رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

740

مرحلة جديدة من العلاقات بين لندن وواشنطن

22 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز:

"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن "، ربما يجسد هذا الشطر الشعري حال رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" بعد هزيمة حليفه القوي في واشنطن دونالد ترامب ونجاح الرئيس الديمقراطي جو بايدن، فقد كان ترامب يمثل الداعم الأكبر في مسيرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان من بين أهم الأسباب التي قربت بين جونسون وترامب التطلع لعقد اتفاق شامل بين لندن وواشنطن يسهل حركة التجارة بين البلدين، باعتباره نقطة انطلاق رئيسية باتجاه تحقيق رؤية حكومة جونسون لـ "بريطانيا العالمية" وهي الرؤية التي تتبناها المملكة المتحدة فيما يتعلق بالسياسات الخارجية والتجارية في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأربك فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الخطط البريطانية المتعلقة بالاتفاق التجاري والتي وضعها جونسون، مما جعل جونسون يسارع لتهنئة الرئيس المنتخب الجديد قائلا عبر حسابه على تويتر "الولايات المتحدة هي أهم حليف لنا وأنا أتطلع إلى العمل معها بشكل وثيق بشأن أولوياتنا المشتركة، من تغير المناخ إلى التجارة والأمن". وجاءت تهنئة جونسون في محاولة للتكيف مع الوضع الجديد بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب عن معارضته صراحة لسياسة رئيس الوزراء البريطاني فيما يتعلق بخروج لندن من أوروبا. ورغم الخلاف بين الشخصيتين جونسون وبايدن، إلا أن جانبا كبيرا من المراقبين يرون أن العلاقة الاستراتيجية التاريخية بين البلدين لن تتأثر كثيرا، وأن التقارب بين بايدن وجونسون قد بدأ بالفعل في ظل ترحيب واشنطن باتفاق خروج بريطانيا من أوروبا.

دليل تقارب

ووفق ما ذكرته صحيفة التليجراف البريطانية فإن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي الجديد سوف تكون إلى المملكة المتحدة كأول زيارة له بعد التنصيب، كما أنه سوف يقوم بزيارة ثانية إلى المملكة المتحدة في نوفمبر القادم لحضور مؤتمر قمة المناخ التابع للأمم المتحدة في جلاسجو، ويرى مراقبون أن هناك توقعات قوية بأن يدفن جونسون وبايدن خلافاتهما القديمة بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، مما يجعل عام 2021 عاما مثمرا بالنسبة لجونسون حيث يسعى إلى دعم التحرك تجاه تحقيق قدر من التواؤم بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في ملفات عدة وعلى رأسها قضايا معالجة التغير المناخي والعلاقات التجارية والتعاون الأمني والدفاعي بين البلدين.

قضايا مشتركة

يرى العديد من الدبلوماسيين البريطانيين أن هناك تقاربا منهجيا بين الجانب البريطاني والجانب الأمريكي بقيادة بايدن، حيث ان حكومة بريطانيا الحالية تحت رئاسة حزب المحافظين هي أقرب إلى الحزب الديمقراطي بقيادة بايدن عن حزب الجمهوريين الحالي، مما يجعل اتفاق المناهج بينهما يمثل قاعدة من بناء الثقة وإحداث اتفاق كبير على طي الصفحات السابقة وبدء صفحة جديدة في العديد من القضايا التي يتفق عليها منهج الحزبين، والتي من أهمها وفق ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المعركة ضد فيروس كورونا وتعزيز الديمقراطية والدفاع عنها وحماية المناخ والتعاون الأمني والدفاعي بجانب توحيد الرؤى تجاه العديد من القضايا ومنها إيران وروسيا والصين، وخطط الدفاع المشترك تحت مظلة حلف شمال الأطلنطي، مؤكدا أن أهداف بريطانيا والولايات المتحدة واحدة وسوف تعمل يدا بيد لتحقيقها، كما أن جونسون أوضح أن هناك قيما مشتركة بين البلدين بشأن حماية الحريات وحقوق الإنسان والتجارة الحرة والقانون الدولي، مؤكدا أن هذه القيم توحد ولا تفرق.

علاقات أقوى

وفي أروقة مجلس الوزراء البريطاني ظهرت العديد من الأصوات المؤكدة على التعاون والتوحد بين المملكة المتحدة وحكومة بايدن الجديدة، حيث أكدت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في تصريحاتها الصحفية أن العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون أقوى من اي وقت مضى وسوف تنتقل مستويات هذه العلاقة من قوة إلى قوة خلال الفترة القادمة، كما سارع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إلى التأكيد على تطلع بريطانيا إلى مزيد من التعاون مع إدارة بايدن الأمريكية الجديدة في مجالات عدة منها مكافحة فيروس كورونا، كما تستعد بريطانيا لتولي رئاسة مجموعة السبع العام القادم، بجانب استضافة المملكة المتحدة لقمة تغير المناخ الأممية في اسكتلندا هذا العام 2021، ووفق ما كان يتمناه جونسون فقد كان يطمح في عقد اتفاق تجاري ضخم مع الولايات المتحدة بعد الخروج من أوروبا، ونظرا لتغيير السياسات الأمريكية مع بايدن فإنه سوف يسعى للتوصل إلى عقد اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين أو التعاون في مجال منظمة التجارة العالمية لتسهيل عقد الاتفاقيات التجارية المشتركة.

آراء معارضة

وهناك العديد من الاختلافات بين المحللين حول مدى التقارب بين البلدين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة، حيث يشير عدد منهم إلى أن هذا التقارب ممكن حدوثه وان آخرين يرون أنه قد لا يحدث، حيث ذكر الخبير الاقتصادي أندرو غودوين كبير الاقتصاديين في مركز اكسفورد للاقتصاد، انه لا يعتقد أن الوضع سوف يتغير مع بايدن حيث العلاقات بين البلدين قائمة ليست على أشخاص، بل على دول وهذا ما تقوم عليه العلاقات بين الدول، مشيرا في تصريحه الصحفي إلى أن الاتفاق التجاري الذي ترغب فيه بريطانيا لعقده مع الولايات المتحدة به نقاط خلاف بين الجانبين فعلا من قبل، ويتوقف انجازه واتمامه على التوصل الى اتفاق بينهما حول هذه الخلافات، أما مدير برنامج أوروبا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إيريك براتبيرج، فيرى أن العلاقة بين جونسون وبايدن يحب أن يتم تعديلها لأن هناك الكثير من الاختلاف بينهما خاصة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي هناك الحاجة لتخفيف حدة التوتر في هذه العلاقة بينهما.

مساحة إعلانية