رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3940

أردوغان لنتنياهو: لن نعطيك "نقش سلوان".. ما قصته ولماذا تريده إسرائيل؟

19 سبتمبر 2025 , 07:21م
alsharq
الدوحة – موقع الشرق

وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، رسالة حادة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بشأن محاولا حصول إسرائيل على نقش "سلوان" الأثري.

وقال أردوغان في كلمة خلال مشاركته في مهرجان "تكنوفيست إسطنبول": "أحدهم (نتنياهو) ظهر دون أدنى حياء وهو يسعى للحصول على نقش سلوان، فضلا عن هذا اللوح لن نعطيك ولو حجرا صغيرا واحدا من القدس الشريف".

وكان نتنياهو قد ظهر مؤخراً في فيديو يشرح فيه محاولته الحصول على "نقش سلوان" التاريخي من تركيا، وهو على حد زعمه يثبت أن القدس لليهود، غير أنه لم يتمكن من الحصول عليه بسبب موقف أردوغان حينما كان رئيساً لبلدية إسطنبول.

  • ما قصة نقش سلوان؟

تقول  الرواية اليهودية المزعومة، بحسب ما أورده الإعلامي التركي كمال أوزتورك في مقال بموقع الجزيرة نت، إنه قبل نحو 2725 عاما، وتحديدا في عهد الملك الآشوري سنحاريب (705-681 ق.م)، حاصر الآشوريون مدينة القدس، وأبرز مشكلات الحصار آنذاك كانت صعوبة وصول السكان إلى مصدر المياه الواقع خارج الأسوار، فقد كان النبع الذي يزوّد القدس بالماء هو "عين سلوان" الكائن في وادي قدرون بالقدس الشرقية اليوم.

أما ملك يهوذا حزقيا (725-697 ق.م)، فقد سعى إلى مواجهة هذه المعضلة عبر حفر نفق يصل المدينة بالنبع مباشرة ليؤمّن المياه لسكانها، وقد اكتمل شقه بالفعل، وأُدخلت المياه عبره إلى المدينة، وعلى مدخله نُقش نص عبري على لوح من الحجر الكلسي يصف عملية جلب المياه وكيفية إنجاز المشروع.

ومع مرور القرون، طُوي ذكر النقش في غياهب النسيان. غير أنه في عام 1880، وأثناء أعمال تنقيب جرت في الصخرة التي يخرج منها نبع سلوان إبان العهد العثماني، عُثر على النفق والكتابة المنقوشة. ثم نُقل إلى إسطنبول وأُدرج عام 1882 في سجل مقتنيات "متحف همایون" الذي يُعرف اليوم باسم "متحف إسطنبول للآثار".

تستند إسرائيل إلى هذا اللوح في ادعائها أن القدس تعود ملكيتها الأصلية إلى اليهود، وتعتبره الدليل الملموس الأبرز على ما ورد في التوراة بشأن حفر النفق. بل وتتعامل معه بوصفه أشبه بـ"صك ملكية" يثبت أن القدس لهم.

ويرى المؤرخون والساسة اليهود أن هذا اللوح يشكل برهانا قاطعا على أن "القدس مدينة يهودية خالصة، ولا يحق للمسلمين أو المسيحيين أن يطالبوا بحق فيها". ولأجل ذلك، سعت إسرائيل طوال سنوات إلى استعادة هذا اللوح التاريخي، غير أن محاولاتها المتكررة باءت بالفشل، إذ رفضت تركيا مرارا تسليمه إليها.

  • ماذا نقش على اللوح الحجري؟

يوضح بيان أرسلته إدارة متحف إسطنبول للآثار إلى الجزيرة نت مضمون النقش المكتوب على اللوح الحجري من الكلس، والمسطّر باللغة العبرية باستخدام الأبجدية الفينيقية، على النحو الآتي:

- السطر الأول: الحفر، كيف جرى الحفر، ثم..

- السطر الثاني: كانت المعاول متقابلة في اتجاه واحد، ولمّا تبقى سوى ثلاثة أذرع لسماع الأصوات.

- السطر الثالث: وكانت تلك الأصوات صرخات الرجال بعضهم إلى بعض، إذ كان النفق يُشق من الشمال والجنوب حتى التقى في نقطة واحدة، وفي ذلك اليوم..

- السطر الرابع: تم فتح القناة، والتقى الحفارون ومعاولهم وجها لوجه.

- السطر الخامس: وجرت المياه من النبع إلى الحوض على بُعد ألف ذراع.

- السطر السادس: وكان سمك الصخر فوق رؤوس العمّال مائة ذراع.

  • الآثار المكتشفة تثبت عكس ذلك

من جهته أكد عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المطالبة بقطعة أثرية تسمى "نقش سلوان" هي واحدة من محاولاته الدائمة لاختراع شيء يربط دولته بالأرض الفلسطينية.

وأشار معروف في مداخلة على الجزيرة مباشر إلى أن إثارة الجدل حول هذا النقش ليست أول مرة ولكنها طرحت سابقا في عام 2022 عند زيارة رئيس دولة الاحتلال إسحاق هيرتسوغ إلى تركيا، وخرجت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بإشاعة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيهدي هذا النقش للرئيس الإسرائيلي، وهو الأمر الذي رفضته تركيا رفضا قاطعا وتم نفي هذه الإشاعة في ذلك الوقت.

وأوضح معروف أن النقش، الذي يدعي الإسرائيليون أنه يوثق وجود مملكة يهودية قبل 2700 عام، لا يذكر أيا من التفاصيل التي يروجونها، كما أن أجزاءه محطمة.

وأضاف أن النقش مختلف عليه بين المؤرخين الإسرائيليين أنفسهم، مشيرا إلى أن هذا الإصرار يذكر بسوابق أخرى، مثل ادعاءات إسرائيلية حول “رمانة سليمان” ونقش ملكي آخر، والتي تم الترويج لها كأدلة قاطعة على وجود معبد سليمان قبل أن يتم الكشف لاحقاً عن كونها عمليات تزوير متقنة.

وأكد معروف أن الواقع يقول إن الآثار التي اكتشفت في مدينة القدس تعود إلى ما أكثر من 4500 إلى 5000 سنة كلها تنطق بعروبة هذه الأرض ولا يوجد ما يؤكد وجود مملكة يهودية قديمة في تلك المنطقة.

مساحة إعلانية