رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أبو موسى وانج هونجوا

أبو موسى وانج هونجوا

مساحة إعلانية

مقالات

1039

أبو موسى وانج هونجوا

بحر الصين الجنوبي.. ماضيه وحاضره ومستقبله

15 يوليو 2016 , 01:42ص

منذ أكثر من مائتي عام قبل الميلاد بدأ الصينيون الإبحار إلى بحر الصين الجنوبي للصيد والمغامرة واكتشاف الحياة، وفي هذه الأجواء بالذات، اكتشفوا مجموعة من الجزر (الأرخبيلات)، وبعد استيطانهم فيها، دُوّنوا ما يخصها في مخطوطات وطنية صينية قديمة أطلق عليها اسم "تسانغ هاي"، بمعنى "البحر اللجّي".

كما تم تأليف كتابين إبّان أسرة خان الملكية التي استغرق سلطانها طويلًا (سنة ٢٠٢ قبل الميلاد - سنة ٢٢٠ بعد الميلاد). وهناك كتاب آخر اسمه "الموسوعة الملكية لأسرة سونغ" تم تأليفه إبان أسرة سونغ التي قوي سلطانها عام ٩٦٠ ميلاديا، وكانت الصين دولة كبيرة وقوية شكلها شكل الدولة العثمانية تقريبا.

وفى القرن الخامس عشر ازدهرت الصين ازدهارًا كبيرًا، وأرسل الإمبراطور الرحالة المسلم المشهور حاجي محمود شمس الدين "تشنغ خه" الذي قام برحلات عديدة زار فيها البلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي وجنوب آسيا وإفريقيا، ووصل إلى منطقة الخليج والبحر الأحمر ومكة المكرمة، وكان ذلك في سبع رحلات بحرية استغرقت 28 عامًا حاملا معه بضائع كثيرة من المنسوجات الحريرية والمجوهرات والعقاقير الطبية الصينية.

لقد جذبت الصين العالم آنذاك وجعلت السلاطين والملوك والوزراء والولاة ورجال الدين والدنيا، والكتّاب والشعراء والفقهاء والعلماء والأطباء والتجار والصناعيين يأتون إلى الصين مثلما قال القرآن الكريم: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، لذلك كان ملوك الفلبين يتفاخرون بالذهاب إلى الصين، وحتى مَن لقي حتفه في الصين يكون فخورا.

لقد أثبتت الخرائط الرسمية لأسرة مينغ (١٣٦٨— ١٦٤٤ ميلاديا) أن الحكومة الصينية بدأت مبكرًا جدًا في ممارسة سلطتها الإدارية على الأرخبيلات في منطقة بحر الصين الجنوبي، وقد أرسلت جنودها "الحراسة البحرية" إلى هذه المنطقة لعمل دوريات تفتيش.

ولقد ارتخت الصين فترتين عن قضية بحر الصين الجنوبي، إحداهما الحرب العالمية الثانية التي شنت الصين عندها حرب مقاومة وتحرير لأراضيها من الغزاة اليابانيين داخل التراب الصيني، والأخرى كانت عند الثورة الثقافية الكبرى التي تموجت فيها الحملة الثورية بسبب الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبرجوازية، ما أدى إلى إهمالها وتغافل الصين عنها وعن الشؤون الإدارية لبحر الصين الجنوبي، الأمر الذي جعل بعض الدول المجاورة ترسل قواتها إلى بحر الصين الجنوبي لتحتل عدد من الجزر والشعاب لمصلحتها الأحادية والأنانية.

واليوم يتبدى أن زبدة كل النزاعات والصراعات الأجنبية في هذه المنطقة هو بسبب اكتشاف العلماء الفرنسيين واليابانيين لاحتياطات ضخمة من الثروات في باطنها منها النفط والغاز الطبيعي، والثلوج الجافة، والثروات المعدنية، فاحمرّت عيون هذه الدول للحصول على تلك الثروات، ولأجل وقف الصعود السلمي للصين منذ أن أخذت في تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، في أواخر السبعينيات، وكذلك تداعيات الحرب الباردة، وتنافس قوتين عظمتين على مناطق عديدة في العالم، وبعد إنهاء القطبية الثنائية صارت القوة المنتصرة تهيمن على العالم برمته، وتصرف حسب إرادتها وعقيدتها ومصلحتها إرادتها على الآخرين دون مبالية بشيء أو بأحد.

إن سيادة الصين على الأرخبيلات في بحر الصين الجنوبي غير قابلة للنقاش والجدل، إذ إن الصين هي أول من اكتشف الأرخبيلات، وسمّتها بأسماء صينية، وأدارتها وطورتها. كما أن هناك أكثر من مائتي خارطة جغرافية وموسوعات علمية معتمدة في العالم بأسره بينت بالتفاصيل تبعية الأرخبيلات للصين، وهذا مطابق تماما لشروط القانون الدولي وتبعية الأراضي الإقليمية.

إن الدفاع عن أراضي الوطن أمر ضروري لكل مواطن لما يمثله للإنسان، فهو بيته وحياته، وحبه طينة مركوزة فيه.

مساحة إعلانية