اقتصاد

3503

أسواق لندن: رفوف فارغة ونقص حاد في البضائع

شهدت العديد من قطاعات الحكومة البريطانية والقطاع الخاص حالة من الشلل بسبب إرشادات العزل المنزلي، التي تفرضها الحكومة على البريطانيين، حيث تم إخطار ما يقرب من 607.486 ألف بريطاني يعملون في جميع القطاعات العامة والخاصة، بضرورة العزل المنزلي بسبب مخالطتهم للمصابين بفيروس "كوفيد - 19" خلال أسبوع واحد فقط، وذلك وفقا للقواعد الاحترازية التي تتبعها هيئة الصحة العامة في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتجنب انتشار الفيروس بين الأفراد، محققة زيادة تقدر بـ 46 % عما كانت عليه قبل أسبوع من ذلك، وأدى ذلك إلى عدم ذهاب هؤلاء المتلقين الإخطارات بالعزل المنزلي للعمل وتوقفت معظم الخدمات العامة، التي تقدم سواء في قطاعات المطارات والنقل والشحن وفرق الإطفاء والشرطة والحدود والبيع والشراء والخدمات الصحية وقطاع الضيافة.

احتجاجات أصحاب العمل

تصاعدت احتجاجات أصحاب العمل في بريطانيا بسبب عزل موظفيهم منزليا وفق إجراءات الحكومة، وتوفقت العديد من القطاعات عن العمل، وأكثرها في قطاعات النقل والشحن ومصانع المواد الغذائية وموظفي المتاجر الكبرى، حيث تم إرسال إخطارات نصية عبر الهاتف إلى ما يقرب من 10 آلاف عامل في مختلف المتاجر ومصانع الأغذية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وأدى ذلك إلى نقص حاد في البضائع والمواد الغذائية وفرغت أرفف العديد من المتاجر البريطانية الضخمة من البضائع نظرا لعدم وجود الموظفين والسائقين الذين يقومون بنقل وتوزيع البضائع الغذائية نظرا لتنفيذهم إجراءات العزل المنزلي التي تفرضها الحكومة البريطانية، وطالب أصحاب العمل في هذه الطاعات المهمة في بريطانيا الحكومة بضرورة إيجاد حل لعودة هؤلاء الموظفين إلى أعمالهم لعودة حركة العمل إلى طبيعتها السابقة، وفي تصريحاته الصحفية ذكر "ريتشارد والكر" أحد مديري سلسلة متاجر "ايسلاند" البريطانية أن الوضع الحالي في سلسلة المتاجر غير مسبوق حيث يتوقع أن يتم إغلاق بعض المتاجر التابعة للسلسلة البريطانية بسبب عدم وجود عدد كاف من الموظفين والعمال والسائقين لنقل وتوزيع وتقديم البضائع للجمهور، وذلك بسبب إخطارات العزل المنزلي التي وصلت لمعظم العاملين في السلسلة، وأكد أن السلسلة تواجه تحديات كبيرة في إدارتها بسبب هذه الإخطارات بالعزل المنزلي.

قطاع الضيافة يتضرر

يعتبر قطاع الضيافة من القطاعات الأكثر تضررا من إخطارات العزل المنزلي التي تطبقها الحكومة للمخالطين بالمصابين بفيروس "كوفيد - 19"، ووفق اتحاد الضيافة البريطاني " UK Hospitality " ذكر أنه يبحث عما يقرب من 200 ألف موظف وعامل ومتخصص في هذا القطاع لاستمرار فتح أبواب هذا القطاع بشكل دائم، والحفاظ على تشغيل القطاع بكامل طاقته، وذكر أحد أصحاب المطاعم الإيطالية في وسط لندن "جوزيبي جولو" أنه يعاني من نقص حاد وتوقف شبه كامل لعمل مطعمه بسبب إخطارات العزل المنزلي التي تلقاها معظم العاملين في المطعم لديه، وطالب بضرورة الوصول إلى طريقة لتفادي حالة الشلل الكبيرة التي يتعرض لها قطاع الأعمال والمطاعم في بريطانيا بسبب إخطارات العزل المنزلي التي ترسلها هيئة الصحة العامة البريطانية "NHS" للموظفين المخالطين للمصابين بفيروس "كوفيد - 19".

مساعٍ حكومية سريعة

مع تزايد حدة الشلل التي أصابت معظم القطاعات العاملة في المملكة المتحدة سعت الحكومة البريطاني إلى بحث قرار يستثني موظفي 24 قطاعا حكوميا في بريطانيا، من بينهم الشرطة وفرق الإطفاء وقوات الحدود وعمال وسائقي النقل والعاملين في قطاع الشحن والضيافة وقطاع الطاقة والغذاء والنفايات والمياه والطوارئ والقطاع الصحي والتمريض والقطاع الهندسي والبنية التحتية والهندسة النووية والكيميائية، وجميع العاملين في هذه القطاعات سوف يكتفون بعمل اختبار كوفيد - 19 بشكل يومي قبل دخول العمل، ويصل عدد العاملين في هذه القطاعات ما يقرب من 10 آلاف شخص، وذكر المتحدث باسم الحكومة البريطانية في تصريحه أن خطة الحكومة البريطانية سوف تشمل قطاعات مهمة، على رأسها صناعة المواد الغذائية والمرافق وموظفو الحدود وقطاع الصحة والتمريض، بجانب قطاعات اخرى سوف يشملها الإعفاء، ووفق هذه الخطة سوف يتم البدء فيها لتلافي حالة الشلل التي تصيب العديد من القطاعات، حيث سوف يسمح للعاملين في هذه القطاعات بالقيام باختبار "كوفيد - 19" قبل القيام بعمله في هذه القطاعات وبشكل يومي، كما تسعى الحكومة البريطانية إلى تعديل الإجراءات في 16 من أغسطس القادم إلى إعفاء الحاصلين على التطعيم بجرعتيه من إجراءات العزل المنزلي التي تفرضها هيئة الصحة العامة على المخالطين للمصابين بفيروس " كوفيد - 19"، ووفق تقديرات مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال البريطاني، فإن الاقتصاد البريطاني سوف يتكبد ما يقرب من 4.6 مليار جنيه استرليني حتى 16 من أغسطس القادم، وذلك جراء إجراءات العزل المنزلي المطبقة بحق العاملين المخالطين للمصابين بفيروس " كوفيد - 19" والتي تمنعهم من العمل حتى انتهاء فترة العزل المنزلي، مما يصيب قطاع الأعمال بالشلل والتوقف المفاجئ، مما يدعو الحكومة البريطانية إلى الإسراع في تطبيق خطوات أكثر فعالية لمنع حدوث تدهور كبير في الاقتصاد البريطاني.

وباء إخطار العزل المنزلي

تقوم هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدة " NHS" بإرسال برقية نصية على هواتف الأشخاص الذين خالطوا أحد المصابين بفيروس "كوفيد - 19" ويطالبون فيها بضرورة القيام بعزل منزلي لمدة 10 أيام، وعدم الخروج من المنزل لأي سبب، ويتم التحقق من عدم خروج هؤلاء الأشخاص طوال فترة العزل المنزلي، وفي حالة عدم الالتزام بهذه الإجراءات الصارمة يتم تغريمهم ما بين ألف و10 آلاف جنيه استرليني، وهذه الإجراءات المشددة التي تتبعها الحكومة البريطانية تساهم في منع انتشار الوباء بين الأفراد، لكنها في نفس الوقت تحدث مزيدا من الشلل في قطاعات الحكومة والقطاع الخاص حيث يتغيب العاملون والموظفون عن أعمالهم بحكم إجراءات العزل المنزلي الإجبارية، ووفق أحدث إحصائية صدرت عن هيئة الصحة العامة فقد تم إرسال ما يقرب من 607.486 ألف رسالة نصية إلى العاملين في قطاعات مختلفة في المملكة المتحدة خلال أسبوع واحد فقط بدءا من 7 وحتى 14 من يوليو الجاري، ونظرا لضخامة هذا العدد من الأشخاص، أطلقت المصادر الإعلامية والمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفا متميزا على هذه الإخطارات " وباء الإخطارات" "pingdemic"ومن بين الشخصيات التي قامت بتنفيذ إجراءات العزل المنزلي لمدة 10 أيام وفق الإجراءات الصارمة المطبقة في المملكة المتحدة بسبب مخالطتهم أحد المصابين، رئيس الوزراء البريطاني " بوريس جونسون" ووزير المالية "ريتشي سوناك" حيث التقيا مع وزير الصحة البريطاني "ساجد جاويد" المصاب بفيروس "كوفيد - 19".

اقرأ أيضاً

دولة قطر وجزر سليمان توقعان اتفاقية خدمات جوية

البنك الدولي يعتمد مجلس البصمة الكربونية

قطر الثامنة في تقبل مدفوعات UPI

أخبار ذات صلة

نمو إيرادات الفنادق في سلطنة عُمان

شادي قاسم «المدير العام لعام 2025 في قطر»