه اللغة. يكفينا قانونا ودستورا وإلزاماً أن لغة القرآن الكريم نزلت باللغة العربية، ويكفينا فخرا وشرفا لهذه الأمة أن اختار الخالق سبحانه أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من لغتهم العربية ومن يتحلون بمكارم الأخلاق وفضائلها
* تُشكر قيادتنا الرشيدة على هذا القانون الذي ألزم في نصوص مواده وفرض غرامة 50,000 ريال لمن يخالفه، واللغة العربية هي اللغة الرسمية الذي نصت عليه المادة 1 من الدستور الدائم لدولة قطر الصادر في 2004 وجاءت المادة 6 ومادة 7 بالنص التالي: مادة (6) «تلتزم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي التابعة للدولة بالتدريس باللغة العربية، إلا إذا اقتضت طبيعة بعض البرامج الأكاديمية تدريسها بلغة أخرى، وفقاً لما يقرره مجلس أمناء الجامعة أو وزارة التعليم والتعليم العالي، بحسب الأحوال».
* لله الحمد في دولة قطر عدد من الجامعات التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والتي عدد منها تابعة لجامعة حمد بن خليفة أو تلك الجامعات العالمية التي فتحت لها فروعا في دولة قطر، واللغة الرئيسية التي تدرس فيها اللغة الإنجليزية والتي تبقى عائقا أمام الحصول على القبول من حيث اختبارات اللغة الإنجليزية التوفل والآليتس أو اختباراتGRE أو GMAT واللذين يعتبران اختبارات تجارية في الدرجة الأولى واختبارات لا ترتبط بالتخصص ولا تقدم وتعطي المعيار الحقيقي للمهارات والقدرات البحثية التي يجب أن يتصف بها طالب الدراسات العليا أو البكالوريوس، والنتيجة من يستفيد من هذه البرامج عدد من الطلاب الدوليين أو غير قطريين وعدد من الطلبة القطريين ممن تم قبولهم وفق معايير غير واضحة!.
* ونأتي للأهم الجامعة الأم الجامعة الحكومية التي تنتسب لحكومة دولة قطر جامعة قطر، رغم ما مرت به الجامعة منذ تأسيسها 1973 إلى يومنا هذا من مراحل وتطور وفق خطط استراتيجية وسعي دؤوب للحصول على التصنيف الدولي في تقييمها، ورغم ما كان سابقا من قرارات لم تكن موفقة وفي محلها فيما يتعلق بالدراسة باللغة الإنجليزية وشروط القبول بالحصول على التوفل والاليتس وما تبعه من ضياع فرص على عدد من الطلبة من الجنسين، إلى أن جاءت الإدارة الحالية لجامعة قطر مشكورة والتي تعمل تحت مظلة مجلس آمناء الجامعة إلى تسهيل القبول والدراسة وإعطاء الفرصة والمجال للدراسة باللغة العربية في مرحلة البكالوريوس
* إلا أنه عند الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه تفرض الشروط الصعبة والتعجيزية بالدراسة باللغة الإنجليزية وغيرها من متطلبات القبول التي تمنع الطلبة الجادين والمميزين والباحثين من الحصول على فرصة في جامعة قطر الجامعة الأم الوحيدة التي يجب أن تعطي الفرصة والمجال في الدراسة وتقديم البحوث العلمية باللغة العربية كمرجع مهم في مجالات تخدم البلد ومستقبله وتخدم التخصص وفقا للمادة 7 من القانون والتي تنص على التالي: مادة (7) « تُنشر الأبحاث العلمية التي تمولها الجهات الحكومية وغير الحكومية باللغة العربية، ويجوز النشر بلغات أخرى، على أن يقدم الباحث في هذه الحالة، مختصرا للبحث باللغة العربية»
* التصفيات الدولية والمعايير التي تضعها الجامعات العالمية لتقيس مستوى الجامعة وترتيبها لا يعتمد فقط على أن تكون لغة الدراسة لغة انجليزية وإنما مدى جدية ومستوى البحوث المقدمة والتي يمكن ترجمتها ونشرها في أكبر الدوريات العالمية، فالأصل عمق وجودة البحوث وأهميتها ولا تقتصر فقط الدراسة باللغة الإنجليزية كشرط قبول يضيع فرصا ويخلق حالة يأس وإحباط مما يضطر معه الطالب للبحث عن جامعات خارجية قد تتناسب وظروفه والا يبقى حلم الدراسة متوقفا بسبب متطلبات!
* آخر جرة قلم: سعت حكومتنا الرشيدة في التبرع والمساهمة في تدريس اللغة العربية في المدارس البريطانية، وكذلك حرصت جامعة قطر على عقد عدد من الاتفاقيات المشتركة لتدريس اللغة العربية في جامعات ماليزية وغيرها وتخصيص يوم للغة العربية، الخطاب للسادة الأفاضل في مجلس آمناء الجامعة لماذا لا تعطى الفرصة للراغبين في استكمال دراستهم باللغة العربية ليكونوا روافد للمراجع العلمية والأكاديمية ؟ ومتى ستكون لدينا كلية الدراسات العليا بتخصصات أكاديمية أكثر من كونها شهادات مهنية؟ إعطاء الفرصة والعدالة الاكاديمية مطلوبة مع امكانية العمل على إيجاد وطرح البرامج بشكل تدريجي والمخرجات الجادة هي المعيار الحقيقي وليس فقط مجرد الحصول على لقب دكتور بشهادة مزورة أو مشتراة أو ضعيفة المصدر !، والله ولي التوفيق.
Tw:@salwaalmulla
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
2415
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2340
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2331
| 22 سبتمبر 2025