رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2305

د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: التربية القائمة على الدين ضمان لتجنب الفتن

25 ديسمبر 2021 , 12:48ص
alsharq
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي: اليوم وفي هذا الزمن الصعب تهب الفتن الهوجاء وتنزل المحن الجدباء، فتن أو بوادر فتن تجعل العاقل متحيرا، والمؤمن متفكرا والمسلم متسائلا، تهب رياح الفتن على إيمان مهترئ ضعيف هزيل قد أنهكته المغريات والشهوات وأطبقت عليه الغفلات، فظهرت مناظر ونماذج مؤسفة وعينات مخزية، فتنادى المخلصون الموفقون لشد حبال الإيمان وربط حزام الأمان وعقد لثام الحذر واليقظة والإنصات للنذير.

وأضاف الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: ولا يشد حبل الإيمان ولا يربط حزام الأمان إلا دين الله تعالى، وذلك بتربية الناس على منهج الصلاة والدين وهدى محمد رسول الله، فإن التربية على الدين هي الكفيلة باستقامة الأمور وتحصين الثغور، وتأمين المدن والقرى والدور، تربية الناس على منهج الصلاة والدين هي الوحيدة للحصانة ولا غيرها وإن أبى الجاهلون ورفض المعاندون.

التربية السليمة.. أمان

وأكد الشيخ المريخي أن التربية من أجل استقامة الناس، وحفظ عليهم إيمانهم وإسلامهم وأخلاقهم، التربية من أجل ذلك همٌ يسمو على كل هم، لأن التربية تبني الإنسان وتقيمه على الصراط المستقيم وتأخذ بيده إلى السلامة والعافية والنجاة، وتوجهه التوجيه الراشد وتهذبه، وتلبسه ثوب الستر وترفعه إلى مقام الكرامة والعزة.

وأوضح الخطيب أن التربية تبني الأوطان الآمنة وتحرس البلدان المطمئنة وتدفع الأعداء والمغرضين وتحبط مخططات المكر والماكرين، فإذا كانت الشعوب متربية على دين الله فإنها تنفي الخبث وتعدل الاعوجاج وترد الانحراف، وتعشق الاستقامة وتتبنى الاعتدال والطهارة والترفع عن القاع وتسمو إلى معالي الأمور وكريم الخصال «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»، هذه هي التربية، أما ميدانها ومحلها فهم الناس جميعا، كبارا وصغارا، والأبناء أولى بها لأنهم قرة العين وسلوة الفؤاد وزينة الحياة وأنس العيش وثمار القلوب وعماد الظهور وحراس الحدود ومراقبو الثغور وحماة الأمة بعد الله تعالى والدين، أجيالنا حماة عقيدتنا وبناة غدنا ورجال أوطاننا ومفكرونا ومثقفونا ومستودع أماناتنا، الله الله فيهم، الاهتمام بهم ورعايتهم والتعب من أجلهم وصرف الأوقات والأموال من أجل حفظهم ورعايتهم وتقوية إيمانهم واستقامتهم فلاح كبير، ومكسب جليل وثمرة مباركة، وأما الغفلة عنهم إرخاء الحبل لهم وإهمال رعايتهم ومراقبتهم خسارة كبرى وحسرة وندم وفجيعة عظمى.

القرآن طريق السعادة

وبين د. المريخي أن أساس التربية وأصل التقوية الحسية والمعنوية دين الله الحنيف، دين الله الوحيد الأوحد مضمون النتائج، محمود العواقب، مسعود الثمرات، ما صعدت أمة ولا ارتقت ولا سمت طائفة ولا سعدت أوطان إلا في ظلال دعوة الرسل، دعوة الوحي المنزل من عند الله على الرسل عليهم السلام.

ونوه الخطيب بقوله: ما سعد أحد أبدا سعادة ابتدأت من الدنيا وتواصلت سعادته في الآخرة إلا لما اعتمدت دين الله منهجا ومسلكا لتربية الأجيال والناس أجمعين، ولك أن تنظر في القرآن والسنة والسيرة والتاريخ لتعرف السعداء الحقيقيين.

الدين خير حصن للمسلم

ولفت الشيخ المريخي إلى أن خير حصن تتحصن به الأجيال والبلدان والأوطان والأمم اليوم، حصن الدين القيم دين الله، تتربى عليه يوجهها ويرشدها ويجيب عن استفساراتها ويفتيها، ويدير دفة مقودها، دين الله أكبر معتصم للناس، سور عظيم وحاجز رفيع متين تهلك دونه المخططات الخبيثة والأفكار الهدامة، وهو صخرة تتحطم عليها سفن الضلال ومراكب المكر وبواخر الخبائث وزوارق دعاة جهنم، ألا وإن شر التربية وأبلى البلاء وسبب نزول العذاب وخراب الديار أن تتربى الأجيال في بعد عن الصلاة والدين الحنيف، أو توجه أو يتولى توجيه الناس والأجيال الهوى والشطط والدنيا والنفوس الأمارة بالسوء، وعُبّاد الشهوات والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم مهتدون، شر ما تربت عليه الناس والأجيال المتع الهابطة والغرور بهذه الدنيا وقضاء الأعمار والأوقات في الرخيص من التجارات المعنوية من المتع كالأغاني وتوابعها، وما ظهرت التصرفات الشاذة في المجتمعات ولا برزت السلوكيات المنحرفة إلا لما فتح الباب، باب الشهوات المحرمة تحت الأسماء المستعارة والحيل والمخادعة، ظهرت تصرفات لم تكن في أسلافنا ولا عند آبائنا والأجداد الأقربين.

مساحة إعلانية