رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1687

د. ثقيل بن ساير الشمري في جامع الإمام: الحوار بين الناس سنة كونية وضرورة إنسانية

29 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
د.ثقيل الشمري
الدوحة - الشرق

 

أكد فضيلة الشيخ د. ثقيل بن ساير الشمري على أهمية الحوار الهادف،وقال إن الحوار الناجح هو الذي ينصت فيه المتحاورون ويستمع بعضهم لبعض من أجل الحقيقة التي ينشدونها.

وقال خلال خطبته التي ألقاها في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الاختلاف بين الناس مشيئة أرادها الله سبحانه لحكمة يريدها "ولو شاء ربكم لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك" فالاختلاف بين الناس واقع على مختلف ألوانهم وألسنتهم وبلدانهم وأوطانهم وعقولهم وقدراتهم وقد يقع الاختلاف في الأسرة الصغيرة وفي الأسرة الكبيرة وفي المجتمع وبين الناس جميعا، ولكن الطريق الذي يكون ميسرا بحسن سبل التعايش ونشر السلم بين الناس هو الحوار.

وأضاف: الحوار كلمة لطيفة هادئة تبعث عند الاستماع إليها إلى الطمأنينة والارتياح وهو أرقى وسائل المناقشة وأسلمها، وغايته إيصال الحق إلى الخلق ولذلك فهو وسيلة شرعية وسنة كونية وضرورة إنسانية لرفع الشبهة ودفعها وإظهار الباطل من القول أو الرأي، والحوار جاء لفظا في كتاب الله عز وجل، قال تعالى عن صاحب الجنتين: "وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا"، وقال سبحانه: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير".

وأوضح الخطيب أن الحوار لابد فيه من أمور، ومن هذه الأمور لابد فيه من أدب وعدل وحكمة وحسن نية وحسن استماع وعدم إساءة الظن والاستماع والإنصات من غير مقاطعة، وأن يكون الكلام بالمناوبة لا بالمناهبة وأن يكون المحاور على قدر من العلم والرأي والكفاءة في إدارة الحوار وأن يكون الحوار حسنا وهادئا لأن رفع الصوت والتوصل إلى الباطل بالبلاغة مذموم لقوله صلى الله عليه وسلم: "لعل بعضكم قد يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما أسمع".

وقال إنه لابد من الحكمة في ذلك "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ويقول تعالى: "وقولوا للناس حسنا"، ويقول تعالى "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم" الذين يظلمون بتجاوزهم الحد وإساءة الأدب وتحقير الآخرين والاستهزاء بالدين وبالقيم ويرفع صوته أو كلامه من أجل احتقار من يحاوره فجدير أن يرد عليه هذا الخطاب الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإغلاظ عليه، حسن أن يرى الناس الباطل مهزوما مدحورا لأن من يرفع صوته بالتحقير ينبغي أن يُسكت.

وأضاف: أما الذي يحاور بأدب وأخلاق فإنه يحاور كذلك، ومحاورة الأنبياء مع أقوامهم موجود أيضا في القرآن وفي السنة وفي غير ذلك من كتب السير، ومن هديه صلى الله عليه وسلم من ذلك أن سويد ابن الصامت وهو من أهل المدينة كان يسميه قومه بالكامل لرجاحة عقله وشرفه وكرمه وتقديره بينهم يسموه حج أو اعتمر على ما كانوا يحجون عليه أو يعتمرون في الجاهلية فسمع به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الكلام قبل الهجرة فذهب إليه يعرض عليه الإسلام فعرض صلى الله عليه وسلم الإسلام فقال: يا محمد أظن الذي معك مثل الذي معي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل الذي معك أو ما هو الذي معك قال: معي حكمة لقمان، قال فأسمعنيها، فأسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلاما، والنبي صلى الله عليه وسلم يستمع له فلما انتهى قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا كلام حسن لكن الذي معي خيرا مما معك، قال أسمعني الذي عندك فأسمعه النبي صلى الله عليه وسلم الذي عنده ثم بعد ذلك لما رجع كان يذكر من أمر النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته ومكانته،وشرح فضيلته العبرة.

مساحة إعلانية