رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2298

كتارا ترمم موقع "بري المفرص" الأثري بجهود شبابية

20 نوفمبر 2014 , 07:53م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

يواصل مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية فعالياته اليوم الجمعة وذلك لليوم الرابع على التوالي من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمسابقات الهادفة إلى دعم الثقافة البحرية وتعزيز حضور الموروث البحري في ذاكرة الناشئة، حيث ستشمل الفترة المسائية التي ستنطلق الساعة الثالثة مساءً مجموعة من الفقرات اليومية للمهرجان منها معرض المحامل، القرية التراثية، الفرق الشعبية، عرض المهن التراثية المتعلقة بمهن البحر، بالاضافة إلى انطلاق عدد من المسابقات: وهي مسابقة التجديف "الشواحيف" مسابقة الغوص على اللؤلؤ ومسابقة الغيص "كتم النسم" وسباق المحامل الشراعية.

وكان المهرجان قد شهد زيارة عدد من الشخصيات رفيعة المستوى من أبرزها سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة والذي كان في استقباله سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الذي اصطحبه في جولة في أجنحة المهرجان.

كما شهد أمس الخميس إقامة احتفال "الدشة" لدخول المحامل إلى البحر في مسابقة الغوص على اللؤلؤ حيث ستبقى المحامل في البحر لمدة 3 أيام لتعود في اليوم الأخير للمهرجان وتسمى عودة السفن من الغوص "القفال".

ترميم موقع "بري المفرص"

وفي مؤتمر صحفي عُقد مساء اليوم، الخميس أفصح السيد أحمد الهتمي رئيس المهرجان عن تفاصيل الموقع الأثري البحري "بري المفرص" والذي بادرت كتارا بترميمه بتوفير كل الامكانيات وذلك بالتنسيق مع إدارة الموانئ وخفر السواحل، وقام مجموعة من الشباب القطري المتطوع المهتم بإحياء تراث الأجداد وصيانته من الاندثار بالترميم بالطريقة التقليدية.

وقال الهتمي إن فكرة ترميم هذا الموقع كانت باقتراح من الوالد ماجد بن محمد الكواري في مسابقة الميّني حيث تشجعت للفكرة وبدأنا العمل عليها ويعود تاريخ هذا الموقع إلى زمن الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني الحاكم في تلك الفترة حيث اقترح عليه الانجليز أن يتم بناء بري "برج" على الفشت الذي يقع شمال رأس أبو عبود بحراً وذلك خوفاً من اصطدام السفن به لوقوعه في بعض المياه الضحلة "مدخل الدوحة" وكان الوالد شاهين بن أحمد العسيري في المجلس فطلب من الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني أن يقوم هو ببناء "بري المفرص" وقد وافق الشيخ عبدالله على اقتراح شاهين بن أحمد العسيري وقام ببنائه في عام ١٩٢٠ تقريبا.

توصيات سمو الأمير الوالد

وأضاف الهتمي قائلا لقد أطلعت سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ترميم الموقع عند تشريفه لنا بافتتاح المهرجان وقد استحسن الموضوع وشجعنا على المضي قدما في مثل هذه المشاريع ذات السمة الثقافية والحضارية والتي من شأنها أن تحافظ على تراث الأجداد. وبناء عليه نحن نخطط لترميم موقع آخر هو بري العسيري حالة أم الخيفان في السنة الجديدة بالاعتماد على جهود تطوعية شبابية.

وفي حديثه عن مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية، قال الهتمي إنّ المهرجان يلقى دعما وتشجيعا ورعاية من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى، لأنه يعمل على إحياء التراث البحري وتعريف الجيل الجديد بحياة الآباء والأجداد، وأشار إلى أن هذا الملتقى التراثي الضخم وغير المسبوق نجح في استقطاب المهتمين بالتراث البحري على مستوى قطر والمنطقة، لافتا إلى أن المهرجان يشهد ارتفاعا في عدد المشاركين كل عام لأنه يضم أهل الخليج الذين يجمعهم تاريخ وماض واحد وعادات وتقاليد مشتركة، ويختزنون في ذاكرتهم الموروث الشعبي نفسه.

وأوضح رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية أنّ الملتقى التراثي البحري قد حقّق العديد من الانجازات أهمها ظهور جيل جديد من الشباب مهتم بتراثنا البحري وما يتعلق به من مفردات عريقة مثل اقتناء المحامل التقليدية، والرياضات المتعلقة بها مثل سباق التجديف والشراع بالاضافة إلى استعادته هواية الصيد والغوص، والصناعات اليدوية والتراثية المرتبطة بها ايضا والمتوارثة أبا عن جد وهو ما نجم عنه ظهور نخبة من الشباب القطري والخليجي المحب والعاشق للتراث البحري وأدواته وصناعاته، وأكد الهتمي أن الجمهور سيكون اليوم الجمعة على موعد مع مفاجأة كبرى داعيا إياهم للمواكبة والحضور.

إعلان النتائج

وكان يوم أمس قد شهد اشتداد المنافسات في مسابقة الشراع حيث فاز بالمركز الأول فريق رسلان في حين فاز فريق الخور بالمركز الثاني وفريق المها بالمركز الثالث. وكان قد شارك في هذه المسابقة 9 محامل قطرية. وسيكون التتويج يوم السبت 22 نوفمبر الجاري.

كما انطلقت يوم أمس الخميس مسابقة الغوص على اللؤلؤ والتي سجلت مشاركة 10فرق هي: فريق الغاريّة وفريق بلحنين من قطر وفريق لِشخرة وفريق صور من سلطنة عمان وفريق فتح الخير وفريق السد العالي من البحرين وفريق غواص اللؤلؤ من المنطقة الشرقية في السعودية وفريق فَراسان من جازان من المنطقة الغربية في السعودية إضافة إلى فريقين من الكويت.

وقد رافق خروج اليزوة والنواخذة إلى البحر احتفالية "الدشة" التي أقيمت على شاطئ "كتارا" وهذه الاحتفالية كانت تقام قديما عند دخول البحارة "النواخذة واليزوة" للبحر وتوجههم إلى سفن الغوص للانطلاق بها إلى مغاصات اللؤلؤ "الهيرات"، حيث أضفت هذه الاحتفالية المستمدة من التراث البحري القطري، البهجة والسرور والحماس في نفوس المشاركين والحضور، كما عبرت بصدق عن الصورة الجميلة للموروث الشعبي لمراسم وطقوس رحلات الغوص، بكل ما يكتنفها من مشاهد واقعية تتخللها الأهازيج والأغاني البحرية الجميلة، عبر فقرات تحاكي نفس ظروف وملامح وتفاصيل الرحلات البحرية، والتي كانت تعد من صميم حياة الأجداد ومصدر عيشهم في عصر صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ.

ورسمت الاحتفالية بالنغم واللحن والصوت الجميل مشاهد في غاية الابداع والجمال حينما يتوجه البحارة إلى المحامل، وسط توديع الاهالي لهم، في احتفالية تراثية شارك فيها الرجال والنساء والأطفال،حيث جسدت فيها مشاعر الحزن والقلق التي كانت تكتنف أهالي البحارة كونها رحلة جلب الخير والرزق، حيث استخدم فيها ألوان من التراث الغنائي القطري مثل فن "الخماري" الذي يتسم بالحماسة والحيوية، عبر الابتهال إلى الله والتضرع إليه سبحانه والدعاء بالتوفيق وتسهيل الرزق.

إشادة الضيوف

وأكد مشاركون من كافة دول مجلس التعاون أهمية هذا المهرجان مثمنين مجهودات القائمين عليه مشيدين بما تبذله المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا من جهود في سبيل احياء التراث وابتكار المناسبات والمهرجانات التي من شأنها أن تجمع مشاركين من مختلف دول الخليج وتقوي أواصر التعاون بينهم.

وفي هذا السياق قال أحمد باداوود وهو صحفي بجريدة عكاظ ومشارك في مسابقة الغوص على اللؤلؤ من السعودية: إن المهرجان فوق العادة ونحن نشكر إخوتنا في قطر على كرم الضيافة وحسن التنظيم وهو ما جعل هذا المهرجان بمثابة عرس خليجي يجتمع فيه الاخوة لاستذكار بطولات وحكايات الأجداد الذين عاشوا التاريخ نفسه وما ارتبط به من ظروف صعبة واجهها الاولون بكثير من الصبر ونحن اليوم نستذكر هذه البطولات بكل فخر. مضيفا ان للمهرجان جمهور واسع في المملكة العربية السعودية يتابعون فعالياته ومسابقته سواء عن طريق الحضور لكتارا أو بواسطة متابعة التغطية الاعلامية. ونحن سعداء بتأهل المتسابقين السعوديين إلى نهائي مسابقة الغوص ونتمنى التوفيق للجميع.

و قال رشيد اليافعي صحفي من سلطنة عمان إن المهرجان قد تزامن مع احتفالات السلطنة بعيدها الوطني 44 والذي احتفل به المهرجان وكانت اجواء رائعة. وأضاف نشكر اللجنة المنظمة للمهرجان التي لم تبخل علينا بتوفير كل ما نحتاجه ونحن سعداء بهذا الحضور الجماهيري الغفير من مختلف الجنسيات الذي ينم على سمعة المهرجان المتميزة كأبرز مهرجان في المنطقة يهتم بالتراث البحري القطري والخليجي. ولقد كان المهرجان فرصة تعرفنا خلالها على عدد من الاخوة من دول مجلس التعاون وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا كبيرا للمهرجان أن يزيد من روابط التعاون والتكاتف بين الاخوة. وأشاد بالمشاركة العمانية خاصة مع حصولهم على المراكز الاربعة الاولى في مسابقة التجديف.

كما استقطب المهرجانات العديد من وسائل الاعلام الأجنبية من خارج منطقة الخليج ومنها تلفزيونات وإذاعات من الهند وكوريا الجنوبية وفي هذا السياق أكد السيد بارك من كوريا أنهم قدموا خصيصا لمواكبة المهرجان واعداد وثائقي متكامل عن مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية والذي يسلط الضوء على التراث البحري القطري والخليجي وهذا ما يودون ايصاله ونقله إلى الجمهور في كوريا.

وقدم الفريق الكوري شكره للجنة المنظمة للمهرجان على حسن الضيافة ومرونة التعامل التي سهلت لهم مهمتهم. مبدين اعجابهم بكتارا هذا الصرح الثقافي الكبير الرائد وما تسعى إليه باعتبارها ملتقى للثقافات والشعوب، من جهة أخرى جذب مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية عددا كبيرا من السياح الأجانب.

وفي هذا السياق قالت السيدة سبالوري مورجان التي كانت برفقة زوجها ديفيد مورجان: قصدت ان تكون زيارتي لقطر بالتزامن مع مهرجان كتارا للمحامل للاستمتاع بما يقدمه من انشطة وفعاليات تعرف بالتراث البحري وجميل جدا ان نطلع على هذا الجانب من قطر التي تشهد تطورا كبيرا. أتابع بشغف كل ما يقدمه مهرجان كتارا للمحامل خاصة القرية التراثية وتعجبني العروض الشعبية كما يعجبني هذا الالتقاء بين الناس من مختلف الجنسيات.

مساحة إعلانية