رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1007

بانجي.. حذاري.. فتحت الرماد اللهيب

25 أبريل 2014 , 10:35ص
alsharq
بانجي - وكالات

ملامح انعدام الأمن تكسو المشهد العام في بانجي وتنذر بقرب اندلاع العاصفة، علامات من اليسير ملاحظتها ما إن تطأ قدما المرء مطار المدينة. فالمسلمون هناك ما يزالون يعانون الأمرين، بينما ترفض ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية تسليم أسلحتها.

حالة التأهّب التي أعلنتها القوات المسلّحة بأفريقيا الوسطى لها ما يبرّرها، فبعد انسحاب الجنود التشاديين على خلفية اتّهامهم بالتحيّز لفائدة المسلمين، توجّهت أنظار "أنتي بالاكا" هذه المرّة نحو القوات البورندية التابعة للبعثة الدولية لمساندة أفريقيا الوسطى، حيث لا تتوانى عناصر الميليشيا المسيحية عن استهدافها كلّما اقتضى الأمر ذلك.

وقال بائع متجوّل من الطائفة المسيحية يدعى "ديبونير"، متحدّثا عن الجنود البورنديين: "إنهمّ غير محايدين، فهم يقومون بحماية حي "الكيلومتر 5 (آخر معاقل المسلمين ببانجي) أكبر معقل للإرهابيين".

موقف لم يلق تأييدا من قبل صديق له رفض الكشف عن هويته، والذي سأله في استنكار: "ألديك أدلّة على أنّ البورنديين منحازون للمسلمين؟"، مضيفا: "على حدّ علمي، هم مختلفون كلّيا عن التشاديين، وهم هنا (في أفريقيا الوسطى) من أجل مساعدتنا".

وفي جولة بشوارع وأزقة المدينة الملتوية، بدا للوهلة الأولى أنّ العاصمة تمكّنت من استعادة هدوئها، والسكان من استرجاع نسق حياتهم العادي.. طوابير لا نهاية لها تمتدّ أمام المخابز، الأسواق تزدحم بروّادها، والجميع يسعى لابتياع ما طاب له من البضائع المعروضة على الأرض.. كلّ المؤشّرات تقريبا تدلّ على أنّ نبض الحياة عاد أخيرا إلى المجتمع في أفريقيا الوسطى.

مشهد يبعث على الأمل بقرب انفراج الوضع، غير أنّ "ذلك لا يعدو أن يكون سوى الوجه المشرق والبرّاق من الميدالية، حذاري.. فالنار لا تزال تحت الرماد"، هكذا قالت سيدة مسلمة كانت تعبر الطريق بخطوات متسارعة خشية أن "يتمّ استهدافها من قبل أنتي بالاكا".

وأضافت: "لا شيء تغيّر في حي الكيلومتر 5، فالمسلمون مجبرون على تصفية بضائعهم وممتلكاتهم ومغادرة الحي الواحد تلو الآخر، بسبب استهدافهم من قبل أنتي بالاكا.. الوضع لا يطاق، والحياة في العاصمة بانجي أضحت لا تطاق أيضا".

في جادات وشوارع بانجي، كانت عناصر الميليشيات المسيحية تتجوّل بحرية تامة.. أحدها قال، دون أن يكشف عن هويته: "نحن نخفي أسلحتنا لتشتيت انتباه القوات الفرنسية وقوات البعثة الدولية لمساندة أفريقيا الوسطى (ميسكا)، والتي لا تتردّد في الاستيلاء عليها كلّما وقعت أعينهم عليها".

مساحة إعلانية