رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2579

تفاصيل صادمة تحكيها ممرضات بلغاريات انتظرن الموت في سجون القذافي

22 يوليو 2017 , 11:40ص
alsharq
طرابلس - فرانس برس

لم تسفر سنوات امضتها في السجون الليبية وحكمان بالاعدام عن كسر ارادة الممرضة البلغارية فالنتينا سيروبولو التي تستمتع بحريتها المستعادة بعد 10 سنوات، نتيجة حملة دبلوماسية قضائية، تكللت بالنجاح.

وقالت سمراء رقيقة عمرها 58 عاما وتعكس عيناها شبابها الدائم "نشاطي اليومي حملني على نسيان الإساءات، إنها تعلمت أن تركز إهتمامها على الوضع الصحي والحرية والعائلة.

واستعادت مهنتها في مستشفى مدينة بازاردجيك الصغيرة جنوب بلغاريا، كما كانت قبل القضية التي قادتها مع أربعة مواطنين آخرين وطبيب فلسطيني، إلى سجون معمر القذافي، بتهمة حقن أكثر من 400 طفل بفيروس الايدز بمستشفى بنغازي.

وبتأثر تتذكر هذه الممرضة تلك اللحظات وتقول "خطفوني في إحدى أمسيات 1999".

وأضافت "سد رجال فمي بشريط لاصق، ثم عذبوني طوال أشهر، عبر صدمات كهربائية وضرب بالعصي وتهديدات بالكلاب، أما الوقت المتبقي، فكنت أمضيه وحيدة في زنزانة أنتظر الموت".

لكن ما حمل سيروبولو على الذهاب الى ليبيا، هو العمل في جناح العناية الفائقة للاطفال، والحصول على راتب يفوق ما تحصل عليه في بلغاريا.

إلا أن السلطات الليبية كانت تبحث عن كبش محرقة لامتصاص الاستياء في بنغازي. فقد كان مألوفا تحميل هؤلاء العاملين الأجانب مسؤولية إصابة الأطفال بالعدوى عبر عمليات نقل الدم.

وفي أعقاب عمليات التعذيب إبان الاعتقال المؤقت، جاء دور المحاكمة والعقاب.

واستمرت عقوبة السجن حتى الخطوة الناجحة في 24 يوليو 2007، فقد هبطت طائرة رسمية فرنسية في طرابلس وعلى متنها سيسيليا، عقيلة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي سمح لها باخراج المسجونين من ليبيا.

ومن جهتها، قالت ناسيا نينوفا 52 عاما الممرضة التي تعنى بالأطفال حديثي الولادة، "عندما أيقظنا الحراس، تخوفت من تنفيذ حكم الاعدام".

كما أوضحت فاليا تشيرفنياشكا، الممرضة الستينية "عندما وصلت سيسيليا لاصطحابنا، رأيتها كما لو أني أرى العذراء مريم".

ولم يكشف السر المتعلق بالدور الدقيق الذي أضطلعت به الزوجة السابقة للرئيس السابق، على صعيد الإفراج عن الممرضات، رغم تشكيل لجنة تحقيق في فرنسا.

وبصفته مشاركا في هذه العملية، وصف وزير الخارجية البلغاري السابق سالومون باسي، ما حصل على كل المستويات، بأنها: "كانت مباراة طويلة خاضتها حتى النهاية المجموعة الدولية، وأنضم اليها الرئيس ساركوزي في الدقيقة الأخيرة لتسجيل هدف الانتصار".

وبعد الافراج عن الممرضات، وجهت فرنسا والاتحاد الاوروبي شكرا للدوحة، فأثارتا بذلك تكهنات حول مساهمة مالية من قطر، لأن باريس وبروكسل أكدتا أنهما لم تدفعا شيئا.

وأبرمت مجموعة عقود بين باريس وطرابلس في سياق الإفراج عن الممرضات. وتم استقبال العقيد القذافي في فرنسا في ديسمبر 2007.

على الصعيد الرسمي، لم تفعل صوفيا إلا إلغاء دين ليبي يبلغ 65,6 مليون دولار (41,5 مليون يورو).

ودائما ما تظهر ادعاءات جديدة يصعب التحقق منها وتؤجج الغموض، ففي ديسمبر 2016، انتشرت الفرضية المثيرة للجدل عن إقدام مسؤولين ليبيين على حقن أطفال بفيروس الايدز عن سابق تصور وتصميم، كما يتبين من قراءة أوراق خاصة برئيس الحكومة الليبي السابق شكري غانم.

وبعيدا عن التكهنات، تفضل الممرضة السابقة كريستيانا فالتشيفا 58 عاما الانصراف إلى ممارسة هوايتها وهي تزيين عربات خشبية صنعها زوجها الطبيب الذي أمضى خمسة أعوام في سجن ليبي لدى محاولته الذهاب للبحث عنها.

ويعيش الطبيب الفلسطيني، أشرف الحجوج مع عائلته في هولندا.

وتعيش ممرضتان في منزلين مجاورين قدمهما محسن بلغاري سخي، أما الثلاث الأخريات فلم يشأن السكن في الشقق المقدمة لهن.

وبعد العاصفة الاعلامية ومشاريع الأفلام والكتب وحفلات الاستقبال التي تلت الافراج عنهن، بدأت الممرضات حياة بسيطة ينخرها الاسف الناجم عن عدم تلقيهن أي تعويض عن سنوات العذاب الثماني.

وقالت فاليا تشيرفنياشكا إن "الأحكام التي صدرت بحقنا ما تزال موجودة في ليبيا، لكن ليبيا كدولة لم تعد موجودة".

مساحة إعلانية