رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

234

الحوار الأسري سلاح فعال لتخفيف قلق الطفل...

أطباء لـ «الشرق»: التهيئة النفسية تحمي الأبناء من «فوبيا المدرسة»

25 أغسطس 2025 , 06:57ص
alsharq
¶ الحوار مع الأبناء يعزز الثقة بالنفس
❖ هديل صابر

مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، أكد أطباء ومختصون أهمية التهيئة الشاملة للطفل، نفسيا واجتماعيا وصحيا وبدنيا، لضمان بداية سلسة وآمنة في بيئة تعليمية محفزة، مشيرين إلى أنَّ الاستعداد لا يقتصر على تجهيز المستلزمات المدرسية، بل يبدأ من البيت، ويشمل تنظيم الروتين اليومي، وضبط مواعيد النوم، والحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، إلى جانب تعزيز الاستقلالية لدى الطفل وتخفيف قلق الانفصال، خاصة لدى من يخوضون تجربة مدرسية لأول مرة أو ينتقلون إلى مرحلة جديدة. وشدد المختصون في حديثهم لـ «الشرق» على ضرورة التواصل المفتوح مع الأبناء، والاستماع لمشاعرهم دون كبت، وتقديم الدعم النفسي اللازم، مع أهمية الحوار الأسري الذي يسبق اليوم الدراسي الأول، بما يساعد الطفل على تخيل بيئة إيجابية ويمنحه شعوراً بالأمان والثقة. وفي هذا الشأن، حذَّر البرفيسور محمد حندوس، رئيس قسم طب الأطفال بمستشفى ذافيو، من التحديات التي قد تواجه الطلبة وأولياء الأمور مع بداية العام الدراسي الجديد، مؤكداً أن هذه الفترة تحتاج إلى تهيئة صحية ونفسية واجتماعية متكاملة لضمان انطلاقة سلسة للطلاب.

ورأى البرفيسور حندوس أن التواصل المفتوح مع الأبناء له ضرورة قصوى، لافتًا إلى أن قلق الأطفال في الأيام الأولى أمر طبيعي، خاصة عند مواجهة معلمين أو زملاء جدد، مضيفا أنَّ على الأسر أن تُطمئن أبناءها بأن هذه المشاعر طبيعية، وتشجعهم على التعبير عن مخاوفهم حتى يساعدهم على وضع إستراتيجيات عملية للتغلب عليها.

- الاستخدام الآمن للتكنولوجيا

وأوصى البرفيسور حندوس الأهالي بضرورة التواصل المستمر مع المعلمين لمتابعة الأداء الأكاديمي والسلوكي للطفل، والتدخل المبكر عند ظهور أي مؤشرات صعوبة تعليمية أو تغيرات نفسية، موصيا الأهالي بالانتباه للحقيبة المدرسية على أن وزنها يجب ألا يتجاوز 10 – 15 % من وزن الطالب، مع التأكد من استخدام حمالتين مبطنتين لتوزيع الحمل وتجنب آلام الظهر والرقبة. وفيما يتعلق بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، قال البرفيسور حندوس «إنَّ الأهم من تحديد ساعات صارمة هو التركيز على نوعية التفاعل مع هذه الوسائط، بحيث يكون استخدام الطفل هادفًا ويُثري تجربته المعرفية، لا مجرد إضاعة وقت». كما قال الدكتور خالد المهندي، باحث نفسي، «إنَّ مرحلة رياض الأطفال تتطلب تجهيزاً خاصاً، إذ غالباً ما يذهب الأطفال في اليوم الأول إلى المدرسة وهم يشعرون بفرحة تشبه فرحة العيد، لكن سرعان ما يتحول هذا الشعور إلى قلق وانزعاج في اليوم الثاني، نتيجة ما يُعرف بـ «مرحلة الانفصال»، حيث ينتقل الطفل من البيئة الأسرية إلى البيئة المدرسية، ويفقد جزءًا من حريته التي اعتاد عليها في المنزل، إذ إنَّ هذا التحول المفاجئ في الروتين، وظهور وجوه جديدة من المعلمين والأقران، قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ «فوبيا المدرسة»، وهي حالة نفسية حساسة تستدعي تدخلاً تربوياً مدروساً».

- إعداد برنامج ترفيهي

وأوصى الدكتور المهندي بأن يكون اليوم الأول في المدرسة يوما مرنا، بمشاركة الوالدين، مع ضرورة إعداد برنامج ترفيهي من قبل الإدارة المدرسية، يهدف إلى كسر حاجز الخوف وتحفيز الطفل على حب المدرسة، من خلال أنشطة ممتعة تشعر الطفل بالانتماء. بدوره، أكد الدكتور لؤي المهر، اختصاصي الطب النفسي للبالغين والأطفال، أن تهيئة الطفل للعودة إلى المدرسة تُعد خطوة بالغة الأهمية، وتتطلب تعاملًا إيجابيًا ومدروسًا من قبل الأسرة. وأوضح أن الحديث الإيجابي مع الطفل حول المدرسة، بوصفها مكانًا للّعب وتكوين الصداقات، يسهم في تخفيف التوتر المرتبط ببداية العام الدراسي. وشدد الدكتور المهر على ضرورة تنظيم الروتين اليومي قبل بدء المدرسة، بما يشمل ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية تدريجياً، مشيراً إلى أن بعض الأطفال قد يعانون من قلق الانفصال عن الأهل، وهو أمر طبيعي، ويمكن التخفيف منه عبر إشراك الطفل في أنشطة ترفيهية تُعزز استقلاليته، مثل تعلم انتعال الحذاء أو استخدام الحمام بمفرده.

وأكد الدكتور المهر أن تنمية الاستقلالية لدى الطفل في مختلف المراحل العمرية تُعد من أبرز العوامل التي تُبدد مشاعر القلق، وتُعزز ثقته بنفسه، وتمنحه القدرة على التعبير عن رغباته ومشاعره بحرية، مشددا على أهمية منح الطفل مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره دون خوف أو تردد، مشيرًا إلى أن بعض الأطفال قد يتعرضون لمواقف مؤذية، مثل الاعتداء، لكنهم يمتنعون عن الحديث عنها خوفًا من ردود فعل الأهل أو الاستهزاء بمشاعرهم.

- تعزيز الثقة بالنفس

كما أكد السيد محمد كمال، باحث علم النفس الاجتماعي، على أهمية إدراك أولياء الأمور لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها أبناؤهم، خاصة في بداية مرحلة المراهقة الأولى الممتدة من الصف السادس إلى السابع، مشددا على ضرورة تثقيف الوالدين في هذا المجال، سواء من خلال قراءة كتب متخصصة في علم نفس النمو أو حضور دورات تدريبية، لفهم التغيرات الجسمانية والانفعالية والنفسية التي تطرأ على الطفل، وكيفية التعامل معها بحكمة ووعي. وأشار السيد كمال إلى ضرورة تعزيز الثقة بالنفس لدى الأبناء، خصوصًا في ظل التغيرات الشكلية التي قد تطرأ عليهم، مؤكدًا أن الأطفال في هذه المرحلة يكونون شديدي الحساسية، مما يستدعي استخدام كلمات وعبارات داعمة ومحفزة من قبل الوالدين.

وفي سياق التعامل مع التنمر الذي عادة ما يتضاعف خلال المرحلة الإعدادية، أوضح السيد كمال أنَّ من الأهمية بمكان تعليم الأبناء مبدأ التدرج في الحصول على الحقوق، بدءًا من التحدث مع الأخصائي الاجتماعي، ثم تصعيد الأمر إلى إدارة المدرسة إذا لم يتم التدخل، وصولًا إلى إشراك الوالدين عند الحاجة. كما دعا إلى تدريب الأطفال على مهارات السلوك التوكيدي، واحترام القانون، وضبط الانفعالات، والشفافية في التعبير عن المشكلات.

واختتم السيد كمال حديثه بالتأكيد على أهمية الحوار الأسري قبيل انطلاق العام الدراسي لاسيما مع أبنائهم الذين سيخوضون لأول مرة تجربة مدرسية تلاميذ رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، من خلال جلسة هادئة بين الوالدين والطفل لشرح ما يمكن أن يواجهه في المدرسة، ومساعدته على تخيل بيئة إيجابية، مع الحرص على الاستماع إليه بإنصات منذ اليوم الأول، مما يعزز شعوره بالأمان والدعم.

مساحة إعلانية