رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

62

قطر الخيرية.. حقيبة مدرسية تعيد الشغف التعليمي لخمسة أيتام

28 سبتمبر 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ الدوحة - الشرق

في قرية نائية بمديرية فرع العدين بمحافظة إب اليمنية، حيث يختلط صمت الطبيعة بنداءات الحاجة، تتكشف فصول قصة إنسانية مؤثرة أبطالها خمسة أطفال أيتام فقدوا والديهم تباعًا بسبب مرض السرطان، ليجدوا أنفسهم في كنف جدهم المسنّ، مبخوت، الفلاح البسيط الذي بالكاد يوفّر قوت يومه. 

ورغم ضيق الحال، حمل الجد على عاتقه مسؤولية تعليم أحفاده، مؤمنًا بأن العلم هو السبيل الوحيد لمستقبل أفضل. لكن الواقع كان قاسيًا؛ ديون علاج والديهم استنزفت كل ما يملك، ولم يكن بمقدوره توفير حتى أبسط المستلزمات الدراسية. 

- مبادرة جميلة

كان الأطفال يتشاركون حقيبة مدرسية واحدة، وعددًا محدودًا من الأقلام والدفاتر، في مشهد يومي غير مألوف يعتصر قلب الجد ألمًا، كان يرى في أعينهم شغفا بالعلم ولكنه في ذات الوقت كان عاجزا عن تزويدهم بأدوات تحوّل شغفهم إلى تفوق في تحصيلهم الدراسي، وتمكنهم من متابعة المعلم في فصولهم الدراسية بانتظام، وكتابة واجباتهم المدرسية بسهولة في البيت كما يفعل زملاؤهم. 

من عتمة هذا الألم، بزغ نور الأمل من خلال مبادرة نفذتها قطر الخيرية بتمويل من صندوق التمويل الإنساني في اليمن (YHF) التابع لـ «الأوتشا»، تمثلت في توزيع حقائب مدرسية متكاملة على الطلاب في المناطق الأكثر احتياجًا. وصلت الحقيبة إلى كل طفل من هؤلاء الأطفال، لتكون أكثر من مجرد أدوات تعليمية؛ كانت بوابة لحياة جديدة، ومسار تعليمي أحدث فرقا في تحصيلهم. 

- دموع الجدّ

لأول مرة، امتلك كل طفل منهم حقيبته الخاصة، مليئة بالدفاتر والأقلام الملونة والأدوات الهندسية. لحظة امتلاكهم لتلك الحقيبة - رغم بساطتها - كانت بمثابة حيازتهم لكنز كبير، ليس فقط لهم، بل لجدهم الذي غمرت الدموع عينيه وهو يرى السعادة تشرق على وجوههم، قائلاً: «من فرّج كربتي فرّج الله كربته، ومن أسعد أولادي أسعده الله في الدنيا والآخرة. نظرة الأطفال فرحين عندي كأني أملك الدنيا كلها».

الأثر لم يكن نفسيًا فقط، بل انعكس على تحصيلهم العلمي. المعلم عبد الهادي أكد أن مستوى الأطفال تحسن بشكل ملحوظ، وأصبحوا أكثر تنظيمًا في دراستهم وأكثر قدرة على أداء واجباتهم بانتظام. هذا التحول لم يرفع من معنوياتهم فحسب، بل ألهم المعلم نفسه، الذي شعر بسعادة غامرة لرؤية طلابه يقبلون على التعلّم بحماس واندفاع.

- كفالة وأمان 

ولم تقف المبادرة عند هذا الحد؛ بل كانت بداية لتلمس هموم هؤلاء الأطفال الأيتام حيث تم كفالة اثنين من الإخوة الخمسة عبر قطر الخيرية - كمرحلة أولى - بدعم كريم من أهل الخير، في خطوة ينتظر أن تعزز الاستقرار النفسي والاجتماعي لديهم، وتمنحهم فرصة حقيقية لمواصلة تعليمهم دون خوف أو حرمان.

مساحة إعلانية