تقارير وحوارات

4448

تربويون: تدريس "السلامة المرورية" خطوة للحد من الحوادث

أشاد عدد كبير من التربويين والمواطنين، بالقرار الخاص بإضافة مادة عن السلامة المرورية إلى المناهج الدراسية لطلاب وطالبات المدارس، حيث أشاروا الى أنها خطوة مهمة على الطريق الصحيح، مؤكدين أنهم قد طالبوا بهذا الأمر منذ سنوات طويلة لأهميته، حيث انه من حق الطالب والطالبة غرس القواعد والسلامة المرورية في نفوسهم منذ الصغر، خاصة أن المرور يعبر عن حضارة الإنسان، كما انه يعلم الإنسان الكثير من المبادئ والقواعد المهمة والمختلفة في حياته، كما أنها تعد عاملا مهما في الحد من حوادث السيارات التي يرتكبها الكثير من الشباب، لذلك من الضروري تفعيل هذا القرار في أسرع وقت، بحيث تتم إضافة المادة مع بداية العام المقبل، نظرا لأهميتها الشديدة.

وأشار البعض الى أن تدريس السلامة المرورية، داخل المدارس يعد إضافة قوية للطلاب والطالبات، حيث انها تعد من الأمور المهمة في حياة الإنسان، كما أنها تسهم في تعليم الكثير من القواعد الحياتية من خلال الالتزام والانضباط والجدية، وقال البعض انه للأسف الشديد هناك عدد من كبار السن، ممن يقومون بالسير بسرعة زائدة، كما أنهم لا يتبعون القوانين المرورية اللازمة الأمر الذي يعرضهم ويعرض حياة الآخرين للخطر الشديد، وأصبح الأمر لا يقتصر على الشباب فقط، لذلك فحينما يتم تدريسها في المدارس منذ الصغر، فإن المجتمع يضمن خلق جيل ناشئ على وعي كاف بتحديات العصر، من خلال تدريس قانون المرور ليس في قطر فقط بل في جميع أنحاء العالم وخاصة بالنسبة للدول المتقدمة. فقد كشفت الدراسات عن ان الحوادث المرورية تشكل مصدر قلق مستمرا في دولة قطر، كما تمثل معضلة عصرية، حيث تقضي على أرواح الكثيرين وينتج عنها الكثير من العاهات وتتسبب في تلفيات هائلة للممتلكات العامة والخاصة. وأضافت: إذا علمنا أن نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية تشكل 12.5 % من إجمالي الوفيات في دولة قطر، كان لابد من التأكيد على أهمية تكاتف وتضافر جهود جميع قطاعات المجتمع من أفراد ومؤسسات للحد من الحوادث المرورية وأخطارها وما تخلفه من ضحايا وخسائر تطول الجميع.

خطوة مهمة

في البداية أعرب المواطن نصر اليافعي عن سعادته البالغة، لإقرار مادة عن السلامة المرورية بالمناهج الدراسية، مؤكدا أنها خطوة مهمة على الطريق الصحيح، والتي سوف تكون لها آثارها الايجابية الكبيرة على أجيال المستقبل وخلال السنوات القادمة، لافتا الى أنه مما لا شك فيه أن تدريس هذه المادة سوف يضيف للطلاب الكثير من المهارات والإبداعات المختلفة، وسوف يعمل على خلق جيل قادر على تحمل المسؤولية وجيل قادر على التفكير واتخاذ القرار، حيث ان دراسة قواعد المرور تتضمن الكثير من القواعد الحياتية المهمة والتي يجب أن يتمتع بها الشخص في حياته اليومية، مثل الانضباط واحترام الآخرين فضلا عن احترام القواعد وإتباع القانون دون مخالفة لذلك.

وقال ان تدريس هذه المادة سوف يسهم إلى حد كبير في تقليل نسب حوادث السيارات، خاصة بعد انتشارها في السنوات الأخيرة بسبب السرعة الجنونية، وتهور بعض الشباب وغياب الوعي لدى الكثيرين من أصحاب قائدي السيارات أو سائقي الشاحنات، مضيفا أن الطفل الصغير أو الابن قد يكون السبب الرئيسي في منع والده من ارتكاب حادث سيارة أو قد يكون بمثابة رادع لأي مخالفة ينوي الأب ارتكابها، وذلك عن طريق نصائح الابن الصغير للأب بضرورة إتباع قواعد المرور، وعدم القيادة بسرعة جنونية لذلك فإن تعليم مثل هذه المادة داخل مدارس قطر سوف يكون له عظيم الأثر على كافة المستويات المختلفة.

مسؤولية مجتمعية

ويرى حسن الباكر صاحب ترخيص ومدير مدرسة احمد بن محمد الثانوية، أن السلامة المرورية يجب أن تكون مسؤولية مجتمعية، يشترك بها جميع أفراد المجتمع، كما أن للأسرة دورا كبيرا في توعية أبنائها وإرشادهم الى الطريق الصحيح، حيث ان توعية الأسرة المستمرة من قبل الأب وألام، لها دور كبير في الحد من ارتكاب حوادث السيارات، على العكس من العائلات التي لا تبالي في الأمر شيئا، وتتجاهل تمام توعية أبنائها بالقيادة الصحيحة، وإتباع قواعد المرور حفاظا على كافة الأرواح.

وأضاف: مدرستي من المدارس الداعمة لبرامج التوعية الهادفة مثل السلامة المرورية والثقافة الأمنية، حيث انها ترتقي بفكر الطالب، وتجعله أكثر فاعلية مع القوانين وكيفية تطبيقها واحترامها، كما أن تدريس السلامة المرورية في المدارس يرفع الثقافة لدى المواطن القطري منذ الصغر، مما ينتج عنه تقليل نسبة الحوادث والسلوكيات الخاطئة التي تصدر عن البعض من قائدي السيارات، لافتا الى انه يجب عدم حصول أي شخص على رخصة السواقة إن لم يكن ملما جيدا بكافة قواعد المرور، فضلا عن تطبيق القانون والذي له دور كبير في منع ومحاسبة الكثير من قائدي المركبات المخالفين، ويجب على وزارة الداخلية تشديد العقوبات ومحاسبة المخالفين، ليكونوا رادعا لكافة المخالفين، كما يجب منع التدخين داخل السيارة، حيث ان المدخن عندما ينتهي من السيجارة يلقي بها من الشباك، فيتسبب في خلق أزمة مرورية أو تصادم نتيجة محاولة السيارة التي تقع خلفه لتفادي هذه السيجارة.

وأشار الباكر الى أنه ليس هناك ما يمنع من منح دورات تدريبية وورش عمل مختلفة أيضا لموظفي الجهات الحكومية والخاصة، حيث ان الموظفين قد يكونون سببا رئيسيا في وقوع حوادث السيارات، بسبب السرعة الجنونية من قبل البعض منهم أثناء توجهه إلى العمل في الصباح الباكر، أو حرصه على العودة إلى المنزل بسرعة كبيرة، أيضا بعد انتهاء الدوام لذلك فإن توعية الموظفين بمخاطر السرعة الجنونية، والقيادة غير المسئولة لا تقل أهمية عن تدريس مادة للسلامة المرورية داخل المدارس طالما أن الهدف واحد في القضاء على حوادث السيارات، أو الحد منها والتي يروح ضحيتها العشرات بل المئات من الأشخاص الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، وهنا يأتي دور العقل والوعي الذي يكون بمثابة الرادع لعدم ارتكاب أي مخالفة ينوي الشخص القيام بها، ويتابع قائلا: من المؤكد أن تدريس مثل هذه المواد في المدارس خاصة بالنسبة للمرحلة الثانوية سوف يقلل من المخالفات المرورية، حيث نرى طلبة الثانوية يستقلون سيارات آبائهم بسرعات جنونية في الشوارع الرئيسية، وأيضا الجانبية فضلا عن قيامهم بحركات بهلوانية وغير مسؤولة بسيارات آبائهم، والتي قد تودي بحياتهم في النهاية لا قدر الله لذلك يأتي هنا دور التوعية اللازمة من خلال تدريس مثل هذه المناهج المهمة داخل مدارس الدولة.

دور فعال

أما المواطن محمد عوض فيقول انه يجب أن يكون للآباء دور فعال في عملية الحزم مع أبنائهم، وعدم ترك سيارات المنزل لهم يلهون بها، ويعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، بسبب التهور والسرعة الجنونية، من جانب معظمهم حتى أن هناك البعض من طلبة المرحلة الإعدادية يقومون بقيادة السيارات، أيضا بسرعة مبالغ فيها ورغم أنهم صغار السن فإن البعض من الآباء يتركون لهم السيارات بمفردهم للقيادة، وهذا أمر خطير للغاية وتجب معالجته بالطرق الصحيحة، موضحا أن السلامة المرورية بشكل عام تمثل شيئا مهما في حياتنا جميعا، وليس في المدارس فقط أو بالنسبة لطلبة المدارس، لذلك يجب أن تكون هناك حملة وطنية على المدارس لشهر في السنة للتوعية والسلامة المرورية، خاصة بالنسبة لسائقي الشاحنات الذين يعتبرون من الأسباب الرئيسية في وقوع حوادث السيارات بشكل كبير بسبب مخالفاتهم المستمرة لقواعد المرور سواء في السرعة الجنونية، أو الوقوف بشكل خاطئ وجميعها تصرفات سلبية تعرض الجميع للخطر.

وأكد عوض أن تدريس مادة للسلامة المرورية داخل المدارس يعد مطلبا جماهيريا، تمت المطالبة به منذ سنوات طويلة، وان تنفيذه وتفعيله الآن يدل على أهميته الكبيرة، ومدى اهتمام الجهات المختصة به، حيث سوف يكون له الفائدة الكبيرة على طلاب وطالبات المدارس، مشيرا الى أن الدولة لم تقصر في إنفاق الملايين على تحسين الطرق، وإنارة الأخرى، وتمهيد الكثير من الشوارع من أجل الحفاظ على حياة الجميع، ولكن للأسف الشديد فإن هناك من يتعمد تعريض حياته وحياة الآخرين للخطر والموت عن طريق التهور، والجهل في القيادة دون التفكير في أرواح الآخرين.

وقال انه مما لا شك فيه أنه يجب أن تكون هناك تعديلات في قانون المرور، حول فرض العقوبات والإجراءات اللازمة التي من شأنها المساهمة بشكل كبير في خفض نسبة حوادث السيارات، فضلا عن ضرورة نشر التوعية اللازمة بين فئة العمالة الآسيوية والذين يتعرضون إلى حوادث الدهس، بسبب تصرفاتهم الخاطئة أثناء عبور الشوارع، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء أنفاق للمشاة، للحفاظ على حياتهم في الوقت نفسه، مؤكدا أن الدولة حريصة بشكل كبير على نشر ثقافة السلامة المرورية، التي تعد واحدة من أهم أولوياتها نظرا لخطورتها، وأنها تتعلق بحياة الإنسان والحفاظ على روحه من أية مخاطر خاصة بحوادث السيارات بشكل عام.