رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

475

الشيخ النعمة: استقرار الأمن أعظم نعمة تضمن إصلاح المجتمعات

20 نوفمبر 2015 , 10:40م
alsharq
محمد دفع الله

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن الله فرض الفرائض وحرم المحرمات وأوجب الحقوق رعاية لمصالح العباد، كما أن الله تعالى جعل الشريعة أيضا غذاء لحفظ حياتهم ودواء لدفع أدوائهم.

وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب اليوم، إلى أن دعوة الرسل جاءت بإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وحده بخضوع وخشوع وطمأنينة.

ولفت إلى أن أول تضرعات الخليل إبراهيم عليه السلام لربه كانت أن يبسط الأمن على أفئدة المسلمين فقال "رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا"، وقد استجاب له المولى سبحانه، فقال عز من قائل "وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا".

وأكد خطيب جامع الإمام أن الأمن هو النعمة التي يخطب ودها الصغير والكبير وتحشد الدول والمجتمعات الحشود والجهود من أجل بقائها ونمائها، كما أنها النعمة التي تُري الحياة جميلة والآفاق رحبة فسيحة، وهي النعمة التي ليس هناك أجلُّ منها ولا أعظم إلا نعمة الإسلام.

السلام هدف الأمم

وأوضح أن نعمة الأوطان والسلامة في الأبدان وهي أكبر نعمة وأعظم طٌلبة تسعى إلى تحقيقها الأمم والشعوب ويطمح إليها الأفراد والمجتمعات باعتبارها سبيل الدعة والطمأنينة وطريق الرخاء والاستقرار، مشيراً إلى أن بها تعم البركات وتصلح الأحوال وتهنأ الحياة ويعيش الناس في أمن وطمأنينة وراحة بال.

وتابع: يكفينا للدلالة على فضلها وأهميتها ما رواه الترمذي عن عبيد الله بن محصن الأنصاري رضي الله عنها قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها).

وحثّ فضيلته المصلين على أن يتذكروا عندما ينامون قريري العين هادئ البال مطمئنين، أن هناك من ينام على الكوارث المفزعة ويستيقظ على دوي المدافع ورجف القنابل وصوت الرصاص.

ونوه إلى أنه لا قيمة للقمة يأكلها المرء وهو خائف أو شربة يشربها الظمآن، وهو متوجس قلق أو نعسة نوم يتخللها يقظات أو علم وتعليم وسط أرجاء محفوفة بالمخاطر.

كيف نحافظ على الأمن؟

وجدد الشيخ النعمة تأكيده بأنه إذا أصبح المرء المسلم آمنا في سربه فإن هذا يعد من أول بشائر يومه وغده، وبيَّن أن صحة البدن وقوت اليوم ما هما إلا مرحلة تالية لأمنه في نفسه وفي مجتمعه متسائلا .. كيف يصح بدن خائف؟ وكيف يكتسب من لا يأمن على نفسه وبيته؟

وشدّد على أن هذا يفرض علينا أن نقدر حقيقة نعمة الأمن وأن نستحضرها نصب أعيننا بين الحين والآخر، حتى لا نكون فاقدي الإحساس بها، ولا سيما أننا حين نلتفت بإبصارنا يمنة ويسرة نرى بعض الأقطار الملتهبة بالصراع، والتي يعتدي بعضها على بعض من الداخل، أو بما هو أدهى وأمرُّ من خلال سطوة البغاة عليها من الخارج.

وذكّر الخطيب أن هذه هي النعمة التي ألفناها حتى نسينا فضلها ومعناها وطعمنا خيراتها، ولكنا أهملنا أسبابها ومقوماتها، مُشيراً إلى أنها نعمة عشناها وما زلنا نعيشها، بينما غيرنا يتمناها، كما أننا نتقلب في أفيائها، بينما غيرنا يسمع بوصفها وأنبائها.

ونبّه إلى أن من فقد الأمن واختل في نفسه الإيمان، فلا سماء تظله ولا أرض تقله، وقد قيل قديما "الأمن نصف العيش" كما قيل أيضا " أن أدوم الناس سرورا الآمن".

وأضاف: لقد جاء الإسلام بأمنه وإيمانه فأمن الناس فيه على أرواحهم وممتلكاتهم وبشرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم إن هم استقاموا على دعامتي الأمن - ألا وهما الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح- أن يتحقق لهم الأمن المنقطع النظير في دنيا الواقع، وأن يجعلهم الله سبحانه وتعالى خلفاء الأرض وأن يبدلهم من بعد خوف أمنا حتى يسير الراكب من صنعاء حتى حضر موت لا يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه.

المسلم مأمون الجانب

وأكد أن المسلم الصادق مأمون الجانب لا يقع في الآثام والجرائم ولا يقع في ترويع الآمنين وإثارة الرعب في نفوس المطمئنين؛ لأن إيمانه مانع له وحائل، فهو يؤمن أن الله لا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وإنه مطلع عليه يراه أينما كان وكيفما كان، مشيرا إلى أن هذه هي التربية الإيمانية الدافعة إلى صيانة الأمن ودوام الاستقرار في المجتمع والأمة.

وأوضح أن هذا هو ما علم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله تعالى عليهم، وقد روى أبو داود والترمذي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي عليه الصلاة والسلام، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع الصحابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً).

وتساءل الشيخ عبدالله النعمة: فكيف إذا انضم لهذا الترويع القتل وإزهاق الأرواح والتعذيب والإهانة أو التدمير والهلاك للممتلكات أو التعدي على الحرمات؟، مُشيراً إلى أنه لا شك أن الوزر سوف يكون أعظم والإثم أشد والعقاب أنكى وأمر.

وأكد النعمة أن المسلمين جمعياً مسئوولون عن حماية الشريعة وعن إقامة الصفات الأخلاقية الكريمة وتحقيق الأمن في مجتمعاتهم وأن يحاربوا الفساد والإجرام ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من خلال تضافر جهودهم وتلاحم صفوفهم وتوحد أصواتهم لأمن المجتمع وسلامة ما فيه من الأرواح والأعراض والممتلكات، وعن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنّا"، كما قال صلى الله عليه وسلم "سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ".

مساحة إعلانية