رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1011

هل تدخل روسيا العسكري في سوريا يعيد سيناريو أفغانستان؟

30 سبتمبر 2015 , 02:17م
alsharq
القاهرة – سالم عويس، بوابة الشرق

اعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس الثلاثاء، في نيويورك، أن على الرئيس السوري بشار الأسد، أن يرحل أو أن يواجه "خيارا عسكريا".

ورفض الجبير، في حديثه إلى الصحفيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادرات الدبلوماسية الروسية بخصوص سبل محاربة الإرهاب وتسوية الأزمة السورية والتي تدعو إلى قيام تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقال الوزير السعودي، "لا مستقبل للأسد في سوريا"، موضحا أن "هناك خيارين من أجل التسوية في سوريا، هما خيار عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، والخيار الآخر خيار عسكري ينتهي أيضا بإسقاط بشار الأسد".

ولم يتطرق الجبير إلى تفاصيل "الخيار العسكري"، لكنه ذكر بأن الرياض تدعم قوى "المعارضة المعتدلة" التي تقاتل الجيش السوري ومقاتلي تنظيم "داعش". يشار إلى أن ملف الأزمة السورية يهيمن على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وضع حرج لروسيا

وسواء كانت التعزيزات الروسية في سوريا لدعم قوات بشار الأسد، أم محاولة لزيادة الضغط من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي يفترض أن تشهد أروقتها محادثات مكثفة لسوريا، لا يبدو أن موسكو ستكون في وضع مريح وهي تدعم طرفاً في وقت تسعى إلى فرض نفسها لاعباً أساسياً في العملية السياسية.

ومنذ أسبوعين تقريباً، تتوالى التقارير عن تعزيزات عسكرية روسية في سوريا، ومساء أمس الثلاثاء، قال مصدران لبنانيان إن قوات روسية بدأت تشارك في عمليات عسكرية هناك دعما للقوات الحكومية. وقال أحدهما، "لم يعد الروس مجرد مستشارين، قرروا الانضمام إلى الحرب ضد الإرهاب".

وأشار مصدر لبناني آخر إلى أن أي دور قتالي روسي لا يزال صغيرا، قائلا، "بدأوا بأعداد قليلة لكن القوة الأكبر لم تشارك بعد، هناك أعداد من الروس يشاركون في سوريا لكنهم لم ينضموا بعد بقوة للقتال ضد الإرهاب".

وإلى تأكيدهما مشاركة قوات روسية في القتال، قالا إن الروس يبنون قاعدتين في سوريا، إحداهما قرب الساحل والأخرى على عمق أكبر في البر لتكون قاعدة للعمليات.

وجاءت التصريحات اللبنانية عقب سلسلة تصريحات وتقارير في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية الغربية وبعد صور جوية وأرضية عن جنود روس ومعدات روسية في سوريا.

سخرية فرنسية

وتردد روسيا بشأن التدخل العسكري في سوريا دفع وزير الخارجية الفرنسي، الذي ربما أدرك الورطة الروسية، للسخرية بالقول، إن روسيا تتحدث كثيراً بشأن الأزمة السورية، لكنها لم تدعم أقوالها بأفعال ضد "داعش".

ويرى مراقبون أن هناك عوامل كبيرة بدت تؤثر على روسيا من الداخل، فتورطها في أوكرانيا، واحتلال القرم كلفها كثيراً جداً، ولم يعد اقتصادها يحتمل العقوبات، وهو الأمر الذي زاد من نقمة داخلية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب توريط الروس في حروب ليست مستحقة وغير مجدية.

سيناريو أفغانستان يتكرر

ومن جهتها، علقت خبيرة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى،آنا بورشفسكايا، على التورط الروسي الجديد في الأزمة السورية بالقول، "على الرغم من الحملة الدعائية الضخمة والمتواصلة التي يقوم بها الكرملين، لا تزال الأصوات المناهضة للنظام تجد طريقها في روسيا، فهي تُعبّر عن رفضها لتدخل البلاد في سوريا، بسبب القلق من إمكان أن تصبح هذه الأخيرة أفغانستان جديدة لروسيا تلك الحرب التي ساهمت بشكل كبير في سقوط الاتحاد السوفيتي، وفقاً لعدة تقارير".

وكشفت الخبيرة الروسية العديد من الحقائق عن حالة القلق الكبيرة التي تجتاح الروس وخشيتهم من جحيم سوريا، مضيفة، "في 7 سبتمبر، أرسل عضو المعارضة الوحيد في البرلمان الروسي الدوما جينادي جودكوف المناهض لفلاديمير بوتين، طلباً رسمياً إلى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو. قائلاً، هناك "شيئان يهماني"، "أولاً، هل يقاتل جنودنا حقاً لصالح الأسد وثانياً إذا كان الجواب نعم، لماذا يتم ذلك سراً ودون موافقة البرلمان؟ نحن ننتقد أمريكا بشدة حول العراق، كما ننتقد حلف شمال الأطلسي حول يوغوسلافيا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، يبدو أننا نرسل قوات لدعم نظام لا يمكن أن يُعتبر مقبولاً".

وزادت بورشفسكايا بالقول، "وفي محاولته شرح دوافع "بوتين" لزيادة الانخراط في سوريا، كتب الصحفي إيفجيني كيسيليف في إيكو موسكفيذات التوجهات الليبرالية قائلا، "نظام بوتين السلطوي، الذي يواجه مشاكل داخلية، يسعى للتعويض عنها من خلال اتخاذ خطوات في اتجاه السياسة الخارجية". مضيفا، أنه طوال تاريخ روسيا، تحولت حروب مماثلة إلى كوارث في السياسة الخارجية، بدءاً من الحرب الروسية- اليابانية في 1904- 1905، وإلى حرب القرم في الفترة 1853- 1856.

وبالإضافة إلى ذلك، كتب كيسيليف، "تورطنا في مستنقع أفغانستان قبل 36 عاماً، وتورطنا في دونباس في العام الماضي، هل سنتورط الآن في سوريا؟ شخصياً ليس لديّ أدنى شك في أن التدخل العسكري في سوريا هو مغامرة مميتة بالنسبة لروسيا".

وأضافت المحللة الروسية نقلاً عن المحلل أوليج بونومار، "هل لا يذكّرنا هذا الوضع بالتاريخ الأفغاني؟ فكما كان الأمر في ذلك الحين، اتخذت القيادة العليا في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، دون أي مناقشة عامة، قرارا بإدخال فرقة محدودة من القوات السوفييتية في أفغانستان". مضيفا، "خلال ذلك الوقت، انهار الاقتصاد السوفييتي العاجز بالفعل تحت وطأة الإنفاق العسكري والسخط الاجتماعي، وسَحبَ النظام السوفييتي كله إلى الجحيم".

وقالت الخبيرة، "وحتى بعض المؤيدين لسياسة الكرملين الموالية للأسد يعتقدون بأنه لا ينبغي على روسيا التدخل عسكرياً في سوريا، وقد كتب ميخائيل روتوفسكيي، الذي قضى بعض الوقت في سوريا قبل 15 عاماً كضيف على السفارة الروسية، "ليس لدى روسيا الحق في الدخول في مغامرة سيكون من المستحيل الخروج منها، نحن لا نحتاج إلى أفغانستان ثانية، وخاصة على خلفية الأزمة الأوكرانية التي تمتص الحياة من بلادنا بالفعل".

السعودية ترفض التدخل

والآن بعد رفض السعودية المشاركة مع روسيا في تدخلها بجانب "الأسد" بحجة مكافحة الإرهاب، وهو الموقف الذي سعت من أجله روسيا كثيراً، انتفت عوامل نجاح التورط الروسي في سوريا، فروسيا لطالما نادت بتأسيس جبهة لمحاربة "داعش" في مسعى خطير ظاهره محاربة الإرهاب و"داعش"، وباطنه محاولة إنقاذ "الأسد"، فهي تدرك وضعها الاقتصادي الصعب، وترغب في إيجاد شرعية لها لإقناع الداخل الروسي الناقم من مغامرات "بوتين" التي قد تقضي على روسيا، ولإدراك "بوتين" أنه لن تستطيع تحقيق أي نجاح حقيقي من غير دعم الدول الداعمة للمعارضة في سوريا.

مساحة إعلانية