رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ليس أسوأ في دول الربيع العربي من ابتزاز الأقلية، ويجب أن يقابله بكل قوة اعتزاز الأكثرية، لقد تعودت هذه القلة على أن تحكم البلاد بالحديد والنار والسيف البتار، فجاءت الثورة واقتلعت منهم الجذور، فتعلق هؤلاء بالقشور، وصاروا في كل بلد ينعقون بما لا يعقلون، ويرفعون أصواتهم التي لم تعرف إلا صوت النفاق لنظام كان لا يرحم من أبدى خلافه معه في الفروع لا الأصول، جاءت الثورة وكان أكثرهم لها بالمرصاد، ويلعنون شباب وفتيات الثورة، وكثير منهم لهم أقوال وأفعال مسجلة في كل مكان، "وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" (فاطر: من الآية14)، هؤلاء قد استقووا بالمجلس العسكري الذي أراد أن يستعيد سطوة النظام، بل أشخاص النظام السابق، وكثر ترددهم على مكاتب المشير، ودبروا بليل وتحركوا بالنهار لإدخال عمر سليمان ثم أحمد شفيق في حلبة المزاحمة السياسية من بوابة الديمقراطية التي تنكروا لها خلال ثلاثين عاما، فلم يطالب أحدهم يوما أن يعيَّن أو ينتخب نائب رئيس، ولم يقفوا أمام سطوة النظام وأولاده وزوجته على رقاب العباد، وانتشار الفساد، وزيادة الاستبداد، وإشاعة العداوات بين المسلمين والمسيحيين، وبيع الأغذية الفاسدة، وإصابة ثلاثة أرباع الشعب المصري بأمراض مزمنة وفتاكة، وفساد منظومة التعليم، وسطحية وتحلل الإعلام الذي لا يسبح إلا بحمد الطغاة أو الشهوات، وسرقوا الأراضي، ودعموا الكيان الصهيوني بما يقارب عشرة ملايين جنيه مصري يوميا، تخفيضا للبترول والغاز المصري لقتل إخواننا في فلسطين، والمشاركة في تمزيق وحدة العرب، ومطاردة الإسلاميين من أي بلد، والمحاكمات العسكرية الظالمة، والاعتقالات التي طالت فوق الخمسين ألفا، ولا يعلم إلا الله كم قتل من أبناء مصر على يد شياطين أمن الدولة وجهاز المخابرات، وهذا غيض من فيض من ألوان الفساد والاستبداد والظلم والقهر والطغيان، ولم نسمع من هذه الأقلية اليوم صوتا لمواجهة هذا الكم الهائل من الطغيان والفساد، وجاءت الثورة لترفع عن الجميع إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وبدأ الشعب مشوارا جديدا من الإصلاح والتغيير، والبناء والتعمير فوقف هؤلاء بالمرصاد أمام كل ما يؤدي بالبلاد إلى الهدوء والاستقرار.
لقد وصل هؤلاء في فجورهم أن كان بعض الوزراء يجاهرون بالإلحاد ويسخرون من القرآن والسنة، وكان مساعدوهم يعلنون السخرية من الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وامتلأت الأفلام بالسخرية من شعائر الإسلام وكانت هذه القلة المبتزة اليوم كأصحاب الموت الزؤام أو أصحاب القبور فإن خرجوا فلا صوت إلا النفاق.
هؤلاء لا يعدون النجاح إلا في مقاومة أهداف الثورة باسم الثورة، فنجحوا في إبطال قانون العزل السياسي وحل مجلس الشعب الذي انتخبه ثلاثون مليونا لأول مرة في تاريخ مصر، واعتز به الأغلبية لكنه إذ لم يأت بهؤلاء الأقلية ووجدوا أنفسهم يخسرون كل موقع في النقابات ومجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة فلم يجدوا إلا التشويه والتقاط العثرات، وإخفاء الحسنات، وجعلوا من الحبة قبة، ولم يعوا الدرس إلى الآن، ولا تعنيهم مصر بأي حال، ففي يوم واحد في جريدة الأهرام يوم السبت 25 ذو الحجة 1433هـ الموافق 10 نوفمبر 2012م نشر في صفحات الحوادث عن سقوط "توربيني" جديد حيث هتك عرض 18 طفلا، وفي بعض المرات كان يهتك عرض عدد منهم في وقت واحد، وصورة أخرى لشاب 15عاما قتله شباب من أجل سرقة المحمول، وضُبطت عصابة مافيا من طبيبين وممرضة، امتهنوا تجارة الأطفال من الأمهات اللاتي حملن سفاحا، وباعوا في عين شمس وحدها 300 طفل، وحادثة أخرى قتل فيها شاب في جامعة المنصورة لأنه حاول أن يمنع مجرما من التحرش بفتاة، وهناك عصابة أولاد الذوات لسرقة شقق الأغنياء، والفتاة الجميلة التي كانت تمارس الرذيلة بعلم زوجها ومباركته، وذهب لينكر أولاده إنهم ليسوا من صلبه، وأغرب من الخيال أن يقتل شاب في ريعان الشباب من أجل كلب جاء أحد البلطجية يريد أن يأخذه ليبيعه، والشاب الذي ذُبح وفصلت رأسه عن جسده لأنه اعتدى على ابنة عمه خيانة للعشرة، والأم التي حملت سفاحا ثم نزعت طفلتها من الرضاعة لتضع يدها على رقبة طفلتها حتى قتلتها خنقا لتتخلص من آثار جريمتها!
هذه والله الجرائم المنشورة في يوم واحد في جريدة واحدة ناهيك عن الجرائم المستورة التي يمضغ أصحابها أقسى الآلام حتى لا تتضاعف عليهم ضغوط الأعراف الاجتماعية، كل هذا لا يشغل هذه الأقلية التي تناطح الدستور، وتسخر من إنجازات الرئيس، وتثبط أداء الحكومة، وتلطخ إنجازات الجمعيات الخيرية الكثيرة في مصر، فمصر الكبيرة الأكثرية فيها من أهلنا الطيبين، وعلمائها المتميزين، وخطبائها المستنيرين، وتجارها الصدوقين، ونسائها العفيفات، ورجالها من ذوي المروءات، وشبابها من ذوي الكفاءات، فهؤلاء يريدون الإسلام حلاَّ، ويعتزون بهذا الدين الذي حرموا من تطبيقه عشرات السنين وتنفسوا الصعداء لإزاحة عصابات من أكابر المجرمين، وهؤلاء من الأكثرية لابد أن يحموا ثورتهم، وأن يلتفوا حول شرعيتهم، وأن يضاعفوا إنتاجهم وأن يتمسكوا بقول الشيخ الشعراوي: "إن الثائر بالحق الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليصنع الأمجاد"، هؤلاء لابد أن يكونوا دائما على أهبة الاستعداد للحفاظ على مكتسبات ثورتهم، والوفاء لدماء شهدائهم، وتخفيف معاناة جرحاهم فيعلنونها قوية مدوية معبرة عن اعتزاز الأكثرية بدينهم وقيمهم وأخلاقهم وولائهم لبلدهم، وحرصهم على مستقبل أمتهم، في مواجهة ابتزاز الأقلية الذين لم يلجأوا يوما إلى الشعب، بل إلى النصب، ولم ينزلوا إلى الميدان وإنما استقووا بالخارج، والمفسدين من بقايا النظام السابق من رجال الأعمال، وجهاز القضاء، وفلول الإعلام، وعصابات البلطجية، واستغلوا عدم وجود قانون "من أين لك هذا؟"، وقد أقسم لي في الطائرة موظف كان يعمل مع هؤلاء الكتاب الكبار الذين يبتزون بالليل والنهار أنه كان يكتب المقال وعلى حجره تجلس فتاة وراء أخرى، ويطبعون القبلات على وجه الكاتب المبدع، أما كؤوس الخمر فحدث ولا حرج، واستحلفته في الطائرة نحن معلقون بين السماء والأرض، فإياك والبهتان، فأقسم بالله ثلاثا قائلا: لقد تبت إلى الله من العمل مع هؤلاء، ولقد رأيت رأي العين ما أستحي من ذكره، وأنه ترك العمل رغم سيل الأموال التي تنفق على الكتاب المبتزين المضللين ومن عاونهم.
يا قوم مصر ليست ألعوبة لابتزاز الأقلية من القضاة والإعلاميين والكتاب والصحفيين والبلطجية ولابد من اعتزاز الأكثرية بربهم ودينهم وعروبتهم ووطنهم، وليمضي الدستور إلى استفتاء الشعب ليظهر اعتزاز الأكثرية بمصر الجديدة ودستورهم الذي يحفظ الحرمات، ويفجر الطاقات، ويطارد الاستبداد ويحاصر الفساد، ويساعد البلاد والعباد للوصول إلى نهضة وحضارة إسلامية تقود المنطقة كلها والعالم إلى رشده.
فيا معشر الأكثرية احتشدوا يرحمكم الله اعتزازا بدينكم ووطنكم ولا تستسلموا لابتزاز الأقلية الذين يصدق فيهم قول الله تعالى: "وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ" (الواقعة:82).
أيها العالم: الشعب السوداني هو المنسي
أقرأ كثيرا عن الحرب في السودان بين قوات الجيش الحكومي وميليشيات حميدتي، وكيف أن هذه الحرب منسية رغم... اقرأ المزيد
453
| 13 نوفمبر 2025
الاستقرار السيبراني.. من إدارة التهديد إلى هندسة الثقة - 1
تتشابك الأكواد مع الخرائط، وتتقاطع الخوارزميات مع مسارات النفوذ، لترسم ملامح عالمٍ جديد تتداخل فيه التقنية بالسياسة، وتتماهى... اقرأ المزيد
81
| 13 نوفمبر 2025
أمهات بين موضة الـ Baby Shower ورسالة الأمومة
• أصبحت الأمومة في وقتنا الحالي لدى البعض – لا الجميع – موضة تتباهى بها بين صديقاتها؛ تبدأ... اقرأ المزيد
342
| 13 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
16758
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7668
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
5058
| 10 نوفمبر 2025