تقارير وحوارات

600

على وقع انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عشرات الطرود المتفجرة تلاحق الديمقراطيين

الأمريكيون يتحدثون عن "إرهاب سياسي " قبل الانتخابات

 

الطرود الناسفة وصلت لكلينتون وبايدن وأعضاء في الكونجرس

 

CNN طرد مشبوه إلى عنوان الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو

 

الرابط المشترك بين المستهدفين معارضتهم لترامب ! تخلي مكاتبها في نيويورك بعد العثور على طرد مشبوه CNN

 

ترامب اتهم وسائل الإعلام بأنها تثير"الغضب" في المجتمع

 

الشرطة المحلية ومكتب التحقيقات الفدرالي في حالة تأهب

 

تحقق الشرطة الأمريكية في طرود مشبوهة أرسلت إلى شخصيات بارزة من سياسيين وديمقراطيين ومؤسسات إعلامية، أثارت الذعر في صفوف الرأي العام الأمريكي في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة الأمريكية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

 

وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس إن موظفا في شرطة تريبيكا للإنتاج، وهي شركة إنتاج أفلام وتلفزيون أسسها دي نيرو بالمشاركة مع آخرين، نبه الشرطة بوجود الطرود المتفجرة.

 

طرود مشبوهة

 

 وفي المجموع أرسلت تسعة طرود مشابهة مغلقة بظرف سميك وتحمل عنوانا مطبوعا على كمبيوتر. وكلها تحمل عددا من الطوابع ومصدرها عنوان واحد هو عنوان واسرمان شولتز، مع أخطاء طباعية في كتابة اسمها.

 

ويظهر في صورة لعبوة أرسلت إلى "سي ان ان"، أنبوب صغير لف بشريط لاصق أسود وأسلاك كهرباء تخرج من طرفيه.

 

بدأت القضية عندما أعلن المكتب الاتحادي المكلف حماية الرؤساء السابقين أنه ضبط طردين يحويان "ما قد يكون عبوات ناسفة". وهما مرسلان إلى وزيرة الخارجية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون التي تقيم في ضاحية نيويورك والرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما في واشنطن.

 

وتم ضبط الطرد المرسل إلى كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية أمام ترامب في 2016 وينتقدها الرئيس باستمرار،. أما الطرد الذي أرسل إلى باراك أوباما فقط تم اعتراضه، حسب المكتب السري. ولم يصل أي من الطرود إلى وجهته.

 

بعيد ذلك، قامت شبكة التلفزيون للأخبار "سي ان ان" التي يدينها ترامب باستمرار أيضا ويتهمها بانتقاد رئاسته بشكل منهجي، بإخلاء مكاتبها في نيويورك بعد العثور على طرد مشبوه.

 

وصرح قائد شرطة نيويورك جيمس أونيل إن الطرد يحوي عبوة "ناسفة على ما يبدو" و"مسحوقا أبيض" يجري تحليله كما أرسل طرد مشبوه إلى عنوان عائد للممثل الأمريكي روبرت دي نيرو في ولاية نيويورك، على ما ذكرت وسائل إعلام غداة إرسال طرود مشبوهة إلى شخصيات سياسية بارزة في الولايات المتحدة.

 

ونقلت محطة "سي إن إن" الإخبارية عن مصدرين في قوات إنفاذ القانون أنّ الطرد أرسل إلى دي نيرو في عنوان تابع له في منطقة تريبيكا في مانهاتن.

 

ودي نيرو البالغ 75 عاما ممثل وناشط سياسي معارض شرس لترامب وقد تعرض له بالنقد والسخرية في عدة مناسبات. كما تلقى نائب الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن طردا مشبوها بعدما تلقى عددا من معارضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرودا مماثلة كما أفادت وسائل إعلام أمريكية.

 

كما قالت الشرطة إنها عثرت على طرد يحتوي على ما يبدو أنها عبوة ناسفة في صندوق بريد خارج منزل الملياردير جورج سوروس في نيويورك وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فريق مفرقعات تولى تفجيرها في منطقة غابات قريبة.

 

وسوروس أحد أكبر المانحين في العالم للجماعات والقضايا الليبرالية وأصبح هدف حملة إعلامية شرسة من حكومة بلده المجر وشخصية مكروهة بين نشطاء يمينيين في شرق أوروبا والولايات المتحدة.

 

ترامب يتهم الإعلام اتهم الرئيس دونالد ترامب وسائل الإعلام بأنها تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية عن إثارة "الغضب" في المجتمع الأمريكي فيما تواجه الولايات المتحدة سلسلة من الطرود المشبوهة المرسلة إلى شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي والممثل روبرت دي نيرو.

 

وكتب ترامب على تويتر أن "جزءا كبيرا جدا من الغضب الذي نراه اليوم في مجتمعنا ناجم عن التقارير الكاذبة وغير الدقيقة في وسائل الإعلام السائدة التي أشيرُ إليها بأنها أخبار كاذبة لقد بات الأمر سيئًا للغاية وبغيضًا لدرجة لا يمكن وصفها. ينبغي على وسائل الإعلام أن تصلح وضعها، وبسرعة".

 

ذكرت شبكة إم.إس.إن.بي.سي التلفزيونية أن مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في أمر منشأة بريدية أمريكية في نيوكاسل بولاية ديلاوير، في إطار التحقيق الجاري بشأن سلسلة طرود ملغومة أرسلت إلى سياسيين بارزين وآخرين هذا الأسبوع.

 

وقال مسؤول اتحادي إن المحققين يبحثون عن طرد مريب يعتقدون أنه أرسل إلى جو بايدن نائب الرئيس السابق.

 

تحقيقات حول طرود متفجرة

 

ويأتي إرسال الطرود في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجرى في السادس من نوفمبر وستحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين انتزاع السيطرة على أحد مجلسي الكونجرس أو المجلسين من الجمهوريين وحرمان ترامب من الأغلبية التي يتمتع بها حزبه في المجلسين.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إرسال هذه الطرود.

 

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي أن الطرود متشابهة في مظهرها و"تحوي عبوات يمكن أن تحدث دمارا". وقال مسؤولون آخرون إن العبوات تشبه القنابل الأنبوبية كالتي أرسلت إلى منزل جورج سوروس أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي.

 

وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي في بيان إن قوة مهام مشتركة لمكافحة الإرهاب بقيادة المكتب وتضم وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية "ستواصل العمل لتحديد هوية المسؤول عن إرسال هذه الطرود أيا كان واعتقاله".

 

ووصف عدد من السياسيين، بينهم رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الأمر بأنه عمل إرهابي.

 

وقال مسؤول اتحادي لرويترز إن المحققين يحاولون تتبع طرد مشبوه آخر يعتقدون أنه أرسل إلى جو بايدن نائب الرئيس السابق أوباما.

 

وقال ترامب في تجمع سياسي في ويسكونسن إن حكومته ستحقق في الأمر.

 

وأضاف "أي أفعال أو تهديدات بعنف سياسي تعد هجوما على ديمقراطيتنا نفسها... نريد أن تتحد كل الأطراف في سلام وتناغم".

 

وعبر قائد شرطة نيويورك عن أمله في كشف المسؤول أو المسؤولين في الأيام المقبلة.

 

ووجه مدير المكتب كريستوفر راي نداء للحصول على مساعدة. وقال "نطلب من أي شخص يمكن أن يملك معلومات أن يتصل بنا". وأضاف "لا تترددوا في الاتصال بنا، أي تفصيل دقيق يمكن أن يساعدنا في هذا التحقيق".

 

حالة تأهب

 

 ولم يسجل سقوط ضحايا لكن أجهزة الشرطة المحلية ومكتب التحقيقات الفدرالي وضعت في حالة تأهب. وأدان كل من رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو وحاكم الولاية اندرو كومو هذه الحادثة معتبرين أنها تدل على "رغبة في الترهيب".

 

وفي أول رد فعل، قال دونالد ترامب في البيت الأبيض "في مثل هذه اللحظات، علينا أن نتحد". وأضاف أن "الحكومة الاتحادية تجري تحقيقا متقدما وسنجد المسؤولين ونقدمهم إلى القضاء. آمل أن يتم ذلك بسرعة".

 

وقال قائد شرطة نيويورك إنه واثق من أنه سيتم الكشف عن المذنب أو المذنبين "في الأيام المقبلة".

 

وقالت هيلاري كلينتون من فلوريدا "إنها مرحلة من الانقسامات العميقة وعلينا أن نفعل ما بوسعنا لنتحد" أما رئيس بلدية نيويورك الديمقراطي فقد صرح "نمر بفترة يشعر فيها الناس بوجود كراهية كبيرة في الجو".

 

وعلى الرغم من دعوات ترامب إلى الاتحاد والإدانات التي عبر عنها العديد من المسؤولين الجمهوريين للعنف، اتهم رئيسا الكتلتين الديمقراطيتين في مجلسي الكونغرس الرئيس بغض النظر عن العنف.

 

وفي حين تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الاستقطاب الشديد، زادت الطرود في مستوى التوتر في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في السادس من نوفمبر التي ستحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين تحدي الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون بزعامة ترامب في الكونجرس.