رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

12887

حماية التراث الثقافي الإسلامي أمانة في عنق الأجيال

31 أكتوبر 2017 , 11:14ص
alsharq
الدوحة - قنا

حرصاً على حماية التراث الثقافي الإسلامي من الاندثار والضياع ومن أجل حفظه للأجيال القادمة، تعقد غداً في إسطنبول ندوة دولية تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي في العالم الإسلامي، واستعراض سبل حمايته من الأخطار البشرية والطبيعية التي قد تضر به، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني في بعض الدول الإسلامية والعربية.

الندوة تستمر يومين وتعقدها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) ومقره إسطنبول.

وقال الباحث التركي "جاهد توز" في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن الندوة ستعمل على تشخيص الواقع الثقافي في البلدان الإسلامية وما تتطلبه المرحلة الحالية من مقاربة جريئة واضحة للمحافظة على الهوية الثقافية.

وأشار "توز" في تصريحه إلى أن تنظيم الندوة يأتي في ظل ما تشهده بعض المناطق الإسلامية من نزاعات وحروب تؤثر سلباً على التراث الثقافي الإسلامي وتؤدي إلى تدمير العديد من المناطق الأثرية والتاريخية، كما تأتي انطلاقا من أن المحافظة على التراث الثقافي تسهم وتساعد في الحفاظ على التنوع والثراء الثقافي.

ويشارك في هذه الندوة عدد من الباحثين والخبراء، وممثلو عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، وسيركز المشاركون في الندوة على مناقشة سبل تنشيط دور المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر، وخاصة التراث الثقافي غير المادي. وسيتم في ختام الندوة عرض "إقرار إسطنبول لحماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي"، الذي يتضمن مجموعة من التوصيات التي من شأنها حث الدول الأعضاء على حماية تراثها الثقافي والتعريف به.

ويمثل الإيسيسكو في الندوة، الدكتور"محمد يونس"، اختصاصي برامج في مديرية الثقافة، الذي سيقدم ورقة عمل حول "رؤية وجهود الإيسيسكو في حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي". وتندرج الندوة في إطار التعاون بين الاتحاد العام للأثريين العرب والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

وستركز محاور جدول أعمال ندوة حماية التراث الثقافي الإسلامي على الخطط الوطنية والآليات الدولية للحماية والترويج للتراث الثقافي الإسلامي، وأفضل ممارسات وطرق الحفظ والصيانة، ودور المتاحف في الحفاظ على التراث وحماية التراث غير المادي وإدارته في الدول الإسلامية التي تشهد صراعات بأشكال مختلفة والترميم المعماري والدقيق للتراث الثقافي في عدد من الدول العربية وكما هو معروف فإن التراث يعتبر من الأشياء المهمة في حياة الإنسان، وهو مجموعة من التراكمات التاريخية التي ترتبط بماضي الإنسان ارتباطاً وثيقاً، كما ترتبط ما بين الواقع الذي يعشيه وبمستقبله وحاضره، وهو يُعدّ حجر الأساس الذي تعتمد وتقوم عليه ثقافة الأُمم في ماضيها وحاضرها.

ويأتي انعقاد الندوة في ظل التحديات الحضارية المتنامية، التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية عبر تاريخها الطويل، والتي تتجلى في يومنا هذا، في تصاعد الاعتداءات على التراث الحضاري والثقافي الإسلامي العريق في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، كما تتجلى هذه التحديات بوجه سافر، في الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى، معتدية بذلك على المعالم الأثرية في مدينة القدس الشريف التي تعد من المقدسات التي لا يُقبل المساس بها أبدا.

ولاشك أن الأمة الإسلامية في حاجة شديدة إلى وضع آليات مناسبة لتقييم الوضع الراهن لتراثها الحضاري، وحصر المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية والثقافية والدينية المعرضة للأخطار بمختلف وجوهها، والبحث في سبل استخدام تقنية المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة لصيانة عناصرها الفريدة.

كما أن هناك حاجة لتقديم وإبراز قيمة التراث الحضاري في العالم الإسلامي، والعمل على نقله بصورة سليمة إلى الأجيال القادمة. علما بأن هذا التراث العريق ليس ملكاُ للأمة الإسلامية وحدها فحسب، بل هو أيضا تراث إنساني تملكه البشرية، وأن من الواجب العمل بشتى أنواع السبل من أجل حمايته من التدمير والتخريب والتهويد.

ويكتسب الحفاظ على التراث أهمية كبرى في وقتنا الحاضر، خاصة وأن عناصر مهمة ونادرة من هذا التراث ضاعت أو دُمرت أو نهبت في بعض المناطق الإسلامية التي شهدت صراعات وحروباً طويلة أخرجت الآثار سواء كانت في مواقعها أو في المتاحف الخاصة بها من دائرة الحماية والرقابة والرعاية الرسمية.

وتكمن أهمية التراث في أنه يعطي كل شعب هويته التي تميزه عن غيره من الشعوب، ويمنحه قيمته الاجتماعية والفنية والعلمية والتربوية، وهو الأساس للحضارة، وهو مجموعة من الخبرات المتراكمة على مر العصور، التي تؤدي إلى تكوين الذاكرة التي تجعل الأفراد يربطون بين خبراتهم السابقة والحالية، لذلك ينبغي على كل شعب أن يحافظ على تراثه ويحرص على حمايته، وذلك لأن فقدانه وزواله يؤدي إلى زوال هويته وفقدان ذاكرته.

ويتنوع التراث بشكل كبير فمنه ما هو مرتبط بالعلم ومنه ما يرتبط بالفن والأخلاق والعادات، كما يرتبط التراث أحياناً بالصناعات والمهن المتعددة، ومنه ما هو مرتبط بالمعتقدات. وينتقل التراث من الماضي إلى الحاضر بجميع أشكاله وأنواعه عن طريق اللغة والتعليم ، والأنظمة الحديثة المتقدمة للجمع والبحث حيث يتجسد العمل على حماية التراث من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة بتعاون مُنسق بين المنظمات العالمية، ومن الأمثلة على طُرق حماية التراث والحفاظ عليه، تنظيم وإعداد مشاريع وورش عمل تسعى لتدريس التراث والحفاظ عليه من الاندثار والزوال، وعقد وإنشاء الدورات التدريبية بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بالتراث، وإعادة تأهيله والنهوض به إلى الأمام.

مساحة إعلانية