رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لولوة المضاحكة

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

183

لولوة المضاحكة

القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

03 أكتوبر 2025 , 12:00ص

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى به، إذ جسَّد نبينا محمد ﷺ بقيادته نموذجا للقائد الناجح، إذ شملت قيادته العظيمة التعاطف والشدة والشورى والعدل، كان ﷺ قائدا يشجع أصحابه ويشاركهم في أخذ القرار وفي القيام بمهامهم ويتعاطف معهم يفهم مشاعرهم وقدراتهم.

 كان رسول الله يستشير الصحابة والقادة في الأمور المهمة فعقد رسول الله ﷺ اجتماعا استشاريا لاستشارة القادة وأهل الشورى ومشاركتهم الآراء ونتج عن هذا الاجتماع الأخذ باقتراح سلمان الفارسي رضي الله عنه: قال يا رسول الله إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا. فالقائد الناجح يستشير المرؤوسين ويسمع آراءهم ويستفيد من تجارب وخبرات الآخرين كحفر الخندق من الثقافة الفارسية ولم يكن العرب على معرفة بها.

معرفة الأدوار في توزيع المهام: ففهم الرسول ﷺ لقدرات ومهارات الصحابة فكان يختار الرجل المناسب للمهمة المناسبة مراعيا مهارات وكفاءات كل منهم حيث اختار خالد بن الوليد قائدا عسكريا لشجاعته وقدراته العسكرية وحذيفة بن اليمان أمينا لسر النبي ﷺ لأمانته وحفظه للسر وزيد بن ثابت اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم مترجما لسرعة تعلمه (أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن أتعلَّمَ لَهُ كتاب يَهود قالَ إنِّي واللَّهِ ما آمَنُ يهود علَى كتابي، قال: فما مرَّ بي نِصفُ شَهْرٍ حتَّى تعلَّمتُهُ). فالقائد الناجح يعلم نقاط القوة والضعف لمرؤوسيه ويقوي نقاط القوة ويفهم مهارات وقدرات كل من فريق العمل ويوجههم للمهام المناسبة لقدراتهم مما يزيد كفاءة العمل.

الذكاء العاطفي ومعرفة مشاعر أصحابه في صلح الحديبية حزن الصحابة من بنود الصلح وكان أعظمهم حزنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال لرسول الله: يا رسول الله، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى (قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟) فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فنزل القرآن على رسول الله ﷺ بالفتح وأثبت هذا صبر النبي ﷺ وعدم غضبه وبرزت حكمته في فهم مشاعر عمر بن الخطاب وطمأن عمر حيث قال إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا، فالقائد الناجح يشعر بمشاعر أتباعه بذكاء ويتفهم احتياجات مرؤوسيه ويتعامل بوعي وهذا يسهم في تعزيز زيادة الإنتاجية والرضا العام وخلق بيئة عمل إيجابية.

القيادة بالمشاركة فالقائد لا يلغي الأوامر وحسب بل يشارك في تنفيذ المهام وهذا تجسد بمشاركة الرسول ﷺ في حفر الخندق عن البراء قال: رأيت النبي ﷺ يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره. فكان يحمل التراب مثلهم ويشجعهم بالأناشيد مما ساهم في صبر الصحابة وحماسهم فالقائد يكون قدوة لمرؤوسيه وجزءا من فريق العمل يقف بجانب مرؤوسيه ويشجعهم ويقوم بتقديم الدعم اللازم في المهام مما يزيد من ثقة المرؤوسين وتحسين أدائهم.

لقد أثبتت السيرة النبوية نموذجا عظيما للقيادة الحقيقية التي تجمع بين التعاطف والحزم والمشاركة والعدل ولتحقيق قيادة ناجحة وخلق بيئة عمل إيجابية في عصرنا هذا فلابد من الاستلهام بالقيادة النبوية وتحويلها لممارسات عملية في مؤسساتنا ومجتمعاتنا وهي المبادئ والأساس الذي يحتاجه القائد في مواجهة تحديات العمل وبناء بيئة عمل ناجحة.

مساحة إعلانية