رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يعتبر العمل في غاية الأهمية لطرفي معادلة العمل أي للعامل أو الموظف وكذلك لرب العمل سواء أكان العمل حكوميا أو خاصا فهو بالنسبة للعامل أو الموظف قد يكون مصدر الرزق الوحيد له لكي يعتاش منه هو وأسرته وهو مصدر ادخاره إن تبقى لديه شيء منه بعد وفائه بالتزاماته الحياتية اليومية الضرورية وهو ضرورة له على الصعيد الاجتماعي والنفسي باعتبار أن العمل يعطيه شعورا بالانتماء إلى عجلة البناء لوطنه ولأنه يجد في عمله فرصة للإبداع والتطور والنمو.... إلخ
وهو كذلك ضرورة هامة وقصوى لرب العمل سواء أكان جهة حكومية أو قطاع خاص وبغض النظر عن ماهية العمل أو المهنة لأن رب العمل أيا كان بحاجة ماسة إلى من يتولى القيام بالعمل أو الخدمة المطلوبة وهو لذلك دائم التطلع لمختلف المهن والتخصصات حتى يستطيع تسيير عمله أو تقديم الخدمة المطلوبة للجمهور
وكيفما نظرنا إلى العملية فإننا سرعان ما ندرك أهمية العنصر البشري فهو عصب أي عملية تنمية وتطور ونماء وإنتاج ولهذا فالعنصر البشري هو المحرك الأساسي والفاعل في عجلة الاقتصاد والاجتماع وبناء الأمم وتطورها على مر العصور وهو العنصر الحاسم الذي من خلاله يمكن قياس درجات التقدم والتخلف بين النمو والتأخر وكل ذلك يعتمد اعتمادا قويا ومتينا على العنصر البشري ومدى كفاءته ومهارته وتطوره وإبداعه
وخير مثال على ذلك هو أنه لا يمكن لأي شركة أو مؤسسة أن تتطور وتطور منتجها وتستطيع مواكبة كل تقنيات العصر وأن تكسب المزيد من العملاء وأن تحقق المزيد من الأرباح من دون إرادة العنصر البشري الذي لديها وكذلك على صعيد تقديم الخدمات العمومية للمواطنين كيف لها أن تقدم بكل يسر وسلاسة وبدون بيروقراطية وتعطيل وإن تطور من أدائها وخدماتها من دون وجود العنصر البشري الكفء والمعطاء الذي لديها ومع ضرورة توافر الكفاءة والعلمية والمهارة والخبرة الواسعة يبقى عنصر الإخلاص والتفاني في العمل أو الخدمة هو المحرك الأساسي والعامل الأكثر ديناميكية في كل العملية التنموية أو الخدمية فتوافر عنصر الإخلاص والتفاني هو ذروة العطاء الذي يمكن للموظف أو العامل إعطاؤه للعمل الذي يشغله والذي يتمثل في العديد من النواحي هذا وإن كان ليس هناك من معايير محددة لقياس درجات الإخلاص والتفاني.
إن الإخلاص والتفاني في العمل يتجلى في احترام الوقت وإعطاء كل خطوة من خطوات العمل الوقت الذي يتطلبه والضروري لأن الوقت له تكلفته بالنسبة لرب العمل وللعميل وكذلك للمواطن الذي ينتظر للحصول على الخدمة المطلوبة وكذلك المحافظة على أموال وأصول وموجودات رب العمل والمؤسسة أو جهة العمل الرسمية
وكذلك العمل بكل حرفية ومهنية للعمل المناط القيام به أو للخدمة المطلوب تقديمها والتعاطي الإيجابي السلس والسهل مع عملاء الشركة أو المواطنين طالبي الخدمة والتعاون الإيجابي مع بقيه الزملاء لما فيه دفع جماعي لجهة العمل التي يعمل بها والابتعاد عن المنازعات والعمل الشللي والمشاحنات والعمل بروح الفريق الواحد للتقدم بالشركة أو المؤسسة إلى الأمام.
وكذلك المحافظة على أسرار العمل ومكوناته من المنافسة لأنه بغير ذلك يعتبر تحطيما لقدرات صاحب العمل وللمجالات التي يمتاز بها عن غيره وكذلك احترام القوانين والقواعد والأصول والأنظمة والتعليمات المعمول بها لأن الهدف منها عندما وضعت كان تنظيم العمل وفي التنظيم والترتيب خفض للتكاليف وتوزيع للمسؤوليات والمحاسبة عليها.
وكذلك الإبداع والابتكار يقع في ذروة العمل المخلص فكل عامل أو موظف ومهما كان موقعه في الهرم التنظيمي أو مهنته يستطيع أن يكون مبدعا ومبتكرا لكل جديد على صعيد إنجاز ما هو مطلوب منه والابتعاد عن العمل الروتيني المقيت لأن الإبداع والابتكار هو عمل ممكن ومستطاع في كل عمل ووظيفة مهما كانت.
إن مطالبتنا للعامل أو الموظف بأن يتمتع بأعلى صفات الإخلاص والتفاني والجدية والارتقاء بعمله هو في النهاية يصب في خدمة العامل أو الموظف ولكن في الوقت نفسه والأهمية هو في صالح رب العمل لأن في وجود أناس مخلصين لعمله ومتفانين فيه هو أكبر خدمة يقدمونها من أجل علو شأن شركته ومصلحته وتزايد أرباحه ومن هنا يقع عليه واجب توفير كل الظروف المعنوية والمادية والحوافز بأشكالها المختلفة والمتنوعة لكي تتلاقى مع إخلاص العامل والموظف لما في ذلك من مصلحة مباشرة للجميع وبهذا نكون قد أضفنا جميعا قيمة اقتصادية عالية نخدم بها وطننا الغالي.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6564
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6432
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3156
| 23 أكتوبر 2025