رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

276

الفنانة والمصممة العالمية سمر معكرون: التصميم ثنائي اللغة إستراتيجية جمالية للتجسير بين الثقافات

25 سبتمبر 2025 , 06:59ص
alsharq
الفنانة والمصممة العالمية سمر معكرون
❖ الدوحة - الشرق

- اللغة العربية تفرض تحديات وفرصاً فريدة في مجال التصميم

- الرسم والتجريب وسيلة لاكتشاف أشكال جديدة تقرّب المسافة 

- دمج العربية والإنجليزية في هوية بصرية واحدة ضرورة للعلامات التجارية

قالت المصممة والمديرة الإبداعية سمر معكرون، الشريكة في شركة بينتاغرام العالمية، إن خصوصية اللغة العربية تفرض تحديات وفرصاً مميزة في مجال التصميم والهويات البصرية، نظراً لاختلاف بنيتها عن اللغات اللاتينية. وأوضحت أن الأبجدية اللاتينية مكوّنة من حروف منفصلة وغير متصلة، بينما تتميز العربية بكونها لغة «موصولة»، حيث تتغير أشكال الحروف بحسب موقعها في الكلمة، وهو ما يمنحها طابعاً خاصاً ومعقداً في الوقت نفسه. وأضافت معكرون: «هناك أيضاً أصوات في اللغة العربية لا يقابلها ما يماثلها في اللغات الأخرى.

على سبيل المثال، في اسمي العائلي (معكرون) يظهر حرف العين، وهو حرف لا يستطيع الكثير من الغربيين نطقه، ويتم تمثيله أحياناً بعلامة فاصلة أو بحروف لاتينية غير دقيقة. وكذلك الحال مع اسم مدينة الدوحة، إذ يُكتب بالإنجليزية باستخدام حرف H بينما ينطق في العربية بحرف (ح) مختلف تماماً في مخارجه الصوتية. هذه التباينات تجعل من عملية ابتكار الأسماء التجارية أو الشعارات مسألة معقدة، إذ لا بد أن تراعي سهولة النطق عبر الثقافات من دون فقدان هوية اللغة الأصلية». وتابعت موضحة: «أنا شخصياً ألجأ إلى الرسم والتجريب بشكل مستمر، وأتعامل مع الحروف كأشكال بصرية قابلة للاستكشاف. فقد أُحوِّل حرف الـ J الإنجليزي مثلاً إلى شكل يقارب حرف الجيم العربي، أو أستخدم أشكالاً بصرية مشتركة لتقريب المسافة بين لغتين. هذه المقاربات انعكست في أعمال عدة قمت بها، بينها تصميم دعوات فنية لمعارض في طوكيو ولندن، حيث اعتمدت على الدمج البصري بين الأبجدية اللاتينية والعربية ضمن تكوين واحد».

وأشارت معكرون إلى أن الفكرة تتقاطع مع أطروحات بعض المنظّرين الغربيين في التصميم، مثل المصمم البريطاني أنتوني فورشو الذي يشبه دور المصممين بمترجمين للرموز اللغوية والبصرية، ويعتبر الطباعة لغة قائمة بذاتها تحمل معاني وتحدد الطريقة التي ننظر بها إلى العالم. وقالت: «أحد أعمالي استند إلى دراسة حول النسب في المسافات الطباعية، فقمت بتحويل هذه النسب إلى كلمات عربية مبتكرة شكّلتها القيود البصرية ذاتها، ما أوجد أشكالاً غير مألوفة لكنها تحمل روح الفكرة الأصلية».

وأكدت أن مشروع «براند دبي» كان محطة مفصلية في مسيرتها: «خلال عملي على هوية براند دبي مع وكالة ساتشي، أنجزنا أكثر من مائة مقترح للشعارات. لكن التحدي الأكبر كان في ابتكار نظام هوية مرئي لا يتطلب إدارة نسختين أو ثلاث نسخ (إنجليزية وعربية وثالثة مختصرة)، بل هوية موحدة تمنح العلامة التجارية وجهاً واحداً قادراً على مخاطبة الثقافات المختلفة بكفاءة، وهذا ما فتح أمامي الباب لتطوير مفهوم التكامل بين اللغتين في تصميم الهويات البصرية».

وختمت معكرون تصريحها بالتأكيد على أن التصميم ثنائي اللغة لم يعد مجرد خيار جمالي، بل ضرورة استراتيجية للعلامات التجارية التي تنشط في بيئات متعددة اللغات، مضيفة أن دمج العربية والإنجليزية في هوية بصرية واحدة يخلق لغة جديدة قادرة على التجسير بين الثقافات وإعادة تعريف حدود التصميم المعاصر.

مساحة إعلانية