رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

1324

"أنور".. من داع للمسيحية إلى داعية إسلامي

29 يونيو 2014 , 05:41م
alsharq
أعدها للنشر د. نعيم محمد عبد الغني

"على طريق النور حكايات تروى، ودروس مستفادة، نسردها لكم على لسان أصحابها الذين جمعناهم من أناس اختلفت ألوانهم وألسنتهم، وبقصص متنوعة، فيها الطريف والغريب، ونكتفي فيها بالسرد دون التحليل تاركين لكم الرأي والنظر".

شخصية اليوم درست البوذية وتعمقت في المسيحية، بل وتربت على دراسة الأديان ومقارنتها في الكنيسة، فهو مبشر من سريلانكا، أوتي حلاوة في منطقه، يستطيع الإقناع بأبسط المعلومات، استطاع أن يُدخل أسرا بأكملها إلى النصرانية، ومنها أسر مسلمة، ولكن القدر خبأ له شيئا آخر، فلنتعرف على هذه الشخصية التى نرى كيف دخل النور قلبها. يقول أنور اسمي أنور مانتونجا من سريلانكا، واسمي قبل الإسلام شيتي مانتوناجا، ولدت من أسرة بوذية، وفيما بعد اعتنق أبواي المسيحية، ولذلك تعلمت المسيحية ودرستها، وقطعت فيها شوطا في سريلانكا، حتى تخرجت في كلية تدرس المسيحية، وفي هذا الوقت لم تكن لدي معلومات كافية عن الإسلام.

استطاع أنور أن يدخل أفراداً من البوذية إلى الإسلام، وبمعلوماته القليلة عن الإسلام تمكن من تنصير عائلة مسلمة ويروي ذلك فيقول: "في يوم من الأيام قدمت عائلة مسلمة إلى الكنيسة واستطعت إدخالها النصرانية، كما استطعت أن أدخل غيرها أيضا، فقلت في نفسي لو تعلمت أكثر عن الإسلام فسوف أستطيع تحويل كثيرين إلى النصرانية، فذهبت إلى من يتولاني في الكنيسة وأخبرته فسمح لي بدراسة الإسلام، فذهبت إلى مركز إسلامي وأخبرت واحدا هناك أن يعلمني المسيحية، فقال: تريد أن تكون مسلما؟ قلت لا، أريد أن أدرس الإسلام، كنت أنوي أن أقارن بين النصرانية والإسلام، كما قارنت بين النصرانية والبوذية، وظللت أدرس ثمانية أشهر تقريبا، وبعدها بدأ الحوار الإسلامي المسيحي، حيث بدأت أبحث في تاريخ المسيحية.

هنا بدأت اللحظة التي من خلالها سيتسرب النور إلى قلب أنور الذي ظل يتابع في تاريخ المسيحية والإسلام، فماذا وجد؟

يقول أنور "وجدت اختلافات بالجملة في المسيحية الأولى عن المذاهب المسيحية بعد ذلك، فعلى سبيل المثال، هناك مذاهب كانت في القرن التاسع عشر وقبلها كانت البروتستانت في القرن الخامس عشر، ووجدت في النهاية أن الإسلام هو خاتمة الأديان، وعندما قررت أن أدخل الإسلام أخبرت زوجتي أني أريد أن أكون مسلما ولكن أخبرتها ألا تعلم أحدا، وبدأت أمارس حياتي الخاصة في ظلال الإسلام."

ومن التاريخ إلى الواقع رأى أنور أن المسلمين يعبدون الله دون معازف وكنت في الكنيسة من العازفين على الجيتار أثناء أداء الصلوات.

هنا قرر أنور أن يدخل الإسلام، واختار أنور آية على دخول النور قلبه، لكن بدأت لحظات المواجهة بالدين الجديد، وإنها للحظات صعبة على من كان يدعو للنصرانية ثم هو يترك ما كان يدعو إليه، وكأنه يردد مع الشاعر قوله:

ما لي أردد قولة...قد كنت أزعم كافرا من قالها

ولكنها إرادة الله، وحب الإسلام الذي أشرق على وجهه، والحب لا يمكن أن يختفي وقتا طويلا، كما أن نور الإيمان تستثير الأبصار والأذهان.

وعن إخباره عائلته قال أنور "أردت أن أخبر عائلتي ولذا كلمت أمي التي أتت إلى منزلي الذي يبعد عن منزل العائلة، وقلت لها في الزيارة الأولى الإسلام دين جيد، والمسلمون أخلاقهم حسنة، وفي الزيارة الثانية قلت لها أنا مهتم بدراسة الإسلام، وفي الشهر الثالث قلت لها أريد أن أدخل الإسلام، عندها علم أبي وأخي الذي غضب وقال لماذا تترك المسيحية، ولكن أمي كانت معي وقالت هو درس النصرانية أفضل منا وهو يستطيع أن يختار جيدا"

ولكن عقبة الأسرة التي حاول أنور أن يتغلب عليها بادئا بأمه لم تنته عند ثورة الأخ الغاضب. يقول أنور "والدي بعد أن علم أني أصبحت مسلما ذهب إلى الشرطة لمعاقبتي، حيث أخبرهم: ابني اعتنق الإسلام وأنا لا أحب ذلك، فاستدعتني الشرطة، فسألوني لماذ اعتنقت الإسلام؟ فقلت: هذا اختياري، ولماذا غضب والدك؟ قلت هذا اختياره، عندما كنت صغيرا كان يستطيع ضربي على الخطأ والآن أنا كبرت ولا يستطيع ذلك لذلك أتى إليكم.

وبعد أن حافظ أنور على النور في قلبه وصمم عليه خرج من الشرطة، لتنتظره المفاجأة بعد ذلك لقد أسلم أبوه يقول أنور: "الحمد لله مات أبي 2013 مسلما، وقد دخل الإسلام وعمره 77 عاما ولم يمكث إلا شهورا حتى مات.

وبعد أن دخل أنور الإسلام بدأ يتعلم في المراكز الإسلامية أحكام الإسلام وذهب إلى دبي والبحرين واستقر به المقام داعية بمركز ضيوف قطر للتعريف بالإسلام، وهدفه الآن أن يتعلم اللغة العربية ويتقنها ومن قبل يحفظ القرآن.

مساحة إعلانية