رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

256

كيان الاحتلال وحزب الله.. نزال خلف خطوط الدبلوماسية

26 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
كيان الاحتلال دشن بالنار جبهة جديدة في الإقليم
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

لم يكن عابراً تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الأيام الأولى لعدوان الاحتلال على قطاع غزة، بأن الحرب ذاهبة إلى فصول طويلة، إذ حمل هذا التصريح رسائل ومضامين عدة، غير أن أهمها اطلاعه على خطط ونوايا دولة الاحتلال، ونيتها شن هجوم واسع النطاق على جنوب لبنان، لتقويض أركان «حزب الله» وكان بين السطور ثمة مخاوف للإدارة الأمريكية من تطور المواجهة إلى حرب إقليمية، قد تنزلق إليها إيران، ودول أخرى في الإقليم. ومن خلف خطوط الدبلوماسية، وفي غمرة العواصف السياسية، وتصاعد غبار المعارك في غزة، تتسع دائرة النار على جبهة (الكيان - لبنان) بانتظار بيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود من مفاوضات الفرصة الأخيرة لوقف الحرب في القاهرة.

ودشن كيان الاحتلال جبهة جديدة للحرب مع حزب الله، بهجوم ادعى أنه استباقي، ما يعني اتساع دائرة النار في المنطقة، وتصعيب قراءة مشهد الحبال المشدودة أكان على جبهة غزة أو منعطف لبنان. وعلى الرغم من تحذير الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال، بتجنب «الرد على الرد» حيال «حزب الله» إلا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نزع باتجاه فتح جبهة جديدة، ودشن مواجهة خشنة لا يعلم أحد إلى أين سيتطاير شررها، في ظل انحسار المساعي السياسية، وهل ستتوقف عند هذا الحد، أم أنها ستقود إلى حرب مفتوحة، يرى قادة الاحتلال بأنها آتية لا محال، بل إنها باتت وشيكة، وفق تعبيرهم. بالتوازي مع ذلك، تزداد الأوضاع تعقيداً في قطاع غزة المنكوب، ومرد ذلك من وجهة نظر مراقبين، ارتباط غزة الوثيق بجبهة لبنان، ومن جانبها، ظلت واشنطن تتوجس خشية من اندلاع حرب إقليمية شاملة، نقل جيش الاحتلال طرف خيطها سريعاً إلى لبنان، بعد الحرب الطاحنة في قطاع غزة، وسط تصريحات قادة الاحتلال بأن جيشهم قادر على خوض الحرب على أكثر من جبهة في آن.

برأي الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، فإن المنطقة باتت تترقب أياماً حاسمة، وكل ما يجري في الإقليم سيخضع لمعادلة الحرب في قطاع غزة، المرتبطة بالجبهات الأخرى وفي مقدمتها جبهة لبنان، مبيناً أن موجة التصعيد العاتية و(فوق العادية) التي نشبت خلال الساعات الأخيرة بين الاحتلال ولبنان، تبقي على منسوب التوتر في المنطقة مرتفعاً، وقد يصل في نهاية المطاف إلى مواجهة أكثر سخونة. ويضيف لـ»الشرق»: «على وقع المساعي الدبلوماسية في القاهرة، ترتسم في الإقليم المثقل بالتوتر، معالم تصعيد جديد، ونذر مواجهة ساخنة بين دولة الاحتلال وحزب الله» مرجحاً أن تستمر هذه المواجهة طويلاً، الأمر الذي سيؤجج المشاعر في المنطقة، وربما يقودها إلى مواجهة أكثر ضراوة».

وغداة نهار مشتعل في الجنوب اللبناني، يرصد الفلسطينيون في غزة المستجدات التي ستفرزها مباحثات القاهرة، التي وصفها مراقبون بـ»الحاسمة» بحسبانها تدور في ظل ارتجاجات قوية وسيناريوهات سوداء تحوم فوق المنطقة الملتهبة، ومن شأنها أن تربك المساعي السياسية، فهل يكون شعار المرحلة «اشتدي أزمة تنفرجي» أم «إلى التصعيد دُر»؟.

مساحة إعلانية