رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2913

شيخة النصر: متاحف العالم تتسابق لاستعارة مقتنياتنا

25 مارس 2017 , 07:16م
alsharq
أجرت الحوار: سمية تيشة

جهود كبيرة لترميم المقتنيات الأثرية بالمتحف الإسلامي

أكثر من "70" ألف زائر لكل معرض من فعالياتنا

لدينا فريق من المرممين يعمل على صيانة وتوثيق المقتنيات

إقامة معرض لأحد هواة المقتنيات الأثرية من القطريين خلال أغسطس

أكدت السيدة شيخة النصر، نائب المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي، أن هناك جهودا كبيرة تبذل في مجال ترميم القطع والمقتنيات الأثرية المتعلقة بمتحف الفن الإسلامي، حيث إن هناك فريقا مختصا من المرممين يعمل على فهم وتوثيق مقتنيات المتحف لإيصالها بسلام إلى الأجيال القادمة، لافتة إلى أن لدى المتحف واحدًا من أكثر مختبرات الترميم تطورًا في العالم.

وقالت في حديثها لـ"الشرق" إن هناك طلبات كثيرة تصل للمتحف الإسلامي من المتاحف الأوروبية لاستعارة قطع المتحف، مؤكدة على جهود قسم التعليم بالمتحف نحو السعي لدمج القطع والمقتنيات مع الدراسة، من خلال عدد من الأنشطة التي تسهم في توسع آفاق الطلاب وتزيد معرفتهم بالمقتنيات والمعارض الخاصة والفن الإسلامي.

ولفتت إلى أن متحف الفن الإسلامي يعكف حاليًا على تنظيم معرض لأحد هواة جمع المقتنيات الأثرية من القطريين، ومن المتوقع أن يتم تدشين المعرض في أغسطس المقبل، موضحة بأن المتحف في كل معرض يستقبل أكثر من (70) ألف زائر، وفيما يلي تفاصيل ما دار:

ترميم المقتنيات الأثرية يعد من أهم المجالات لدعم التراث والتاريخ، فما جهودكم بهذا المجال؟

هناك جهود كبيرة تبذل في مجال ترميم القطع والمقتنيات الأثرية المتعلقة بمتحف الفن الإسلامي، حيث لدى المتحف واحد من أكثر مختبرات الترميم تطورًا في العالم، والذي يعمل من خلاله فريق مختص من المرممين على فهم وتوثيق وشرح وتقديم مقتنيات المتحف لإيصالها بسلام إلى الأجيال القادمة، فضلًا عن معالجة القطع وفحصها وعرضها في معارض الفن الإسلامي، وآخر تلك المعارض معرض "نسيج الإمبراطوريات" والذي تم تدشينه مؤخرًا، حيث تم العمل على ترميم سجاد ما يقارب سنتين كاملتين للمشاركة في هذا المعرض، وبشكل عام يتم توثيق المقتنيات بعناية مستخدمين أحدث أنظمة الكمبيوتر، مما يبقينا على اطلاع على أحدث المستجدات والمعلومات حول القطعة، وهذا يشمل نقل وتعقب القطع ضمن بناء المتحف، ووضع البطاقات التعريفية مع أرقام القطع الخاصة، وصيانة القطع داخل صالات العرض الدائم، إضافة إلى إجراء الأبحاث وأعمالا للترميم ومشاريع التصوير.

أولويات الترميم

مجالات الترميم كثيرة فما هي القطع التي تركزون عليها؟

نعمل على شريحة واسعة من القطع والتي تشمل المخطوطات والكتب والخزف والزجاج والمعادن والمجوهرات والخشب والحجارة إلى جانب المنسوجات، حيث تتبع أنشطة الترميم لدينا المعايير البيئة الدولية، وقواعد السلوك الاحترافية، إذ إننا نهتم بكل قطعة من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، سواء كانت معروضة في الصالات، أو كانت في المخازن أو قيد النقل.

كم وصل عدد القطع التي تم اقتناؤها بمتحف الفن الإسلامي؟

-عدد كبير لا يمكن حصره، وما خفي من مجموعة مقتنيات متحف الفن الإسلامي أعظم بكثير مما هو معروض في الصالات، حيث كما ذكرتُ سابقًا هناك فريق عمل يقوم بالاعتناء بمجموعة متنوعة من المقتنيات التي وصلت من كافة أنحاء العالم الإسلامي، في حين أن هناك قاعدة بيانات متوفرة عبر الإنترنت لعدد كبير من القطع من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، والكثير من هذه القطع معروض في المتحف، وسوف نضيف المزيد منها حال الانتهاء من توثيقها.

استعارة المقتنيات

متحف الفن الإسلامي يقيم معارض خاصة، فكيف تتم عملية استعارة المقتنيات؟

- بالنسبة للمعارض الخاصة التي يقيمها المتحف، فإننا نجلب بعض القطع من أماكن متفرقة في العالم لترفد مجموعتنا، والحقيقة الاستعارة فقط تكون لبعض المعارض وليس جميعها، لأن المتحف يلجأ دائمًا لاقتناء القطع لتبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة، وفي بعض الأحيان نقوم بإقراض قطعنا لجهات محلية أو عالمية لدعم معارض الفن الإسلامي، وهناك طلبات كثيرة تصلنا من المتاحف الأوروبية خاصة من المتاحف الموجودة بنيويورك وبريطانيا، وذلك لاستعارة قطع متحف الفن الإسلامي.

في العام الواحد كم عدد طلب استعارة يأتيكم؟

يأتينا ما يقارب خمسة طلبات جميعهم يطلبون قطعا من متحف الفن الإسلامي، وآخر استعارة كان لمعرض الصفويون، حيث تم استعارة (5) قطع فنية إسلامية، كما تم استعارة قطع لمعرض القدس، ويمكننا القول بأن عملية الاستعارة متبادلة بين متحف الفن الإسلامي ومتاحف العالم لاستعارة القطع، حيث إننا نتشارك المعارف والخبرات من خلال المطبوعات والمحاضرات والورش والفرص للتعاون في مشاريع البحث والترميم مع المؤسسات الثقافية الأخرى.

دمج التعليم بالمنظومة المتحفية

ما جهودكم في إدخال مقتنيات الفن الإسلامي ضمن المناهج الدراسية؟

في جهود من قبل قسم التعليم التابع لمتحف الفن الإسلامي بدمج القطع والمقتنيات مع الدراسة، وذلك من خلال عدد من الأنشطة والمعلومات والمصادر والتي تسهم في توسع آفاق الطلاب وتزيد معرفتهم بالمقتنيات والمعارض الخاصة والفن الإسلامي، حيث يبتكر فريق المتحف التعليمي ومرشدوه خبرات تعليمية غنية مسلية للزوار، كما يقدم الأمناء والمرممون أفكارًا مفيدة حول المقتنيات والعناية بها، وتتضمن الأنشطة التعليمية محاضرات وندوات يقدمها أكاديميون وخبراء مخضرمون، كما يتم تقديم فرص تعليمية منتظمة تناسب كافة الأعمار تشمل ورش الخط العربي والورش والدورات الفنية والمحاضرات وجولات لليافعين والراشدين، وبشكل عام أنشطتنا وجولاتنا المدرسية تتماشى مع متطلبات المناهج الدراسية المعتمدة لدى وزارة التعليم والتعليم العالي.

ماذا عن إقبال الزوار على معارض المتحف؟

عدد زوار معارض الفن الإسلامي في ازدياد مستمر، حيث إننا في كل معرض نستقبل أكثر من (70) ألف زائر، فضلًا على أننا في السنة الواحدة نضم معرضين فقط.

ما هي أحدث معارضكم.. وما جديدكم مستقبلًا؟

حاليًا يستضيف متحف الفن الإسلامي معرض "نسيج الإمبراطوريات: زخارف وحرفيون بين تركيا، إيران والهند" والذي يسلط الضوء على العلاقة التي تربط بين ثلاث إمبراطوريات كُبرى ميّزت مطلع العصر الحديث في تاريخ الفن الإسلامي، وهي الإمبراطوريات العثمانية والصفوية والمغولية، حيث ينقسِم المعرض إلى ثلاثة أقسام القسم الأول المخصص للإمبراطورية الصفوية، ويستعرض أعمالًا أنتجها فنانو "الكتاب خانة" التابعة للبلاط الملكي الصفوي، والتي يمكن وصفها بورشة عمل للمخطوطات، كما يلقي الضوء على الزخارف الفنية التي تم إنتاجها في عهد حكّام محبين للفنون، أما قسم الإمبراطورية العثمانية، فيعرّف الزائرين بحركة الإبداع الفني في الإمبراطورية العثمانية، وتتنوع معروضاته بين السجاد وغيره من الوسائط التي تحمل لمسات تصميم محلية لا تخلو من تأثير الفن الإيراني، في حين يلقي قسم الإمبراطورية المغولية الضوء على معروضات يمتزج فيها الأسلوب الصفوي والعثماني مع الأسلوب المغولي لتمثل تتويجًا للإمبراطوريات الثلاث.

ويعكف المتحف حاليًا على تنظيم معرض ضخم لأحد جامعي المقتنيات التراثية والأثرية من القطريين، ومن المتوقع أن يتم تدشين المعرض الذي سيحتوي على جميع مقتنياته، في شهر أغسطس القادم.

مساحة إعلانية