رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالله بلال العبدالرحمن

عبدالله بلال العبدالرحمن

مساحة إعلانية

مقالات

425

عبدالله بلال العبدالرحمن

ماذا بعد خسائر الأمطار

01 ديسمبر 2016 , 01:10ص

للأمانة والصراحة إنني لا أعرف من أين أبدأ مقالي هذا، وبأي أسلوب لا يؤدي إلى الفهم الخاطئ لمن لهم مغزى الكلام، ولكن كل ما أعرفه أن بداخلي حرقة وغيرة وحسرة على ما تؤول إليه بعض الظواهر السلبية نتيجة الاهمال وعدم المراعاة وإهدار اموال الدولة.

المتتبع والمراقب للتنمية الشاملة والمستدامة في دولة قطر ورؤية قطر 2030، يرى بأم عينه الميزانيات والمبالغ الضخمة التي ترصدها الحكومة للمشاريع، وخاصة ما يتعلق بالبنية التحتية، ولأنني لست متخصصا في هذا المجال فلن أتعرض للأمور الفنية التي تخص الاعمال الانشائية، لكي يكون كلامنا ذا منفعة عامة، وبأسلوب علمي ومنهجي ( فمن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).

دائما ما كنت أذكر أن من السمات والشروط الأساسية لأي تطور وتنمية شاملة مستدامة هو التخطيط الاستراتيجي المنظم، ذو الرؤية الواضحة وعقلية فذة مبدعة، واقتصاد قوي يقوم على التنمية البشرية وصناعة الإنسان، وبفضل من الله ونعمته فإن جل هذه الشروط قد توافرت على أرض دولتنا الحبيبة، فهي تزخر بنعم وخير كثير ووفير، وبطاقات بشرية وطنية لا تعد ولا تحصى يغبطنا عليها القاصي والداني، وبقيادة حكيمة ذات نظرة ثاقبة تعمل ليل نهار لإيصال مكانة قطر لأعلى المراتب لتكون من الدول والشعوب التي يشار إليها بالبنان.

مع كل هذه المقومات إلا أن مرض الاهمال واللامبالاة السرطاني، لم يشف منه وطننا الغالي واخذ ينخر في اساسات الدولة، ويعطل مسيرة التنمية، وينتج لنا اشخاصا اصحاب مرض عضال ومعدي، يتبؤون المناصب العليا تشريفاً وليس تكليفاً لا يملكون ادنى مقومات التنمية والتطوير، والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والفكر الإبداعي في بعض المنظومات في الدولة.

اصبحنا نرى التجاوزات في اهدار المال العام كأنه حق مكتسب، أو غنيمة يجب استغلالها والفوز بشحمها ولحمها.

بالأمس القريب مَنّ الله علينا بإغاثة ارضنا بالخير والبركات من امطار وبرد، ونحمد الله على نعمته وجزيل فضله، إلا أن الطامة الكبرى، والفضيحة المدوية، هو تجمع مياه الامطار في طرق الشبكات الجديدة التي انشأتها الدولة، واقفال هذه الطرق بشكل كامل مع انها بمواصفات عالمية كما قيل لنا في الاعلام، ما حصل في السابق ويحصل الآن وما لا نتمناه أن يحصل مستقبلا، هو نتيجة طبيعية لمن ضمن عدم المحاسبة والسؤال.

إن مثل هذه الفضيحة يكثر الحديث عنها بين الحين والآخر ولكنها سرعان ما تنقشع غيومها، ولا نسمع بعقوبة شملت المتورطين فيها، وديننا الاسلامي الحنيف، قد وقف من هذه الفضيحة موقفا صارما وأعد لها العقوبة المعلومة ولكنها معطلة مع الأسف الشديد، في الحديث النبوي الشريف (من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا) فديننا يتبرأ من الذي يحارب الأمة الإسلامية تماما كما يتبرأ ممن يغشها، لهذا قرنه النبي صلى الله عليه وسلم بحمل السلاح على المسلمين لتساوي مخاطرهما على الأمة.

والسلام ختام... يا كرام

مساحة إعلانية