رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبير تميم العدناني

عبير تميم العدناني

مساحة إعلانية

مقالات

710

عبير تميم العدناني

المرأة في مجتمعنا كائن أم تابع؟!

02 ديسمبر 2010 , 12:00ص

أورد الشيخ عائض القرني قصة يقول فيها: كتب لي دكتور سعودي كان يدرس في أمريكا وقد عاش هذه القصة، ثم جلست معه وسمعتها منه: «عائلة سعودية تتكون من رجل مبتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل معهد الإدارة ليستكمل دراسته لمرحلة الماجستير، ومرافقة له وهي زوجته، وبنت 8 سنوات، وابن 6 سنوات. سكنت العائلة في البداية في مدينة رتشموند بولاية فرجينيا. وكان الزوج يقوم بالاعتداء على زوجته من فترة إلى أخرى بالضرب والشتم، وكانت الزوجة تستغيث وتستنجد بالجيران من السعوديين، الذين بدورهم يقومون بالاتصال به والطلب منه بكف الأذى عن زوجته، بالإضافة إلى الاتصال بأقارب الزوجة في السعودية للوقوف معها وحل مشكلة الزوجين. انتقلت العائلة إلى ولاية أوهايو، وكالمعتاد استمر الرجل يمارس الثقافة نفسها، التي تتمثل في الضرب والشتم لزوجته، ولم يتم التدخل من قبل أفراد وأقارب الزوجة أو الزوج لحل المشكلة، مع العلم أن الزوجة طالبت إخوانها ووالدها بالتدخل لرفع الظلم عنها، ولكن لم تقابل إلا بالرفض والتوبيخ والتهديد من قبلهم. وبعد أن تقطعت السبل بتلك السيدة قررت وضع حد لما تتلقاه من ألم جسدي ونفسي مستمر لها ولأبنائها وذلك بالاتصال بقسم الشرطة، والإبلاغ عن زوجها. خلال دقائق معدودة وصلت أكثر من خمس دوريات أمريكية إلى منزل العائلة السعودية. تم التحقيق مع الزوجين بشكل منفرد، بالإضافة إلى الأبناء، كل على حدة. ومن خلال التحقيق مع الأبناء تبين للشرطة الأمريكية أن الوالد اعتاد ضرب والدتهم وكيل الشتائم لها. وبناء على التحقيق تم حجز الأب في قسم الشرطة، وتم نقل الزوجة هي وأولادها إلى فندق حتى يتم استكمال جوانب التحقيق..وتم وضع حماية كاملة للأسرة، بالإضافة إلى تكليف رجال الشرطة بإيصال الأبناء إلى المدرسة وإرجاعهم.. وحماية السكن الذي تقطنه الأسرة.. وصرف بطاقة تحتوي على مبلغ مادي حتى تتمكن العائلة من شراء بعض المستلزمات الضرورية من الأسواق الأمريكية.. وقامت الملحقية السعودية بتوفير محام ليترافع عن الطالب السعودي المسجون، الذي تم إخراجه من السجن بكفالة مادية حتى يتم الانتهاء من كامل التحقيق وانتهاء المحاكمة. قامت الشرطة خلال هذه الفترة بأخذ تعهد من الطالب بعدم دخول الحي بأكمله الذي تسكن فيه الزوجة والأولاد بالإضافة إلى أخذ تعهد بعدم الاقتراب أو التفكير في زيارة الأبناء سواء في المنزل أو المدرسة حتى يصدر القاضي حكمه في القضية.. وطلبت الحكومة الأمريكية من السيدة السعودية توكيل محام لكي يترافع عنها في الجلسات، وبعد سؤالها عن التكاليف تبين لها أن التكاليف قد تصل إلى 6000 دولار أمريكي، وفي هذه اللحظة انهارت السيدة في قسم الشرطة عند سماعها لهذا الخبر؛ إذ إنها لا تملك ذلك المبلغ، بالإضافة إلى خوفها من خسارتها لقضيتها ورجوعها إلى زوجها وعائلتها.. وكان موجودا لحظة بكائها محاميان أمريكيان فتبرعا للمرافعة عنها مجانا. وبعد الجلسات والمحاكمة، وبعد توافر الأدلة وشهادة الشهود على الزوج، حكمت المحكمة بأن الزوج مذنب، وأن الزوجة يحق لها الاحتفاظ بالأبناء في حالة الانفصال. طلبت الزوجة الطلاق من الزوج، وبالفعل تم حصول ذلك. قامت الحكومة الأمريكية بعد الانتهاء من المحاكمة، بتوفير سكن للسيدة السعودية ودفع الأجرة عنها وبعد مدة معينة تستطيع السيدة امتلاك البيت. ثم قامت الحكومة الأمريكية بتوظيف السيدة السعودية في وظيفة تتناسب مع معتقدها ودينها براتب يصل إلى 3000 دولار في الشهر لتتكفل بتكاليف دراسة الأبناء في المدارس الأمريكية..مع تحمّل كامل نفقات دراسة المرأة في الجامعة.. والقيام بإعطائها بطاقة تحتوي على مبلغ مادي شهري يمكنها من شراء المستلزمات الضرورية لها ولأولادها.. وتغيير فيزتها من فيزة مرافق إلى فيزة لاجئ، مما قد يمنحها في المستقبل الجنسية الأميركية».

والآن، بعد هذه القصة، وبعدما رأيت وسمعت من نساء عشن تجارب مشابهة ولكن للأسف لم يحالفهن الحظ بالتواجد هناك..وإنما في مجتمعاتنا الشرقية..تساءلت: كم من امرأة تضرب وتُهان وتؤذى ولا تجد من ينجدها ولا من يقف معها؟!

فمتى تعامل المرأة ككائن مستقل بذاته كما تحاسب أمام الله وأمام القانون حين تخطئ بمفردها..

وللحديث بقية بإذن الله.

مساحة إعلانية