رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5802

القرنقعوه ينعش مبيعات الملابس التقليدية

30 يونيو 2015 , 02:43م
alsharq
وفاء زايد

تنتعش مبيعات الحياكة اليدوية والمطرزات الشعبية مع احتفال الأسر بليلة النصف من رمضان التي تسمى بالتراث القطري "القرنقعوه"، ويزداد الإقبال على حياكة وشراء ملابس البنات المطرزة والمزركشة بألوان البهجة، وملابس الأولاد المزينة بألوان الأبيض والعنابي، وأكياس المكسرات التي تسمى باللهجة المحلية "خرايط القرنقعوه".

وتستعد الأسر المنتجة والخياطات بحياكة تشكيلات متنوعة من ملابس الأطفال للاحتفال بهذه الليلة، ويكون ذلك قبل الشهر بأشهر وبكميات تتناسب مع الطلب المحلي عليها.

في لقاء لـ"الشرق" قالت الوالدة موزة البدر باحثة في التراث: عندما يدخل علينا رمضان في زمن اول نبدأ في حياكة ملابس التي تسمى دراريع من قماش الشال والزري، وتصمم حسب كل شكل وذوق وتحمل اسماً خاصاً به، وهذه الدراريع أو فساتين البنات بألوان الفرحة من الأحمر والأصفر والبنفسجي والأخضر والأبيض، مضيفةً أنها كانت تشتري القماش من بائع يتجول في طرقات الحي يسمى الحواي أو الدوار، ويحمل قطعاً متنوعة من الأقمشة ، ونشتري ما نرغبه ثم تحيكه الأمهات.

الأم توزع القرنقعوه على الأطفال

وذكرت أنّ أقمشة الخياطة كانت تباع في سوق واقف القديم لأنه كان بمثابة السوق الرئيسي، في حين كانت الأحياء توجد فيها دكاكين صغيرة لبيع أشياء منزلية.

وأشارت إلى أنّ الحي كان يتردد عليه سيدة تبيع الخيوط وإبر الخياطة وادوات الحياكة والمقص والكحل والحنة، وتسمى هذه السيدة بالحيامة بائعة الكوران، وبعدما نشتري الدوات المستخدمة في حياكة الملابس تقوم جداتنا وأمهاتنا بحياكة ملابس البنات لليلة النصف.

وعن الاحتفال بليلة النصف قالت: ترتدي البنات ملابس مزركشة لهذه الليلة، ويرتدي الأولاد الثوب والغترة وصديرية مطرزة، والأطفال يحملون أكياس لجمع المكسرات والحلويات والعملات النقدية الصغيرة.

وذكرت أنّ الأمهات كنّ يلبسنّ البنت الصغيرة قلادة ذهب أو مضعد في معصمها وخواتم وذهب هلالي وهي مسميات تقليدية لمشغولات الذهب قديماً، كما كنّ يتزينّ بنقوش الحنة استعداداً للفرحة ومشاركة الصغار في هذه الليلة.

وأضافت أنّ الخروج لليلة القرنقعوه في منطقة الخور كان وقت العصر بالقرب من البحر، ولكنه لعدم وجود الكهرباء في ذلك الوقت كانت الأسر تشجع أطفالها على الخروج وقت العصر ليتمكنوا من الرؤية في الطريق، أما في الدوحة، حيث تعلق الفوانيس والفنرات كان الأطفال يخرجون بعد صلاة المغرب وبرفقة أمهاتهم.

وعن توزيع القرنقعوه، أوضحت الوالدة موزة البدر أنّ الأم وربة البيت تضع المكسرات والعملات النقدية في منسف مصنوع من الخوص، وهي الحلوى والنقل والحب والسنبل والملبس والنخي، وهي مسميات قديمة لمكسرات وحلويات شعبية، وعندما يطرق الصغار باب العائلة ويردد الأطفال كلمات الكرنكعوه، وهم يحملون حول رقابهم أكياس المكسرات، تقوم الوالدة بحمل حفنة بكف اليد من الحلويات والنقود وتضعها في جيوب الصغار.

وذكرت أنّ الأطفال في زمن أول كانوا يحملون من البحر حصيات صغيرة ليطرقون بها أبواب الفرجان، ويبدؤون جولة الكرنكعوه من بعد صلاة المغرب وحتى بدء صلاة التراويح.

وقالت إن العملات المعدنية كانت من فئتيّ الربع ريال والنصف ريال، وهي مبالغ بسيطة جداً ولكنها كانت تسعد الصغار.

وعن المظاهر اليوم، قالت باحثة التراث موزة البدر إنّ المظاهر تغيرت كثيراً بسبب طبيعة العصر وحركته السريعة، فيما كانت في زمن أول تفوح بالبساطة والمشاركة التي كانت تجمعنا، واليوم تقوم العائلات بعمل تغليفات من الحلويات والسكريات والمكسرات، ويحملون صغارهم في سيارات ليتجولوا على بيوت الفرجان.

وأضافت أنّ ملابس البنات كانت تحاك بأيدي الجدات قديماً، ويقمنّ برسم مطرزات مزركشة عليها، في حين ملابس الكرنكعوه في أيمانا هذه تباع بأسعار غالية تبدأ من 1550 ريال، وتحولت المناسبة الشعبية إلى موسم خياطة وبيع وترويج بمحلات الخياطة والأقمشة والحلويات.

وقالت إنني أتذكر قديماً عندما كنت أرافق جدتي وهي تحيك دراعة الكرنكعوه، مع أمهات وجارات يجلسنّ في الضحى، وكانت إحداهنّ تحيك تشكيلات متنوعة من الفساتين وتبيعها على الجارات.

وقد استعدت الأسر القطرية المنتجة بحياكة تشكيلات جميلة من ملابس الأطفال، سواء في المعارض والأسواق الرمضانية أو دكاكين سوق واقف، وفي مشاغل البيوت، حيث يزداد الطلب عليها لكونها حدثاً تراثياً لا ينسى، وترغب كل أسرة في تعليم أبنائها وبناتها ليلة النصف من رمضان، ومعاني التراث وأهميته للمجتمع القطري.

وفي مركز قدرات للتنمية بمنطقة الخور، تقوم جدات وأمهات مقعد الضحى الذي يضم عدداً من الأمهات بإنتاج وحياكة ملابس البنات والأولاد يدوياً في برنامج تنفذه أمهات مقعد الضحى بمركز قدرات، ويقمنّ بعرضه في معرض وترويجه.

مساحة إعلانية