رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إن عزوف الشباب عن الزواج من الموضوعات الشائعة التي لا يخلو مجتمع منها، والذي ظهر نتيجة لزيادة تكاليف المهور وهي من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج في الوقت الحاضر؛ خاصة بالمجتمع الخليجي الذي يفرض تكاليف باهظة لتزويج الفتيات، ولأن قطر من دول الخليج العربي؛ فبشكل مباشر نجد أنها من بين الدول العربية التي تزيد فيها تكلفة مصاريف الزواج، وغلاء المهور.
فعلى الرغم من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم بتيسير الزواج على شباب المسلمين، في حديثه الشريف "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"، لكن لازال هناك من الأهل من يضيق على الشباب فرصة الحلال، والله عز وجل قال في كتابه الكريم في الآية 32 من سورة النور "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، وهنا تظهر قوانين الزواج الشرعي؛ حيث لا يشترط بأن يكون الزوج غنياً فالصالح أفضل من ذلك الغني الفاسد والعاصي، ففي الحديث الشريف والآية القرآنية الكريمة توكيد على أنه يجب على الأسر المسلمة تيسير الزواج وعدم تضيق الأمور على الشباب.
واليوم وفي ظل غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم؛ لازال هناك من الأهل من يبالغ في طلب مهور الفتيات، فنحن لا نقصد هنا أن يزوج الأهل فتياتهم دون ضمان لحقوقهن المادية؛ ولكن الرحمة بهؤلاء الشباب الذين يسعون وراء التعفف من الوقوع في الفحشاء والمعاصي، فربما رفضك لهذا الشاب الصالح بسبب الماديات؛ يكون سبباً في فساده أو وقوعه في المعصية!
فالتفكير في المغالاة في المهور ما هو إلا عادات اجتماعية متعنتة، تضع قيودا على الشباب المقبلين على الزواج، فيجعلهم عندما يواجهون هذا الكم من المسؤوليات المادية يعزفون عن الفكرة، فليس دفع المهر للعروس هو فقط ما يقع على عاتق الشباب؛ بل يقع على عاتقه مسؤوليات أخرى يجب الالتزام بها، مثل تجهيز المنزل وترتيب حفل الزفاف وشهر العسل ومتطلبات العروس المادية وغيرها الكثير، كل هذا يجعل الشاب يفكر في الاقتراض كي يتمم هذا الزواج، فإن وفق هذا الشاب في إتمام زواجه؛ سوف يقع تحت ضغط سداد الديون التي ستكون سبباً في الضغط النفسي والمادي عليه، مما يؤدي في أغلب الحالات إلى الانفصال.
ويؤدي عزوف الشباب عن الزواج، لزيادة نسبة العنوسة في المقابل من جهة الفتيات، فالآباء الذين يرفضون تزويج بناتهن من شاب صالح ولديه دخل مادي جيد؛ فقط بهدف عادة اجتماعية لا تسمن ولا تغني من جوع؛ يكونون هم السبب في بقاء بناتهن في المنزل دون زواج.
وأجد من وجهة نظري في هذا الموضوع أنها دائرة مغلقة؛ فكل من الشباب والأهالي والفتيات يدورون في نفس الدائرة، لن يستطيعوا تجاوزها؛ إلا إذا تقبل الأهالي فكرة التيسير في الزواج مثلما حثنا عليها نبينا الكريم وديننا الحنيف، فالإسلام لم يضع حداً معينا للمهر بالرغم من كونه شرطا أساسيا للزواج؛ لكنه لم يتم وضعه بالحد الذي يصل به الحال أن يطلب الآباء من الشاب المتقدم لابنتهم؛ مليون ريال قطري مثلاً، فهذا أمر مبالغ فيه في رأيي، فالراحمون يرحمهم الله؛ ويجب أن نضع ذلك نصب أعيننا، حتى لا يحاسبنا الله على هذا الجشع والمغالاة في مطالبة المهور.
ومن الحلول التي يمكن ان تجعلنا نتجاوز هذه الظاهرة ونحد منها في وطننا العربي عامة؛ وفي دولة قطر خاصة يمكن ايجازها لتكون واضحة للقارئ فيما يلي:
- للإعلام دور في ذلك؛ فيمكن من خلال وسائل الإعلام أن يتم نشر برامج توعوية تحقق لنا التوازن الفكري وزيادة الوعي لدى أولياء الأمور، تجعلهم لا يزيدون المهر على الشباب عند التقدم لطلب بناتهم.
- هناك كذلك جانب ديني؛ فعلى رجال الدين أن يكثروا من الخطاب الديني الذي يوضح للشباب والآباء أن الزواج ليس مهراً فقط؛ وأن الغلاء في المهور لن يجلب السعادة إنما يؤدي إلى زيادة العنوسة وانتشار الفواحش في المجتمع، ويوضحون ذلك بالأدلة من تعاليم النبي وسيرته.
- على الفتيات كذلك ألا تطمعن في المال؛ وأن تكون رغباتها هي بناء بيت آمن ومستقر، يسود فيه الخير والسكينة؛ فهذا أفضل لها من الزوج الغني الذي يدفع أموالا طائلة دون أن يكرمها كزوجة.
- على الآباء أن يكونوا أكثر رحمة مع الشباب المتقدم لفتياتهم؛ فيتذكرون أنهم يوماً ما كانوا مكانهم، وأن لديهم أبناء سيحتاجون من يرأف بهم عند الزواج في طلب المهور.
(تكلمنا فألجمناهم) هذا أقل ما يمكن أن توصف به كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني... اقرأ المزيد
186
| 28 سبتمبر 2025
خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من على منبر الأمم المتحدة، ليس... اقرأ المزيد
168
| 28 سبتمبر 2025
في 23 سبتمبر 2025، ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كلمة قوية... اقرأ المزيد
171
| 28 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
3108
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2727
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2385
| 22 سبتمبر 2025