رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

6336

استاد البيت المونديالي يتأهب لدخول التاريخ

20 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
استاد البيت
محمود النصيري

يتأهب استاد البيت المونديالي بمدينة الخور الساحلية للدخول إلى التاريخ من أوسع أبوابه عندما يصبح بداية من الساعة السابعة مساء الاستاد الذي نال شرف استضافة المباراة الافتتاحية للنسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي تقام للمرة الأولى في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.

ويقع استاد البيت الذي يتسع لـ 60 الف متفرج على بعد 35 كلم شمال وسط الدوحة، حيث تم اختيار هذا الاستاد الأيقوني لاستضافة المباراة الافتتاحية لكأس العالم قطر 2022 منذ الرسم التخطيطي الأول له.

واعتمدت قطر على النسيج الغني لثقافتها من أجل الترحيب بالعالم، فدعت الزوّار للاستمتاع بالراحة التي اعتاد أن يوفرها هذا الجزء من العالم لضيوفه منذ قرون، لينقل استاد البيت مساء اليوم الصورة الأكثر إشراقا عن المنطقة العربية والشرق أوسطية التي ظلت تعاني من تبعات النظرة النمطية التي ربطتها بالصراعات والحروب على مر التاريخ، لتشكل منطلقا جديدا يمحو ما سبق ويؤسس للنظرة المستقبلية عن المنطقة التي تشهد تطورا ونموا يضاهي مثيلاتها في الدول الغربية.

سهولة الوصول إلى الملعب

يمكن للمشجعين الوصول بسهولة خلال نحو نصف ساعة سواء بالسيارات الخاصة أو المواصلات العامة التي توفرها الدولة، من الدوحة إلى ملعب البيت عبر طريق الخور الساحلي مباشرة، الذي تم إنشاؤه حديثا وفق المعايير العالمية، كما يمكن الوصول إلى طريق الخور من كافة مدن قطر عبر طريقي المجد والشمال.

وتعد محطة لوسيل أقرب محطات مترو الدوحة من ملعب البيت، وتقع على طريق الخور الساحلي مباشرة على بعد نحو 20 كيلومترا من الملعب، وهو ما يمكّن الجمهور من الانتقال بالمترو ثم استقلال حافلات النقل العام التي تمر بجوار المحطة مباشرة، وتستغرق نحو 20 دقيقة.

ثاني أكبر الملاعب الثمانية

يعد استاد البيت ثاني أكبر الملاعب الثمانية التي ستستضيف منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تتسع مدرجات الملعب لـ 60 ألف متفرج، ويستضيف 9 مباريات في كأس العالم، منها 6 مباريات في دور المجموعات؛ تبدأ بمباراة الافتتاح بين قطر والإكوادور مساء اليوم كما يستضيف مباراة واحدة في كل دور من أدوار ثمن النهائي وربعه ونصفه.

وتم افتتاح ملعب البيت رسميا بمهرجان فني وكروي ضخم في 30 نوفمبر 2021 بمباراة افتتاح بطولة كأس العرب 2021 بين منتخبي قطر والبحرين، والتي أُعلن فيها عن الافتتاح الرسمي للبطولة، في حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، الذي اجتهد في اختيار كلمات بالعربية لإلقاء كلمته في الحفل، الذي شهد حضور عدد من رؤساء الدول العربية وكبار المسؤولين.

احتفاء بالعراقة والأصالة

استوحي تصميم الملعب من بيت الشعر الذي سكنه أهل البادية، ويحتضن الهيكل الخارجي الذي يجسد شكل خيمة هائلة تغطي الملعب بأكمله، على شكل بيت الشعر، حيث استوحي اسمه منه.

وعادة ما يمكن معرفة بيوت الشعر الخاصة بالقبائل والعائلات البدوية بالنظر إلى خطوطها السوداء والبيضاء، وينعكس ذلك على واجهة الملعب الخارجية المميّزة، حيث يشعر المشجعون لدى دخولهم بحفاوة الترحيب من خلال نقوش السدو النابضة بالحياة، وتوحي بالعراقة حيث كانت تزين الخيم التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مر التاريخ.

كما يتميز استاد البيت بوجود سقف قابل للطي خلال 20 دقيقة فقط، يساعد في تحويل الاستاد إلى صالة رياضية يمكن استخدامها في الكثير من الأنشطة سواء رياضية أو غير رياضية.

كما يحتفي تصميم الاستاد بجانب من تاريخ قطر وتراثها الغني الذي يبعث على الاعتزاز بالماضي، ويجسد الموروث الثقافي في قطر والمنطقة على نطاق أوسع، كما يحمل الكثير من المعاني القيّمة ويعكس أصول الضيافة والترحيب التي يشتهر بها العرب.

 

استدامة 5 نجوم

تم إيلاء الاستدامة أهمية قصوى خلال كافة المراحل التي مر بها تشييد الاستاد بداية من مرحلة التصميم وصولا الى مرحلة الانشاءات والبناء، حيث صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم، لتقليل عدد المقاعد إلى نحو 32 ألف مقعد، مع التبرع بالمقاعد التي تتم إزالتها إلى الدول الأخرى للاستفادة منها في تشييد الملاعب والمنشآت الرياضية لديها.

ويمتد نهج الاستدامة من الملعب إلى مدينة الخور المحتضنة له، حيث تحظى هذه المدينة بالعديد من المتنزهات والبحيرات إلى جانب محمية خضراء تشكل حزاما ممتدا من الملعب حتى البحر، مما يسهم في ترسيخ إرث دائم من الملعب الأكثر ترحيبا في العالم.

وفي عام 2022 حقق استاد البيت إنجازاً بارزاً على صعيد الاستدامة بعد أن نال شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، ليصبح بذلك ثاني استاد مونديالي يحصل على هذا التصنيف المرموق من فئة الخمس نجوم.

ويمتاز استاد البيت بالعديد من الخصائص العصرية في مجال الاستدامة كواجهته الخارجية ذات الألوان الفاتحة والتي تسهم في تقليل الحرارة وتعزز من كفاءة تقنيات التبريد، وسقفه القابل للطي الذي يسمح بدخول ضوء الشمس الطبيعي لمساعدة العشب المتواجد بأرضية الاستاد على النمو.

وقد صنعت غالبية مواد بناء الاستاد محليا في دولة قطر، فيما تشكل المكونات المعاد تدويرها 20% من إجمالي المواد المستخدمة في تشييد هذا الصرح الرياضي، وقد جرى اختيار مختلف مكونات بناء الاستاد بعناية كالفولاذ، والزجاج، والأبواب الخشبية، والأعمال الخرسانية مسبقة الصب، علاوة على استخدام تقنيات الإضاءة الحديثة "إل إي دي" المنتشرة في أرجاء الاستاد، والتجهيزات الموفرة للمياه.

مناطق خضراء ومتنفس لأهل الخور

يضم استاد البيت أربعة ملاعب خارجية رئيسية يمكن استخدامها للتدريب أثناء البطولة، وستة مطاعم حول المناطق الخضراء المخصصة للعائلات والأصدقاء، وألعاباً للأطفال، كما يضم أكثر من 190 بوابة إلكترونية لدخول وخروج الجماهير، فضلاً عن 12 نفقاً للحالات الطارئة خاصة ما يتعلق بإخلاء الجماهير في حال حدوث أي طارئ، على أن تكون مخارج هذه الأنفاق على مسافة بعيدة من الملعب، وكذلك هناك نفق رئيسي للخدمات الخاصة بدخول وخروج الآليات اللوجستية ولتوصيل الطعام للمطاعم الداخلية في الاستاد.

ويعد الاستاد الأيقوني نموذجاً للتنمية الصديقة للبيئة والاستدامة، وذلك من خلال المساحات الخضراء الشاسعة التي تحيط به من كل الجوانب، والبحيرات التي تتخللها، وتعد متنفساً لأهل الخور ومحيطها للتنزه وقضاء العطل والإجازات،.

كما تضم حديقة ملعب البيت ملاعب كرة طائرة، وملاعب تنس، وأربعة ملاعب خارجية، وممرات للدراجات الهوائية لمسافة 3.44 كم، وما يزيد على 77 جهازاً رياضياً، ومسارات للجري بطولة 4.3 كم، وأماكن لألعاب الأطفال، مجهزة بـ 21 وسيلة ترفيهية، و4 أماكن خارجية مخصصة للصلاة، و16 مطعماً ومقهى، ومهبطا لطائرات الهليكوبتر، وساحة ألعاب لذوي الإعاقة، و5 دورات مياه.

 

 

حديقة البيت.. نموذجية

بالتزامن مع اليوم الرياضي لدولة قطر في عام 2020 افتتحت لجنة المشاريع والإرث حديقة ملعب البيت المونديالي في منطقة الخور شمال البلاد.

وتتميز حديقة استاد البيت بأن كل أعمدة الإنارة الخارجية بها تعمل بالطاقة الشمسية، كما تم إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في ري المساحات الخضراء، وأغراض التبريد، وتشكل المساحات الخضراء حوالي 30 % من مساحة المشروع، بالإضافة إلى أنه قد تم إعادة استخدام حاويات نقل، وتحويلها لمنافذ لبيع الأغذية والمشروبات، وتستخدم الأعمدة الخشبية القديمة لشبكة الهواتف في واجهات المطاعم.

وتبلغ مساحة الحديقة ما يعادل 30 ملعبا لكرة القدم، وتشتمل على أكثر من 1050 شجرة في الحديقة حول الملعب، بالإضافة إلى مساحات خضراء واسعة وبحيرة مائية و10 أماكن متنقلة خاصة بالمقاهي الخارجية ومطاعم الأكلات السريعة.

أنظمة تبريد صديقة للبيئة

استاد البيت هو أحد ملاعب كأس العالم 2022 الذي يستخدم تقنية تبريد المناطق لتبريد الاستاد من خلال محطة تبريد مركزية بقدرة تبريدية تصل إلى 30000 طن تبريد، وتقوم المحطة بتوزيع المياه المبردة بشكل مباشر على عدد كبير من وحدات معالجة الهواء الموزعة في الاستاد لتضمن درجة الحرارة المطلوبة لمنطقة مدرجات المشجعين وأرضية الاستاد.

كما يشار إلى أن المحطة تعتمد على استدامة الموارد المائية من خلال استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض التبريد بشكل مباشر وكذلك في ري المسطحات الخضراء من خلال محطة تنقية اضافية للمياه المعالجة في حديقة استاد البيت، مما يساهم في توفير المياه المحلاة الصالحة للشرب واستدامة مصادر المياه في الدولة.

ويعتبر نظام تبريد المناطق في تبريد الملاعب تقنية مبتكرة وصديقة للبيئة ومن أكثر الأنظمة فاعلية وموفرة للطاقة، وذلك لكونه الحل الأكثر استدامة حيث يوفر حوالي 40 % من الكهرباء و98 % من مياه الشرب عند مقارنته بحلول التبريد التقليدية.

9 مباريات على ملعب البيت

يستضيف الاستاد 9 مباريات في المونديال، بداية بالمباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور لحساب المجموعة الأولى، ثم مباراة المغرب وكرواتيا ضمن منافسات المجموعة السادسة يوم 23 نوفمبر الجاري، وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية في المجموعة الثانية يوم 26 نوفمبر.

ويشهد الاستاد في دور المجموعات أيضًا المباراة المرتقبة بين إسبانيا وألمانيا في المجموعة الخامسة يوم 27 نوفمبر، ومباراة هولندا وقطر في المجموعة الأولى يوم 29 نوفمبر، وكوستاريكا وألمانيا يوم 1 ديسمبر في ختام منافسات المجموعة الخامسة.

كما سيحتضن الاستاد المواجهة التي ستجمع بين أول المجموعة الثانية وثاني المجموعة الأولى، يوم 4 ديسمبر المقبل، ضمن منافسات دور الـ 16، إضافة إلى إحدى مباريات الدور ربع النهائي يوم 10 ديسمبر، على أن تختتم اللقاءات المونديالية على أرضية الاستاد بالمباراة الثانية في نصف نهائي البطولة يوم 14 ديسمبر.

 

الشرق تابعت الرحلة منذ البداية

تابعت جريدة الشرق عبر العديد من الحوارات الحصرية والتحقيقات الميدانية كافة المراحل التي مر بها المشروع منذ تدشين موقعه في 2015 مرورا بوضع خرسانة الأساس وصولا إلى رفع الأعمدة الجانبية وتشييد السقف ثم تركيب الغطاء الخارجي والانتهاء من كافة اللمسات الفنية والتقنية داخل هذه التحفة المعمارية الفريدة.

وفي نوفمبر 2019 كانت الشرق أول وسيلة إعلامية تقوم بجولة شاملة داخل الاستاد الذي اكتملت ملامحه آنذاك رفقة المهندس الدكتور ناصر حمد الهاجري المدير التنفيذي للمشروع الذي اكد أن الاستاد يعد اكبر مشروع رياضي متكامل يتم تشييده في العالم.

كما أكد الهاجري أهمية الإرث الذي سيتركه هذا الاستاد حيث سيتم تحويل الجزء العلوي منه إلى فندق من فئة 5 نجوم، كما سيشهد المكان إنشاء مركز للتسوق ومنطقة مطاعم ونواد للياقة البدنية وقاعة متعددة الأغراض، لينعم الضيوف والسكان بمجموعة متنوعة من المرافق والخدمات، كما سيحتضن أيضا فرعا لمستشفى سبيتار، على أن يتم التبرع بالجزء العلوي من المدرجات لبعض المشاريع الرياضية في الدول النامية.

وينتظر أن يتواصل الإرث الذي سيتركه الاستاد إلى المنطقة الخارجية المحيطة به، وذلك من خلال تحفيز الناس على اتباع أساليب الحياة الصحية والاهتمام باللياقة البدنية من خلال مسارات الركض، وركوب الدراجات الهوائية.

مساحة إعلانية